من داخل قناة العراقية
كتابات - حميد رشيد
الى من يهمه الامر مع التحية
لعل ظاهرة الارهاب في العراق تعد اخطر ما يواجهه الشعب العراقي منذ سقوط نظام صدام الدكتاتوري حتى الان. فالارهاب هو احد مخلفات النظام المقبور هذا ما لا يمكن انكاره فالجميع اتفقوا على ذلك . الا ان الظاهرة الاخطر والاكثر فتكا من الارهاب وغفل عنها الجميع والتي تعد احد اهم اسبابه وبالقضاء عليها يكون الارهاب قد ولى من غير رجعة الا وهي ظاهرة الفساد الاداري والمالي التي تنخر بمؤسسات الدولة ولعل اسوأ شكل لتلك الظاهرة هو المحسوبية والمنسوبية وهذا يتجلى بابشع صوره في قناة العراقية وبامكان اي شخص او مسؤول في الحكومة او في مجلس النواب اذا اراد ان يكتشف ذلك فلن يبذل جهدا في الوصول الى تلك الحقيقة فبمجرد الجلوس امام شاشة العراقية ومتابعة البرامج ونشرات الاخبار فيعد ذلك كافيا للخروج بتساؤل عن كيفية تعيين معدي ومقدمي تلك البرامج والطريقة التي وصلوا بها لشغل تلك الوظائف فهي تفتقر ادنى الشروط العلمية والتقنية والخصائص الفنية لها وهذا يعكس حقيقة مديرها العام حبيب الصدر الذي لا يمتلك اي معرفة ولو بالحد الادنى لضوابط العمل الاعلامي . فلا يتم التعيين بحسب الكفاءة والخبرة والموهبة بل بحسب العلاقات الشخصية ودرجة القرابة وهذا ما انعكس بشكل سلبي على اداء القناة التي تمر باسوأ مراحلها ولعل الداني والقاصي في القناة يعرف المستوى الثقافي لحبيب الصدر وتأريخه في مضمار العمل الصحفي والاعلامي والطريقة التي وصل بها لشغل منصبه الحالي . فهذا بحد ذاته يعد تخريباً منظماً ليس لهذا الصرح الاعلامي فحسب بل وانما لصورة العراق بشكل عام التي تتمثل من خلال تلك القناة .
اما الحلقة الاكثر خطورة في هذه القضية فهي الاخبار التي تتحكم بالراي العام من خلال ما تطرحه من معلومات وما تتناوله من مواضيع . فمدير هذه الدائرة الحساسة لا يمتلك ادنى شروط المهنة الصحفية والخبرة في هذا المجال فقبل ان يلتحق في قناة العراقية حاول ان يكون مذيعاً في الراديو والتلفزيون الا انه فشل فشلاً ذريعاً لافتقاره الى المقومات الخاصة بهذه المهنة التي تستند الى الدراية الكبيرة باللغة العربية والثقافة الواسعة والصوت والالقاء فهذه الامور يفتقدها مدير اخبار قناة العراقية كريم حمادي فهذه الحقائق لا يختلف عليها اثنان في قناة العراقية لا سيما اصحاب المهنة والخبرة والكفاءة الذين يلقون من حمادي هذا كل يوم شتى انواع التهميش
والاهانة والسب والشتم والكلام البذيء والتهديد بكل انواعه واشكاله حتى ان اغلب الكفاءات الصحفية غادرت القناة بسبب هذه المعاملة الامر الذي جعل حمادي يشعر بالارتياح الكبير فقائمة الذين هربوا بسبب تهديداته طويلة جداً لا يمكن حصرها هنا واذا اراد اي معني التحقق من صحة ذلك فبامكانه الذهاب الى الادارة والاطلاع على اسماء عشرات المستقيلين من العمل ومن هنا وبعد هذه البداية المختصرة فالجميع مطالبون واعني هنا الحكومة والرئاسة ومجلس النواب بفتح ملفات العراقية للاطلاع على حجم التخريب الذي لحق بهذه المؤسسة التي ينفق عليها مئات ملايين الدولارات من اموال الشعب العراقي الذي لا يعرف اين تذهب وحتى لا يضيع الوقت فلتكن البداية بفتح ملفات المكاتب الخارجية والعقود الوهمية والاعلانات والتعاقد مع الشركات المحظورة ورواتب الموظفين وضوابط التعيين وغيرها العشرات من القضايا التي اصبحت الحديث اليومي للعاملين في العراقية وخارجها.
واعتماداً على كل ما ورد وبعد التحقق من صحته لم يبق امام المعنيين الا اتخاذ القرارات الحاسمة واجتثاث تلك العناصر الطفيلية التي انتهزت الفرصة وبغفلة من الزمن حين تسلقت الى تلك المواقع وبدات باستغلال السلطة والنفوذ باقذر الطرق ضاربة المصلحة العامة بعرض الحائط مستندة في ذلك الى غياب المتابعة والمراقبة من قبل المسؤولين وعودة الى ذي بدء فان القضاء على تلك الظاهرة لا يقل اهمية عن القضاء على ظاهرة الارهاب التي تاخذ ديمومتها من تلك العناصر....
رد مع اقتباس
