صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 35
  1. #1

    افتراضي 245 كتابا حول الامام المهدي، هل نجحت في إثبات وجوده وولادته؟

    أصدر مركز الدراسات التخصصية في الامام المهدي، التابع لمكتب المرجع السيد علي السيستاني، 245 كتابا حول الامام المهدي، كما في هذا الجدول
    http://www.m-mahdi.com/list/index1-1.htm
    وذلك في محاولة لأثبات وجوده وهويته، ردا على من يشكك بولادته في منتصف القرن الثالث الهجري
    ولكن واحدا من تلك الكتب ، أو أحدا من المؤلفين لم يستطع الرد على كتاب (تطور الفكر السياسي الشيعي من الشورى الى ولاية الفقيه) ولم يستطع تقديم دليل علمي تاريخي على ولادته.
    يرجى الاطلاع على تلك الكتب، وردود أحمد الكاتب عليها، ثم الحكم على أحد الطرفين
    هنا كتاب تطور الفكر السياسي الشيعي
    http://alkatib.co.uk/0102.html

    حـــــــــــوارات

    أحمـــــــــــــد

    الكــــــــــــاتب

    مع المراجع والعلـماء والمفـكرين

    حول كتاب: تطور الفكر السياسي الشيعي

    السيد سامي البدري . السيد محمد الحسيني الشيرازي. السيد محمد تقي المدرسي. السيد مرتضى العسكري. السيد مرتضى القزويني. التيجاني السماوي. الدكتور محمد حسين الصغير. الكاتب السيستاني. الشيخ محمد باقر الأيرواني. الشيخ فاضل المالكي. السيد علي الحسيني الميلاني. الشيخ علي الكوراني العاملي. الشيخ جعفر كاظم المصباح. السيد كمال الحيدري. السيد نذير الحسني. الشيخ محمد حسين الوحيد الخراساني. الاستاذ المغربي إدريس الحسيني. محمد رضا الجعفري. السيد محمد محمد الصدر. الشيخ ناصر مكارم الشيرازي. الشيخ لطف الله الصافي. السيد محمد رضا الكلبايكاني. الشيخ حسن الصفار. الشيخ محمد مهدي الآصفي. السيد أمير محمد الكاظمي القزويني . الشيخ علي آل محسن. المهندس عالم سبيط النيلي . السيد سامي البدري . الأخت نرجس طريف.السيد محمد الحسيني الشيرازي. السيد محمد تقي المدرسي. السيد مرتضى العسكري. السيد مرتضى القزويني. التيجاني السماوي. الدكتور محمد ح



    فهرس حوارات أحمد الكاتب

    المقدمة

    1- مع السيد سامي البدري

    2- مع السيد محمد الحسيني الشيرازي

    3- مع السيد محمد تقي المدرسي

    4- مع السيد مرتضى العسكري

    5- مع السيد مرتضى القزويني

    6- مع التيجاني السماوي

    7- مع الدكتور محمد حسين الصغير

    8- مع الكاتب السيستاني

    9- مع الشيخ محمد باقر الأيرواني

    10- مع الشيخ فاضل المالكي

    11- مع السيد علي الحسيني الميلاني

    12- مع الشيخ علي الكوراني العاملي

    13- مع الشيخ جعفر كاظم المصباح

    14- مع السيد كمال الحيدري

    15- مع السيد نذير الحسني

    16- مع الشيخ محمد حسين الوحيد الخراساني

    17- مع الاستاذ المغربي إدريس الحسيني

    18- مع الشيح محمد رضا الجعفري

    19- مع السيد محمد محمد الصدر

    20- مع الشيخ ناصر مكارم الشيرازي

    21- مع الشيخ لطف الله الصافي

    22- مع السيد محمد رضا الكلبايكاني

    23- مع الشيخ حسن الصفار

    24- مع السيد أمير محمد الكاظمي القزويني

    25- مع الشيخ علي آل محسن

    26- مع المهندس عالم سبيط النيلي

    27- مع الشيخ محمد مهدي الآصفي

    28- مع الأخت نرجس طريف

    29 - مع الشيخ نعمة هادي الساعدي

    30 - مع الشيخ جواد التبريزي

    31- مع السيد صادق الحسيني الشيرازي

    32- مع الشيخ حسين علي المنتظري

    مع "الكاتب السيستاني" في كتابه: (المهدي المنتظر في الفكر الاسلامي):



    منهج القياس والتأويل والاستدلال الافتراضي



    كنت قد وجهت إحدى الرسائل ، من بين الرسائل الكثيرة التي أرسلتها الى العلماء والمراجع والمفكرين الشيعة، الى المرجع الديني الكبير السيد علي السيستاني، لمناقشة كتابي (تطور الفكر السياسي الشيعي من الشورى الى ولاية الفقيه) وإعادة النظر في موضوع "وجود" الامام الثاني عشر (محمد بن الحسن العسكري) ولم أستلم منه ردا مباشرا، ولكن مؤسساته العلمية نشرت عددا من الكتب حول الموضوع، ومن بينها كتاب بقلم مجهول، وهذا ما يقلل من قيمة الكتاب العلمية، ولكنه يحمل توقيع (مؤسسة الرسالة) التابعة لمرجعية السيستاني، ولست أدري فيما اذا كان الكتاب بقلم السيستاني، أو أن السيستاني نفسه قد اطلع عليه أو وافق على نشره. ولكني سأصطلح على مؤلفه بـ: "الكاتب السيستاني" نسبة الى المرجع السيستاني.

    وعنوان الكتاب هو: (المهدي المنتظر في الفكر الاسلامي). صدر في محرم الحرام 1417 هـ [1]

    ومع ان الكتاب صدر عن مؤسسة علمية تعنى بشؤون الفكر والتراث والعقائد الدينية الاسلامية، وتهتم بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام، وتتبع إحدى أكبر المرجعيات الشيعية، وهي مؤسسة الرسالة التابعة لمؤسسة رافد، الا ان الكتاب لم يقدم جديدا في بحث موضوع (الامام المهدي) وانما كرر أو لخص ما كتب قبل ألف عام، لدى تأسيس المذهب الاثني عشري في القرن الرابع الهجري، من قبل "مشايخ الطائفة": الصدوق والمفيد والمرتضى والطوسي، من دون أي نقد أو مراجعة أو إعادة اجتهاد فيه، وقد اعتمد الكتاب المناهج المعروفة في عملية "إثبات" وجود الامام الثاني عشر، وهي:

    1 – الاستدلال الغيبي

    وهو اعتبار موضوع (الامام المهدي) من الغيب، الذي لا يجوز السؤال عن حقيقته ولا حكمته، وتسليم الأمر حوله الى الله. فقال (الكاتب السيستاني):"الايمان بالغيب جزءٌ من عقيدة المسلم إذ تكررت الدعوة قرآناً وسنّةً...وهذا الايمان بالغيب لا تصحُّ عقيدة المسلم بإنكاره سواء تعقَّله وأدرك أسراره وتفصيلاته أم لم يستطع الى ذلك سبيلاً، كما هو الامر مثلاً بالنسبة الى الايمان بالملائكة وبالجنّ وبعذاب القبر، وسؤال الملكين في القبر، الى غير ذلك من المغيبات التي ذكرها القرآن أو أخبر بها نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ونقلها إلينا الثقاة العدول المؤتمنون، ومن جملة ذلك بل من أهمها قضية الاِمام المهدي الذي سيظهر في آخر الزمان ليملأ الأَرض قسطاً وعدلاً بعد أن مُلئت ظلماً وجوراً ، فالمهدي قد نطقت به الصحاح والمسانيد والسنن فلا يسعُ مسلماً إنكاره، لكثرة الطرق ووثاقة الرواة ودلائل التاريخ والمشاهدة الثابتة لشخصه كما حقق في محلّه من هذا البحث". [2]

    ويردف الكاتب ذلك بالقول:"إنّ نظرة واحدة في أحاديث المهدي الواردة في كتب المسلمين تكفي للجزم بتواترها عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم من دون أدنى تردّد...ولا يخفى أنّ القدر المشترك في جميع هذه الطرق إلى حديث أبي سعيد الخدري فقط دون سواه هو ظهور الاِمام المهدي عليه السلام في آخر الزمان". ويعترف الكاتب "بوجود الاختلاف في تلك الروايات التي تبدو متضاربة بعضها ببعض، حول نسب المهدي، الى درجة التناقض والتضاد، مما يشكل معوقا لتحديد هوية المهدي، بحيث يصعب على كثير من الناس ـ لاسيما أُولئك الذين ليسوا على اتصال مباشر بعلوم الحديث الشريف ـ معالجتها، مما يُسهّل ـ إلى حد بعيد ـ وقوع ضعيف الاِيمان منهم في شراك اللامهدويين سواء كانوا من المتسمّين بالاِسلام أو من المعلنين العداء لهذا الدين".



    2- منهج القياس

    ولكي يثبت (الكاتب السيستاني) صحة نظرية خروج المهدي في المستقبل، استعان بمنهج القياس على عقائد سائر الأمم والشعوب الاسلامية وغير الاسلامية، فقال:" إنّ فكرة ظهور المنقذ العظيم الذي سينشر العدل والرخاء بظهوره في آخر الزمان، ويقضي على الظلم والاضطهاد في أرجاء العالم، ويحقق العدل والمساواة في دولته الكريمة، فكرة آمن بها أهل الأَديان الثلاثة، واعتنقتها معظم الشعوب. فقد آمن اليهود بها، كما آمن النصارى بعودة عيسى عليه السلام، وصدّق بها الزرادشتيون بانتظارهم عودة بهرام شاه، واعتنقها مسيحيو الاَحباش بترقّبهم عودة ملكهم تيودور كمهديٍّ في آخر الزمان، وكذلك الهنود اعتقدوا بعودة فيشنو، ومثلهم المجوس إزاء مايعتقدونه من حياة أُوشيدر. وهكذا نجد البوذيين ينتظرون ظهور بوذا، كما ينتظر الأسبان ملكهم روذريق، والمغول قائدهم جنگيزخان. وقد وجد هذا المعتقد عند قدامى المصريين، كما وجد في القديم من كتب الصينيين.وإلى جانب هذا نجد التصريح من عباقرة الغرب وفلاسفته بأنَّ العالم في انتظار المصلح العظيم الذي سيأخذ بزمام الاُمور ويوحّد الجميع تحت راية واحدة وشعار واحد، منهم: الفيلسوف الانجليزي الشهير برتراند راسل، والعلاّمة آينشتاين صاحب (النظرية النسبية)، والفيلسوف الانكليزي الشهير برناردشو حيث بشّر بمجيء المصلح في كتابه (الاِنسان والسوبرمان)".

    وينتقل (الكاتب السيستاني) الى دليل آخر، هو:

    3- منهج التأويل

    فيقول: ان "استجلاء هذه العقيدة من الآيات المباركة منوط بمن يفهم القرآن حق فهمه، ولاشك بأنّ أهل البيت عليهم السلام هم عدل القرآن بنصّ حديث الثقلين المتواتر عند جميع المسلمين، وعليه فإنّ ماثبت تفسيره عنهم عليهم السلام من الآيات بالمهدي لابد من الاذعان إليه والتصديق به.

    وفي هذا الصدد قد وقفنا على الكثير من أحاديث أهل البيت عليهم السلام المفسرة لعدد من الآيات المباركة بالاِمام المهدي. فمنها:"يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبى اللهُ إلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ ولَوْ كَرِهَ الكافِرُون". و "هُوَ الَّذِي أرْسَلَ رَسُولَهُ بالهُدى وَدِينِ الحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ المُشْرِكُونَ". و"وَمَن يَبْتَغ غَيْرَ الاِسْلامِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهْوُ فِي الآخِرَةِ مِنَ الخَاسِرِينَ".

    4- منهج الاستدلال الافتراضي

    وهو ما يعبر عنه بالاستدلال الفلسفي (أو الاعتباري أو العقلي) الذي يعتمد على مجموعة أحاديث تشكل فلسفة الامامة الإلهية، وتحتم وجود "الامام المعصوم" دائما في الأرض، مثل حديث:"إني تارك فيكم الثقلين، وانهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض" الذي يستفيد منه الاماميون: "ضرورة استمرار وجود إمام من العترة في كل عصر كاستمرار وجود القرآن الكريم" كما يقول (الكاتب السيستاني) الذي يرى فيه:" إشارة واضحة إلى عدم انقطاع متأهل من أهل البيت للتمسك به إلى يوم القيامة، كما أنّ الكتاب العزيز كذلك، ولهذا كانوا أمانا لأَهل الأَرض، ويشهد لذلك الخبر:في كلِّ خَلَفٍ من أُمتي عدول من أهل بيتي". إضافة الى حديث :"من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية". مما يدل في نظر السيستاني:" على وجود امام حق في كل عصر وجيل، وهذا لايتم إلاّ مع القول بوجود الاِمام المهدي الذي هو حق ومن ولد فاطمة عليها السلام كما تقدم". "ومما يؤيده:حديث: "إنَّ الارض لاتخلو من قائم لله بحجة" وعدم خلو الارض من قائم لله بحجة لايتم مع فرض عدم ولادة الاِمام المهدي عليه السلام". وكذلك أحاديث :"الخلفاء اثنا عشر".

    ورغم ان هذا الدليل يعتمد على أحاديث نقلية، وتأويلات معينة، الا انهم يسمونه دليلا عقليا، لأنه ينطلق من نظرية الامامة، التي تبنى على تلك الأحاديث. ومع ان تلك الاحاديث لا تدل بالضرورة على ولادة ولد للامام العسكري، الا انهم يتوصلون الى ذلك عبر مجموعة أخرى من المقالات مثل ضرورة استمرار الامامة في أهل البيت بصورة عمودية، أي في الأعقاب وأعقاب الأعقاب، وعدم جواز انتقالها الى أخ أو عم، أو ابن أخ أو ابن عم، والاعتراف بوفاة الامام العسكري وعدم رجعته الى الحياة مرة أخرى، وما الى ذلك من المقالات التي تفرد بها الامامية الاثنا عشري، وهو ما يؤدي بهم الى ضرورة افتراض وجود ولد للامام العسكري، حتى مع عدم وجود أي دليل حسي أو تاريخي عليه، وهذا ما يؤكد عليه (الكاتب السيستاني) حيث يقول:

    - "لسنا بحاجة إلى ما يبين ولادة الاِمام المهدي ويثبتها تاريخياً بعد أن عرفنا اتفاق كلمة المسلمين على أنّه من أهل البيت، وأنّ ظهوره يكون في آخر الزمان، وعرفنا أيضاً النتيجة التي انتهى إليها البحث في طوائف نسب الاِمام المهدي، وهي أنّه لامجال للشك في كون المهدي الاِمام الثاني عشر من أئمة أهل البيت عليهم السلام، وهو محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، وانه حسيني الاَب حسني الاَُم من جهة فاطمة بنت الحسن السبط أُم الاِمام الباقر محمد بن علي بن الحسين عليهم السلام.

    وهذا يعني إنّ البحث عن ولادة الاِمام المهدي وبيان ثبوتها شرعاً بحث غير طبيعي لولا وجود بعض الملابسات التاريخية حول ولادته عليه السلام، كادعاء عمّه جعفر الكذّاب بعدم وجود خلفٍ لأَخيه العسكري عليه السلام، وقيام السلطة الحاكمة بتسليم تركة الاِمام العسكري بعد وفاته لأَخيه جعفر الكذاب أخذاً بادعائه الباطل فيما رواه علماء الشيعة الاِمامية الاثني عشرية أنفسهم ولم يروه غيرهم قط إلاّ من طرقهم، وفي هذا وحده كفاية للمنصف المتدبر، إذ كيف يروي الشيعة أمراً ويعتقدون بخلافه لو لم يثبت لهم زيف هذا الاَمر وبطلانه ؟!".[3]



    5- منهج الاستدلال التاريخي

    وبعد نفي الحاجة للاستدلال التاريخي على ولادة ابن الحسن العسكري، يعود (الكاتب السيستاني) الى استخدام ما توفر من "معلومات" تاريخية، فيقول:"إنَّ ولادة أي انسان في هذا الوجود تثبت بإقرار أبيه، وشهادة القابلة، وان لم يره أحد قط غيرهما، فكيف لو شهد المئات برؤيته، واعترف المؤرخون بولادته وصرح علماء الانساب بنسبه، وظهر على يديه ما عرفه المقربون اليه، وصدرت منه وصايا وتعليمات، ونصائح وإرشادات، ورسائل وتوجيهات، وأدعية وصلوات، وأقوال مشهورة، وكلمات مأثورة وكان وكلاؤه معروفين، وسفراؤه معلومين، وانصاره في كل عصر وجيل بالملايين. [4]

    ثم ينقل (الكاتب السيستاني) مجموعة روايات عن "إخبار الاِمام العسكري بولادة ابنه المهدي عليهما السلام" مثل " الخبر الصحيح عن محمد بن يحيى العطار، عن أحمد بن إسحاق، عن أبي هاشم الجعفري قال: «قلتُ لاَبي محمد عليه السلام: جلالتك تمنعني من مسألتك فتأذن لي أن اسألك ؟ فقال: سلْ، قلتُ: يا سيدي هل لك ولد ؟ فقال: نعم، فقلتُ: فإنْ حدث بك حدث فأين اسأل عنه ؟ قال: بالمدينة. والخبر الصحيح عن علي بن محمد، عن محمد بن علي بن بلال قال: خرج إليَّ من أبي محمد قبل مضيه بسنتين يخبرني بالخلف من بعده، ثم خرج إليَّ من قبل مضيه بثلاثة أيام يخبرني بالخلف من بعده". ويقول:"المراد بعلي بن محمد هو الثقة الاَديب الفاضل ابن بندار، وأما عن محمد بن علي بن بلال فانه من الوثاقة والجلالة أشهر من نارٍ على علم بحيث كان يراجعه من مثل ابي القاسم الحسين بن روح رضي الله عنه، كما هو معلوم عند أهل الرجال".

    ويضيف الى ذلك "شهادة القابلة بولادة الاِمام المهدي عليه السلام. وهي السيدة العلوية الطاهرة حكيمة بنت الاِمام الجواد وأُخت الاِمام الهادي وعمة الاِمام العسكري عليهم السلام. وهي التي تولّت أمر نرجس أُم الاِمام المهدي عليه السلام في ساعة الولادة، وصرحت بمشاهدة الاِمام الحجة بعد مولده، وقد ساعدتها بعض النسوة في عملية الولادة، منهن جارية أبي علي الخيزراني التي أهداها إلى الاِمام العسكري عليه السلام فيما صرح بذلك الثقة محمد بن يحيى، ومارية، ونسيم خادمة الاِمام العسكري عليه السلام ". ويعقب على ذلك قائلا:" لايخفى ان ولادات المسلمين لايطلع عليها غير النساء القوابل، ومن ينكر هذا فعليه ان يثبت لنا مشاهدة غيرهن لاُمّه في مولده !".

    ثم يقول:"هذا وقد أجرى الاِمام العسكري عليه السلام السُنّة الشّريفة بعد ولادة المهدي عليه السلام فعقَّ عنه بعقيقةكما يفعل الملتزمون بالسُنّة حينما يرزقهم الله من فضله مولوداً".

    ويؤكد:"شهد برؤية الاِمام المهدي في حياة أبيه العسكري عليهما السلام وبإذن منه عدد من أصحاب العسكري وأبيه الهادي عليهما السلام، كما شهد آخرون منهم ومن غيرهم برؤية الاِمام المهدي بعد وفاة أبيه العسكري عليهما السلام وذلك في غيبته الصغرى التي ابتدأت من سنة (260 هـ) إلى سنة (329 هـ)، ولكثرة من شهد على نفسه بذلك سوف نقتصر على ما ذكره المشايخ المتقدمون وهم: الكليني والصدوق والشيخ المفيد والشيخ الطوسي. فمن تلك الروايات:ما رواه الكليني في اُصول الكافي بسند صحيح: عن العمري...[5]

    ثم يقول:" ولا يخفى إن مقام السّمري مقام أبي القاسم الحسين بن روح في الوكالة عن الاِمام تتطلب رؤيته في كل أمر يحتاج اليه فيه، ومن هنا تواتر ما خرج على يد السفراء الاَربعة الذين ذكرناهم في هذه الروايات من وصايا وارشادات وأوامر وكلمات الاِمام المهدي عليه السلام . وهناك روايات أُخرى كثيرة صريحة برؤية السفراء الاَربعة كلٌّ في زمان وكالته للامام المهدي ... ولقد ذكر الصدوق من وقف على معجزات الاِمام المهدي ورآه من الوكلاء وغيرهم مع تسمية بلدانهم وقد أشرنا إلى بعضهم، وقد بلغوا من الكثرة حدّاً يمتنع معه اتفاقهم على الكذب لاسيما وهم من بلدان شتى". [6]

    ويواصل حديثه فيقول:" كما شاهد الاِمام المهدي عليه السلام من كان يخدم أباه العسكري عليه السلام في داره مع بعض الجواري والاِماء، كطريف الخادم أبي نصر، وخادمة ابراهيم بن عبدة النيسابوري التي شاهدت مع سيدها الاِمام المهدي عليه السلام ، وأبي الاَديان الخادم، وأبي غانم الخادم وشهد بذلك أيضاً: عقيد الخادم، والعجوز الخادمة، وجارية أبي علي الخيزراني التي اهداها إلى الاِمام العسكري عليه السلام ، ومن الجواري اللّواتي شهدن برؤية الاِمام المهدي عليه السلام: نسيم، ومارية".

    ثم يقول:"كان الاِمام الحسن العسكري عليه السلام حريصاً على أن لاينتشر خبر ولادة المهدي إلاّ بين الخلّص من شيعته ومواليه عليه السلام، مع أخذ التدابير اللازمة والاحتياطات الكافية لصيانة قادة التشيع من الاختلاف بعد وفاته عليه السلام، إذ أوقفهم بنفسه على المهدي الموعود مرات عديدة وأمرهم بكتمان أمره". [7]



    6 – الاعتماد على علماء الأنساب

    وكجزء من الاستدلال التاريخي على ولادة (الامام المهدي محمد بن الحسن العسكري)، يقوم (الكاتب السيستاني) بالاستشهاد بعلماء الأنساب في القرون اللاحقة ، مثل النسابة أبي نصر سهل بن عبد الله بن داود بن سليمان البخاري من أعلام القرن الرابع الهجري، الذي كان حياً سنة (341 هـ)، والسيد العمري (من أعلام القرن الخامس الهجري) والفخر الرازي الشافعي (ت 606 هـ)، والمروزي الازورقاني (توفي بعد سنة 614 هـ) وجمال الدين أحمد بن علي الحسيني المعروف بابن عِنَبَه (ت 828 هـ) وأبو الحسن محمد الحسيني اليماني الصنعاني (من أعيان القرن الحادي عشر)، ومحمد أمين السويدي (ت 1246 هـ) والنسابة المعاصر محمد ويس الحيدري السوري.



    7 – منهج الاستشهاد بالخصوم

    وأخيرا يتبع (الكاتب السيستاني) منهج الاستدلال بأقوال الخصوم واعترافاتهم، فيقول:" هناك اعترافات ضافية سجلها الكثير من أهل السنة باقلامهم بولادة الاِمام المهدي عليه السلام، وهناك اعترافات اُخرى من علماء أهل السنة بخصوص كون المهدي الموعود بظهوره في آخر الزمان انما هو محمد بن الحسن العسكري عليهما السلام الاِمام الثاني عشر من أئمة أهل البيت عليهم السلام".[8]



    ولا ينسى (الكاتب السيستاني) في الختام، انتقاد أعداء الله وأعداء الاسلام الذين "حاولوا على مرّ التاريخ أن يُضعفوا العقيدة بالمهدي، وأن يُسخّروا الاَقلام المأجورة للتشكيك بها، كما كان الشأن دائماً في خلق وإيجاد الفرق والتيارات الضالّة والهدّامة لاحتواء المسلمين، وصرفهم عن التمسّك بعقائدهم الصحيحة، والترويج للاعتقادات الفاسدة مثلما حصل في نحلة البابية والبهائية والقاديانية والوهابية".[9]

    ثم يقول:"إنّ مما تسعى إليه بُؤَر النفاق وبشكل دؤوب هو بحثها الحثيث بين صفوف المسلمين، لعلها تجد فيهم من تتلقفه وتحوطه برعايتها، وتمنحه الالقاب العلمية الكاذبة التي يَشْرَه إليها؛ لكي تتخذه مطيّة لاغراضها وبوقاً لدعاياتها عبر المجلات والمؤتمرات التي تندد بالاِسلام وأُصوله الشامخة، ولن تجد بغيتها إلاّ فيمن انحرف عن المحجة البيضاء، ورمى بنفسه كالطفل في احضان مربية حمقاء تسخّره لكل لعبة قذرة، كما نلحظه اليوم في تقريب سلمان رشدي و من على شاكلته، على أمل أن تجد سمومهم طريقها إلى كل جسد مسلم ضعيف".[10]

    وهذا مما يقتضي بالطبع أن يكون ما يبثه (الكاتب السيستاني) ومن هم على شاكلته، ليس سوى الرحيق المختوم، أو المن والسلوى التي أنزلها الله على قوم موسى (عليه السلام). وكأن من يحاول إعادة النظر والاجتهاد في موضوع دعوى ولادة الامام الثاني عشر، قبل أكثر من أحد عشر قرنا، واستمرار حياته الى اليوم، ليس مسلما، ولا ينطلق من الحرص على الاسلام فضلا عن حب أهل البيت، وانما يحاول أن يشكل له فرقة جديدة ضالة ضد الاسلام والمسلمين. ولم يصرح (الكاتب السيستاني) باسم أحد حتى يعطي لنفسه الحرية الكاملة بتوجيه ما يشاء من السباب والشتائم والتهم والافتراءات دون أن يطالبه أحد بتقديم الدليل.

    ولا أقول ان هذا أسلوب بعيد عن منطق العلماء، وانما هو بعيد أيضا عن منطق المتشرعة، ونوع من الإرهاب الفكري والإعلامي الذي يحاول منع أي أحد من إثارة الموضوع. وعلى أي حال فانه لم ينفرد به، وانما سبقه اليه آخرون ، ولحقه آخرون، وسوف يلجأ الى هذا الاسلوب آخرون، وخاصة عندما يعجزون عن تقديم الأجوبة الشافية الكافية وإسكات الأسئلة التي تكشف زيف أساطيرهم.

    ولست أدري في الحقيقة من أين أبدأ في الرد على (الكاتب السيستاني)، ولكني أربأ بمؤسسة تدعي الانتماء الى العلم والدين والاجتهاد، أن تقدم دفاعا ضعيفا الى هذه الدرجة، مثل ما فعل أخونا (الكاتب السيستاني). وكنت أفترض بمؤسسة علمية تنتمي الى المرجعية الدينية، أن تأخذ دعوتي لمناقشة موضوع وجود الامام الثاني عشر، بقليل من الجدية والاحترام فتقيم ندوة علمية وتستمع الى الرأي الآخر، وتناقشه وتقدم ما لديها من حجج وبراهين، حتى تقنعه أو تقنع الأجيال الشابة المثقفة التي لا تسمح لنفسها بالتقليد الأعمى في الفروع فكيف بالأصول والعقائد، وذلك لأن أسلوب التهريج والإرهاب واللف والدوران لن يستطيع أن يمنع مسيرة التحرر والتجديد، ولن يفلح بالمحافظة على الخرافات والأساطير.

    انني أعرف أن كثيرا من رجال الدين – على مر العصور- حريصون على مصالحهم المادية، التي تمنعهم من قول الحقيقة، وقد عانى منهم الأنبياء والمرسلون لكتمانهم الحقائق وتلاعبهم بالأديان، ولذلك حذر الله تعالى منهم قائلا:

    " فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله، ليشتروا به ثمناً قليلاً، فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون".[11]

    "ومن اظلم ممن افترى على الله كذبا، أو قال أوحي الي، ولم يوح اليه شيء، ومن قال سأنزل مثل ما انزل الله ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطو أيديهم اخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون". [12]

    "فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بآياته؟ انه لا يفلح المجرمون، ويعبدون من دون الله مالا يضرهم ولا ينفعهم ، ويقولون: هؤلاء شفعاؤنا عند الله، قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الأرض؟ سبحانه وتعالى عما يشركون".[13]

    "هؤلاء قومنا اتخذوا من دونه آلهة لولا يأتون عليهم بسلطان بيِّن، فمن اظلم ممن افترى على الله كذبا".[14]

    "فمن اظلم ممن افترى على الله كذبا ليضل الناس بغير علم ان الله لا يهدي القوم الظالمين".[15]

    "فمن اظلم ممن افترى على الله كذبا او كذب بآياته أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب حتى إذا جاءتهم رسلنا يتوفونهم قالوا أين ما كنتم تدعون من دون الله قالوا ضلوا عنا وشهدوا على أنفسهم انهم كانوا كافرين".[16] صدق الله العظيم

    "إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون". [17]

    "إن الذين يكتمون ما انزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا أولئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم" .[18]

    ولذلك لم أكن أتوقع أن يهب رجال الدين، الذين يعيشون على "خمس الامام المهدي" للمبادرة بالاعتراف بحقيقة عدم وجوده، ولملمة "سفرة صاحب الزمان" التي يأكلون عليها، ولكني في الحقيقة لم أكن أتوقع أن يأتي ردهم متهافتا وضعيفا الى هذه الدرجة، وعنيفا الى هذه الدرجة، وهو ما يعبر عن ارتباكهم وخوفهم من افتضاح أمرهم وانهيار أساطيرهم.



    ان محور موضوع كتابي كان يدور حول ولادة "محمد بن الحسن العسكري" الامام الثاني عشر، لدى الشيعة الامامية الاثني عشرية، والذي يشكل أساس نظرية الامامة الإلهية لأهل البيت. ولم يكن يدور حول موضوع المهدوية في العالم لا في الماضي ولا في المستقبل، وقد اتخذ صفة ثانوية بنسبة المهدوية اليه، وما لم نثبت وجوده أولاً، فان من العبث التحدث عن صفة الامامة أو المهدوية له.

    وسواء كان الايمان بالمهدي العام جزءا من عقيدة المسلم أو لم يكن، وانه يحتاج الى أدلة شرعية أو لا يحتاج، فان هذا ليس موضوعنا، ولا يمكن الاستدلال بالأحاديث العامة حول المهدوية وخروج رجل مصلح في آخر الزمان، على ولادة ابن للامام العسكري، في أواسط القرن الثالث الهجري، وبقائه على قيد الحياة الى اليوم والى أن يظهر قبل قيام الساعة.

    ومن هنا فانه لا يهمنا كثيرا سواء كانت أحاديث المهدي أخبار آحاد أو متواترة أو نطقت بها الصحاح والمسانيد والسنن، كما كان يقول (الكاتب السيستاني). الذي أتعب نفسه كثيرا بمحاولة الاستدلال على هذه الفكرة، قياسا على الأمم والشعوب المختلفة المؤمنة وغير المؤمنة، وحاجتها للمنقذ المخلص، فان دين الله لا يبنى بهذه الطريقة، وانما ينهض على أساس القرآن الكريم والأحاديث النبوية الصحيحة، وان إثبات ولادة انسان يعتمد على الأدلة التاريخية فقط.

    أما منهج تأويل القرآن الكريم، الذي اعتمده (الكاتب السيستاني) في محاولته الاستدلال على ولادة ابن الحسن العسكري، فبالاضافة الى ضعف هذا المنهج، فانه لا يدل على مطلوبه، لأنه أيضا عام ويتحدث عن أشخاص سابقين، ولا علاقة له بالامام الثاني عشر المفترض، الذي لم تكن نظرية مهدويته قد وجدت بعد.

    ونأتي الى الدليل الأقوى والأهم والأول الذي اعتمده القائلون بوجود الولد، في التاريخ، وهو ما يسمى بالدليل العقلي أو الاعتباري أو الفلسفي الافتراضي، الذي يقوم على أساس نظرية الامامة وضرورة وجود إمام معصوم في الأرض، والذي اعتمد عليه (الكاتب السيستاني) كثيرا، فان هذا الدليل، بالاضافة الى قيامه على أخبار آحاد ضعيفة، لا بشكل دليلا على ولادة أي انسان، ولا وجود "محمد بن الحسن العسكري". وذلك لأن الذين استدلوا بهذا الدليل، أضافوا اليه مقدمات أخرى، وهي ضرورة الاعتراف بوفاة الامام العسكري، وعدم رجعته، وعدم الوصية الى أخيه محمد، وضرورة انتقال الامامة بصورة عمودية، الى يوم القيامة، وأخيرا فانه ليس سوى عملية افتراض تعسفية وهمية بلا دليل.

    ومن هنا فان الشيعة الامامية (الفطحية) الذين لم يكونوا يشترطون الوراثة العمودية ويجوزون امامة الأخوين، والذين كانوا يتبعون الامام الحسن العسكري، لم يقولوا بفرضية وجود الولد بعد وفاته، وانما قالوا بإمامة جعفر بن علي الهادي، كما ان الشيعة الاسماعيلية والزيدية يقولون باستمرار الأئمة من أهل البيت ولكن بشكل آخر، ولا يستنتجون من ذلك الدليل "وجود ابن الحسن".

    وأما الاستدلال بأحاديث (الاثني عشرية) فانها بالاضافة الى اختلاقها وعدم وجودها في القرن الثالث الهجري، لا تدل بالضرورة على ولادة ابن العسكري، الا على طريقة الافتراض والظن والتخمين، ويمكن أن تنطبق على آخرين، اذا حسبنا مثلا، الامام زيد بن علي من قائمة الأئمة. كما فعل بعض الشيعة.

    وهكذا يتهاوى أول وأقوى وأهم دليل قدمه المتكلمون (الاماميون الاثنا عشريون) على وجود الامام الثاني عشر "محمد بن الحسن العسكري" ، والذي كان يعبر عن أزمتهم الفكرية التي وقعوا فيها بعد وفاة الامام العسكري دون خلف، فاضطروا الى اختلاق ولد موهوم لا حقيقة له، لكي تستمر فيه الامامة الى يوم القيامة، كما اختلق فريق من الشيعة الامامية قبل مائة عام من ذلك التاريخ، اي في أواسط القرن الثاني الهجري، رجلا مشابها، قالوا انه المهدي المنتظر أيضا، وهو "محمد بن عبد الله الأفطح بن جعفر الصادق" وذلك بعد وفاة عبد الله دون خلف. وكان الأجدر بالفريق الذي اختلق الولد للامام العسكري، أن يعترف بالحقيقة ويسلم أمره الى الله، وينتقل بالامامة الى أخيه جعفر، كما انتقل الشيعة الفطحية من عبد الله الى أخيه الامام موسى الكاظم. واذا كان الشيعة الاثنا عشرية يتهمون ذلك الفريق الذي اختلق الولد الموهوم للامام عبد الله الأفطح، تهربا من الاعتراف بالحقيقة، فلماذا لا يراجعون أنفسهم ويعترفوا بالحقيقة؟

    وفي الواقع ان معظم الشيعة في تلك الأيام اعترفوا بالحقيقة، وانصرفوا يبحثون عن قائد جديد لهم، ولم يتشبث بتلك الفرضية الوهمية، الا قليل منهم، كما اعترف بذلك مؤرخو الشيعة في القرن الرابع ، كالنعماني والصدوق، وقد عرضنا لأقوالهم في كتابنا، ومن أراد الاطلاع عليها فليراجع. ولكن الغريب هو إصرار البعض على إغلاق ذهنه ورفضه للتفكير أو إعادة الاجتهاد والنظر في الموضوع بعد مرور أكثر من ألف عام على ذلك القول. والأغرب من كل ذلك أن يأتي رجل من صميم الحوزة العلمية (كالكاتب السيستاني) ليغمض عينيه ويقول:"لسنا بحاجة إلى ما يبين ولادة الاِمام المهدي ويثبتها تاريخياً .. وإنّ البحث عن ولادة الاِمام المهدي وبيان ثبوتها شرعاً بحث غير طبيعي"!!!

    إذن ما هو الطبيعي؟

    هل تَقَبُّل الأساطير بلا دليل هو الطبيعي؟

    وهل التقليد الأعمى للمقلدين الذين يدعون الاجتهاد هو الطبيعي؟



    ان الدليل التاريخي هو الدليل الوحيد والمعقول الذي يمكن بواسطته إثبات وجود انسان أو ولادته في التاريخ، وبما أن القول بوجود "الامام الثاني عشر" فرضية أسطورية وهمية لا حقيقة لها في الخارج، فان أصحاب هذه النظرية يحاولون التهرب من محكمة التاريخ، ويلجأون الى الافتراضات الفلسفية المتهافتة، ويغلفونها بغلاف العقل، أو يدعون أن ذلك من الغيب الذي يجب أن نؤمن به بلا سؤال ولا تفكير، أو يأتون بروايات مختلقة وإشاعات واهية وأحاديث كاذبة عن رؤية "ابن الحسن" عند الولادة وفي حياة أبيه، وفي عصر الغيبة الصغرى، وربما يحبكون قصصا عن رؤيته في هذا العصر، كما كان الإيرانيون ينشرون خلال الحرب مع العراق، عن مشاركة الامام المهدي في جبهات القتال. ولسنا ندري لماذا لم ينتصر (الامام المهدي) الموهوم على جيش صدام حسين؟

    أجل هناك كثير من الروايات التي ذكرها الأولون والمتأخرون. ولكن ما هي قيمة تلك الروايات العلمية؟ وهل علينا تقبلها، بعد أن "اعتقدنا" بوجوده؟ أم علينا أن نحقق فيها وندرسها بدقة، لنتأكد فيما أذا كانت حقيقية أم اسطورية ومختلقة؟

    ان من المفروض برجال الدين الحقيقيين الربانيين، أن يبادروا للكشف عن الحقائق وتقديمها الى الناس، وليس من مهمتهم تسويق الخرافات والأساطير باسم الدين.

    يقول (الكاتب السيستاني):"إنَّ ولادة أي انسان في هذا الوجود تثبت بإقرار أبيه، وشهادة القابلة، وان لم يره أحد قط غيرهما، فكيف لو شهد المئات برؤيته، واعترف المؤرخون بولادته وصرح علماء الانساب بنسبه، وظهر على يديه ما عرفه المقربون اليه، وصدرت منه وصايا وتعليمات، ونصائح وإرشادات، ورسائل وتوجيهات، وأدعية وصلوات، وأقوال مشهورة، وكلمات مأثورة وكان وكلاؤه معروفين، وسفراؤه معلومين، وانصاره في كل عصر وجيل بالملايين". [19]

    ونقول له: أحسنت..و بارك الله فيك، ولكن ما ذا نفعل اذا كان "والده" ينفي وجود ولد له في الظاهر؟ ولم نعرف "قابلة" تدعي الاشراف على ولادته؟

    ولماذا أساسا شككنا بوجود ابن الحسن؟ وهل سألنا من قبل عن أية قابلة لأحد من الأئمة السابقين؟ أو لأي انسان معروف في التاريخ؟ وهل سألنا عن اسم أمه ويوم مولده؟ أليس لأن هذه الدعوى تخالف الأعراف والتقاليد والظواهر الطبيعية، وتتميز بنوع من الأسطورية والكتمان؟

    إننا عندما نرى طفلا يحبو ويلعب في كنف أبيه، يحصل لنا علم بوجوده وهويته وبنوته له، ولا نشغل أنفسنا بالسؤال عن تفاصل هويته الا من باب الاستحباب، ولكن لماذا توقفنا في أمر "ابن الحسن العسكري"؟ الجواب: لأننا لم نر له أثرا، ولأنه نفى وجود ولد له في حياته، وأوصى بأمواله الى أمه، ولم يشر الى وجود إمام من بعده. وهذا ما أيده أهل البيت كأخ الامام العسكري جعفر بن علي الهادي، وان السلطان استبرأ جارية ادعت الحمل فلم يظهر عليها شيء، وهذا ما أدى الى تفرق شيعة الامام العسكري – حسبما يقول المؤرخون الاماميون- الى أربع عشرة فرقة، كلها قالت بعدم وجود ولد للامام العسكري، ما عدا فرقة واحدة هي الاثنا عشرية، التي استندت في قولها على بعض أدعياء النيابة الخاصة الذين بلغوا حوالي عشرين مدعيا، كان كل منهم يكذب الآخر، ويدعي النيابة الخاصة له، وهذا ما دفعنا للتشكيك بصدقهم جميعا، خصوصا وان قولهم يخالف الظاهر والمعروف من حياة الامام العسكري، وهو حجة شرعية وقانونية ، لا يجوز رفع اليد عنها الا بدليل علمي وشرعي قوي، وبشهادة أشحاص لا شبهة حولهم ولا مصلحة لديهم. وهذا ما لا نجده في أدعياء النيابة الخاصة كالنواب الأربعة وغيرهم، من الذين أصبحوا على مر التاريخ "ثقاة وورعين" لدى من اتبعهم، وأما من نظر اليهم بصورة محايدة ومستقلة، فقد توفرت لديه أسباب معقولة وشرعية للتوقف والبحث والتنقيب.

    وعندما راجعنا التاريخ، وسألنا علماء الشيعة الامامية الاثني عشرية السابقين، ممن عاشوا في القرون الأولى (كالقرن الثالث والرابع والخامس ) عن أدلتهم العلمية على وجود الولد للامام العسكري، قالوا بصراحة وأمانة: أن لا دليل تاريخي لديهم، وانما هم يعتمدون على الافتراضات الفلسفية، بالدرجة الأولى، وانما يأتون بالروايات التاريخية (أو الاشاعات) من باب المساندة والتعضيد، والا فانهم يعرفون أن تلك الروايات أوهى من خيوط العنكبوت، وانها لا تقاوم النقد التاريخي العلمي، وكما قال السيد المرتضى علم الهدى:" إن الغيبة فرع لأصول إن صحت فالكلام في الغيبة اسهل شيء وأوضحه ، إذ هي متوقفة عليها ، وان كانت غير صحيحة فالكلام في الغيبة صعب غير ممكن". أو كما قال أيضا عبد الرحمن بن قبة الرازي :" لا نتكلم في فرع لم يثبت اصله ، وهذا الرجل (ابن الحسن) الذي تجحدون وجوده ، فانما يثبت له الحق بعد أبيه .. فلا معنى لترك النظر في حق أبيه والاشتغال بالنظر معكم في وجوده ، فإذا ثبت الحق لأبيه ، فهذا ثابت ضرورة عند ذلك بإقراركم ، وان بطل إن يكون الحق لأبيه فقد آل الأمر إلى ما تقولون ، وقد أبطلنا ". ولم يقل المرتضى ولا ابن قبة الرازي ولا الشيخ المفيد ولا الشيخ الطوسي ولا غيرهم: أنهم يستطيعون إثبات وجود "ابن الحسن" بالطرق التاريخية، والروايات الضعيفة والمختلقة التي نسجها الأخباريون فيما بعد. [20]

    كما لم يعتمد الشيعة الذين آمنوا بوجود الامام الثاني عشر، على أقوال النواب الأربعة أو غيرهم ممن كان يدور حولهم، وانما اضطرارا واستنتاجا وانسجاما مع نظرية الامامة، والا فانهم كانوا يشككون بصحة ادعاء النواب الأربعة والعشرين الآخرين، ولذلك فقد كان هؤلاء يدعون اجتراح المعاجز والمعرفة بعلم الغيب، وهذا ما كان يرفضه الشيعة ولا يصدقونه منهم.

    ولكن مشكلة "العلماء" المعاصرين أنهم لا يريدون الاجتهاد، ويفضلون التقليد الأعمى، ويدعون الصحة لأحاديث كان يضعفها السابقون، ولو أنهم درسوها بصورة محايدة ، ولم يقلدوا فيها من سبقهم، لعرفوا مكامن الضعف فيها، ولم يحكموا بصحتها أبداً.

    وعموما ، فان من يريد دراسة روايةٍ أو راوٍ، لا يمكن ان يقلد في تضعيفه أو توثيقه الآخرين، خاصة اذا كانت هنالك شكوك جدية حوله، وانما يجب عليه، كما هو معروف في علم الرجال، أن ينظر اليه بصورة محايدة ومستقلة. وبالنسبة لرجال تلك المرحلة "مرحلة الغيبة الصغرى" التي ادعى فيها بعض أصحاب الامام العسكري، وجود الولد له في السر، ونيابتهم عنه، ثم قلدهم من جاءهم بعدهم وبنى على توثيقهم، لا يمكن التسليم بصدقهم ولا صحة ما يروونه، اعتمادا على توثيق أتباعهم، فان أتباع كل مذهب ضال أو منحرف يوثقون مشايخهم ويقدسونهم، ولذلك لا بد من دراسة أحوالهم بصورة مستقلة، والنظر اليهم بعيدا دعاوى التلاميذ والأتباع.

    وبكلمة أخرى: ان الشك فيهم معقول وضروري لمعرفة الحقيقة، خاصة وانهم المتهمون باختلاق تلك الأسطورة، وترويج الإشاعات، وبالتالي فلا يمكن الاعتماد على رواياتهم حول رؤية ابن الحسن واللقاء به، ونقل الأحاديث والزيارات والتواقيع عنه.

    ان المشكلة الكبرى في مسألة وجود "الامام الثاني عشر" تكمن في أننا لم نرَ أحداً، وانما سمعنا همسا مريباً وحكايات سرية، تخالف الظاهر، وقوانين الشريعة الاسلامية، وقد مرت قرون وقرون ولم يظهر ذلك الولد المزعوم. واذا كانت هذه القضية مسألة عقائدية ومهمة جدا، فان طريق إثباتها لا يمكن ان يتم بهذه الطريقة السرية الغامضة، فإن الله تعالى لا يمكن أن يحتج على البشر بإمام مستور كالشبح لا يرى بالعين.

    ان المجتهدين في كل مكان وزمان يبحثون السند قبل المضمون، فهل بحث (الكاتب السيستاني) سند تلك الروايات التي استشهد بها حول ولادة ابن الحسن؟ وهل عرف ما هو سند حكاية القابلة؟ ومن رواها؟ ومتى؟ وفي أي كتاب؟ وهل كان صحيحا؟ أم مجرد أشاعة؟

    وهل من العلم والاجتهاد والتقوى، القاء الكلام على عواهنه وتضليل العوام والسذج والبسطاء، بالقول ان المؤرخين اعترفوا بولادته؟ من هم أولئك المؤرخون؟ وعلى أساس اعترفوا؟ وما هي أدلتهم؟ وهل يجوز لنا تقليد المؤرخين بصورة عمياء؟ أو تقليد علماء الأنساب في القرون اللاحقة؟ وهل نأخذ ديينا من هؤلاء الحشويين؟ أم من الفقهاء والمجتهدين والباحثين العلميين؟

    ثم ما هي فائدة "اعتراف" بعض الحشويين من الصوفية، الذين يقول (الكاتب السيستاني) انهم من علماء أهل السنة، بوجود (الامام مجمد بن الحسن العسكري) اذا لم يقدموا لنا أي دليل على وجوده؟ وهل يجوز تقليدهم في هذا الشأن؟ واذا كانوا حقا يؤمنون بما يقولون، فلماذا لم يصبحوا شيعة إثني عشرية؟ ولماذا يرفضون أساس مبدأ الامامة؟

    ان مشكلة (الكاتب السيستاني) في الحقيقة، تكمن في أنه يتلبس مسوح العلم والاجتهاد والدين، وهو يقلد في أهم أصل من أصول دينه، ويرفض الاجتهاد، بل ويحرم الاجتهاد على الآخرين، ويريد منا أن ننام على الخرافات والأساطير الموروثة، التي أصبحت منبعا لا ينضب للثروات اللامشروعة، وقاعدة لنشوء ديكتاتوريات جديدة باسم الدين.

    اننا ندعو (الكاتب السيستاني) الى التفكير قليلاً فيما يقول، ونسأله سؤالا واحدا؟ ونطلب منه أن يجيبنا جوابا واحدا :هل كانت ولادة ابن الحسن المدعى، علنية؟ أم سرية؟

    فاذا كانت علنية، كما يقول في رواية له [21].. فلماذا إذن الادعاء بأنها تمت بالسر، و أنه الامام العسكري لم يبلغ الا عددا صغيرا من خاصته؟ وانه اضطر الى نفي وجوده أمام الناس في الظاهر، خوفا على حياته من العباسيين؟.

    واذا كانت سرية، كما يقول في رواية آخرى [22]، فلماذا الادعاء إذن بأن الامام العسكري أخبر الكثير من أصحابه من الخدم والجواري والأصدقاء بمولده حتى أنه عقّ عنه، وأراه الى المئات؟ وأنه صلى على أبيه أمام الناس؟ وأنه كان يستقبل الوفود ويأخذ الأموال منهم، وأنه كان يعيش في دار أبيه في سامراء؟

    ألا يوجد تناقض في ذلك؟

    ألا يدعونا ذلك الى التفكير وإعادة النظر والاجتهاد بصورة مستقلة؟

    لقد آمن الشيعة قرونا من الزمن بوجود الامام الثاني عشر، وانتظروه طويلا ليخرج ويقيم دولة الحق، وكانوا يحرمون خلال انتظاره إقامة الدولة الاسلامية لأنهم كانوا يشترطون العصمة والنص في الامام، ولكنهم تحرروا من هذه النظرية فيما بعد، وابتدعوا نظرية (ولاية الفقيه) أو النيابة العامة للفقهاء عن الامام الغائب، ثم قال الشيعة بعد ذلك بولاية الأمة على نفسها وبجواز النظام الديموقراطي، وتصدى المرجع السيد علي السيستاني (حفظه الله) للدعوة الى إقامة النظام الديموقراطي في العراق، بعد سقوط نظام صدام حسين، متخليا بصورة عملية عن الفكر الامامي المثالي الوهمي غير القابل للتطبيق، ولم يعرف عنه اشتراط العصمة أو النص في الامام ، أي رئيس الجمهورية أو رئيس الوزراء، بل لم يعرف عنه اشتراط الفقه والعدالة بالمعنى الأخص. مما يدل على حدوث تطور كبير في فكره السياسي، وانفصام الذين يدعون الانتساب اليه كصاحبنا (الكاتب السيستاني) الذي يدعي الانتماء الى حوزته والعمل في مرجعيته.

    وهذا ما يدل على أن الأمة تسير في واد، وان الماضويين ينامون في واد آخر.























    --------------------------------------------------------------------------------

    [1] - كتاب المهدي المنتظر في الفكر الاسلامي. المؤلف والناشر: مركز الرسالة للدراسات والبحوث.

    http://www.rafed.net/books/aqaed/mahde/mahde1.html#1

    العنوان: ايران ـ قم ، بداية شارع سمية ، ص. ب 737 / 73185
    الهاتف: 7732013 251 0098 ، الفاكس 7730020 251 0098
    البريد الالكتروني resala@rafed.net



    [2] - ص 162

    [3] - ص 105



    [4] - ص 107

    [5] - ص109

    [6] - ض 115

    [7] - ص 119

    [8] - ص 120

    [9] - ص178

    [10] - ص 179

    [11] - البقرة 79

    [12] - الانعام 93

    [13] - يونس 17 - 18

    [14] - الكهف 15

    [15] - الأنعام 144

    [16] - الأعراف 37

    [17] - البقرة 159

    [18] - البقرة 174

    [19] - ص 107

    [20] - المرتضى، رسالة في الغيبة، ص 2، والصدوق، اكمال الدين، ص 54

    [21] - يقول (الكاتب السيستاني):"هناك روايات أُخرى كثيرة صريحة برؤية السفراء الاَربعة كلٌّ في زمان وكالته للامام المهدي ... ولقد ذكر الصدوق من وقف على معجزات الاِمام المهدي ورآه من الوكلاء وغيرهم مع تسمية بلدانهم وقد أشرنا إلى بعضهم، وقد بلغوا من الكثرة حدّاً يمتنع معه اتفاقهم على الكذب لاسيما وهم من بلدان شتى، ويواصل حديثه فيقول:" كما شاهد الاِمام المهدي عليه السلام من كان يخدم أباه العسكري عليه السلام في داره مع بعض الجواري والاِماء، كطريف الخادم أبي نصر، وخادمة ابراهيم بن عبدة النيسابوري التي شاهدت مع سيدها الاِمام المهدي عليه السلام ، وأبي الاَديان الخادم، وأبي غانم الخادم وشهد بذلك أيضاً: عقيد الخادم، والعجوز الخادمة، وجارية أبي علي الخيزراني التي اهداها إلى الاِمام العسكري عليه السلام ، ومن الجواري اللّواتي شهدن برؤية الاِمام المهدي عليه السلام: نسيم، ومارية".ص 115

    [22] - ويقول:"كان الاِمام الحسن العسكري عليه السلام حريصاً على أن لاينتشر خبر ولادة المهدي إلاّ بين الخلّص من شيعته ومواليه عليه السلام، مع أخذ التدابير اللازمة والاحتياطات الكافية لصيانة قادة التشيع من الاختلاف بعد وفاته عليه السلام، إذ أوقفهم بنفسه على المهدي الموعود مرات عديدة وأمرهم بكتمان أمره". ص 119
    أحب في الله من يبغضني في الله

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    66

    افتراضي

    الاستاذ الكريم احمد الكاتب وفقه الله ان شاء الله ستكون لي مطارحات معك في هذا الموضوع علما اني طالب في جامعة الصدر الدينية والتي يشرف عليها سماحة المرجع الديني الشيخ اليعقوبي والله ولي التوفيق

  3. #3

    افتراضي

    أولا ليش متعب حالك اخ أحمد؟ لا سامي البدري ولا السيستاني لديهم القدرة على إخراج الإمام المهدي عليه السلام وأن يدعوك إلى مجلس تتعرف فيه على الإمام الحجة؟
    هذا الكلام ليس إستهزاء أو لا سمح الله تقليل من شأن الكاتب بل هي الحقيقة. الكاتب يريد من المناقشين لقضية الإمام المهدي أن يشيروا إلى إنسان ما ويقولوا له هذا هو الإمام المهدي عليه السلام.
    أحدى إبداعات الشهيد الصدر رحمه الله هو أنه قد فرق ما بين اليقين المنطقي الرياضي واليقين الموضوعي. أغلب المسائل المنطقية الرياضية مثل 7+5=12 أو الثالث المرفوع هي لا تحتاج إلى تواتر أو أجماع بشري بل هي مسائل يستند عليها العقل البشري لقراءة الواقع الموضوعي. أما اليقين الموضوعي فهو اليقين الخاص بالمسائل العقائدية والتاريخية كالإيمان بالله سبحانه وتعالى وكإيماننا بأن القرآن الكريم هو كتاب الله نزله على محمد صلى الله عليه وآله وسلم وهذا النوع من اليقين يستند على الإستقراء القائم على العلم الإجمالي.
    الخلط الذي وقع به الكاتب هو كذات الخلط الذي وقع به المشككون بمصداقية القرآن الكريم ككتاب سماوي لأنه أرادوا دليلا على نمط الإستنباط المنطقي الذي يستخدم في علم المنطق"deductive method" وهو منهج خاطيء إذا كان موضوعه هو الواقع الموضوعي لحركة الإنسان.
    أنا أشكر الأستاذ أحمد الكاتب على جهده الكبير الذي بذله في تحقيق هذه الإشكالية وفي الدفاع عن رأيه ولكن للأسف هذا الجهد يبقى جهدا بشريا خالصا وفيه الكثير من الأخطاء وعدم معرفة الكثير من زوايا علم الأصول أو علم الادلة الشرعية وهذا طبعا لا يضر بشخص أحمد الكاتب لأن المعرفة هي تراكمية تطورية. ثانيا أنا أجزم بأن أحمد الكاتب هو كان السبب الرئيسي في تدعيم عقيدة الإمام المهدي عليه السلام في عقلي وقلبي لأنه كشف عن زوايا عقائدية أثرت الساحة الشيعية بنقاشات جعلتنا نفهم هذه الفكرة بشكل صحيح وإن كان معاكسا لتصور أحمد الكاتب.
    قال الإمام علي عليه السلام " أَعْجَزُ النَّاسِ مَنْ عَجَزَ عَنِ اكْتِسَابِ الاِْخْوَانِ، وَأَعْجَزُ مِنْهُ مَنْ ضَيَّعَ مَنْ ظَفِرَ بِهِ مِنْهُمْ."

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jun 2005
    المشاركات
    230

    افتراضي

    انك لاتهدي من احببت

    الم يلعب بك الكوراني طوبة على قناة المستقلة وكشف كذب احمد الكاذب

    الكاذب هو يضيف على الحديث ويجعل كلامه جزء من المتن

    --
    وانهما لن يفترقا حتى يردا الحوض

  5. #5

    افتراضي

    الأخ العزيز فياض حفظه الله
    تقول:"أنا أجزم بأن أحمد الكاتب كان السبب الرئيسي في تدعيم عقيدة الإمام المهدي عليه السلام في عقلي وقلبي لأنه كشف عن زوايا عقائدية أثرت الساحة الشيعية بنقاشات جعلتنا نفهم هذه الفكرة بشكل صحيح وإن كان معاكسا لتصور أحمد الكاتب".
    ولكن هل تعرف بأن الحاجة الى الامام ليست مسألة عقدية بقدر ما هي حاجة سياسية عملية يومية، والا فان العقيدة الاسلامية قد كملت يوم قال الله تعالى لنبيه الكريم اليوم اكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا.
    واعتقد انك توافقني على ان النبي محمد صلى الله عليه وآله هو خاتم النبيين، وبوفاته انقطع الوحي، ولا نبي بعده، وان مهمة الامام هي مهمة تطبيق الدين وحفظ حقوق الناس واقامة العدل، وقد اختلف المسلمون حول شروط الامام ومواصفاته فقال معظم المسلمين بضرورة اتصاف الامام اي الرئيس أو الخليفة أو القائد أو الزعيم بصفة العلم والعدل والتقوى، وقال الامامية بضرورة اتصاف الامام بصفة العصمة والعلم الالهي. ومع القول بغيبة الامام بقي الشيعة الامامية بدون قائد أو زعيم، فحرموا اقامة الدولة في عصر الغيبة، الى أن ظهرت نظرية ولاية الفقيه في القرون الأخيرة كبديل عملي عن نظرية الامامة، واكتفى الشيعة بصفة العلم القائم على الاجتهاد والعدالة الظاهرية، وهذا ما سمح لهم باقامة الدولة الاسلامية ، وقال فريق آخر من الشيعة بجواز اقامة الدولة حتى بدون تلك الشروط كما هو الحال في العراق حيث لا يشترط الدستور بالرئيس أن يكون فقيها عادلا حسب نظرية ولاية الفقيه، وانما يكفي أن يكون عالما بالسياسة وعادلا بمعنى الالتزام بالقانون والدستور.
    واذا عدت الى كتابي (تطور الفكر السياسي الشيعي من الشورى الى ولاية الفقيه) لا تجد فيه بحثا مسهبا عن موضوع خروج المهدي في المستقبل، لأنه لا يدور حول هذا الموضوع، وانما يبحث مسألة وجود الامام محمد بن الحسن العسكري، وانه ولد قبل ألف ومائة وسبعين عاما، ولا يزال حيا الى اليوم، وانه لا يجوز اقامة الدولة الا تحت امامة المعصوم المعين من قبل الله، وما الى ذلك من توابع النظرية الامامية
    وقد قلت في كتابي ان الشيعة الامامية اليوم تخلوا عن تلك الشروط المثالية التي يستحيل تطبيقها، وحدث تطور جذري كبير في الفكر السياسي الشيعي، وانهم اليوم يمكن وصفهم بالشيعة الجعفرية، ولكن لا يمكن تسميتهم بالامامية الاثني عشرية، لتخليهم عمليا عن اشتراط العصمة والنص في الامام، وقبولهم بالنظام الديموقراطي أو بنظام ولاية الفقيه
    وقلت أيضا بأن الشيعة الامامية افترضوا وجود ولد للامام الحسن العسكري الذي لم يشر الى وجود ولد لديه لا في حياته ولا عند وفاته، انقاذا لنظرية الامامة من الانهيار والوصول الى طريق مسدود.
    فهل تتفق معي في ذلك؟ أم لا تزال تصر على اشتراط العصمة والنص في الامام (اي الرئيس ورئيس الوزراء) وتحرم اقامة الدولة في هذا العصر؟
    أحب في الله من يبغضني في الله

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    المشاركات
    3,861

    افتراضي

    اقتباس

    أم لا تزال تصر على اشتراط العصمة والنص في الامام (اي الرئيس ورئيس الوزراء) وتحرم اقامة الدولة في هذا العصر؟

    """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """"""""""""""""""""""""""""""""""





    حقا انك احمق كاذب

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jun 2005
    المشاركات
    165

    افتراضي

    عندما يثبت أن شخصاً ما يكذب في نقله للنصوص ويتلاعب بها على مزاجه .. فلا داعي لقراءة أفكاره وأطروحاته ،

    لأنه ببساطة من كان يمتلك الحجة والدليل الصحيح كما يراه .. فلا داعي حينئذ للتلاعب والكذب ،
    فالكذب حيلة ضعيف الحجة ..

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    May 2006
    الدولة
    بغداد
    المشاركات
    2,017

    افتراضي

    هل يجوز لنا تقليد المؤرخين بصورة عمياء؟ أو تقليد علماء الأنساب في القرون اللاحقة؟ وهل نأخذ ديينا من هؤلاء الحشويين؟ أم من الفقهاء والمجتهدين والباحثين العلميين؟
    احترنا معك يا استاذنا الفاضل!!
    الم تطالب بالدليل التاريخي؟

    ومن هنا فانه لا يهمنا كثيرا سواء كانت أحاديث المهدي أخبار آحاد أو متواترة أو نطقت بها الصحاح والمسانيد والسنن، كما كان يقول (الكاتب السيستاني). الذي أتعب نفسه كثيرا بمحاولة الاستدلال على هذه الفكرة، قياسا على الأمم والشعوب المختلفة المؤمنة وغير المؤمنة، وحاجتها للمنقذ المخلص، فان دين الله لا يبنى بهذه الطريقة، وانما ينهض على أساس القرآن الكريم والأحاديث النبوية الصحيحة، وان إثبات ولادة انسان يعتمد على الأدلة التاريخية فقط.
    انت تطالب ب"الادله التاريخيه"ومن ثم عندما يعرض لك اقوال المؤرخين,تتهمهم ب"الحشويين"
    وان الدين لا يؤخذ منهم ,بل انه يؤخذ من "الفقهاء والمجتهدين والباحثين العلميين"
    وليت شعري ما ذا يقول استاذنا الكاتب عن "الشريف المرتضى"و"الشيخ المفيد"و"الشيخ الطوسي"و"الشيخ الصدوق"وغيرهم من اساطين الفقه الامامي؟؟
    هل هم مشمولون "بمكرمته العلميه"وهل من الممكن ان يتفضل عليهم بهذه الالقاب والاوصاف التي ذكر؟؟
    ام انهم ممن لايصدق عليهم؟؟
    ويا ترى من من الشخصيات من يصدق عليه لقب "الفقيه والمجتهد والعالم"بنظره؟؟
    هل هو الشيخ القرضاوي"الذي هو مجتهد ورئيس لاتحاد علماء المسلمين"!!
    على ايه حال يبدو ان الاستاذ الفاضل لايروم فقط التشكيك بالامام,بل يقوم بالتشكيك"عرضا"بمكانه علماء المذهب واساطينه ودعائمه الذين عبرهم وصل الينا ما وصل من تراث مذهبي..وهذا يعني ضمنا ان مذهبنا مذهب باطل"لانه وصل الينا عن طريق ناس حشويين وغير مجتهدين ولا علماء ولا فقهاء بل انهم اقرب الى صنف العلماء الذين استشهد بالآيات القرانيه عليهم في صدر موضوعه"!!!!!!!!!!
    يخيل لي ان هذا هو الهدف الوحيد للاستاذ من وراء هذا الخلط كله!!
    اتمنى ان يكون رأيي هذا خاطئا,ولكن انا انسان لااقول الا ما اقتنع به بدون مواربه ولا مجامله..
    ومن ثم ما هو رأي الاستاذ بالنسابين الذين احتج بهم"الكاتب السيستاني"؟
    وكجزء من الاستدلال التاريخي على ولادة (الامام المهدي محمد بن الحسن العسكري)، يقوم (الكاتب السيستاني) بالاستشهاد بعلماء الأنساب في القرون اللاحقة ، مثل النسابة أبي نصر سهل بن عبد الله بن داود بن سليمان البخاري من أعلام القرن الرابع الهجري، الذي كان حياً سنة (341 هـ)، والسيد العمري (من أعلام القرن الخامس الهجري) والفخر الرازي الشافعي (ت 606 هـ)، والمروزي الازورقاني (توفي بعد سنة 614 هـ) وجمال الدين أحمد بن علي الحسيني المعروف بابن عِنَبَه (ت 828 هـ) وأبو الحسن محمد الحسيني اليماني الصنعاني (من أعيان القرن الحادي عشر)، ومحمد أمين السويدي (ت 1246 هـ) والنسابة المعاصر محمد ويس الحيدري السوري.
    هل هؤلاء ايضاَ ممن لايحوزون على رضا جنابه ,ولا يتفضل بمنحهم الرتب العلميه..
    وبالتالي فهم"حشويون مخرفون افاكون اصحاب اسطوره "؟؟!!!
    تكلم الاستاذ الكاتب عن ما يسميه بال"الدليل"ويا حبذا لو يتفضل جنابه فيبين لنا ماهو تعريف الدليل بنظره؟؟
    ان الكاتب السيستاني قد جاء بروايات مسنده,عن طريق رواه موثقون,والذي وثقهم هو "علم الرجال"وبالتالي الا يعد سند تلك الروايات دليلا؟؟!!
    الاستاذ يطرح اشكاليه ل"التناقض"وهو يريد بهذا "التناقض"عن التباس حصل لديه في فهم الكاتب السيستاني حول مسأله رؤيه الامام..واليكم الاشتباه الذي وقع به الاستاذ:
    يقول (الكاتب السيستاني):"هناك روايات أُخرى كثيرة صريحة برؤية السفراء الاَربعة كلٌّ في زمان وكالته للامام المهدي ... ولقد ذكر الصدوق من وقف على معجزات الاِمام المهدي ورآه من الوكلاء وغيرهم مع تسمية بلدانهم وقد أشرنا إلى بعضهم، وقد بلغوا من الكثرة حدّاً يمتنع معه اتفاقهم على الكذب لاسيما وهم من بلدان شتى، ويواصل حديثه فيقول:" كما شاهد الاِمام المهدي عليه السلام من كان يخدم أباه العسكري عليه السلام في داره مع بعض الجواري والاِماء، كطريف الخادم أبي نصر، وخادمة ابراهيم بن عبدة النيسابوري التي شاهدت مع سيدها الاِمام المهدي عليه السلام ، وأبي الاَديان الخادم، وأبي غانم الخادم وشهد بذلك أيضاً: عقيد الخادم، والعجوز الخادمة، وجارية أبي علي الخيزراني التي اهداها إلى الاِمام العسكري عليه السلام ، ومن الجواري اللّواتي شهدن برؤية الاِمام المهدي عليه السلام: نسيم، ومارية".ص 115

    [22] - ويقول:"كان الاِمام الحسن العسكري عليه السلام حريصاً على أن لاينتشر خبر ولادة المهدي إلاّ بين الخلّص من شيعته ومواليه عليه السلام، مع أخذ التدابير اللازمة والاحتياطات الكافية لصيانة قادة التشيع من الاختلاف بعد وفاته عليه السلام، إذ أوقفهم بنفسه على المهدي الموعود مرات عديدة وأمرهم بكتمان أمره". ص 119
    واضح ان "الكاتب السيستاني"كان يتحدث عن ما نسميه ب"مرحله الغيبه الصغرى"اي زمن وكاله النواب عن الامام ..وهي فتره تمتد لسبعين سنه..وهذا بعد غيبته"ع"..
    اما ما تصور الاستاذ انه تناقض في النص الاخير فهو عن ولاده الامام,لا غيبته..والفرق بين المعنيين كبير..عندما "يحرص "الامام العسكري على ان لاينشر خبر ولاده المهدي..فهو يفعل ذلك نتيجه لظروفه السياسيه..ولكون يعيش بين ظهراني دوله العباس..وان الامام لم تبدأ بعد فتره غيبته..ولكن عندما يغيب الامام بعد امامته,ولا تستطيع السلطات من معرفه مكان محدد له.فما هوالضير ان يشاهده "الكثيرون"وان تشهد"الجاريتان بولادته بعد ان حصل لدى الامام المامن واصبحوا لايستطيعون القضاء عليه؟؟
    يخيل لي "ولا اتمنى حصول ذلك حقا"ان الاستاذ يحاول التلاعب بالالفاظ حتى يخدع السذج من الناس..
    ومن ثم يا استاذنا العزيز..الشيعه الافطحيه..هم طائفه منسوبه الى عبد الله الافطح بن الامام الباقر"لان رأسه كان افطح"وعبد الله هذا غرروا به "كما فعلوا بجعفر الكذاب"وحاولوا الباسه ثوب الامامه..ومن ثم لما اختبره الناس وخبروا بجهله انفضوا عنه وانقضى امره..
    وانقضت شيعته..وانت تدعي بوجود"شيعه ابطحيه "في زمن وجود الامام العسكري..
    فمن اين جئت بهذه المعلومه؟؟
    وهل لديك من الادله "التاريخيه"الناهضه ما يؤيدها؟؟
    وكيف جاز لك ان تخلط بين"محمد"والذي هو ابن"اسماعيل بن جعفر الصادق"والذي ادعى الشيعه الاسماعيليه امامته وغيبته..وان تقوم بنسبته لعبد الله الافطح؟؟
    بل ان تدعي ان للافطح هذا شيعه كانت موجوده في زمن الامام العسكري؟؟
    يبدو لي انك تجهل امور الانساب والتاريخ..فلمَ تقحم نفسك في امور كهذه..ولمَ تخوض في معمعه كهذه؟؟
    اما الدور "السياسي"للامام وكونه خليفه..فهذا مما لم اسمعه الا منك فقط..
    من الواضح ان للامام"دور سياسي"ولكن هذا الدور السياسي ليس هو عله الامامه وليس هو اهم قضاياها..
    ان دور الامام هو كدور القائد الروحي للامه.زاو حتى اقرب لك المعنى هو كالمصلح الاجتماعي في ايامنا هذه"القياس مع الفارق طبعا"
    وبالتالي فان الامام حتى لو كان جليس بيته يستطيع ان يقوم بمهامه في قياده المجتمع وبنائه ومحاربه اهل البدع واصحاب العقائد القاسده والاهواء..وهو ما فعله جميع ائمتنا بطرق متعدده..فمنهم من لجا الى الخطابه واعجازها والسيف وصولته..ومنهم من لجا الى السلام وبناء القاعده المهمه..ومنهم من لجا الى طريق التضحيه والشهاده ..لانه ادرك ان دمه سيهز القلوب ويحرك الغيره على هذا الدين ففعل..
    ومنهم من توجه بالدعء كوسيبله لتربيه الامه..ومنهم من وجد ان الظرف يستدعي لان يؤسس ل"جامعه"في المسجد النبوي لمواجهه الزنادقه واهل البدع..وهكذا جميع الائمه فهم "تنوع ادوار ووحده هدف"وسلسله يكمل بعضها بعضا..
    اما مسأله الحكم والحكومه فلا دخل لها بالموضوع..ولهذا فان تصرف السيد السيستاني لم يكن"تطورا في الفكر السياسي الشيعي"بل هو حاله طبيعيه لمجتهد يعيش في الالفيه الثالثه وقد سبقه الى ذلك مجتهدون قبل ما يربوا على المائه عام فيما عرف ب"المشروطيه"ووقتها الف النائيني كتابه"تنبيه الامه وتنزيه المله"واضعا الخطوط العريضه لتأسيس حكومه دستوريه يحمها برلمان يمثل الشعب..
    وذلك قبل ان يولد الخميني ..وقبل ان تعرف "ولايه الفقيه"..
    ارجو ان تكون الفكره قد وصلت..
    والسلام عليكم..

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    المشاركات
    707

    افتراضي

    أنا أعتقد يا أستاذ أحمد الكاتب أنه ليس مهماً أن مولوداً ذكراً ولد للحسن العسكري أم لا !

    القضية لا تقدم ولا تؤخر .

    القضية الأهم في رأيي هو كون هذا المولود أصبح إماماً منذ ولادته !!

    يعني إمام طفل !
    لأنه وحسب المذهب الإمامي أن الأرض لا يخلو من إمام !
    وبما أن الحسن العسكري مات فإن هذا الطفل الوليد هو إمام الدنيا !

    تخيل إمام الناس طفل رضيع ضعيف لا يدفع أذى نفسه عن نفسه!

    والقضية الأعظم هو أن الإمامية (ولسبب غير مفهوم إطلاقاً) يقولون أن هذا الطفل الغائب ، الذي فيما بعد أصبح رجلاً غائباً كذلك يعد ممثل العترة في زمانه الممتد 1200 سنة حتى الآن !

    ترى هل لغائب حجة ؟
    ترى كيف يتمسك الإمامية بالقرآن (الحاظر) وبالعترة (الغائبة ) في الوقت ذاته ؟
    ترى هل هذا الغائب (ممثل العترة) أزال الإختلاف والضلال عن الطائفة المؤمنة به ؟

    هناك أسئلة عديدة وموضوعية جداً جداً ليس لها إجابات على الإطلاق ، وعلى الرغم من ذلك يصر الإمامية على هذه النظرية !

    طبعاً أنا أوافقك الرأي استاذ أحمد أن الإيمان بالإمامة الإلهية وبالغيبة عند الطائفة الشيعية الإمامية ليس له أثر في واقع الشيعة المعاصر ، إنما يتعلق الأمر بتراث ديني عاطفي تتلقفه الأجيال المتعاقبة كموروث مقدس ليس إلا .
    تموتُ النّفوسُ بأوصابها *** ولم تدرِ عوّادها ما بها

    وما أنصفتْ مُهجة ٌ تشتكي *** أذاها إلى غير ِ أحبابها

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jun 2005
    المشاركات
    230

    افتراضي

    القضية الأهم في رأيي هو كون هذا المولود أصبح إماماً منذ ولادته
    نعم يا اكثر لو كنت متدبرا في ايات الله - انت وفطاحل شيوخك
    لتذكرتم اية - (واتيناه الحكم صبيا)

    ولكن قشوركم اسلامية ظاهرا وليس فيكم جوهر اسلامي

    (فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا (29) قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا)

    وقبل ان يحمر وجهك وتحك راسك وتفكر في مخرج للمسالة وتقول
    ان اولئك انبياء والمهدي ليس بنبي

    فاقول لك ان اهل البيت ع (والرسول محمد ص هو راس اهل البيت ع) هم افضل من كل الكائنات بما فيهم عيسى ع ويحيى ع

    --
    وعيسى يصلي خلفه

  11. #11

    افتراضي

    الأخ العزيز تركماني
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    كما تعرف فان الانترنت نعمة عظمى توفر الاتصال والحوار بين المسلمين، وتسمح للانسان البعيد عن المكاتب والكتب بالاطلاع على الكتب بكل سهولة، وخاصة على الرأي الآخر، واذا كنت قد ولدت ونشأت في بيئة ثقافية معينة فانك تستطيع ان تقوم بدراسة دينك ومذهبك وأيديولوجيتك الموروثة بصورة جيدة، كما تستطيع ان تطلع على أديان ومذاهب الآخرين وأفكارهم الخاصة بصورة جيدة أيضا، وتدرسها دراسة مقارنة دقيقة حتى تعرف الحق من الباطل
    وأنا أعتقد ان المسلمين الذين يؤمنون بالله تعالى وباليوم الآخر وبنبوة النبي محمد صلى الله عليه وآله، جميعا ومن مختلف الطوائف هم من الفرقة الناجية وعلى الحق سواء كانوا شيعة أم سنة، ولكن كل فرقة تحتوي على أفكار منحرفة وخاطئة بصورة نسبية ، وعلى الجميع القيام بمراجعة بعض الأفكار الموروثة التي لا تستند الى دليل من القرآن الكريم أو الأحاديث الثابتة الصحيحة.
    ومن الأفكار الخاطئة التي لا تستند الى دليل، والتي يؤمن بها بعض الشيعة أن الأئمة أفضل من الأنبياء حتى أولي العزم، وهذا خطأ كبير يتعارض مع القرآن الكريم الذي حدثنا عن الأنبياء ولم يحدثنا عن الأئمة، ولا يستند الا الى أحاديث ضعيفة مختلقة موضوعة ، وعليك مراجعتها بدقة حتى تتخلص من هذه الأفكار الشيطانية
    وأما مسألة صغر عمر الامام، فقد يحثتها بصورة مفصلة في الجزء الأول من كتابي (تطور الفكر السياسي الشيعي من الشورى الى ولاية الفقيه) ولم أتوقف عندها في بحث موضوع الامام الثاني عشر، الذي يقال انه ورث الامامة وعمره خمس سنوات، لأني ركزت على مسألة ولادته من الأساس ، وقلت انه لم يولد قط، ولم يكن يوجد شخص بهذا الاسم، وانما هو شخصية فرضية اسطورية وهمية، والا فان مسألة عمره مسألة مهمة لا بد من التوقف عندها لو كان موجودا
    وقد وقف الشيعة السابقون عند هذه المسألة وكانت لهم ردود أفعال مختلفة ، ولذا يستحسن مراجعة التاريخ الشيعي للتعرف على هذه المشكلة
    وسوف أنقل لكم بعض ما كتبت عن الموضوع في كتابي تحت عنوان "أزمة الطفولة" وهو كما يلي:

    بينما كان الامامية يحاولون اثبات امامة الرضا بالنصوص والمعاجز ، توفي الامام الرضا في خراسان سنة وكان ابنه محمد الجواد يبلغ من العمر سبع سنين ، مما سبب في حدوث أزمة جديدة في صفوف الامامية ، وشكل تحديا ً كبيرا للنظرية الوليدة « حيث لم يكن يعقل ان ينصب الله تعالى لقيادة المسلمين طفلا صغيرا محجورا عليه لا يحق له التصرف بامواله الخاصة ، غير مكلف شرعا ، ولم تتح له الفرصة للتعلم من ابيه الذي تركه في المدينة وله من العمر اربع سنوات


    وهذا ما ادى الى انقسام الشيعة الامامية الى عدة فرق :

    أ - فرقة عادت الى الوقف على موسى الكاظم ، وتراجعت عن ايمانها بامامة الرضا ، ورفضت الاعتراف بامامة الجواد . وقالت* · ان من كان له من السن ماذكرناه لم يكن من بالغي الحلم ولا مقاربيه ، والله تعالى يقول: وابتلوا اليتامى حتى اذا بلغوا النكاح فان آنستم منهم رشدا فادفعوا اليهم اموالهم واذا كان الله تعالى قد اوجب الحجر على هذا في امواله لايجابه ذلك في جملة الايتام بطل ان يكون اماما لان الامام هو الوالي على الخلق في جميع امر الدين والدنيا وليس يصح ان يكون الوالي على اموال الله تعالى كلها من الصدقات والاخماس ، والمأمون على الشريعة والاحكام وامام الفقهاء والقضاة والحكام ، والحاجر على كثير من ذوي الالباب في ضروب من الاعمال من لا ولاية له على درهم واحد من مال نفسه ولا يؤمن على النظر لنفسه ، ومن هو محجور عليه لصغر سنه ونقصان عقله لتناقض ذلك واستحالته


    ب وفرقة ذهبت الى أخي الامام الرضا : احمد بن موسى الذي كان يرى رأي الزيدية وخرج مع ابي السرايا في الكوفة والذي كان موضع تقدير وحب اخيه الرضا ، وكان على درجة من العلم والتقوى والورع كما يصفه الشيخ المفيد في الإرشاد وزعم هؤلاء ان الرضا اوصى اليه ونص بالامامة عليه وقد نحى هؤلاء منحى الفطحية الذين قالوا بامامة موسى الكاظم بعد وفاة عبدالله بن جعفر دون ان يعقب ، ولم يلتزموا بدقة بقانون الوراثة العمودية ، واعتبروا الجواد الذي كان طفلا صغيرا كأنه لم يكن. وذهب قسم آخر من الشيعة للالتفاف حول الامام محمد بن القاسم بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب الذي كان يعيش في الكوفة ، وكان معروفا بالعبادة والزهد والورع والعلم والفقه ، وفجر ثورة ضد الخليفة المعتصم في الطالقان سنة


    ج وفرقة قالت بامامة الجواد ، ولكنها اضطربت في الاجابة على مشكلتي العمر والعلم ، فقال بعضهم : لا يجوز ان يكون علمه من قبل ابيه لان اباه حمل الى خراسان وابو جعفر ابن اربع سنين واشهر ، ومن كان في هذه السن فليس في حد من يستفرغ تعليم معرفة دقيق الدين وجليله ،ولكن الله علمه ذلك عند البلوغ بضروب مما يدل على جهات علم الامام مثل الالهاموالنكت في القلب والنقر في الاذن والرؤيا الصادقة في النوم والملك المحدث له و وجوه رفع المنار والعمود والمصباح وعرض الاعمال

    ولما كان الاماميون يعتبرون الامامة شبيهة بالنبوة وانها من الله فلم يصعب عليهم الاستشهاد بآية من القرآن الكريم تقول· وآتيناه الحكم صبيا¨ وقالوا* كما اعطى الله النبوة ليحيى وهو طفل صغير ، وكما اعطاها لعيسى وهو طفل صغير كذلك فلم لا يجوز ان يعطي الامامة لمحمد الجواد وهو ابن سبع سنين؟ و رووا عن الجواد انه قال لمن استشكل في عمره· ان الله تعالى اوحى الى داود ان يستخلف سليمان وهو صبي يرعى الغنم

    وقال بعض الذين قالوا بامامة الجواد ، دون ان يتبنوا الرأي الآنف : · ان الجواد قبل البلوغ هو امام على معنى :ان الامر له دون غيره الى وقت البلوغ ، فاذا بلغ علم لا من جهة الالهام والنكت ولا الملك ولا لشيء من الوجوه التي ذكرتها الفرقة المتقدمة، لان الوحي منقطع بعد النبي باجماع الامة¨ . ورفضوا فكرة العلم بالالهام وقالوا : · لا يعقل ان يعلم ذلك الا بالتوقيف والتعليم لا الالهام والتوفيق ، لكن نقول انه علم ذلك عند البلوغ من كتب ابيه وما ورثه من العلم فيها وما رسمه له فيها من الاصول والفروع ، واجاز قسم من هؤلاء القياس والاجتهاد في الاحكام ، للامام خاصة ، على الاصول التي في يديه لانه معصوم من الخطأ والزلل فلا يخطيء في القياس¨


    ولكن هذا الرأي كان يستوجب اعادة النظر في نظرية الامامة والتساؤل * اذن من هو الامام في فترة صغر الجواد ؟..ومن الوصي عليه؟


    وبالرغم من عدم وجود نص صريح بالإمامة من الرضا على الجواد ، أو الوصية له ، و عدم ادعاء الإمام الجواد نفسه بالإمامة ، فقد اضطر الإمام يون للقول بامامته انقاذا لنظريتهم من التهاوي والسقوط ، وكان لا بد ان يبنوا قولهم على مجموعة من حكايات المعاجز والعلم بالغيب ، كمعرفة الجواد وهو في المدينة بوفاة ابيه وهو في خراسان في نفس الساعة ، وذهابه بلمح البصر الى خراسان لتغسيل ابيه وتكفينه ، ثم عودته الى المدينة في نفس الليلة« وقيام عصا كانت في يده بالنطق والشهادة له بالامامة ، واجابته لقوم من الشيعة عن ثلاثين الف مسألة في مجلس واحد

    وقد تكررت مشكلة صغر عمر الامام الجواد مرة اخرى مع ابنه علي الهادي ، حيث توفي الجواد في مقتبل عمره ولما يكمل الخامسة والعشرين ، وكان ولداه الوحيدان علي وموسى صغيرين لم يتجاوز اكبرهما السابعة « ولأن الهادي كان صغيرا عند وفاة الجواد فقد اوصى ابوه بالاموال والضياع والنفقات والرقيق الى عبدالله بن المساور وامره بتحويلها الى الهادي عند البلوغ ، وشهد على ذلك احمد بن ابي خالد مولى ابي جعفر وهذا ما دفع الشيعة الى التساؤل: اذا كان الهادي بنظر ابيه غير قادر على ادارة الاموال والضياع والنفقات لصغره فمن هو الامام في تلك الفترة ؟..وكيف يقوم بالامامة طفل صغير ؟.. وهو سؤال كان قد طرحه البعض عند وفاة الامام الرضا من قبل ، وذلك عندما كان الجواد طفلا صغيرا ، وقد زاد الغموض الحيرة بين الاخوين علي وموسى : ايهما الامام؟.. يقص علينا الكليني و المفيد ذلك الغموض وتلك الحيرة التي اصابت الشيعة في امر الامام بعد الجواد ، وعدم معرفة كبار الشيعة بهوية الامام الجديد ، و اجتماعهم عند محمد بن الفرج للتفاوض في امرها ، ثم مجيء شخص واخبارهم بوصية الامام الجواد له سرا بامامة ابنه علي الهادي

    وقد ادت هذه الحيرة وذلك الغموض في امر الامامة الى انقسام الشيعة الامامية أتباع الجواد ، الى قسمين * قسم يقول بامامة الهادي وآخر يقول بامامة اخيه موسى المبرقع



    ولكن الشيخ المفيد أهمل ذلك الانقسام ولم يشر اليه ، بل ادعى اجماع الشيعة على القول بامامة الهادي ، و قال * ان ذلك الاجماع يشكل دليلا يغني عن ايراد النصوص بالتفصيل

    الا ان ذلك لم يشكل في الحقيقة دليلا كافيا لإثبات امامة الهادي ، مما دفع الامامية كالعادة الى محاولة اثبات الامامة له عن طريق المعاجز ودعاوى علمه بالغيب ، فراحوا يدعون* معرفته بوفاة ابيه في بغداد وهو في المدينة ، في نفس الساعة ، ومعرفته بمرض احد ابناء عمه غيبيا ، و معرفته بمقتل الخليفة العباسي الواثق وجلوس المتوكل مكانه ، ومقتل ابن الزيات ، وهو في المدينة ، وقبل ستة ايام من مجيء اول مسافر من العراق ، ونقل الامام الهادي لرجل من اصحابه هو اسحاق الجلاب من سر من رأى الى بغداد في طرفة عين ، و تحويل خان للصعاليك الى روضات آنقات باسرات فيهن خيرات عطرات و ولدان كأنهن اللؤلؤ المكنون ، واطيار وظباء وانهار .

    محاولة حل مشكلة الطفولة


    لقد بنيت النظرية الاثنا عشرية على أشد النظريات الامامية تصلبا وتطرفا ، كتلك التي تشترط الوراثة العمودية حتى لو كان الامام طفلا صغيرا ، والقت جانبا النظرية الامامية المعتدلة الفطحية التي كانت تجيز امامة الاخوين اذا كان الامام الاول عقيما او كان ابنه صغيرا ، وذلك بسبب ان لاثني عشرية نشأت بعد عصر الأئمة من اهل البيت بعشرات السنين ، ولم تكن حاضرة مع الأئمة كما كان الشيعة السابقون لكي تتفاعل معهم وتدرك مدى قدرتهم على التفاعل في ايام الطفولة

    ووجد مشايخ النظرية الاثني عشرية انفسهم وجها لوجه امام القرآن الكريم الذي يوصي بالحجر على الاطفال حتى بلوغهم سن الرشد ، حيث يقول*·وابتلوا اليتامى حتى اذا بلغوا النكاح فان آنستم منهم رشدا فادفعوا اليهم اموالهم¨ فقاموا بالخروج من هذا المأزق استثناء الأئمة من عموم الآية « وقد قال الشيخ المفيد *·ـ ان قال قائل : كيف يصح لكم معشر الامامية القول بإمامة الاثني عشر ..وانتم تعلمون ان فيهم من خلفه ابوه وهو صبي صغير لم يبلغ الحلم ولا قارب بلوغه ،كأبي جعفر محمد بن علي بن موسى ، وقد توفي ابوه وله من العمر عند وفاته سبع سنين ، وكقائمكم الذي تدعونه وسنه عند وفاة أبيه عند المكثرين خمس سنين ، وقد علمنا بالعادات التي لم تنتقض في زمان من الازمنة :ان من كان له من السنين ماذكرناه لم يكن من بالغي الحلم ولا مقاربيه ، والله تعالى يقول: ک وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح فان آنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم اموالهم وإذا كان الله تعالى قد أوجب الحجر على هذين النفسين في اموالهما لايجابه ذلك في جملة الأيتام بطل ان يكونا امامين . لان الإمام هو الوالي على الخلق في جميع أمر الدين والدنيا . وليس يصح ان يكون الوالي على أموال الله تعالى كلها من الصدقات والاخماس ، والمأمون على الشريعة والأحكام وامام الفقهاء والقضاة والحكام ، والحاجر على كثير من ذوي الألباب في ضروب من الاعمال من لا ولاية له على درهم واحد من مال نفسه ولا يؤمن على النظر لنفسه ،ومن هو محجور عليه لصغر سنه ونقصان عقله لتناقض ذلك واستحالته ، وهذا دليل على بطلان مذاهب الامامية خاصة .. فالجواب :... ان الله سبحانه وتعالى قد قطع العذر في كمال من اوجب له الامامة ودل على عصمة من نصبه للرياسة. وقد وضح بالبرهان القياسي والدليل السمعي :امامة هذين الامامين ، فاوجب ذلك خروجهما من جملة الايتام الذين توجه نحوهم الكلام¨ .

    واضاف *· الامامية غير حرجة في اعتقادها خصوص آية الحجر بدليل يوجبه العقل ، ويحصل عليه الاجماع على التنزيل الذي اذكره ..وذلك انه لا خلاف بين الامة : ان هذه الآية يختص انتظامها لنواقص العقول عن حد الاكمال الذي يوجب الايناس فلم تكن منتظمة لمن حصل له من العقل ماهو حاصل لبالغي الحلم من اهل الرشاد ، فبطل ان تكون منتظمة للائمة

    وحاول المفيد ان ينفي حجية العموم وحجية عموم آية الحجر حتى يسلم من الاتهام ..فابتكر بحثا اصوليا جديدا ..وقال: · ان الخصوص قد يقع في القول ولا يصح وقوعه في عموم العقل .. والعقل موجب لعموم الائمة بالكمال والعصمة . فاذا دل الدليل على امامة هذين النفسين وجب خصوص الآية فيمن عداهما بلا ارتياب .. مع ان العموم لا صيغة له عندنا فيجب استيعاب الجنس بنفس اللفظ ، وانما يجب ذلك بدليل يقترن اليه فمتى تعرى عن الدليل وجب الوقف فيه ..ولا دليل على عموم هذه الآية

    ومع ان المفيد يدعي عدم الخلاف حول صفات الائمة الصغار ، مصادرة .. ويتجاوز الخلافات العنيفة حولهم داخل الشيعة الامامية ، فانه يحاول ان يثبت نقشا لعرش لم يثبت بعد ..حيث يحاول ان يثبت الطبيعة الاستثنائية للائمة الصغار بناء على موضوع العصمة والامامة التي لم تثبت بعد ، وليس ذلك إلا تخصيصا للقرآن بالظن .. ومن الواضح ان الشيخ المفيد يطلق على ظنه الحاصل من الفلسفة مصطلح العقل ، ويدعي وجود النص على امامة الجواد بناء على بعض اخبار الاحاد غير الثابتة ، كما يدعي وجود الاجماع الذي لم يكن له اثر بين الشيعة ولا عامة المسلمين حول امامة الجواد والهادي وغيره من الائمة ، ويقوم بعد ذلك بتخصيص عموم القرآن الكريم .. ثم لا يكتفي بذلك فينكر عموم آية الحجر الشامل للائمة وهم اطفال ..


    ومع ان الادلة الفلسفية الظنية او اخبار الاحاد المتضاربة والضعيفة لا تستطيع الغاء العموم الوارد في القرآن الكريم وتخصيصه ، ولا تقييد المطلق ، فان الواقع التاريخي ينفي وجود حالة خاصة للائمة وهم اطفال صغار ، ويذكر التاريخ الشيعي : ان الامام الجواد مثلا قد اوصى بابنه علي الهادي ، الى عبدالله بن المساور ، وجعله قائما على تركته من الضياع والاموال والنفقات والرقيق وغير ذلك ، الى ان يبلغ علي بن محمد ، وقد كتب الوصية وشهد بها احمد بن خالد ، وذلك في يوم الاحد لثلاث خلون من ذي الحجة سنة عشرين ومائتين

    و لكن المفيد يتحمس للجدال النظري بشدة بعد مضي اكثر من مائة سنة على نشوبه ..ودون ان يشاهد الائمة في صغرهم ليتثبت من حالتهم الشخصية ويعرف فيما اذا كانوا فعلا يمتلكون مؤهلات استثنائية غير طبيعية ؟.. ولا يقوم الشيخ المفيد بمراجعة التاريخ لكي يبني نظريته على اساس الواقع ..وانما يكتفي بالبحث النظري الفلسفي المجرد والمتأخر بعد مائة سنة لكي يقول مايقول ..وينتهج بذلك اسلوبا غير علمي للتعرف على الحقيقة
    أحب في الله من يبغضني في الله

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    196

    افتراضي

    لم يثبت شئ على طريقتك يا اخي نعم لان عصر التسجيل والسيديات لم تكون بذلك الوقت لا نبي ولا وصي اي ان حديث الغدير والثقلين كله كذب (لا سمح الله) هل لديك دليل موضوعي ومنطقي على وجود الله سبحانه وتعالى هل رايته جهرا طبعا لتملص من الاجابه ستقول ليس هذا كذلك ولكن نعم هو كذلك
    وهنا استحضرت مثلا انكليزيا ولكن لم احفظه بشكل نصيث ولكن معناه ان الانكليزي عندما يصفق لمقطع لاحد المسرحيات التي يشاهدها فانه يصفق لنفسه لانه فهمها
    اسال نفسك هل انت تعادي بعض المؤمنين الذين ثبت اخلاصهم لله عزوجل وتنتقده وتستغيببه وتقاطعه ام لا فان كنت كذلك فاعلم ان هذا ليس لصالح الطرفين ولا لصالح المجتمع ولا لصالح الدين ككل
    محمد الصدر خطبة 18

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Jan 2006
    الدولة
    أرض السواد
    المشاركات
    4,349

    افتراضي

    الاستاذ الكاتب

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    الشيعة الامامية او الاثناعشرية قد آمنوا بدءآ بولاية امير المؤمنين علي بن ابي طالب

    ولا اعتقد ان من اعترض على الامامة بأمكانه ان يقتنع بولادة الامام المهدي او وجوده اصلا

    ومن هنا نرى ان تلك الكتب التي ذكرت عددها وربما كان هناك المزيد لايمكن لها اثبات شيء مرفوض جملة وتفصيلا

    من قبل نسبه كبيره من المسلمين

    ترى هل ان الاخ اكثم مقتنعآ بامامة الامام علي عليه السلام

    الامر لايحتاج منا عناء سؤاله فقد اجابنا في اكثر من موضوع ومنها مثلآ رفضه لحديث الغدير

    لذا لايمكن ان نغير مابقوم مطلقآ ان لم يكن الاستعداد لتغير ما بأنفسهم

    امام الالاف روي الحديث ونسفته اقلام وعاظ السلاطين ومحبي السلطة

    فكيف يكون لكتاب عصرنا اثبات ولادة الامام ؟؟؟؟؟؟!!!!

    ولكن لايمكننا ان نبخس تلك الكتب حقها فهي تحوي الكثير من المعلومات التي يحتاجها الشيعي

    خصوصآ تلك المعلومات التي وصلت عن طريق الذين عاصروا الامام

    وكم اعجبني قول لاحد الاخوة المستبصرين حين يقول

    ( ان مذهبآ يجادل بمايكتبه خصومه أحق ان يتبع )

    وهنا نقتطف بعض ماروي في كتب اهل السنة حول تلك الولادة التي اراها لاتحتاج الى اثبات

    ابن خلكان قال: أبو القاسم محمد بن الحسن العسكري، ثاني عشر الائمة الاثني عشر على اعتقاد الامامية، المعروف بالحجة، كانت ولادته يوم الجمعة منتصف

    شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين ( وفيات الاعيان 4 : 176 رقم 562 )

    والذهبي قال: وأما ابنه محمد بن الحسن الذي تدعوه الرافضة القائم الخلف الحجة، فولد سنة ثمان وخمسين، وقيل: سنة ست وخمسين

    ( تاريخ الاسلام 19 :113 رقم 159 )

    وابن حجر الهيتمي قال: ولم يخلّف ـ يعني الامام العسكري ـ غير ولده أبي القاسم محمد الحجة، وعمره عند وفاة أبيه خمس سنين ( الصواعق: 255 و 314)

    ان كان هذا الامر لم يتمكن من اخفاءه الذين حاولو طمس الكثير من المعالم حول الولاية والامامة وغيرها

    ترى هل يحتاج منا ان نبحث كي نطمئن - نحن كشيعه - ارى خلاف ذلك
    ومالي الاّ ال احمد شيعة ومالي الاّ مذهب الحق مذهب

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    المشاركات
    3,861

    افتراضي

    عن بينات

    الإمام المهدي (عج) - الإمامة امتداد للرسالة في خط العدل

    الإمامة امتداد للرسالة في خط العدل

    يقول الله تعالى في كتابه المجيد:{إنما يريد الله ليُذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً} (الأحزاب:33). من أهل البيت (ع) خاتمة الإمامة، إمام العصر والحياة والعدل الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلئت ظلماً وجوراً.

    ليلة النصف من شهر شعبان، هي ليلة العبادة والدعاء والابتهال والقرب إلى الله تعالى في الانفتاح عليه، في حساب النفس، والتخطيط لأن يكون الإنسان طائعاً لله في عبوديته المطلقة أمام الألوهية المطلقة، حتى يقترب الإنسان من ربه فيقترب من الإنسان الآخر ومن الحياة كلها.

    في ليلة النصف من شهر شعبان، كانت ولادة إمامنا الحجّة ( عجّل الله تعالى فرجه) الذي التقت كل آفاق سره ومعناه والإعداد الإلهي لشخصيته، ليجعل بذلك نهاية الظلم في الحياة، ولتصبح الحياة كلها عدلاً، لا يظلم فيها إنسان إنساناً، ولا يعتدي فيها إنسان على إنسان.

    هذا هو الحلم الكبير الذي لا يزال الناس في كلِّ أجيالهم يتطلّعون إليه، لأن الناس منذ قابيل وهابيل، عرفوا أنّه سيكون هناك دوماً من ينطلق في عدوانيّته تجاه أخيه. وهكذا عاشت البشرية ظلماً بعد ظلم، وأرسل الله الأنبياء لإزاحة هذا الظلم، ولكن أعداء الله والحياة، كما هي سيرة اليهود في تاريخهم، كانوا ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه، ويقتلون النبيين بغير حق(1).

    المكمِّل للرسالة

    لذلك، كانت مسألة المهدية في الإسلام التي خُتمت بها الإمامة، فالأئمة(ع) يمثِّلون امتداداً حركياً وثقافياً للرّسالة، وهم الذين ينطقون عن الرّسول(ص) ويؤصّلون كلَّ ما ورد من سنّته، ليقدّموها للناس، ليروا في السنّة تفاصيل الكتاب، وليروا في الكتاب عناوين السنّة(2).

    وقد اختصّ الله تعالى الإمام الحجّة(عج) بعناصر وخصائص وملكات لم يختص بها أحداً غيره، جعلته المؤهَّل لليوم الموعود الذي يتغيّر فيه الواقع الإنساني إلى واقع يأخذ فيه المستضعفون حقوقهم، ويعيشون فيه حريتهم، على هدى الآية الكريمة، التي وإن نزلت في عهد موسى(ع)، إلاّ أنّها تحمل في مضمونها سنن الله في الكون إلى اليوم الموعود: {ونريد أن نمنّ على الذين استُضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين * ونمكِّن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون} (القصص:5-6) (3).

    الإيمان بالمهدي قضية إسلامية

    أما في ما يخص قضية الإيمان بالمهديّ(عج)، فإنّ المسلمين كلّهم يلتقون على هذه القضيّة، وإن اختلفوا في بعض التفاصيل. وقد ورد الحديث عن الإمام المهدي(عج) في روايات السنّة والشيعة، بحيث لم يختلفا في مسألته، وإنما اختلفا في أنه هل وُلد أو لم يولد، وإلا فالحديث عن الإمام المهدي هو حديث متواتر عن السنّة والشيعة. إنّه حقيقة إسلامية وليس مسألة شيعية، حتى إن بعض علماء أهل السنّة ركّز على اسمه وعلى أنه وُلد. وقد ورد في الحديث عن النبي(ص): "لا تذهب الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطىء اسمه اسمي"، وفي حديث آخر: "لو لم يبقَ من الدنيا إلا يوم واحد، لبعث الله رجلاً اسمه اسمي، وخلقه خلقي".

    وورد عن "حذيفة" يقول: سمعت رسول الله (ص) يقول: "ويح هذه الأمة من ملوك جبابرة، كيف يقتلون ويخيفون المطيعين إلا من أظهر طاعتهم، فالمؤمن التقي يصانعهم بلسانه، ويفر منهم بقلبه، فإذا أراد الله عزّ وجلّ أن يعيد الإسلام عزيزاً، قصم كل جبَّار عنيد، وهو القادر على ما يشاء أن يصلح أمة بعد فسادها"، ثم قال (ص): "يا حذيفة، لو لم يبقَ من الدنيا إلا يوم واحد، لطوّل الله ذلك اليوم، حتى يملك رجل من أهل بيتي، تجري الملاحم على يديه ويظهر الإسلام، لا يخلف الله وعده وهو سريع الحساب".

    وعن أبي سعيد الخدري في روايته عن رسول الله(ص) يقول: "لا تنقضي الساعة حتى يملك الأرض رجلٌ من أهل بيتي يملأها عدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً..."، وقد ذكر ابن خلدون في مقدّمته، أنّ الروايات التي وردت عن النبي (ص) في الإمام المهدي (عج) بلغت حد التواتر، بحيث أصبحت من الضروريات التي لا يمكن أن يشك فيها أحد(4).

    ويقول(ص): "إني مخلّف فيكم الثقلين، كتاب الله عزّ وجلّ وعترتي أهل بيتي، ما إن تمسَّكتم بهما لن تضلوا، ولن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض"، ليؤكد (ص) من خلال هذا الحديث، أنه ما دام الكتاب بين أيدي المسلمين، فهناك رجل من عترته في الموقع القيادي للإمامة، وهذا لا ينطبق إلا عليه(عج)(5).

    غيبته (عج) وظهوره من غيب الله

    أمّا غيبة الإمام المهدي (عج) وظهوره، فهما غيب من غيب الله تعالى، فكما أنّ لله تعالى الكثير من الغيب في عالم الآخرة، فإنّ له غيبه في عالم الدنيا أيضاً، ممّا عاشه الأنبياء والأولياء، ومن غيبه، غيبة الإمام المهدي (عج)، التي تمتد مع الزمن إلى ما شاء الله، خارجة عن المألوف في العمر وفي أكثر من جانب. فقضاء الله سبحانه قد ينطلق بغير المألوف لدى الناس، كما انطلق في معجزات الأنبياء، فتحوّلت العصا إلى ثعبان "يلقف ما يأفكون"، وتحوّلت اليد السمراء إلى يد بيضاء لدى موسى(ع)، وشقّ الله له في البحر "طريقاً يبساً"، وجعل عيسى (ع) يبرئ الأكمه والأبرص ويحيي الموتى بإذن الله، وأعطى محمداً (ص) المعجزة الكبرى، وهي القرآن الكريم، والكثير من الكرامات. وقد ذكر القرآن الكريم نوحاً(ع) الذي عاش ألف سنة أو تزيد قبل الطّوفان، {فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاماً} (العنكبوت:14)، ولا ندري كم عاش بعد الطوفان خارج نطاق قومه، وحدّثنا الله تعالى في الآخرة عن يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدّون، وعن يوم كان مقداره خمسين ألف سنة...(6)

    إن الله تعالى الذي يمنح الإنسان عمراً قصيراً بقدرته، يمنحه عمراً طويلاً أيضاً بقدرته، فهو الذي خلق، وهو الذي قدّر، وهو الذي قضى، ولذلك لا مجال لأن يعترض المعترضون عندما تكون المسألة متصلة بقدرة الله، لأنه على كل شيء قدير، فقد يعترض المعترضون عندما تكون المسألة متصلة بقدرة الناس، لأن قدراتهم محدودة في ما يختارون وفي ما يتحركون(7).

    تبليغ الرسالة:

    قد يتساءل بعض الناس عن الفائدة والمنفعة من إمام غائب عن الأنظار، ولكن المسألة هي أن الإمامة تتحرك في خطّين اثنين:

    الخط الأول هو الإمامة الظاهرة، والتي تتحرك في حياة الناس، لتبلّغ رسالة رسول الله(ص)، ولتستكمل كل ما يُراد للناس أن يفهموه ويعرفوه من الإسلام، في عقيدته وشريعته، وفي كل مفاهيمه ومنهاجه، وهذا ما قام به الأئمة من أهل البيت(ع)، منذ عليّ(ع) حتى الإمام الحسن العسكري(ع)، فقد ملأوا الدنيا علماً في كل ما يحتاجه الناس من العلم، حتى لم يعودوا في حاجة إلى شخص يعلّمهم ذلك. ويروى أنّ الشّيعة في زمن الغيبة الصغرى، كانوا يراسلون الإمام الحجة(عج) بواسطة السفراء الأربعة، وعندما حصلت الغيبة الكبرى، أرسل إليه البعض مسائل أشكلت عليه، فكان من جوابه(عج): "وأما الحوادث الواقعة ـ الجديدة ـ فارجعوا فيها إلى رواة أحاديثنا، فإنهم حجتي عليكم، وأنا حجة الله"(8).

    إن رواة الأحاديث الذين رووا عن الأئمة(ع)، إضافةً إلى القرآن الكريم، وما ورد عن النبي(ص)، يستطيعون أن يعرّفوكم كل ما تحتاجون إليه، لأن النبي(ص) والأئمة من أهل البيت(ع)، لم يتركوا شيئاً يحتاجه الناس في كل أمور دينهم، مما يتحركون به في دنياهم، إلا وتحدثوا به، فليس هناك أي فراغ من الناحية العلمية، وقد ورد في الأحاديث: "العلماء ورثة الأنبياء"، بمعنى أن الأنبياء(ع) لم يورّثوا درهماً ولا ديناراً، وإنما ورّثوا علماً من علومهم. وورد عن النبي(ص): "العلماء أمناء الرسل ما لم يدخلوا في الدنيا" ـ ما داموا في خط الله والرسالة والمسؤولية ـ قالوا: وما دخولهم في الدنيا؟ قال(ص): "اتّباع السلطان ـ الذين يتبعون سلاطين الجور حتى يحصلوا على أموالهم، فيؤيدون هذا السلطان الجائر أو ذاك، ويصدرون لحسابهم في كل يوم فتوى بالحرب إذا أرادوا الحرب، وفتوى بالسلم إذا أرادوا السلم ـ فإذا فعلوا ذلك فاحذورهم على دينكم"، فانظروا إن كان يحبّ الله أكثر أو يحبّ الدنيا أكثر، لأنه إذا كان يحبّ الدنيا أكثر، فإنه سوف يتاجر بالدين لحساب الدنيا(9).

    فمرحلة الأئمة(ع) كانت مرحلة إعطاء الرسالة كل ما تحتاجه من الوضوح، وإعطاء الناس كل ما يحتاجونه من الرسالة. ويبقى إمام واحد لم يُعدّ من قبل الله للتعاطي مع الرّسالة بالطريقة التي كان عليها الأئمة السابقون، وإنما أُعدّ من أجل أن يحكم العالم على أساس الحق، حتى يُظهر الإسلام في كل مكان في العالم، فلا يبقى هناك غير الإسلام. حتى إنه ورد في أحاديث أهل البيت(ع)، أنّ السيد المسيح عيسى بن مريم(ع) يخرج معه، وينفتح على دين الإسلام من خلال نصرته للإمام(عج). فالنبي(ص)، بحسب الظروف التي عاشها، والمشاكل التي واجهته، استطاع أن ينشر الإسلام في منطقة معينة، ثم جاء مَن بعده ونشروا الإسلام في مناطق أخرى، حتى أصبح المسلمون في العالم يمثلون ملياراً وبضعة ملايين شخص، ولكن في مرحلة الظهور، يشمل الإسلام العالم كله، بحيث لا يبقى للكفر أي موقع(10).

    إقامة العدل هدف الرّسالة

    والخطّ الثاني هو خطّ إقامة العدل في الأرض، وهو هدف رسالة الإمام(عج) {وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى} (الأنعام:152)، {يا أيها الذين آمنوا كونوا قوّامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين} (النساء:135)، فالإمام ينطلق ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً، فمن أراد أن يكون من جنوده وأتباعه، فعليه أن لا يظلم أحداً ممن يعيش معه؛ أن لا يظلم عياله في بيته، ولا جيرانه في محلّته، وأن لا يظلم الذين يكونون تحت سلطته عندما يحكم، أو في موقع قضائه عندما يقضي. إذا كنت الظالم لزوجتك وأولادك أو جيرانك، فكيف تكون من جنوده؟ جنوده هم العادلون، السائرون في طريق الحق(11).

    لذلك، اعرفوا ما هي حقوق الناس عندكم؛ عندما تعيش مع أبويك، اعرف حقهما عليك وحقك عليهما، وعندما تتزوج، اعرف حق زوجتك عليك وحقك عليها. لا بدّ من أن نعرف حقوق الناس لنعطي لكل ذي حق حقه، سواء كان صغيراً أو كبيراً. علينا أن نربي أنفسنا ومجتمعنا على العدل، وأن يكون كلٌّ منا الإنسان العادل، ليكون مجتمعنا المجتمع العادل، وأمتنا الأمة العادلة.

    إن انتظار الإمام (عج) يفرض علينا أن نعدَّ أنفسنا على أساس المواصفات التي يتميّز بها أنصاره وأتباعه والسائرون في طريقه، لأننا عندما نكون الظالمين، صغيراً كان الظلم أو كبيراً، فإننا سوف نكون في الخط الآخر، خط أعدائه، لا خط شيعته وأتباعه، وهذا ما ينبغي لنا أن نفكّر فيه(12).

    الوقوف مع المستضعفين

    وعلينا أن نكون دائماً في عهد الغيبة مع المستضعفين في الأرض، الذين يعمل المستكبرون على مصادرة حقوقهم، وإضعاف مواقعهم واضطهاد إنسانيتهم، لأن الله تعالى يريدنا أن نقف مع المستضعفين المظلومين حتى لو كانوا كفّاراً. صحيح أنه لا بد لنا من أن نقف ضد الكفر، لكن لا بدّ من أن نقف ضد الظلم، حتى لو كان الظالم مسلماً وكان المظلوم كافراً، فالله تعالى يريد لنا أن نعطي كل صاحب حقّ حقه، سواء كان مسلماً أو كافراً؛ لا يجوز لك أن تظلم الكافر في حقه إذا كان له حق عندك، كما لا يجوز لك أن تظلم المسلم في حقه إذا كان له حق عندك، وقد ورد عن أئمة أهل البيت (ع)، أن الله تعالى "أوحى إلى نبي في مملكة جبّار من الجبّارين، أن ائتِ هذا الجبار وقل له إني إنما استعملتك لتكفّ عني أصوات المظلومين - لا أريد أن أسمع مظلوماً يشكو إلي في ظل حكمك - فإني لن أدع ظلامتهم وإن كانوا كفّاراً"، لأن الله تعالى يريد العدل للناس جميعاً، كما يريد الإيمان للناس جميعاً(13).

    لذلك، لا بد من أن نكون مع المستضعفين في الأرض ضد المستكبرين فيها، لأن الله تعالى يرفض الاستكبار من كل إنسان؛ يرفضه من المسلمين كما من الكافرين، لأن الاستكبار يمثل علوّ الإنسان على الإنسان، والله لا يريد لإنسان أن يعلو على إنسان آخر، وقد قال الله تعالى: {تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوّاً في الأرض ولا فساداً والعاقبة للمتقين} (القصص:83) (14).

    إعداد القادة

    إن قضية الاحتفال بالإمام(عج) في ذكرى مولده،ليست قضية عاطفة نقدّمها إليه، وليست مجرد تمنيات نتمناها، ولكنها الطريق المستقيم الذي نلتزمه استجابةً لله عندما نقول له: {إهدنا الصراط المستقيم} (الفاتحة/6)، ليقول لنا في آية أخرى: {وأن هذا صراطي مستقيماً فاتّبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرّق بكم عن سبيله} (الأنعام:153). إن علينا أن نربي أنفسنا على أن نكون جمهوره وأتباعه وجنده، لنتحرك في ما تحرك فيه، ولعل أبلغ تعبير هو ما جاء في دعاء الافتتاح: "اللهم إنّا نرغب إليك في دولة كريمة، تعزّ بها الإسلام وأهله، وتذل بها النفاق وأهله، وتجعلنا فيها من الدعاة إلى طاعتك، والقادة إلى سبيلك، وترزقنا بها كرامة الدنيا والآخرة"، أن ندعو الله أن يوفقنا لنكون في دولته ـ دولة الإسلام ـ هذه الدولة التي ينطلق فيها الإسلام ليكون في موقع العزة الكبرى، وليسقط فيها النفاق ـ كل نفاق ـ ليكون له الذلة، ويكون كل واحد منا في شخصيته وإحساسه وشعوره وحركته من الدعاة إلى الله، وأن نتحمّل مسؤولية هذه الدعوة؛ بأن نكون من الدعاة إلى الله في بيوتنا، لندعو أهلنا والناس من حولنا إلى طاعته، وأن نكون مشروع قائد، لأن الله يريد لكل مسلم ومؤمن أن يربي عقله وقلبه وطاقاته ليكون العقل القائد، والقلب القائد، والحركة القائدة، حتى إذا سقط قائد في الساحة كنت أنت القائد في غيابه... أن تنطلق الأمة لتربي كل نسائها ورجالها على أن يكونوا مشاريع قيادة بديلة. لنعمل على أساس صنع القيادات الإسلامية على جميع المستويات، سواء كانت قيادات فقهية أو سياسية أو فكرية، لأن الله تعالى حمّلنا مسؤولية الإسلام في بعده الفقهي والجهادي والسياسي والاقتصادي، حتى نستطيع أن نكون في موقع قيادة العالم(15).

    لماذا نفسح للآخرين أن يقودوا العالم في الغرب والشرق، ونكون نحن الأتباع لكل قيادة ظالمة أو كافرة؟ ثم، إن المسألة أن الإمام(عج) إذا كان الله تعالى قد أعدّه من أجل أن يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلئت ظلماً وجوراً، فعلينا أن نكون العادلين في أنفسنا فلا نظلمها، وأن نكون العادلين في بيوتنا فلا نظلم أهلنا، وأن نكون العادلين في كل مجتمعنا، ليكون كل واحد منا الإنسان العادل الذي يعدل مع المسلم والكافر، ومع القوي والضعيف(16).

    الانتظار الإيجابي

    إن الذكرى تحمّلنا مسؤولية أن نتطلّع إلى تلك المرحلة التي يظهر فيها الإمام(ع)، لنعرف أننا إذا بلغناها ما هو دورنا؛ هل نكون مع أعدائه أم نكون مع مواليه ومحبيه؟ إن الحب لا يكفي لأن نكون من أنصاره، فنحن نقرأ في سيرة الإمام الحسين(ع) في كربلاء، أنه سأل الفرزدق الشاعر عن خبر الناس بالكوفة، فقال له: "قلوبهم معك وسيوفهم عليك"، لأن سيوفهم ليست في خدمة دينهم وعقيدتهم، ولكنها في خدمة أطماعهم وأموالهم. ونقرأ في سيرته(ع)، أن بعض جند بني أمية كانوا يسلبون الأطفال ما عليهم وهم يبكون، وكانت طفلة تسأل ذلك السالب: كيف تبكي وأنت تسلبنا؟ فقال: أخاف أن يسلبك غيري... وقد قال الإمام الحسين(ع): "الناس عبيد الدنيا، والدين لعق على ألسنتهم، يحوطونه ما درّت معايشهم، فإذا مُحّصوا بالبلاء قلّ الديّانون"(17).

    لذلك، علينا أن نستعد لنكون من المنتظرين الإيجابيين، أن تجلس مع نفسك وتسألها: هل أنا مع رسالته وخطه ومع العدل كله أم لا؟ فإذا رأيت في نفسك ضعفاً في الرسالة الإسلامية وفي الالتزام والأخذ بأسباب العدل، فحاول أن تقوّي نفسك، حتى إذا جاء الإمام(عج) وجدت نفسك جندياً من جنوده.

    ذكرى مولده(عج) هي مناسبة للتأمل والتفكير ومحاسبة النفس: "حاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا". اللهم اجعلنا من أنصاره وأعوانه والمستشهدين بين يديه(18).

    الانتظار مع حمل الرسالة

    وأخيراً، نختم بالدعاء: "اللهم صلّ علي وليّ أمرك القائم والعدل المنتظر، وحفّه بملائكتك المقرّبين، وأيده بروح القدس منك يا ربّ العالمين، اللهم اجعله الداعي إلى كتابك، والقائم بدينك، استخلفه في الأرض كما استخلفت الذين من قبله، مكّن له دينه الذي ارتضيته له، أبدله من بعد خوفه أمناً يعبدك لا يشرك بك شيئاً، اللهم أعزّه وأعزز به، وانصره وانتصر به، وانصره نصراً عزيزاً، وافتح له فتحاً يسيراً، واجعل له من لدنك سلطاناً نصيراً".

    إننا ننتظره ونترقب ظهوره في كل وقت، {إنهم يرونه بعيداً* ونراه قريباً} (المعارج:6-7). ولكننا ونحن ننتظر قدومه، علينا أن لا نتجمّد أمام حركة الكفر الذي يريد أن يقتلع الإسلام من جذوره، وأن لا نقف متخاذلين حائرين أمام الظلم كله والاستكبار كله، الذي يريد أن يقهر المستضعفين في كل قضاياهم، ولكن علينا ـ ونحن الذين نؤمن بمن سيأتي حاملاً رسالة العدل في العالم، لأن الله تعالى أعدّه لتحقيق العدل العالمي في مواجهة الظلم العالمي ـ علينا أن ننتظره ونحن نحمل رسالة العدل في كل قلوبنا وحياتنا، لنمهّد له القاعدة حتى يأتي فيستكمل العدل في كل مكان(19).

  15. #15

    افتراضي

    الأخ العزيز محمد من الكوفة
    تحية طيبة
    لا أحد رأى الله تعالى ولا أحد يراه ، ولكن المخلوقات ترى آثار خالقها فتعرف وجوده سبحانه وتعالى،
    ولا يمكن قياس أية اسطورة بالله تعالى، فاذا نفى أحد اسطورة العنقاء فهل ينفي وجود الله تعالى؟ واذا نفى أحد نبوة مسيلة الكذاب فهل هو ينفي نبوة النبي محمد؟
    كل شيء في الاسلام يحتاج الى دليل شرعي ، ولا يمكنك الايمان بأية عقيدة خارج القرآن الكريم
    فهل تجد النص على وجود الامام الثاني عشر محمد بن الحسن العسكري في القرآن الكريم؟
    سوف تقول لي توجد أحاديث
    وأقول لك انها مزورة وموضوعة في القرون التالية ولم يكن لها أثر في حياة الأئمة
    والدليل عدم معرفة معظم الشيعة الامامية وأهل البيت بها
    بسم الله الرحمن الرحيم



    قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا ؟ .. إن تتبعون إلا الظن ، وان انتم إلا تخرصون ! ( يونس 36)

    إن هي إلا أسماء سميتموها انتم وآباؤكم ، ما أنزل الله بها من سلطان، إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس، ولقد جاءهم من ربهم الهدى .( النجم 23)

    وما لهم به من علم .. إن يتبعون إلا الظن .. وان الظن لا يغني من الحق شيئا

    .. ( النجم 28)
    أحب في الله من يبغضني في الله

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني