حذر من خطورة "الدعوات المذهبية"
العوا.. الشيعة لم يحرفوا القرآن والتقريب بين المذاهب "تعبير خاطئ"
رفض مقولات النوري
الإمامة وولاية الفقيه
"خطورة أموال التشيع"
القاهرة- العربية.نت
أكد المفكر الإسلامي الدكتور محمد سليم العوا أن هناك نوعا من "المعرفة المغلوطة" التي تشيع بين السنة والشيعة. وأن أكثر أهل السنة لا يعرفون عن الشيعة سوى أنهم طائفة تغالي في التشيع، إلا أن الشيعة يعرفون عن السنة الكثير.
وحول قضية تحريف القرآن الكريم أوضح العوا أن الشيعة لم يحرفوا القرآن الكريم وهذا من الأخطاء الشائعة والتي تم إنكارها مرتين من قبل أئمة الشيعة أنفسهم، وأما مقولة أنهم، أي الشيعة يعتبرون كلا من سورتي "الشرح والضحى واحدة"، فأقول إن الإمام محمد عبده كان يقرأ السورتين ببسملة واحدة دون أن يكون شيعياً.
وأشار العوا إلى أنه تأكد بنفسه من أن مصاحف إيران كلها مطبوعة على قراءة حفص، وأن السورتين مفصولتين في المصحف المطبوع وذلك لعدم مخالفة جمهور المسلمين في ذلك حتى وإن كان لهم رأي مختلف.
وكشف الدكتور العوا في المحاضرة التي القاها في نقابة الصحفيين المصريين مؤخرا أن بعض متأخري الشيعة هم الذين قالوا بتحريف القرآن الكريم وذلك عام 1320 هجرية أي منذ 107 سنة والوحيد الذي قال بذلك هو "الشيخ محمد النوري" في كتابه "فصل الخطاب في تحرف كتاب رب الآفاق" قائلا بتحريف القرآن الكريم.
رفض مقولات النوري
وأشار العوا إلى أن الحوزة العلمية وعلى رأسها الإمام الشيرازي رفضت مقولات المحدث النوري وسفهت من رأيه واستبعدت كل ما جاء به هذا النوري. إلا أن النوري ألف كتابا آخر بعنوان "رفع الارتياب عمن شكك في تحريف كتاب رب الأرباب"، لكن أئمة الشيعة قالوا إن الروايات التي جمعها النوري غير صحيحة، والخميني شخصيا رد عليه وقال إن رواياته ضعيفة ووصفه بالكاذب". وأن أكثر من 22 من علماء الشيعة الكبار يرفضون ما جاء به النوري.
وفيما يخص حكاية مصحف فاطمة أوضح الدكتور العوا أنه لم يقل أحدا من الشيعة أن مصحف فاطمة قرآن وقالوا إنه كتاب فيه علم، لكن لا يوجد عالم قال إنه قرآن أو نقص من القرآن وخلافه.
وأشار الدكتور العوا إلى أن الالتزام بالأركان العملية كالصلاة والزكاة والصوم والحج والصيام، لا خلاف فيها بين سني وشيعي، والخلاف الموجود فهو في مسائل فرعية، مستشهدا بما قاله الإمام التسخيري بأن هناك 90% مشترك والخلاف في 10% فقط.
وانتقد العوا ما يقول به بعض أئمة الشيعة فيما يخص مسألة "العصمة" أي عصمة الأئمة الاثناعشر والنظر إلى الإمام باعتباره مؤتمن على وحي أي أنه "قيم"، وأن هذه العصمة جاءت من وراثة الأئمة لمنصب النبوة عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وهذه العصمة بالطبع نرفضها جملاً وتفصيلاً.
وانتقد العوا في حديثه ما يسمى بمنهج التقريب بين المذاهب، قائلاً: إنه تعبير خاطئ لأنه لا يمكن التقريب بين المذاهب ولكن التقريب يكون بين أهل المذاهب فهناك فروق عقدية ومذهبية بين السنة والشيعة، ورغم ذلك هناك ما يسمى بالجوامع بيننا وبينهم والتي تتلخص في الإيمان بالله ربا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا وبكل ما جاء به هذا النبي العظيم.
الإمامة وولاية الفقيه
وانتقل العوا في حديثه إلىٍ مسألة أخرى شائكة ألا وهي مسألة "الإمامة" حيث يرى الشيعة أنها وضع إلهي والحقيقة أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يعين أحداً من بعده إماماً على المسلمين وترك الخلافة شورى بين المسلمين، أي بالبيعة العامة.
وأضاف أن هذا الأمر ترتب عليه الإيمان بالإمام المهدي المنتظر وهو الإمام الاثنا عشر الغائب، والحقيقة أن كل ما جاء عن المهدي من مرويات عندنا أو عندهم ليست من أصول الإسلام.
وانتقد الدكتور العوا ما يسمى بعقيدة "التقي" وعلى المسلم أن يقول ما لا يعتقد لاتقاء الشر، موضحا أننا "نرفض هذه العقيدة وعلى المسلم ألا يقول ما لا يعتقد" .
"خطورة أموال التشيع"
ووجه العوا اللوم في كلامه إلى "خطورة الدعوات المذهبية" مشيرا إلى أن كل مذهب يعتقد أنه على الطريق الصحيح، ولكن ليس من حق أتباع المذاهب المختلفة الدعوة إلى التشيع أو التسنن. وألا تتخذ الدعوة إلى التشيع المذهبي سلماً للتشيع السياسي، وحذر من "خطورة الأموال التي توجه إلى التشيع" والسبب في ذلك هو أن خمس مال كل شيعي يذهب على سبيل الزكاة لمؤسسات تسعى إلى نشر الدعوة إلى المذهب الشيعي.
ورفض العوا ماجاء ببعض المؤلفات الشيعية من سب لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أبو بكر وعمر وأم المؤمنين السيدة عائشة، قائلاً: إن مسألة ترك سب الصحابة تنتشر شيئا فشئيا في إيران، والإمامين التسخيري والخراساني، لم يخالفا الإمام القرضاوي في دعوته إلى التخلي عن سب الصحابة رضوان الله عليهم.
ورفض الدكتور العوا هذه "التجاوزات والتجرؤ على الصحابة الكرام"، مشيرا إلى أن كتاب "بحار الأنوار" الذي جاءت به هذه التجاوزات والمكون من 25 مجلدا في طبعته القديمة قد تمت طباعته الآن بدون الأجزاء الخمسة التي يسب فيها الصحابة، والطبعة الجديدة هي طبعة بيروت.