مما جاء في المقال
انفجرت الفتوى كالصديد فتلقفها من سيكون شرابهم يوم القيامة من غسلين ليخذلوا العالم الإسلامي عن نصرة المسلمين.
ومرة أخرى أقول أن فتاوي الأئمة على العين والرأس ولابد أن ننظر إليها بكل تبجيل.. كذلك كل فتوى تصدر ممن يخشون الله ولا يخشون غيره.. فعن هؤلاء نمسك أقلامنا ونعقل ألسنتنا ولهم نفتح قلوبنا و أرواحنا وعقولنا.. لا نتحدث عن هؤلاء .. ولا حتى عن علماء أجلاء كالشيخ ابن جبرين..
سوف يثبت بعد ذلك أن فتوى الشيخ ابن جبرين فتوى قديمة أخرجها صحافي مباحثي من الأضابير ليوظفها لخدمة الحكام وتلقفتها صحف المارينز، ولكن جراب الشيطان لا يخلو، فسوف تستمر المحاولة بعد ذلك على لسان "اللحيدان" الذي أصدر فتوى بنفس المعنى، والغريب فيها أنه يمتدح في فتواه –بالاسم- حاكما عربيا ذا علاقة حميمة بأمريكا وإسرائيل.. وليتبين أن الرجل يوحى إليه من واشنطن غالبا ومن تل أبيب أحيانا.
***
أعلم من مصادر وثيقة أن كثيرا من الفتاوى تشترى.. و أعلم أيضا ما قيل عن عشرين مليون ريال دفعت ثمنا لفتوى تبيح الاستعانة بالأمريكيين على ضرب العراق. ولقد حاولت تجنب إثارة ذلك كله لأن بعض الظن إثم ولأنني لا يمكن أن أقيم الحجة بقول مرسل و إن صدقته الشواهد.. لكنني في نفس الوقت لا أستطيع أن أهمل أمرا كهذا يتعلق بمصير الأمة.. ( لكنني في نفس الوقت أورد تعليل البعض الذي أوردوه دفاعا عن العلماء، إذ يقولون أنهم قبضوا- ويقبضون- هذه المبالغ، ليس كرشوة، وإنما يدركون أن الأمر سيتم لا محالة، وإن لم يفتوا هم فسوف يصدر الفتوى آخرون، لذلك فإنهم يتأولون ويصدرون الفتوى ويقبضون المال ليصرفوه على الدعوة.. أنقل ما سمعت.. وليس ناقل الكفر بكافر)..
لست فقيها ولا عالما وما أنا إلا عبد من عباد الله وواحد من عامة المسلمين رأى منكرا فأراد أن يغيره.
إنني أفخر بأنني سني وسلفي.. أو على الأقل أحاول أن أكون كذلك. ومن خلال ذلك أدرك المأزق الذي وضع السلفيون أنفسهم فيه بين تجمد مميت وتفلت مضيع وتأويل مفسد، مع فقدان كامل للتكيف والمرونة التي كانت السمات الأساسية للسلفيين الأول.. والكارثة أن هذا التجمد الذي أهمل الأصل و بالغ في الاهتمام بالفرع قد جعل الفروع متصلبة بينما ترك الأصول تضمحل.. و أولها عقيدة التوحيد حين اختلطت الأمر علي بعضهم من باب فساد في التأويل أدى إلى خلل عقدي فيما يتعلق بكنه المعبود.. أو من خلال فساد في الفكرة نفسها يقودهم إليها من يبدو أنه الأكثر تدينا والأشد تعصبا ( في أدبيات الشيوعيين يقولون أنهم اكتشفوا أن الأكثر حماسة وتهورا و تفانيا كان يثبت في معظم الأحوال اختراقا أمنيا.. ولست أرى ما يمنع ذلك في أوساط السلفي..).. ومن خلال ذلك كله تمت اختراقات أجنبية ومحلية عضوية وفكرية جعلت بعض فتاواهم تبدو كما لو كانت صادرة ممن لا يعبدون الله بل ممن يعبدون الحاكم مباشرة.. ولما كان الحاكم يعبد الأمريكيين فإن بعض هؤلاء العلماء وفتاواهم تبدو وكأنها تصدر من دار البنتاجون لا من دار الإفتاء ومن البيت الأبيض لا من البيت الحرام ومن حائط المبكى لا من الجامع الأزهر..
و مراد النفوس أصغر من أن تتعـــــادى فيه و أن تتفــــانى