رؤية عراقية ....حوار صريح - محمد عبد الجبار الشبوط

[30-10-2006]
رؤية عراقية
حوار صريح
ربما يفتح الاتهام الذي وجهه عضو مجلس النواب العراقي علي الاديب، من كتلة الائتلاف الشيعي، الى جبهة التوافق السنية بأنها تعرقل العملية السياسية، حوارا صريحا حول حقيقة ما يجري في العراق بعيدا عن المجاملات، والترضيات، والعواطف الجياشة.
اعجبني ما كتبه الكاتب الامريكي البارز فريد زكريا في مقاله الذي ينشر اليوم في مجلة "نيوزويك" الامريكية، من ان علينا ان ننظر الى العراق كما هو اليوم، لا كما كان في الماضي، ولا كما كان يمكن ان يكون، و لا كما يأمل الانسان ان يكون عليه.
تساعد هذه المنهجية في النظر والتحليل والدراسة على تسمية الاشياء بأسمائها اولا، وعلى تلمس حلول للمشاكل ثانيا، كما انها تصون من الوقوع في الاوهام والتصورات البعيدة عن الواقع، ثالثا.
شهد العراق تطورات كثيرة في السنوات الثلاث والنصف الاخيرة.
وكان من ابرز هذه التطورات ظهور الجماعات الارهابية وما جرت على تسميته بعض الجهات "جماعات المقاومة" ايضا.
لكن الاحداث التي جرت بعد تفجير مرقدي الامامين العسكريين في سامراء غيرت الكثير من الامزجة الشعبية، بما في ذلك تغيير وجهة العنف، ليتحول بين ليلة وضحاها الى عنف طائفي، يتزامن مع عمليات تطهير طائفية عنيفة او طوعية للمناطق المختلطة في العراق، وفي مقدمتها بلدات بعقوبة، وضواحي بغداد.
وكان هذا العنف الطائفي التعبير المسلح عن العنصر السياسي الكامن في النفوس منذ سقوط صدام، وهو حصة كل من الشيعة والسنة في السلطة، كما هو الحال في النقاش الحالي حول حصة الكرد والعرب في الثروة النفطية.
هذه هي القضايا الاساسية التي تواجه المجتمعات المتعددة، وهي قضايا تتلخص في اربعة امور هي: الدولة والسلطة والثروة والارض.
المؤسف ان الاطراف السياسية في العراق تتحدث همسا عن هذه الامور، والهمس يدور فقط في الدوائر المغلقة، دون ان يتحول الى حوار وسجال وطني عام، يستهدف الوصول الى حل وطني ديمقراطي لهذه النقاط، وليس اقصاء او قتل الطرف الاخر المخالف.
ربما كان تصريح الاديب الاول من نوعه في العراق، وبغض النظر عن صحته او عدمها، فانه ربما يفتح الباب امام حوار هادئ وصريح وعلني بين عرب العراق من شيعة وسنة حول النقاط الاساسية الاربع من اجل التوصل الى اتفاق وطني سياسي حولها من شأنه ان يمنع من تشظي العراق العربي الى دويلات ضعيفة حتى لو بقيت ملتصقة شكليا بدولة كان اسمها العراق.

محمد عبد الجبار الشبوط
الوطن الكويتيه