 |
-
مدينة الصدر ..بوابة العراق الجديد
مدينة يقطنها الفقراء من العراقيين يبلغ تعدادها الملايين أرادها الزعيم عبدالكريم قاسم أن تكون سندا لثورته في العاصمة التي لاتدين بالولاء له وكانت تنظر إليه بعين الريبة وتتوجس منه خيفة لأسباب عديدة لسنا بصدد ذكرها وتحليلها
وأطلق عليها إسم (الثورة)لتوحي بالتغيير في مستقبل عاصمة العراق بغداد وظل هذا الإسم ملاصقا لها ،ولايخفى على الكثيرين أن الانتماء لهذه المدينة يُمثل تهمة على كافة الصُعد إجتماعيا وسياسيا وولائيا
وعندما جاء الطاغية الى الحكم وبعد قادسيته اللعينة أمر تابعه الذليل (سمير الشيخلي)
بتنفيذ حملة شعبية يُرافقها إعلام النظام بطلب تغيير الاسم من الثورة الى صدام،لتثبيت مقولته بأن زمن الثورات قد انتهى في العراق!!!
ولحاجة في نفس صدام لم يستطع التخلص منها حتى هذه اللحظة بحقده على عبدالكريم قاسم الذي أحبته الجماهير العراقية وباتت تنسج الخيالات في حبه وهذا ما لم يستطع أن
يحققه بالرغم
من حشد كل ماتملكه الدولة العراقية من إمكانيات في هذا المجال
ولكن الاسم ظل يلهجه أبناء المدينة سرا وكان أحد أساليب الرفض ضد الطاغية أن تذكر مدينة الثورة دون اسمها الجديدوبالرغم من تغيير الاسم إلا أن المدينة ظلت تعاني التهميش والاهمال قياسا الى بقية مدن العاصمة وأطرافها
وبعد سقوط الطاغية تزينت المدينة باسم جديد دون ضجة إعلامية تيمنا بقائد قدم حياته من أجل حرية هذا الشعب الجريح
وبدأت المدينة تُثير قلقا من نوع آخر للسياسيين الذين بدأوا يشعرون بدور هذه المدينة المليونية
وقد حان عصر المحرومين وإن كانت للقاهرة (حرافيشها)فإن لبغداد حرافيش من نوع آخر _إن جاز التعبير_
حرافيش يحملون ولاءا خاصا لحوزة النجف ولايكاد بيت من بيوتهم يخلو من صور لاحد الزعماء الدينيين وبعض قادة الائتلاف العراقي الموحد
لقد كانت لهذه المدينة الكلمة الفصل في الانتخابات الماضية ولذلك شن المنافسون حملة تشكيكة قوية ضد الصناديق الانتخابية فيها وجرى ما جرى أنذاك
وهكذا سيكون لمدينة الصدر الكلمة الفصل في العراق الديمقرطي إذا ماأراد الاخرون للديمقراطية أن تستمر في العراق
استهداف المدينة
لم يعد خافيا أن المدينة مستهدفةمن قبل الطائفيين والحاقدين الى جانب السفير زلماي زاد الذي نراه محاورا يدعو الى السلم في قضايا مشابهة ونراه عنيفا يأمر القوات الامريكية بمهاجمة المدينة عند أقل وشاية من قبل الحاقدين وقد حصل ذلك أثناء مسرحية خطف النائبة البرلمانية
واليوم مع الجندي الامريكي الجنسية العراقي الاصل
ولم نر مثل هذا التحرك عند إختطاف الصحفية الامريكية الاصل والجنسية جيل كارول عند إختطافها في إحدى مناطق بغداد
بل كان الاهمال المتعمد لقضيتها واضحا لولا إشارة وزير الداخلية العراقي السابق (بيان جبر)الى مكان وجودها وتدخل مكتب التحقيقات الفدرالي لما اُطلق سراحُها حتى هذه اللحظة ولما كتبت مذكراتها !!
ويمكننا القول أن المدينة تشهد عقابا جماعيا لمواقفها السابقة أو لمواقفها اللاحقة وبات السفير وغيره لايعرفون اللغة التي يتخاطبون بها مع المدينة وأكاد اُجزم أنهم إستندوا في تعاملهم مع هذه المدينة الى معاملة الطاغية معها ولم يتعلموا بأن هذه اللغة قد ولى زمنها ولن تجدي نفعا في تطويع المدينة كما لم يستطع الطاغية أن يفعل ذلك
أن التحركات المريبة ضد هذه المدينة تهدف الى إحراج الحكومة المنتخبة أمام ناخيبها من هذه المدينة وجر البلاد الى حرب لان وراء كل أزمة كبيرة مفاوضات يكون الخاسر فيها الجماهير المحرومة
فالسفير مازال يحلم بانجاح مشروعه وإن لم ينجح فستعود عمليات التفخيخ واطلاق الصواريخ على المدينةمن مصادر مجهولةلاتستطيع القوات الامريكية تحديد مصدرها!!!
ماذا نريد من المالكي؟
حسنا فعلت حينما رفعت حصارا جائرا ضُرب على المدينة كان هدفه إسقاطك ووضعك في مواجهة مع أبنائك وإخوتك ولكننا نريدك بينهم اليوم وغدا ليشعر أبناء هذه المدينة أنك منهم وتشعر مايشعرون به وتتألم لما يصيبهم جراء مواقفهم البطولية وصبرهم على الأذىمن أجل العراق الجديد
وإن لم تستطع ذلك للظروف الامنية المعقدة فنرجو أن لاتؤجل ذلك كثيرا فهذه المدينة بحاجة الى السلوى والمداراة وإلا سيحاول الاخرون اقتطاف الثمرات نتيجة مايزرعه المشككون والمتربصون بالعراق الجديد
فمازال لهذه الجماهير كلمتها التي قد تتحول الى فعل آخر وهم بوابة العراق الجديد
عبدالامير علي الهماشي
alhamashi@hotmail.com
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |