مؤسسة العراق للإعلام والعلاقات الدولية: المشكلة الحدودية مع الكويت ترجع إلى ضعف الدولة العراقية في بسط سيطرتها على كامل حدودها


حاوره حسين الحربي: أكدرئيس مؤسسة العراق للاعلام والعلاقات الدولية صادق الموسوي ان المشكلة الحدودية مع الكويت ترجع الى ضعف الدولة العراقية في بسط سيطرتها على كامل حدودها، لافتا الى ان القوى السياسية التي لا تحمل السلاح تريد الكويت جارة مطمئنة ومستقرة. آملا ان ترسل الكويت اشارة الى بغداد لتبادل السفراء بين البلدين.


وقال الموسوي في حديث خاص مع «الرأي العام» خلال زيارته البلاد ان العراق خلال الأشهر الستة المقبلة أمام خيارين، اما التقسيم واما الانقلاب العسكري، موضحا ان سيناريو الانقلاب هو الأقرب حيث ان هناك اجتماعات سرية تجرى في دول مجاورة لتشكيل مجلس عسكري لقيادة البلاد قريب من النموذج التركي وهذه الاجتماعات تضم عددا من الضباط العسكريين السابقين والمخابرات الأميركية.
وكشف الموسوي ان قرارا جديدا سوف يصدر من الأمم المتحدة بعد الانقلاب يعطي صلاحيات لرئيس سلطة التحالف في العراق بإدارة البلاد وتجميد الدستور وحل الحكومة وحل البرلمان وتشكيل مجلس عسكري من كبار الضباط السابقين لمواجهة الميليشيات وحفظ النظام.
وأكد الموسوي ان ايران لها اليد الطولى في دعم الميليشيات في السابق ثم تحولت الى الدعم السياسي لمؤسسات المجتمع المدني وذلك عقب وصول المقربين منها الى دائرة الحكم.



وشدد الموسوي على ان الدينية السلفية المتشددة زرعت الأفكار المتطرفة لدى سنة العراق لمواجهة الروافض «الشيعة» في العراق، موضحا ان الميليشيات الارهابية التي جاءت من الخارج ضعفت بعد مقتل الزرقاوي، وخصوصا السنية التي شعرت بالخطر، مشيرا الى ان الفكر السلفي المتشدد وراء تفجير مرقد الامامين العسكريين، فأصبحت حرب الميليشيات تحت أنظار الحكومة مما أعطى المقاومة العراقية الشرعية من الأحزاب والقوى السياسية لحمل السلاح.


وأضاف الموسوي ان الارهابيين يأتون من بلاد عربية عدة كاشفا ان المخابرات الأميركية تقوم بدور قذر عبر غض الطرف بالسماح للارهابيين بالخروج من بلادهم ووصولهم للعراق ومن ثم القاء القبض عليهم وترحيلهم الى جهات غير معلومة للحصول على معلومات تخدم المصالح الأميركية.


وقال الموسوي ان مسعود البرزاني مستاء من مؤتمر العشائر الذي عقد في العراق لتجاوزه الخطوط الحمراء وذلك بتجميد الفيديرالية لمدة خمس سنوات وعودة حزب البعث، مؤكدا ان مقتدى الصدر (الزعيم الشيعي البارز) ليس مشكلة ولكن المشكلة تكمن في الميليشيات التي لا قيادة لها.
وفي ما يلي تفاصيل الحوار:


• متى في رأيكم ستعطي الخطة الأمنية التي وضعها رئيس الوزراء نوري المالكي نتائجها الايجابية؟
- الحقيقة ان بحثا جاريا كان بين الحكومة العراقية المنتخبة والأميركان لتسلم الملف الأمني الذي صار حاليا بيد الحكومة العراقية لأن الحكومة الآن دائمة، لكن هناك نقصا في تسليح الجيش والشرطة وهناك ايضا عدم ثقة بين القوات متعددة الجنسيات والقوات العراقية ولهذا انعكس عدم ثقة في الاتفاق الأخير، خصوصا ان الحكومة العراقية كانت تريد بسط سيطرتها على الملف الأمني لأنها حكومة دائمة منتخبة ويحب ان تثبت للشعب العراقي جدارتها، أي حكومة بلا صلاحيات على الأرض لا تستطيع ان تضبط الأمن في البلد، فالحاصل حاليا ان أي قطع يحتاجون تحريكها من منطقة الى منطقة يجب أن يكون تحت قرار صادر من رئيس القوات المتعددة الجنسيات أو لجنة العمليات المشتركة. الملف الأمني في العراق ليس سهلا، لأن تسليح قوات الجيش والشرطة العراقية يخلق نوعا من المحاذير، كون القوات المتعددة الجنسيات تخشى من تسريب هذه الأسلحة الى المجموعات الارهابية التي تريد مقاومة الوجود الأجنبي في العراق، وفي الوقت ذاته، فإن عدم تسليح الجيش والشرطة سيبقى القوة العسكرية الأجنبية هي صاحبة القرار على التحرك العسكري على الأرض، ولهذا لن تعطى الحكومة نوعا من الصلاحيات بتحريك هذه القوات لمواجهة المجموعات الارهابية في العراق، هذه كلها قضايا مرتبطة بعضها بعضا لأن الحكومة بدأت تحل قضاياها من خلال تسلم الملفات الأمنية وكان آخرها ملف بغداد الأمني.


• هل المشكلة الأمنية تتعلق فقط بالمجموعات الأصولية الإرهابية وفلول البعث أم ان الميليشيات الشيعية أيضا هي المشكلة؟
- في هذه المسألة هناك تعقيدات تختلف عما يعكسه الإعلام والموجود على الأرض ان هناك جهات كاملة تدعي انها مقاومة للوجود الأجنبي وهذه المقاومة التي تقاوم الوجود الأجنبي لديها بعض الشرعية، حيث هناك احزاب وقوى سياسية تعطي لها الشرعية في حمل السلاح والتصدي للوجود الأجنبي ولا شك ان هذا يستغل في ضرب أبناء الشعب العراقي حيث ان هناك احصاءات اثبتت ان القتلى العراقيين أكثر من القوات الأجنبية على يد ما يسمى بالمقاومة ضد الوجود الأجنبي، خصوصاً خلال العام 2004، الذي بدأ بعد تفجير مبنى الأمم المتحدة الذي تبنته القاعدة برئاسة الزرقاوي، الذي رفع شعار الجهاد ضد الوجود الأجنبي ولكن انقلب هذا الجهاد إلى ضرب العملية السياسية في العراق وبعد ذلك تحول أيضا إلى ضرب طائفة كاملة تسمى بـ «الروافضة والشيعة» في العراق وهذا لا شك ينمو في قلب العراقيين الذين يمتلكون الأسلحة من الجانبين وهذا يحتاج إلى أكثر من سنة اذا كانت الحكومة جادة في جمع السلاح خصوصاً ان هناك مليون قطعة من السلاح من نوع مسدس موزعة في العراق في زمن النظام السابق الذي ترك المعسكرات مفتوحة وأيضاً هناك أكثر من عشرة آلاف طن من المتفجرات موزعة على الناس ووصلت إلى المجموعات الإرهابية وتستخدم في العمليات الإرهابية التي اسفرت عن تفجير سامراء وبعدها تغيرت الرؤية حيث ان المجموعات الإرهابية تحولت من المقاومة ضد الوجود الأجنبي إلى حرب طائفية، ولهذا لا بد ان تكون هناك ميليشيات تقف مقابل الذي يستهدف الإنسان العراقي وهذا ما اعطى القوة بأن تكون الميليشيات أقوى من الحكومة.


كما ان الميليشيات الإرهابية التي جاءت من الخارج ضعفت الآن بعد مقتل الزرقاوي وأن الناس شعروا بالضرر خاصة ان الحاضنة السنية في العراق شعروا ان هناك خطرا ليس على فئة معينة من المجتمع العراقي بل هم خطر على العراق ككل جعلوا حواضنهم ينفثون مثل هؤلاء الناس الذين جاؤوا من الخارج فأصبحت هي حواضن فقط، الآن الفكر التكفيري للفكر السلفي المتشدد أدى إلى انفجار وتفخيخ مرقد الإمامين العسكريين الأمر الذي جعل الميليشيات المقابلة أيضا تقف ضدها فأصبحت حرب ميليشيات تحت أنظار الدولة والدولة لا تستطيع ان تتدخل لأن مجموع الميليشيات من الطرفين لها يد في البرلمان ولها يد في الحكومة.



• هل هناك دلائل على تدخل إيراني مع ميليشيات الشيعة، وهل اعتقلتم أحدا يحمل الجنسية الإيرانية؟
- أولاً هي مسألة عامة، إيران كدولة تريد ان تخدم مصالحها في المنطقة فهي متخوفة من وجود مئة وسبعين ألف عسكري أجنبي في العراق تقودهم الولايات المتحدة ومسألة عدم التوافق بين النظام السياسي في إيران والولايات المتحدة يدفع النظام الإيراني إلى التخوف من هذا الكم العسكري الهائل على أرض العراق، في البداية منذ 2004 إلى 2005 إيران كانت لها اليد الطولى في تدريب ميليشيات ودعم ميليشيات عسكرية بالمال وزرع بعض الاحزاب والتنظيمات داخل العراق لكن بعد انتخابات الجمعية الوطنية التي حازت فيها قائمة الائتلاف على 141 مقعداً غير الايرانيون سياستهم باتجاه دعم ما يسمى بمقاومة الاحتلال داخل العراق بما ان العملية السياسية بدأت تسير وفق رؤيتهم ووفق مشتهياتهم وان الذين ارتقوا إلى دفة الحكم هم قريبون منهم سياسيا، فبدأ العمل ينقلب من دعم الإرهاب إلى دعم مؤسسات مجتمع مدني بالمال وبعض التنظيمات داخل العراق انقلبت باسم مقاومة محتل وباسم مقاومة اجنبي إلى مؤسسات مجتمع مدني وحصل تغير مع سياسة الدعم الإيرانية فبدأوا يتسلمون المال بصفة أنهم مجتمع مدني ولكن هذه المؤسسات تأخذ المال من ايران وتشتري به السلاح وانشاء ميليشيات ولكن الإيرانيين كسياسة داخلية هم ضد الوجود الاجنبي في العراق لكن سياسة تعاملهم داخل العراق اختلفت بعد حصول قائمة الائتلاف على 141 مقعداً أما الآن فقائمة الائتلاف يمتلكون 128 مقعداً مع مقعدين اخرين واصبحت السياسة الإيرانية اكثر قوة في دعم العملية السياسية من دعم الميليشيات المسلحة لأنهم بدعم العملية السياسية يستطيعون ان يتدخلوا في الحد من تحرك القوات الأجنبية، لأن هذا الصراع الموجود على الملف الأمني ما هو الا افراز لطموح ايراني بدعم القوى السياسية، اذاً إيران بدأت تلعب سياسة اكثر من العنف لطرد الاجانب وتستخدم الورقة السياسية لتحييد التحرك الأجنبي في العراق ومن ثم اخراجه وانسحبوا عن دعم العملية بالسلاح لأن السلاح بدأ يستخدم في العراق من قبل جهات اخرى مناهضة فكرياً وايدلوجيا مع إيران، فإيران أوقفت الدعم العسكري المباشر وحولته إلى دعم سياسي مباشر لقوى سياسية موجودة في العراق.



• من يتحمل مسؤولية العنف الطائفي؟
- أنا احملها اولاً للمدرسة الدينية السلفية، فهي اول مدرسة بدأت تزرع أفكار السنة المتطرفين في العراق ومبدأ الشيعة الروافض نحن ليس لدينا في العراق هذا الفكر الأصولي المتمرد الذي يرفض الآخر، هذا فكر موجود في المدرسة الدينية المتشددة وزرع في بعض القيادات لأن المدرسة الإسلامية السنية في العراق منقسمة إلى ثلاثة اقسام، قسم مرتبط بالأزهر الشريف وهو مدرسة الاخوان المسلمين وهي مدرسة اكثرها ضمن الحزب الإسلامي العراقي وقسم منهم يرتبط بالمدرسة المتشددة ممن جعلوا من العراق حاضنة للإرهاب الذي يأتي من الخارج وحاضنة لهذا الفكر الذي يريد ان يستعمر الآخر والمدرسة الثالثة هي المدرسة البعثية العراقية التي انقلبت إلى الإسلامية ، هذه المدارس الثلاث كانت ثلاث مدارس متحدة ضد الوجود الاجنبي وعندما وجدوا أن المسألة دخلت فيها مسألة تصفية مذهب وصارت اولوية مقابل الرحيل الاجنبي، تركت المدرستان البعثية والازهرية المدرسة السلفية المتشددة وبدأتا تعملان معا في سبيل ترتيب افكار الدخول في العملية السياسية ولهذا نزلت جبهة التوافق بقائمة ودخلت العملية السياسية لان المدرسة المرتبطة بالازهر والمدرسة الاخوانية العراقية ارتبطتا باخوان سورية واخوان الاردن الذين كانوا ضد الوضع والتغيير في العراق مقابل دخول اميركي وكان هناك تأييد منهم نوعا ما لوجود صدام في المنطقة، هذه المدرسة والمدرسة الازهرية التي هي جزء من الحزب الاسلامي دخلت العملية السياسية ضمن قائمة جبهة التوافق والان من موجودتان في العملية السياسية ولهذا ترفضان ان تدعمهما المدرسة الدينية المتشددة.



• علم العراق... هل سيتغير؟
- علم العراق متفق عليه من زمن المعارضة ان يتغير بين القوى السياسية وكان هناك حديث في الغرف والكواليس ان العلم العراقي أول ما يتغير النظام سيصدر قانون بتغييره لان هذا العلم ارتكب تحته العديد من المجازر، فالشعب العراقي لن ينساه فلا بد من تغييره ولكن عندما جاؤوا إلى العراق ومجلس الحكم اراد ان يغير هذا العلم كان هناك رفض من التيار القومي والاسلامي السلفي والسني لتغيير العلم، وللأسف مجلس الحكم ما استطاع ان يوجد علما فيه نوع من القبول عند الاخرين، شكل العلم كان متطورا، فجاؤوا بعلم مهلهل وليس فيه الوان يرتبط بمشاعر الانسان العراقي فرفض تغيير العلم ولكن غيرت عبارة (الله أكبر) إلى الخط الكوفي بعد ان كان بخط صدام حسين وهناك بعض الناس يستخدمون العلم الذي كان بخط صدام حسين وبعض الناس يستخدمون الخط الكوفي ولكن حتى الان هناك عمل في سبيل تغيير هذا العلم ولكن مبادرة المصالحة الوطنية التي اقترحها رئيس الوزراء نوري المالكي تسير في اتجاه تحقيقها على الارض يدفعه باتجاه تأجيل هذه المسألة لكن مسعود البرزاني لم يغير العلم، بل انزل العلم في كردستان وطلب من المركز ان يطبقوا الدستور ويأتوا بعلم جديد حتى يرفعوه على كردستان.



• ما القصة الحقيقية لرفع العلم الكردستاني؟
- مسعود البرزاني عندما سمع ما نتج عنه مؤتمر العشائر (المؤتمر الأول الذي اقامته لجنة المصالحة الوطنية للحوار) وجد الاكراد ان مطالب رؤساء العشائر كانت مطالب تجاوزت الخطوط الحمراء بتجميد الفيديرالية لمدة خمس سنوات وعودة حزب البعث إلى الحياة واسترجاع الجيش العراقي القديم بكل تفاصيله، وكلها مسائل كانت بعيدة عن الاتفاقات التي استفتى عليها الشعب العراقي فاستنفر الاكراد، فانا اظن ان ما دفع مسعود البرزاني ان يأخذ هذا القرار بان ينزل العلم فقط، وليس عدم الاعتراف به، وعندما يتفق على علم في بغداد يعيد رفعه في كردستان وان يستخدم علم 1958 موقتا في المناسبات التي يحتاج ان يرفع فيها علم العراق.
الرجل لا يريد ان يقول انني لا اعترف بعلم المركز ولكن لديه شيء واحد هو ان هذا العلم الذي يرفع اليوم ارتكبت تحته مجازر كبيرة ضد ابناء الشعب الكردي فانا لا استطيع ان اعترف به الان اذا ليغيروه كما اتفقنا وسأرفعه بعد تغييره والان انا اعترف بعلم 1958 إلى حين الاتفاق على علم جديد.


• هل سيتم تقسيم العراق؟
- العراق خلال ستة أشهر مقبلة أمام خيارين، اما التقسيم او الانقلاب العسكري والاثنان سيحدثان نتيجة حرب اهلية، وبالرغم من تسلم الحكومة العراقية الملف الامني الا ان شبح الحرب الاهلية والتقسيم يطغى على العراق، فمن المحتمل ان تنتج حرب اهلية في العراق، فالحرب الاهلية سوف تدفع إلى ان يتقاتل السنة مع الشيعة والاكراد سوف ينطوون على انفسهم ويضعون حدودا ويحمون حدودهم، فالمعركة سوف تدور رحاها بين السنة والشيعة فيدفعون الشيعة إلى ان يضعوا حدودا لانفسهم وينسحبوا للجنوب ويعلنوا دولة.

فيبقى السنة في الوسط بين فكي كماشة، بين فيديرالية الشمال في كردستان وبين اعلان فيديرالية الجنوب، وسوف تنقلب الخريطة إلى التقسيم إلى ثلاث دويلات لحماية انفسهم، الشيعة سوف يحمون انفسهم بايجاد دولة في الجنوب، الشمال قد حموا انفسهم بايجاد دولة في الشمال، السنة في الوسط سوف يخسرون اما مسألة الانقلاب العسكري فهناك سيناريو رفعه بريجونسكي إلى جورج بوش قبل ثلاثة اشهر وكان واحدا من مقترحات بريجونسكي ان العراق بحاجة إلى اما النموذج التركي او النموذج الباكستاني، فبعض العقول السياسية في واشنطن بدأوا يرسمون كيفية تطبيق النموذج التركي الذي هو أقرب للوضع في العراق من النموذج الباكستاني، إذاً سوف تندلع حرب اهلية في العراق وسوف يدفع ذلك المجتمع الدولي إلى اللجوء لمجلس الأمن لاصدار قرار، هذا القرار يعطي صلاحيات لرئيس سلطة التحالف في العراق على ادارة العراق وتجميد الدستور وحل الحكومة وحل البرلمان لان الحرب الاهلية سوف تدفع باتجاه تجميد كل مؤسسات الدولة ويصبح العراق في حاجة إلى قوة تكون موجودة حتى تستطيع ان تدير شؤون الدولة، فرئيس سلطة التحالف سوف يحل الحكومة والبرلمان ويجمد العملية السياسية لكن ماذا سيفعل كي يوجد مؤسسة عراقية تدير الوضع، هذا هو الشطر الثاني من العملية، هناك اجتماعات اميركية مع عسكريين واجتماعات اميركية مع عسكريين في دول مجاورة، وهناك بعضهم الذين يدربون في الولايات المتحدة الاميركية بعقلية انكليزية لتطبيق النموذج التركي قدموا قائمة للاميركان بأسماء عسكريين يكونون مجلسا عسكريا يحكم العراق اذا اندلعت الحرب الأهلية، هؤلاء العسكريون الموجودون في القائمة سوف يدعون من قبل رئيس قوات التحالف الذي له صلاحية من قبل مجلس الأمن يدعون إلى العراق ويشكل منهم مجلس عسكري وتعطى لهم صلاحيات في ايقاف دوران الحرب الاهلية في العراق وعندما يوقفون دوران الحرب الاهلية في العراق ويؤمنون الوضع سوف يجمدون العمل بالدستور وتصدر قرارات من هذا المجلس بادارة الوضع في العراق على ان تعطى لهم مهلة ستة اشهر لانتخابات جديدة.

فعندما تجرى انتخابات جديدة ويأتي برلمان جديد، هذا البرلمان أول بند سيصدره هو إعطاء هذا المجلس العسكري صلاحية من بعض صلاحيات رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية وسيكون للمجلس العسكري الحق في حل البرلمان ومراقبة العملية الديموقراطية، بعد ذلك ستأتي حكومة ومؤسسات ديموقراطية تحت اشراف مجلس عسكري له الحق في الوقوف ضد أي ميليشيا تشكل أو للوقوف في وجه أي حزب يريد ان يستفرد بالحكم وسيطبق النموذج التركي، هذا سيناريو الانقلاب العسكري وسيناريو التقسيم.


التعريف الدولي للحرب الأهلية هو سقوط 50 مدنياً قتيلاً كل يوم، نرى في العراق أعداداً أكبر، فالشهر الماضي سقط أكثر من 3 آلاف قتيل، مسألة سقوط 50 قتيلاً في حرب شوارع تسمى حربا أهلية لكن ان يغتال 100 انسان فهذه ليست حربا أهلية، الاغتيال يختلف عن حرب الشوارع الحرب الأهلية تأتي من حرب شوارع وأزقة ومن سيطرة ميليشيات على بعض المناطق وضرب مناطق أخرى، هذا لم يحدث حتى الآن في العراق ولكن إذا بقي الوضع على ما هو عليه فإنه سيتطور من حرب الاغتيالات الى حرب شوارع وسيطرة ميليشيات على باقي المناطق وتصبح الحرب الأهلية واقعاً مفروضاً علينا.



• كيف ستحل مشكلة مقتدى الصدر؟
- مقتدى الصدر ليس مشكلة في العراق، هو قيادة معلومة لجيش يدعى جيش المهدي ولتيار يدعى التيار الصدري وذلك التيار له أكثر من قيادة (حزب الفضيلة - حزب الدعوة - التيار الصدري المرتبط بالسيد مقتدى) السيد مقتدى يمكن الدخول معه في مفاوضات وتهدئة أي منطقة يصير بها توتر، لكن المشكلة لدينا ان عندنا ميليشيات ليست لها قيادات معلومة، لا تعرف مع من تتفاوض لتهدئة المنطقة، الأنبار، الفلوجة، ضواحي بغداد، تثار فيها بعض القلاقل وليس هناك قيادة معلومة لتتفاوض معها لتهدئة الوضع، فإذاً المشكلة عند المسلحين الذين لا تعرف لهم قيادات.



• كيف ستحل المشكلة الحدودية مع الكويت؟
- حتى الآن العراق كمؤسسة عسكرية ليس لديه أجهزة كاملة للسيطرة على حدود العراق بأكملها وليس فقط على الحدود الكويتية، لدينا مشكلة تهريب مخدرات وسلاح على الحدود الايرانية من قبل عصابات، المؤسسة العسكرية بالعراق بحاجة الى أجهزة حتى تقوى هذه المؤسسة، حتى الآن لا سيادة على سماء العراق، أول طائرات هليكوبتر لنقل جنود من البصرة الى بغداد كانت تحت اشراف رئيس القوات المتعددة الجنسيات، فبلد ليس لديه سيادة في تسيير طائرات هليكوبتر وليس هناك سيادة لنصب برج حدود للسيطرة على الحدود وليس لديه قوات حدود تمتلك اسلحة تستطيع ان تجابه بها عصابات تهريب المخدرات لا يستطيع ان يضبط حدوده، لديه فقط أسلحة بسيطة مقابل عصابات تمتلك اسلحة ثقيلة، فالسبب هو ضعف الجيش العراقي في ضبط الحدود وهذا الضعف ليس سببه الجيش العراقي ولا المؤسسة السياسية في العراق بل سببه القوات متعددة الجنسيات التي لا تسمح بتسليح هذه القوات لضبط الحدود.
العصابات كانت موجودة حتى أيام النظام السابق تهرب الى الكويت أموراً كثيرة فليس وراء المسألة ميليشيات سياسية أو قوى سياسية، كل القوى السياسية التي لا تحمل السلاح تريد الكويت جارة مطمئنة في حياتها ومستقرة ولا تريد ان تتدخل لا في حياة الكويت السياسية ولا الاقتصادية.



• كيف يمكن تصور هذا الكم الهائل من الانتحاريين؟
- أنا لا أعتب على وجود انتحاريين في العراق ولكن اعتب على المخابرات المركزية الأميركية CIA، فالملف المخابراتي في العراق موجود مطلقاً بيد جهاز المخابرات الاميركية وهم أشرفوا على تأسيس جهاز المخابرات الوطني العراقي وحتى الآن جهاز المخابرات الوطني العراقي يعمل بكل طاقاته تحت اشراف جهاز المخابرات المركزية الاميركية وما يرفع من تقارير الى رئيس الحكومة هو اقل بكثير مما يرفع الى الاميركان، هل جهاز المخابرات الاميركي لا يستطيع جمع معلومات عن قوى ارهابية تتحرك في دول عربية تبعث الانتحاريين الى العراق وان يدخلوا في مباحثات مع أجهزة مخابرات هذه الدول في منع تسلل هؤلاء الارهابيين الى العراق، فاعتقد وجود ملف قذر في هذه المسألة هو جهاز المخابرات المركزية الاميركية الذي يفتح الطريق لمجيء هؤلاء الارهابيين لاشغالهم عن خلق بؤر داخل دولهم (اميركا واوروبا) ولتصفيتهم داخل العراق بعد الحصول على معلومات تخدم مصالح أميركا.


• من أين يدخل الارهابيون وما جنسياتهم؟
- لدينا معتقلون من تونس والمغرب والسودان ومصر والسعودية وسورية، التي يدخل منها الارهابيون حتى الآن، والانتحاريون يدخلون منطقة ابي الربيعة ومنها الى الموصل ومنها الى داخل العراق عبر ذلك النهر الذي يقول الاميركان انه صعب السيطرة عليه لأن الارهابي يدخل في النهر ويغوص حتى يخرج داخل العراق، هذا الممر النهري موجود في أبي ربيعة بين سورية والعراق ولدينا ضعف في الحصول على المعلومة، من لديه المعلومة لكي يقدمها للقوة الأمنية للحد من دخول الارهابيين هو جهاز المخابرات الاميركية، وجهاز المخابرات الوطني العراقي، اين تذهب هذه المعلومة لا ندري، هناك حكومة لا تعلم، هناك قوى سياسية لا تعلم، المسألة محصورة بين قوات متعددة الجنسيات واستخبارات عسكرية تابعة للبنتاغون تتحرك على أرض العراق وجهاز المخابرات الاميركي الذي بيده الملف المخابراتي في العراق، لم يسلم حتى الآن اي عربي انتحاري جاء الى العراق من قبل الاميركان أو الأجهزة الأمنية العراقية ولم يفهموا ما هو التحقيق الذي يجري معهم.


• أين وصلت المفاوضات مع سورية لضبط الحدود؟
- كل المفاوضات بين السياسيين والأمنيين في سورية والعراق لم تعط اي نتائج، سورية الآن أوقفت بعض نشاطاتها باتجاه العراق بسبب انشغالها بلبنان ولكن الآن بدأت العودة في مد بعض البؤر الارهابية.


• هل تم اعتقال الرجل الثاني في القاعدة؟
- تنظيم القاعدة في العراق يستخدم اسلوب الرجل الثاني في العراق على أكثر من شخص، ليس هناك رجل ثان واحد، هناك شخص يقود وهناك له في المناطق ممثلون، كل منطقة له فيها رجل ثان، فمن ألقي القبض عليه هو واحد من رجال الرجل الثاني.


• اين الحركة الديبلوماسية العراقية؟
- التحرك الديبلوماسي العراقي صفر وجميع السفراء ليسوا أهلاً لهذا المنصب وليس لديهم أي حماس وطني للتحرك الديبلوماسي باتجاه العراق، إما من قلة الخبرة أو من قلة الوطنية أو من قلة الاقتناع بالعملية السياسية ووزير الخارجية متورط في قضية المحاصصة السياسية وقضية العملية السياسية التي أسست على المحاصصة لا تدفعه لتفعيل الدور الديبلوماسي.


• هل تم اختيار السفراء على أساس المحسوبية؟
- وزير الخارجية بدأ تحركاً إدارياً داخل وزارته، بدأ في فتح 35 سفارة جديدة وهناك تغيير لمجموعة كبيرة من السفراء وطواقم السفراء وهذا يسير ببطء وإذا لم يسرع في هذه المسألة سنتأخر في ايصال وجهة نظرنا الى دول العالم.


• لماذا لم يتم فتح سفارة في الكويت؟
- العراق كله امل في انتظار ان ترسل الكويت اشارة لكي يرسلوا سفيرهم ويصبح هناك تبادل سفراء، نحن نريد ان تكون الكويت أول من يقوم بهذا العمل.


http://www.alraialaam.com/15-09-2006...mforyou.htm#02