--------------------------------------------------------------------------------



[


















































































بقي من الزمن شهران

عبدالامير علي الهماشي




هكذا يتلاعب السفير الامريكي بحياة العراقيين كيفما يشاء بتحديده هذه المدة الزمنية القصيرة لاستمرار عجلة الموت أو لنقل تسريعها أكثر بالتلويح بحرب أهلية بين مكونات الشعب العراقي
وتتصاعد الضغوط الاعلامية والسياسية على حكومة المالكي لتنفيذ رؤية أمريكية في العراق جاءت من أجلها القوات الامريكية مع هدف جديد هو تطمين دول الجوار العربي من أن التغيير في العراق لم يكن يستهدفها إطلاقا وليس هناك نية في تغيير البنية الديمغرافية والسياسية للمجتمع العربي
وقد توالت الضغوطات السياسية من خلال الترويج لاشاعة انقلاب عسكري أو التحضير لسلسلة انفجارات تستهدف المنطقة الخضراء تم التحضير لها بعناية فائقة من خلال اختراق السياسيين المشاركين في العملية السياسية ،ولن يلاحق أحدا منهم بل العكس المزيد من الوعود والوعود في تهديد مبطن التي تطالب بالاسراع بتسلم الملف الامني وهو مايقلق الادارة الامريكية في هذا الظرف الحساس من الانتخابات
حيث ان الادراة الامريكية لاتريد ان تسلم العراق الى جهة مازالت حتى هذه اللحظة متخوفة منها بالاضافة لعدم امتلاك الولايات المتحجة لضمان قانوني باستمرارها في العراق
وتحاول الولايات المتحدة أن تنأى بنفسها عن تردي الوضع الامني في العراق وكأنها ليست المسؤولة الاولى والاخيرة عن هذا الملف ولطالما عرقلت جهود العراقيين بالقبض على المجاميع الارهابية وأطلقت سراح العديد منهم في عملية استهتار بالجانب العراقي
ولايخفى أن الولايات المتحدة تشعر بمرارة من نتائج الانتخابات التي بينت مدى فشلها في الترويج لرجالها في العراق بعد كل الجهود الاعلامية والسياسية الهائلة لتأهيلهم كقادة للحكومة العراقية الحليفة للولايات المتحدة التي تستطيع تنفيذ ماتراه الولايات المتحدة مناسبا في المنطقة
كما لابد من الاشارة الى أن مراكز القرار الامريكي في الخارجية والدفاع والبيت الابيض لاتملك رؤية واحدة لمستقبل العراق ولذلك يتأرجح الدعم الامريكي للحكومة العراقية إن لم يكن بعضها يعرقل جهود الحكومة العراقية الحالية والسابقة في تنفيذ واجباتها تجاه الشعب العراقي
وقد استطاعت القوى المناهضة للتغيير في العراق من التأثير الكبير على رؤية الولايات المتحدة لمستقبل العراق وعلاقته كحليف رئيسي لها في المنطقة ،وقد كان وزير الخارجية السابق من الداعيين الى تأهيل أعضاء من النظام السابق من الصف الثالث والرابع ممن تحملوا المسؤولية في العراق نتيجة لطلب دول الجوار العربي وساندها في ذلك المملكة المتحدة وحتى هذه اللحظة ،وما لنا الا بالرجوع الى تصريحات وزير الخارجية البريطاني السابق (جاك سترو)قبل اسبوعين
وتأتي هذه الحملة الامريكية السياسية والاعلامية مع قرب موعد الانتخابات للكونغرس الامريكي وتصعيد اللهجة الانتقادية الحادة لاداء الادارة الامريكية في العراق وتصاعد عدد الاصابات في صفوف القوات الامريكية خلال هذا الشهر قياسا بالاشهر الاربعة الماضية،وقد تؤدي النتائج في الانتخابات الامريكية الى تغيير جذري في المسار السياسي للعراق الجديد
ولكي ينأى السفير الامريكي بنفسه عن الاخقاقات الامريكية قال في آخر تصريح له (إن مسؤوليين أمريكيين متعجرفون ارتكبوا أخطاءا عديدة خلال بذلهم الجهود لاعادة إعمار العراق بعد الغززو عام 2003 *)1
وتحاول الادارة الامريكية القاء اللوم على المالكي بانه لم يستطع حتى هذه اللحظة من تحقيق تقدم ملموس في مسالة حل الملشيا وخصوصا الشيعية منها
وبذلك تريد الادارة الامريكية أن تحمل الحكومة العراقية المسؤولية كاملة عن كل تدهور حاصل سواءا في الملف الامني أو بقية الملفات الاخرى من دون النظر الى أن هذه الحكومة ليست حكومة فريق واحد وإنما هي وليد مشوه تتحرك اطرافه كما تشاء !!0
وفي البلدان المستقرة تكون الحكومات الائتلافية ضعيفة نوعاما فكيف بالعراق الذي مازال تحت الحرب !؟
كما ان الوقت مازال مبكرا للحكم على اداء وزراة المالكي وهي وزارة في حالة حرب بين اطرافها قبل ان تكون مع الاطراف التي خارج الحكومة من المناهضين للعملية السياسية
وقد استطاعت الجبهة السنية توظيف زيارة الوزيرة الامريكية اعلاميا من انه نصرة للطائفة وتغيير في المسار الامريكي في العراق من خلال تسريب ماجرى في اللقاء بين الدليمي وفريقه مع الوزيرة الامريكية
وقد سبق هذا اللقاء تصريحات السفير زلماي واحد الموظفين في الخارجية اضافة الى مسؤول القوات المسلحة في الكونغرس الامريكي وغيرهم
اما الموقف بالنسبة للطرفين الاخريين في الحكومة وهما (الاكراد والائتلاف )1
الاكراد بزعامة الطالباني والبرزاني لايألون جهدا في تكريس الدعم الامريكي لهما من خلال الموافقة على كل ماتطرحه الادارة الامريكية (المحررة) لهم ولن تحاول هذه القيادة اظهار اي خلاف علني معها
بالرغم من أن الوزيرة الامريكية ابدت نوعا من التشدد مع رئيس الاقليم بمسالة الانفصال وتوزيع الثروة النفطية واعادة رسم الخاطة الكردستانية من جديد
و الطلباني يستبق البرلمان العراقي والفريق الحكومي باعلانه بحاجة العراق الى قواعد امريكية دائمية في العراق لحماية العراق من اعتداءات واطماع دول الجوار!!0
كما كانت زيارته للولايات المتحدة تطمينا للساسة الامريكان بانه الرجل المناسب للرؤية الامريكية في العراق وهو على أتم الاستعداد لتنفيذ الاجندة الامريكية مقابل اطلاق يده في الحكم
اما فريق الائتلاف فمازال المالكي بين فكي كماشة بعض أطراف الائتلاف والارهاب وضغوطات الامريكان التي تمنعه من اخذ زمام المبادرة
قد كانت ستراتيجته في الفترة السابقة ان يكون هناك انسجاما في اداء الرئاسة وتصريحاتها مع اداء رئاسة الوزراء وهو ما سمح للطلباني بالتحرك والتصريح وكأنه الحاكم الفعلي في العراق بمساعدة نائب رئيس الوزراء برهم صالح
وقد بدى دور المالكي كمحامي الدفاع عن بعض الاطراف الشيعية من الاستهداف والاستفزاز الامريكي والعمل لانجاح مبادرة المصالحة الوطنية التي تحاول الاطراف الاخرى وأدها بكل الطرق المتاحة
كما ان سعي المالكي للاسراع بتسلم الملف الامني في بغداد وبقية المحافظات جعل هناك نوعا من التوجس الامريكي تجاهه لانها لاتملك الضمان القانوني ببقائها لذلك تسعى بطريقة وباخرى الى ابقاء حكومته بحاجة الى القوات المتعددة الجنسية
وهو مادفع السيد رئيس الوزراء الى الطلب باعادة نشر القوات الامريكية في بغداد مقابل تزويد الجانب العراقي ببعض الاجهزة لمراقبة مداخل مدينة بغداد!!0
ان الائتلاف العراقي بحاجة الى ادراك حجم التحدي الحقيقي في الساحة العراقية وعليه يجب ان تكون هناك نوع من وحدة الهدف والمكاشفة مع الجانب الامريكي _البيت الابيض_ متجاوزا حلقة السفير زلماي زاد
فالسفير الامريكي يبقى موظفا في الخارجية الامريكية ومن غير الطبيعي ان تبقى كل الامور معلقة باراء ونصائح زلماي وكأنه البوابة الوحيدة مع البيت الابيض
وكان على الائتلاف العراقي ان يظهر لقاء وزيرة الخارجية الامريكية برئيس الائتلاف باهتمام اعلامي اكثر كما حاولت جبهة التوافق ذلك في محاولة لاستغلال اللقاء الى ابعد الحدود
ويسجل لرئيس الائتلاف في اللقاء التلويح بالجماهير المليونية التي تدعم الحكومة كعرض للقوة من أي تغيير يستهدف الحكومة العراقي
حيث ان الانقلاب العسكري لايمكن ان يقوم به الا الجنرال الامريكي كيسي كما صرح بذلك الدكتور الجلبي لوسائل الاعلام

عبدالامير علي الهماشي
alhamashi@hotmail.com