بسم الله الرحمن الرحيم
أضواء وملاحظات على مؤتمر المعارضة العراقية في بروكسل (2)

*يوسف البحارنة
باحث ومفكر اسلامي
Yousifalbaharenah555@yahoo.com

اتفقت فصائل المعارضة العراقية بعقد مؤتمرها الموسع في العاصمة البلجيكية بروكسل في 16 من شهر رمضان المبارك المصادف 22 نوفمبر القادم , بعد حصول اللجنة التحضرية على موافقة رسمية من قبل الحكومة البلجيكية . هذا في وقت تطرح فيه أسئلة كثيرة ومتشعبة على الساحة الدولية وبين أوساط السياسيين والصحفيين والاعلاميين وبين أوساط المعارضة نفسها , خصوصا ممن هم قريبين من الشأن السياسي العراقي .

من ضمن الأسئلة والتساؤلات :

لماذا تسعى الولايات المتحدة الى تخريب المعارضة العراقية بشتى السبل والتي منها ايجاد بدائل للمعارضة العراقية نفسها ؟
لماذا قامت الولايات المتحدة باجراء اتصالات مع أطراف في الجبهة الوطنية العراقية لتجعل منهم بدائل للجبهة الوطنية الأصل والتي يتمتع قادتها بتاريخ نضالي وجهادي حافل بالعطاء والنقاء والناصع لخدمة الشعب العراقي ؟!
لماذا يخيف المؤتمر الموسع بعض أطراف المعارضة ؟!!
لماذا لا تقبل بعض فصائل المعارضة بمؤتمر موسع يجمع كل فصائل المعارضة ويجمع كل النخبة العراقية ؟!!
لماذا يصر المؤتمر الوطني العراقي بعقد مؤتمر موسع للمعارضة في مقابل مؤتمر بروكسل؟
لماذا حصر المؤتمر الموسع في حوالي 200 شخص فقط ؟ , بينما هناك الكثير من الكوادر والرموز العراقية المعارضة لنظام صدام يجب مشاركتها في مؤتمر بروكسل ؟؟!!
لماذا تسعى بعض فصائل المعارضة بكل أطيافها العلمانية والكردية والاسلامية الشيعية احتكار النسب لصالحها وتهميش بقية الفصائل من ناحية التمثيل ؟!!
لماذ الاصرار على احتكار المرجعية السياسية والخطاب السياسي للحالة الشيعية العراقية من قبل فصيل واحد في المعارضة والسعي لاحتكارالتمثيل بنسبة أكبر من الآخرين في المؤتمر؟.
ما هي دواعي دعوة الدكتور أحمد الجلبي لعقد مؤتمر موسع باسم المؤتمر الوطني العراقي بالتعاون مع الملك وبحماية أميركية ؟!! .. هل هي خطة لتفشيل مؤتمر بلجيكا الذي سيكون تمويله ذاتيا من قبل فصائل المعارضة؟!!

هذه الأسئلة وأسئلة كثيرة تطرح على الساحة السياسية العراقية والدولية وهي بحاجة الى اجابات شافية ووافية في ضل الوضع السياسي والدولي المعقد للعراق.

ونحن في الوقت الذي نطرح هذه الأسئلة التي هي أسئلة كل أطياف المعارضة العراقية , أحببنا اثراء الساحة بمجموعة أفكار ورؤى ولكي تطرح هذه الأسئلة والتساؤلات بنوع من الشفافية لكي يتطلع الجميع على الحقائق؟!

أنتم يا من تنوون الاجتماع في بروكسل ألستم تريدون أن تحكموا العراق وفق نظام سياسي تعددي , يكون الشعب فيه مصدر السلطات وتكون هناك انتخابات حرة لرئيس الجمهورية والبرلمان والحكومة التي يصادق عليها البرلمان العراقي ؟!!.

ان أي عمل خالص يكون لله فهو يثمر وينتج وينفع الناس , وان أي عمل يراد منه خدمة المصالح الشخصية والذاتية والحزبية والفئوية , وخدمة شيطان النفس وشيطان السلطة والمال وشياطين الأرض والمتعطشين لنهب ثراوات الشعوب ومص دمائها وغيرهم , فانه لا ينمو ولا ينتج وانما يجلب الويلات لصاحبه وللناس الذين يسيرون ورائه وللشعب العراقي الذي يتطلع الى الخلاص والى النور والى الحرية .

ان الأسئلة التي أثرناها والتي طرحها الكثير من المعارضين العراقيين وبعض القيادات العراقية المحسوبين على الحالة الشيعية في العراق بحاجة الى بحوث ومقالات مطولة , ولقد طرحنا في بحوثنا السابقة وتتطرقنا بشيء من التفصيل الى هذه المواضيع وهنا أردنا أن نثير هذه الساؤلات لكي يعيها أصحاب الشأن والمتصدين للقضية العراقية وتعيها أذن واعية.

ان الشعب العراقي يتطلع للتخلص من النظام الديكتاتوري الحاكم في بغداد ليحكم العراق نظام حر تعددي يخدم الحريات السياسية في العراق ويعيد النسمة والابتسامة لشفاه الشعب العراقي رجاله ونسائه وأطفاله , ويوقف مسلسل القتل والتعذيب وانتهاكات حقوق الانسان , ويوقف مسرحيات العفو العام وغيرها التي ما هي الا سيمفونيات اعلامية يراد لها الدعاية والاعلام لنظام صدام فلم يكن هناك عفو ولم يطلق سراح معتقلين سياسيين وانما الكثيرون لا يرزالون في السجون وان أغلب من خرجوا من السجن ومن كانوا من السياسيين قد توفى بعضهم في ظروف غامضة نتيجة لتسميمهم قبل الخروج من السجن , كما أن القلة القليلة التي أطلق سراحها فانك سترى وبعد فترة قصيرة بأنهم سيقتلون بشتى الطرق سواء بالسم أو بالدهس أو بالقتل غيلة.

ان الشعب العراقي لا يتوق بالانعتاق من نظام ديكتاتوري ليشهد ديكتاتورية جديدة بأسماء ومسميات مختلفة , ولا يرغب في أي محاولات للقيام بانقلاب عسكري للاطاحة بنظام الرئيس صدام حسين وعشيرته وحزبه , لكي يحكم العسكر من جديد .

أما على صعيد المعارضة التي سوف تعقد مؤتمرها القادم في بروكسل عاصمة بلجيكا .
نحن نتساءل لماذا تتخوف بعض فصائل المعارضة من اجتماع كل النخبة وفصائل المعارضة العراقية في هذا المؤتمر ولماذا احتكار النسب في التمثيل ؟!!

لماذا لا تشرك الجبهة الوطنية العراقية وهي جبهة تؤمن بمبادىء الاسلام وتسير على خط المرجعية الدينية لسماحة آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي دام ظله؟!
صحيح أن اسمها الجبهة الوطنية ولكنها تسير وفق أحكام الاسلام وأعلنت في بياناتها ومواقفها أنها تسير على خط الاسلام والمرجعية الدينية ؟!

ويبدو أن هناك تخوف كبير عند بعض القوى من تغيير الخارطة الديموغرافية للنظام السياسي القادم في العراق , الذي سيؤدي حتما الى القضاء على الطائفية السياسية المقيتة التي حكمت العراق لأكثر من 80 عاما , وعانت منها الطوائف والقوميات العراقية أشد معاناة.

ان العراق اليوم يعيش مرحلة حساسة وخطيرة جدا من تاريخه السياسي , واذا لم يقم المخلصين من أبناء الشعب العراقي خصوصا المعارضة الاسلامية الشيعية بتوحيد المرجعية السياسية , المشروع السياسي وتوحيد الخطاب السياسي , اضافة الى ترتيب البيت الداخلي للحركة الاسلامية فانهم سيكونوا الأوائل ممن سيخسرون حتما في المرحلة القادمة فيما يتعلق بالقضية العراقية.

لذلك فلابد من مشروع واضح وحضاري يطرح لانقاذ العراق ويكون بديلا عن الديكتاتورية الحاكمة في العراق , وان أي عمل وأي مشروع يجب أن يكون مدروسا لأن عدم دراسة المشروع سوف يؤدي الى دفع الثمن غاليا , علما بأن هناك تردد أميركي في خطوات التغيير وآلياته في العراق . وكما رأينا جليا وواضحا فان رأي سماحة آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي هو الاستفادة واغتنام الفرص لتجيير الحدث لصالح المؤمنين في العراق حتى لا تذهب الجهود الماضية هدرا وهباء منثورا. وعليه فيجب أن يكون النظام القادم للعراق تعددي يعتمد الشورى والحريات المشروعة ضمن الموازين الشرعية .

ان الموقف الحساس والظروف الصعبة للعراق تحتم على الجميع من المجاهدين والمخلصين للشعب العراقي والعاقدين العزم على خلاصه من براثن الديكتاتورية والاستبداد التحرك الجاد لتجيير الحدث القادم لصالح الشعب العراقي والمؤمنين في العراق ويتعين على كل واحد منهم أن ينطلق من موقعه وخندقه لتثبيت الأفكار الحضارية في النظام القادم وهي كما أسلفنا التعددية والشورى والانتخابات الحرة وحق الأكثرية في الحكم والحريات المشروعة.

ان المؤتمر العراقي القادم للمعارضة العراقية تتجاذبه تيارات مختلفة:

أولا : تيار أحمد الجلبي الأمين العام للمؤتمر الوطني العراقي : حيث يدعو أحمد الجلبي الى توسعة المؤتمر لكي يزيد من العدد الذي سوف يأتي بهم هو ويكون أكثرية في المؤتمر لصالحه . ولذلك فان المؤتمر الوطني العراقي مصمم على أن يقوم بعقد مؤتمر جديد يضم كل فصائل المعارضة العراقية ونخبها ورموزها وفصائلها , حيث أن عدده سوف يصل الى حوالي 400الى 500 شخص .

ثانيا : تيار آخر يقوده المجلس الأعلى وحركة الوفاق الوطني العراقي بقيادة اياد علاوي وبعض الأحزاب الكردية حيث كان قد حصر الحضور في 100 شخص . وهذا التيار يرى التوسع في الناحية الكيفية أهم من الناحية العددية.

ولذلك ومن أجل انجاح المؤتمر فقد اتفقت المعارضة على زيادة النسبة من 100 الى 200 شخصية عراقية معارضة .

بعض قيادات في المعارضة الشيعية لا زالت تعتقد بأن المجلس الأعلى سوف يستفرد بحصة الأسد بين الاسلاميين حيث أنهم يرون بأن حصته ستكون 40 شخصا من مجموع 66 اسلامي يتوزعون على بقية فصائل المعارضة والذين سيكون عددهم سيكون 26 شخصا .

كما ذهبت هذه القيادات الى التمسك بهذا الرأي وهو أن المجلس الأعلى يستاثر بحصة الأسد في التمثيل للمعارضة الاسلامية الشيعية, وهو أسلوب دأب على انتهاجه المجلس الأعلى تجاه بقية الاسلاميين منذ زمن بعيد وتجلى أخيرا في الدورة الثامنة لانتخابات للشورى المركزية للمجلس الأعلى , فمن الاسلاميين هؤلاء من سيشارك ومنهم من لن يشارك في المؤتمر .

فصائل اسلامية كمنظمة العمل الاسلامي في العراق والدعوة الاسلامية والوفاق الاسلامي والجبهة الوطنية العراقية وقوى أخرى وشخصيات مستقلة تدعو الى استيعاب التلوين الاسلامي بعدالة في التمثيل في المؤتمر القادم .

, بينما بعض القيادات الاسلامية الشيعية رأت بأن نسبة التمثيل للمجلس سوف تكون بين 20 شخص وأكثر من ذلك بقليل , وعللت نسبة التمثيل في أن للمجلس الأعلى رؤيته الخاصة به والتي يجب أن تحترم , حيث لا يمكن مصادرة رأيه أيضا واتهامه باحتكار التمثيل النسبي للحالة الشيعية .

ويبرر المجلسيون استئثارهم بنسبة كبيرة من الحضور في المؤتمر بأن المجلس يضم حركات وعشائر وشرائح عراقية مختلفة , من بينها حزب الله العراق وأحزاب وتجمعات اسلامية وشخصيات اسلامية وكردية مختلفة بالاضافة الى فيلق بدر , لذلك لا يمكن لوم المجلس ونسبته في التمثيل .

وقياسا الى حجم ووسعة المجلس الأعلى فان يدعي بأن بقية فصائل المعارضة هي مجموعات صغيرة ومع ذلك فان هناك حوار ايجابي بين أطراف المعارضة الاسلامية والمجلس الأعلى لتحصل هذه الفصائل على نسبة تمثيل لائقة بها وهناك اتفاق على أوراق العمل .

وسوف تكون التركيبة للحضور مع النسبة لفصائل المعارضة العراقية بكافة أطيافها وتوجهاتها السياسية والفكرية على النحو التالي :

- الاسلاميين الشيعية والعلمانيين 55%
- الأكراد 25%
- الاسلاميون سنة وشيعة 40%

كما أن مجموع نسبة التمثيل للاسلاميين الشيعة والعلمانيين الشعية في حضور المؤتمر ستكون بين 55% , وذلك باعتماد النسب التي أقرت في مؤتمر صلاح الدين عام 1992م.

وسيقدم المؤتمرتصورا للوضع السياسي المستقبلي للمرحلة الانتقالية وتصورا للحكومة المستقبلية للعراق بالشكل الذي يحفظ حقوق الجميع وتراعى فيه الحالة القومية والدينية والمذهبية والسياسية .

ان كل فصائل المعارضة العراقية مدعوة لحضور المؤتمر ولكن الكلام الرئيسي هو في النسب والمواقع . والى الآن فان هناك جر وبحث حول عدد الحضور , والبعض يرى الى أن تشكيل لعدد قليل من أجل السيطرة على القرارات كما تكمن ورائها حسابات سياسية. وهناك تفكير أساسا موجود وهو تفكير سياسي يقضي بتحجيم الآخرين وما الى ذلك , من احتكار النسبة والاستئثار بها . بينما توجد هناك آراء تفند هذه الأراء حيث رأت وكما قلنا بأن التمثيل الكيفي هو أفضل من التمثيل الكمي , وان الدول المضيفة لا تتحمل أكثر من هذا العدد في الحضور للمؤتمر , كما أن تكلفة المؤتمر الكمي الموسع تترتب عليه مصاريف باهضة , وان المعارضة غير قادرة على تأمين نفقاته.

من جهة أخرى وكما ذكرنا في موضوع سابق حول توسيع دائرة التنسيق والتمثيل في مؤتمر المعارضة العراقية وعدم تحديده وحصره في المجموعة الستة التي اشتركت في اجتماعات واشنطن , حيث ذكرنا حينها بان أياد علاوي الأمين العام لحركة الوفاق الوطني العراقية مع المجلس الأعلى والأحزاب الكردية ترى عدم توسيع هذا العدد وحصره في هذه الفصائل , وقد تكون هذه القوى محقة أمام بعض الاطماع الحزبية لبعض قوى المعارضة التي تود تجيير الأكثرية لصالحها.

وذكرنا بأن اصرار اياد علاوي على عدم توسعة المؤتمر كما وكيفا ومشاركة فصائل وطنية أخرى هو لخوفه من منافسة الآخرين من الحركات والقوى الوطنية العراقية له ضمن دائرة التمثيل .

وهناك من زعامات المعارضة من يرى الآن بأن الأحزاب الكردية العلمانية المتمثلة في حزب البارزاني وحزب الطالباني يحاولون دفع الاسلاميين الكرد الى الوراء وعدم حضورهم في المؤتمر واقصائهم من دائرة التمثيل كبقية الأحزاب الكردية , كما كان المجلس الأعلى يدفع بالاسلاميين الى الوراء ويريد تكرار التجربة الثامنة للانتخابات التي أجريت للمجلس الأعلى قبل أقل من سنة.

الا أن هناك رأي يناقض هذا الرأي وهو يرى بأن هناك حوارات بين فصائل رئيسية في المعارضة الشيعية والمجلس الأعلى للاتفاق على نسب تمثيل مناسبة , حيث سوف تشارك هذه الفصائل الى جانب المجلس في المؤتمر , كما أن الأحزاب الكردية قد أجرت حوارات مع بعض الفصائل الاسلامية الكردية للتنسيق معها ودعوتها لحضور المؤتمر.

بعض زعماء في فصائل المعارضة الاسلامية الشيعية يرى أنه لا للهرولة لهذه المسألة والحضور في المؤتمر لأن الأطراف الأخرى مترددة واذا ما شاركوا فان مشاركتهم ستكون ضعيفة جدا ولن تكون بشكل فعال وقوي . وترى هذه الزعامات بأنه قد طرحت في أوراق المؤتمر قضية "العراق الفيدرالي" (الولايات) , وهناك اشكال على هذا الطرح الذي سيؤدى الى تقسيم العراق الى كانتونات , وترى بأن هذه المسألة ليست سياسية وانما تقسيمات ادارية , وأن هذه الورقة هي من حق الحكم القادم في العراق يمكن مناقشتها عبر نواب البرلمان . كما لا يمكن مصادرة رأي الشعب العراقي في التصويت على هذا المشروع الذي ليس بالضرورة أن كل المعارضة تمثله داخل العراق .

كما أن هناك ورقة أخرى ستناقش في المؤتمر وهي عبارة عن أن هناك حركات أخرى التي تمثل شعوب أخرى , فان هذه الفصائل وزعاماتها لن تعطى أي مجال في المستقبل للعمل داخل العراق . لذلك فان فصائل المعارضة التي ترى أنه لا للهرولة لهذا المؤتمر تعتقد بأن هذه الورقة ليس من الصحيح مناقشتها في المؤتمر القادم , وتطرح هذه المعارضة نوعا من الحكومة تسميه بحكومة المشاركة وهي توليفة بين الجانب القومي وبين الجانب المذهبي .

وهناك من يعتقد بأن على المعارضة العراقية أن لا تشارك في مؤتمر بروكسل أصلا وعلى الاطلاق وعليها أن ترفض التعاون مع الولايات المتحدة ويرى بأن هذا المؤتمر انما سيعقد بأمر مباشر منها لأن ممثلي الستة الذين اجتمعوا في 9 أغسطس الماضي خرجوا بعد اجتماعاتهم وقال ممثل عنهم أنهم وافقوا على عقد مؤتمر موسع للمعارضة العراقية.

وهذا الرأي هو الذي يذهب اليه الاستاذ نجاح محمد على الصحفي العراقي الكبير وممثل قناة أبوظبي الفضائية في طهران الذي صرح لقناة سحر الفضائية ليلة الخميس الماضي بأن الولايات المتحدة تعمل على تخريب المعارضة بشتى السبل ومنها ايجاد بدائل للمعارضة العراقية نفسها فمثلا هي أوجدت مجموعة الستة وأخيرا وها هي تعمل الان على ايجاد مجموعة أخرى باسم الستة أيضا. وقد أجرت اتصالات مع الجبهة الوطنية التي تضم تيارات مستقلة ووطنية معروفة بالجهاد ومعروفة بنهجها الاسلامي الأصيل لكنها من جهة ثانية أوجدت جبهة وطنية أخرى لتتعاون معها اذا رفضت الجبهة الوطنية الأولى المشاريع الأمريكية التي تتعارض مع مصلحة الشعب العراقي .

وأضاف نجاح محمد علي في تصريحه لقناة سحر الفضائية: في اجتماع المعارضة في فندق "والتن بارك" في مقاطعة بمنطقة غوبان خارج العاصمة البريطانية لندن ارتفعت أصوات من داخل المعارضة العراقية الموالية لأميركا تنادي بفصل الدين عن الدولة وطالبت بأن يكون لا يكون الاسلام الدين الرسمي للدولة في الدستور القادم للعراق.

وقد كشف نجاح محمد علي أن هناك أيضا مخطط للقيام بانقلاب عسكري في العراق حتى بعد سقوط النظام الحالي من أجل أن يتم استبعاد كل المخلصين الذين شاركوا كحصان طروادة في عملية اسقاط النظام , لذلك فان الكاتب الغيور والمستقل قد حذر من الاستمرار في المخطط الأمريكي . وقد تحدث نجاح محمد علي عن أن المؤتمر الوطني العراقي هو الذي تخطط له أميركا لكي يكون البديل للنظام وتحديدا رئيسه أحمد الجلبي الذي لم يخفي اتصالاته بالاسرائيليين وكشف نجاح أيضا أن كنعان مكية الذي يمثل الى حد ما أفكار المؤتمر الوطني ويكتب في عدد من الصحف الاسرائيلية ايضا أنه بعث بمذكرة تكشف عن انصياع المؤتمر الوطني الكامل لارادة الأمريكان , خصوصا بقوله وهو يتحدث عما يسميه بالخلل في التمثيل أن الولايات المتحدة هي وحدها القادرة على تصحيح هذا الخلل المزعوم .

لقد تحدث الاستاذ نجاح محمد علي لقناة سحر الفضائية عن خيار ثالث أما صدام واما أميركا مستشهدا ومستندا الى دعاء السحر الذي يقرأ في هذه الأيام من ليالي شهر رمضان المبارك في وقت السحر وعند الفجر وهو:الحمد لله الذي أدعوه ولا أدعو غيره ولو دعوت غيره فلن يستدب لي دعائي , والحمد لله الذي أرجوه ولا أرجو غيره ولو رجوت غيره لأخلف رجائي " وطالب بصوت عال بالرجوع الى الله والجأر اليه ونفي عبادة الأصنام والشرك واتخاذ البشر والقوى ربا والها من دون الله سبحانه وتعالى.

لقد كشفت جريدة الوطن الكويتية مدى ازواجية الولايات المتحدة الأمريكية والتفافها على حركات المعارضة ومحاولة التخريب من داخلها. جريدة الوطن الكويتية علمت من مصالح مطلعة " الجبهة الوطنية العراقية " وهي تنظيم عراقي معارض , كان له نشاطات واسعة في الفترة الاخيرة , يدرس مقترحا بتجميد اتصالاته بشكل كامل مع وزارة الخارجية الاميركية, وذلك بعدما انتشرت تقارير مؤخرا, تشير الى ان هذه الوزارة تجري اتصالات مع شخصين كرديين , قاما باصدار تقارير مزورة عبر البريد الالكتروني يشيران فيها الى انهما يمثلان الجبهة الوطنية العراقية .
وعلمت ( الوطن) من مصادر في المعارضة العراقية , ان الجبهة الوطنية العراقية قدمت مذكرة الى مسؤول مكتب شمال الخليج المعني بشؤون العراق وايران,بوزارة الخارجية الاميركية, تطالب فيها بتوضيح رسمي, لقيام موظف في هذه الادارة هو السيد توم كراجسكي باستقبال وفد ادعى انه من الجبهة الوطنية العراقية, وقد كشف عن هذا اللقاء, احد التقارير المزورة والمعنونة باسم الجبهة و المرسلة في البريد الالكتروني في التاسع والعشرين من شهر سبتمبر الماضي , وحسب هذه المصادر فان وزارة الخارجية الاميركية لم تعط بعد, تفسيرا لهذا اللقاء.
وأكدت مصادر قريبة من " الجبهة الوطنية العراقية " لـ ( الوطن) ان التقارير المجتمعة لدى قيادة الجبهة , بدأت تشير بوضوح الى وجود دور لاطراف مشبوهة يهمها الاساءة الى عمل المعارضة العراقية وبالذات الى الحركات الاسلامية الشيعية التي تتشكل منها الجبهة في الفترة الاخيرة , وخاصة ان ثمة توجها بدأ يتبلور لدى " الجبهة الوطنية العراقية " بعدم المشاركة في المؤتمر الموسع للمعارضة العراقية ,رغم وجود ضغوط عليها من اطراف من المعارضة العراقية بضرورة عدم اتخاذ هذا القرار.
و حسب تفسير هذه المصادر , فان هذه الخطوة من وزارة الخارجية باجراء اتصال اولي مع هذين الشخصين الكرديين , يهدف الى الايحاء بان ثمة بديل اخر يحمل هذا الاسم بامكانه ان يعلن أي موقف يراد منه.
وعلمت (الوطن) ان الشخص الذي بدأ ينشر بيانات باسم الامين العام للجبهة , كان واحدا من الاكراد المتعاونين مع نظام صدام والاكراد مازالوا يذكرون مشاركته في حرق القرى الكردية وخاصة في عمليات الانفال الشهيرة التي ازهقت ارواح الالاف من الاكراد العراقيين وشردت مئات الالاف منهم .
وقد اكد مصدر مسؤول في الجبهة الوطنية العراقية في لندن في اتصال هاتفي معه, وجود مقترح يتم دراسته الان من قبل قيادة الجبهة باعلان الانسحاب من المؤتمر الموسع للمعارضة العراقية وقال هذا المصدر:" ان الجبهة تجري اتصالاتها مع اطراف من المعارضة العراقية وخاصة تلك التي لنا معها تنسيق كامل , لاتخاذ القرار المناسب بشان المشاركة او عدم المشاركة في المؤتمر الموسع للمعارضة, رغم ان الاتجاه القائم حاليا, يميل الى اتخاذ قرار بعدم المشاركة لاسباب عديدة منها , التمثيل غير المتناسب والمتكافئ للمعارضة العراقية فيه ووجود شخصيات سياسية ودينية واعلامية ذات تاريخ عريق في مقارعة النظام خارج قائمة المدعووين للمؤتمر. وحسب مراقبين معنيين بالقضية العراقية فان مثل هذا القرار سيؤدي حتما الى انسحاب بعض التنظيمات الشيعية الاخرى المحسوبة على تيار المرجعية الشيعية وبخاصة تيار المرجعية الشيرازية, ومن المؤكد ان قرار هذه التظيمات بشان المشاركة في المؤتمر الموسع سيتاثر كثيرا في حالة صدور الاعلان الرسمي للجبهة بمقاطعته.
واضاف هذا المصدر ردا على سؤال لـ ( الوطن) : ان الامر لو كان متوقفا عند اصدار بيانات مزوة باسم الجبهة , لكان بالامكان حصر الموضوع في دائرة الاساءة الاعلامية التي تتعرض لها التنظيمات العراقية من اشخاص وجهات مغرضة, الا ان تطور الموضوع الى مشروع سياسي يسئ للمعارضة العراقية ونحن جزء منها , فهذا امر يحتاج الى موقف جاد ,نعم اننا بالفعل ندرس قرارا باعلان تجميد اتصالاتنا مع وزارة الخارجية الاميركية الى حين حصولنا على تفسير لاستقبالهم وفد مزيف ومزور باسم " الجبهة الوطنية العراقية " واننا هدفنا من الاتصالات السابقة الى شرح وجهة نظر التيار الاسلامي والتيار الشيعي من التطورات المختلفة التي تمر بها القضية العراقية وموقفنا دائما خاضع لما يمليه علينا الواجب الوطني والواجب الشرعي وليس شئ اخر غيره".
والجدير ذكره ان الجبهة الوطنية العراقية هو التنظيم الذي حصل مؤخرا من المرجع الديني الكبير اية الله العظمى السيد صادق الشيرازي , على فتواه الشهيرة ,التي دعت الى العمل الجاد لاسقاط نظام صدام وانتهاز الفرص حسب الموازين الشرعية لهذا الغرض, كما تضم حركة الفتح الاسلامي وحركة ابناء الانتفاضة , بالاضافة الى شخصيات دينية وسياسية .
لقد أبدت وكالات الأنباء ومواقع الانترنت وعدد من الصحف العربية , اهتماما للتفاصيل المثيرة عن محاولة الاساءة للمعارضة العراقية , وما تعرضت له الجبهة الوطنية العراقية مؤخرا من حملات تشويه لمواقفها , حيث نقلت وكالة (اباء) والوكالة الدولية للاعلام الحر وموسوعة النهرين ومواقع أخرى على الانترنت تهتم بالقضية العراقية , هذا التقرير الذي تناولته صحيفة الوطن الكويتية بشيء من التفاصيل وأشارت الى فقرات منه صحيفة "الاتحاد" الصادرة في أبوضبي , والجدير ذكره أن البريد الالكتروني كان قد حمل للقراء تقارير مزورة تتحدث باسم الجبهة الوطنية العراقية وتحمل أيضا اسم النشرة التي تصدرها " التي تصدرها الجبهة الوطنية باسم " Iraq Report "
وتقوم الجبهة الوطنية العراقية حاليا , بمتابعة هذا الامر مع القضاء , بعدما تم ضبط بيانات موقعة باسم صريح , واصفا نفسه الامين العام للجبهة ..!!!

المعلومات التي نشرتها جريدة الوطن الكويتية تقول بأنه قد قام شخصان كرديان في الآونة الأخيرة بالادعاء بأنهما يمثلان الجبهة الوطنية العراقية , وادعى أحدهما بأنه يمثل الامين العام للجبهة الوطنية العراقية حيث أن الكل يعرف تاريخه خصوصا الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني يعرفونه بأنه كان رجلا من أزلام النظام من الذين كان يطلق عليهم النظام العراقي أيام حربه ضد الجمهورية الاسلامية ب"الفرسان" بينما اخوانهم الأكراد أطلقوا عليهم اسم "الجحوش" أي بأنهم ليسوا فرسانا.

وكما يعرف بأن بعض قيادات الجبهة الوطنية العراقية كان لها تاريخها النضالي والجهادي الأصيل والنظيف الذي يعرفه القاصي والداني وعلى رأسهم الاستاذ المجاهد خليل الخفاجي , وأنها ليست ذيلا من الذيول الأميركية كما يصوره البعض لتشويه سمعتها , هذا ما ذكره الكثير من قادة المعارضة العراقية والذين علموا مع قيادات هذا الفصيل العراقي ورموزه منذ أكثر من ثلاثة عقود.

ان التقرير الذي تناقلته وكالات الأنباء عن اتصالات لمجموعات مشبوهة مع وزارة الخارجية الاميركية دفع بالجبهة الوطنية العراقية لتوقيف اتصالاتها مع الادارة الأميركية وترى فصائل المعارضة العراقية بأن توقف اتصالات الجبهة الوطنية العراقية مع المسئولين الأمريكان جاء نتيجة استقلال فصائل المعارضة العراقية واستقلال قرارها , وعدم تهافتهم على الاتصال بالمسئولين الأميركان . وقد رأت الجبهة الوطنية في بيان لها بأن لا ناقة لها ولا جمل في تلك العلاقات التي نسبت لها , وأن الاتصال المتعمد من وزارة الخارجية بتلك المجموعة المشبوهة والتي نسبت نفسها على أنها الجبهة الوطنية العراقية يؤكد أن هناك خطة من وزارة الخارجية الأميركية لتشويش الموقف الاعلامي والسياسي للمعارضة العراقية .

وقد رأى خليل الخفاجي أحد زعماء الجبهة الوطنية بأن قرار تجميد الاتصالات من قبل الجهبة الوطنية مع المسئولين الأمريكيين يؤكد شجاعة اتخاذ القرار في خطوات المعارضة الذي أخذ طابعا مميزا على الدوام , فليست الشجاعة أن تبتعد وتنزوي وانما الشجاعة أن تتصدى وعندما تجد أن ثمة حاجة ماسة للتوقف هناك يأتي القرار الشجاع بالتوقف.

وفيما يتعلق بالمشاركة في المؤتمرالقادم في بروكسل فان الجبهة الوطنية العراقية ترى
ان التريث في اعلان مقاطعة المؤتمر الموسع تراه قرارا حكيما ولربما تزول أسباب المنع والمقاطعة لهذا المؤتمر وتتضح صورة أكثر وعندها تبدو المشاركة ضرورية , وترى الجبهة الوطنية بأن هذا القرار بالتريث هو عين الحكمة .

واستطرد الاستاذ خليل الخفاجي فيما يتعلق بما أسماه حملة التشويه للمعارضة العراقية الى ضرورة كشف أي أسلوب مريب يريد أن يقتات على دماء الشهداء العراقيين , والوقوف واستنكار أي عمل لمجموعات وهمية ومنتفعة تريد الاساءة الى فصائل المعارضة العراقية ذات التاريخ الأصيل والنظيف . وأضاف في تصريح له بأن هناك مهازل وطبخات سرية تعد في كواليس من الظلام هدفها الاساءة للمخلصين من أبناء الشعب العراقي في المعارضة العراقية .

أما بالنسبة لبقية أطراف المعارضة فيما يرتبط بالمشاركة في مؤتمر بروكسل فان بعض التقارير تؤكد أن الاستاذ عز الدين سليم وهو من قادة المعارضة الاسلامية العراقية والمنسوب لتنظيم الدعوة الاسلامية سوف يشارك ممثلا عن الدعوة الاسلامية في مؤتمر المعارضة العراقي في بروكسل .

بينما أكد مصدر خاص لجريدة الوطن الكويتية في التقرير الذي بعثه لها مراسلها في طهران بأن حزب الدعوة الاسلامية قد وافق على الحضور في المؤتمر , بعد ما تمت معالجة أسلوب دعوته , حيث دعي من قبل اللجنة التحضيرية وليس من قبل المجلس الأعلى الذي يرفضه الحزب وانسحب منه وقاطعه. وأضاف المصدر في اتصال مع "الوطن" من واشنطن أن الدكتور أحمد جعفري مسؤول المكتب السياسي التقى في الرابع عشر من أكتوبر الماضي بمسؤول مكتب شمال الخليج في وزارة الخارجية الأمريكية وهو المكتب المعني بشؤون العراق وايران , ديفيد بيريس , بحضور مسؤولين آخرين من الأمريكان , وهذا أول لقاء على هذا المستوى الكبير بين حزب الدعوة المتهم بالقيام بأنشطة ارهابية وبين الولايات المتحدة الاميركية , وبحسب المصدر تمت مناقشة تطورات العراق ودعوة حزب الدعوة للاشتراك بالمؤتمر الموسع وعلى ضوء هذا اللقاء التقى حزب الدعوة بأعضاء من اللجنة التحضيرية للمؤتمر الموسع ويجري الآن البحث في اعلان مشاركتهم رسميا ".

أما معلومات أخرى حصلنا عليها من قيادات شيعية معارضة للنظام العراقي مقربة للمجلس الأعلى تقول بأن حزب الدعوة الاسلامية لا زال لم يعلن رسميا عن اشتراكه في المؤتمر القادم وتنسب هذه القيادات الى رموز من حزب الدعوة في طهران بأنها لا زالت لم تعلن عن هذا القرار الذي أعلنته جريدة الوطن الكويتية.

ويبدو أن هناك تناقض في مواقف حزب الدعوة فمن جهة فان الدكتور الجعفري دعى كما نشرت جريدة الوطن الكويتية الى المشاركة في المؤتمر , بينما الأستاذ علي ألادب (أبوبلال) في طهران لا زال يرفض المشاركة .

وهناك تفسيران لهذا الحدث فاما أن هناك اختلاف داخل الحزب أو أن هناك مناورة وتبادل أدوار . والأهم من ذلك هو أن الحزب لديه اجتماعات قيادية في طهران حاليا لحسم الأمر علما بأن قرار الحزب بعدم المشاركة لا يمنع من مشاركة قيادات محسوبة عليه سواء بتنسيق منه أو بدونه.

وهناك معلومات أخرى حصلنا عليها من نفس هذا المصدر ومصادر أخرى تقول بأن حركة الوفاق الاسلامي والتي يترأسها العلامة الشيخ جمال الوكيل سوف تشارك في المؤتمر بنسبة جيدة , حيث أنها حصلت على كرسيين في المؤتمر وهي تطالب بالأكثر للمساركة في المؤتمر , كما أن الجبهة الوطنية العراقية ستشارك في المؤتمر بنسبة كرسي واحد , وهناك مداولات مع قيادات المجلس الأعلى وعلى رأسهم سماحة العلامة السيد عبد العزيز الحكيم لمشاركتها بنسبة أكبر في المؤتمر القادم . ويبد أن أسلوب حضورهم قد عولج مع اللجنة التحضيرية أو هو في طريقه الى المعالجة , حيث يمثل هذاين الفصيلين المعارضين كما أسلفنا تيار الحركة المرجعية للأمام السيد محمد الشيرازي الراحل قدس سره والذي خلفه وريثه الطبيعي من بعده سماحة آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي دام ظله.

كما أن تيار المستقلين الاسلاميين الشيعة وهم الشخصيات التي تعمل خارج التنظيمات الاسلامية العراقية سوف تشارك أيضا في مؤتمر المعارضة العراقية في بروكسل.






_:-