"صلح مكة".. هل يوقف "حمام الدم" بالعراق؟
1848 (gmt+04:00) - 09/10/06
العنف الطائفي يحصد مزيداً من العراقيين
دبي، اللإمارات العربية المتحدة (cnn) -- يعقد في مدينة مكة بالمملكة العربية السعودية مؤتمر للمصالحة بين السنة والشيعة في العراق خلال يومي 19 و20 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، بمبادرة من منظمة المؤتمر الإسلامي، بهدف وقف نزيف حمامات الدم بالعراق.
وكان الأمين العام للمنظمة الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلي، قد ترأس خلال يومي 7 و8 من الشهر الجاري، الاجتماعات التحضيرية، التي عقدت بمقر مجمع الفقه الإسلامي الدولي، بمدينة جدة السعودية، بهدف إعداد وثيقة بشأن المصالحة بين العراقيين السنة والشيعة.
وقال أوغلي في كلمة له خلال الاجتماعات إن المبادرة تهدف إلى وضع حد للفتنة بين مسلمي العراق، من خلال "الطلب إلى رجال الدين والمراجع العليا بالعراق، القيام بالفرض الواجب عليهم، لوقف نزيف الدم في بلدهم، بتأكيد حرمة الدم المسلم، استناداً إلى أحكام القرآن الكريم والأحاديث الشريفة والمبادئ الإسلامية السمحاء."
ومن المقرر أن توجه هذه الوثيقة، التي تعرف باسم "صلح مكة"، بعد إقرارها، نداءً إلى كل العراقيين، لحثهم على "الالتزام بمبادئ الدين الإسلامي الواضحة بهذا الشأن."
وحضر الاجتماعات التحضيرية وفد من علماء الدين السنة والشيعة العراقيين، ضم كلا من الشيخ جلال الدين الصغير، والدكتور صلاح عبد الرازق، والشيخ عبد الستار عبد الجبار عباس، والدكتور محمود الصميدعي، بحسب بيان منظمة المؤتمر الإسلامي، تلقت Cnn نسخة منه.
كما شارك في اجتماعات جدة كل من الشيخ محمد الحبيب بن الخواجة الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي بجدة، ورجل الدين الإيراني محمد على تسخيري عضو مجمع الفقه الإسلامي، والمفكر الإسلامي المصري الدكتور محمد سليم العوا مستشار الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي.
وكان الجنرال ويليام كالدويل المتحدث باسم القوات المتعددة الجنسيات في العراق، قد ذكر أن مؤتمر مكة بين القيادات السنية والشيعية العراقية، يلقى دعماً من المملكة العربية السعودية، إنهاء أعمال العنف الطائفي بالعراق.
وقال كالدويل في وقت سابق من أغسطس/ آب الماضي، إن فلول القاعدة تعتبر من بين المحرضين الأساسيين لتصاعد موجة العنف الطائفي بالعراق، وأضاف قوله: "إن القاعدة تدرك أن قتل المدنيين الأبرياء قوض التأييد الشعبي لها."
وفشل الجيش الأمريكي في "كسر دائرة العنف" التي اندلعت في العراق بعد تفجير مرقدي الإمامين الهادي والعسكري بمدينة سامراء في 22 فبراير/ شباط الماضي.
وأوضح المتحدث باسم الجيش الأمريكي أنه لا يمكن معرفة عدد القتلى من المدنيين الذين سقطوا نتيجة العنف الطائفي، وأقر بأن العدد الكلي قد يكون أكبر مما أكدته مصادر الجيش.
وفي الثلاث من الشهر الجاري، أعلن رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي خطة من أربع نقاط تستهدف "وقف حمام الدم."
ووقّع زعماء من الطائفتين السنية والشيعية على ميثاق تحت اسم "اتفاق رمضان" يتعهدون فيه بالعمل، ما في وسعهم، للمساعدة على وقف العنف.
وأعلن المالكي، أن الخطة مؤلفة من أربع نقاط لإنهاء العنف الطائفي و"وقف إراقة الدماء."
وحظيت الخطة بقبول من كافة الأطراف المعنية، ووقع عليها زعماء الكتل السنية والشيعية البارزة، والذين يمثلون الأحزاب الرئيسية في البلاد، وأطلقت وسائل الإعلام عليها اسم "اتفاقية رمضان."
ومن تفاصيل الخطة، تشكيل لجان ميدانية تتألف من الأحزاب السياسية والرموز الدينية وزعماء القبائل وشخصيات بارزة واعتبارية وممثلين عن القوات المسلحة للعمل مكافحة العنف.
ودعت الخطة أيضاً إلى تشكيل لجان مركزية للأمن والسلام، تقوم مهمتها على متابعة لجان الأمن المحلية في بغداد، والتنسيق مع القيادة العامة للقوات المسلحة العراقية.
كذلك دعت خطة المالكي لإنهاء العنف الطائفي إلى تشكيل لجان مراقبة إعلامية، على أن تعقد هذه اللجان اجتماعات شهرية لتقييم الخطة والأداء وإجراء التعديلات اللازمة.
وكان تقرير للأمم المتحدة قد أكد أن قرابة 6600 مدني عراقي قتلوا و8000 أصيبوا خلال شهري يوليو/ حزيران وأغسطس/آب الماضيين، نتيجة أعمال العنف التي تعصف بالعراق.(التفاصيل)
وجاء التقرير في أعقاب تحذير أطلقه الأمين العام للأمم المتحدة، كوفي عنان، من أن العراق في "خطر داهم" من الانزلاق إلى حرب أهلية رغم التقدم السياسي الذي شهدته البلاد على مدى العامين الماضيين.