الحكم على صدام :عدالة المظلوم .....2
بعد التعليق على ماقاله السيد رامزي كلارك كمثال لرد الفعل السلبي تجاه إصدار حكم الاعدام شنقا بحق المجرم صدام
اُحاول أن أتعرض لرد فعل سلبي آخر من الكتاب العرب وهو الاستاذ عبدالباري عطوان الذي وصف الحكم على الديكتاتور صدام
بحكم المهزوم كتعليق له على ما قاله رمزي كلارك،وهو بذلك يضيف الى سجل إساءاته للشعب العراقي إساءة اُخرى
وهو كغيره من الكتاب العرب الذين يحاولون أن يكونوا في الصف المعادي لتطعات الشعب العراقي وضد مسيرته في العراق الجديد
بحجة الوقوف ضد أمريكا ودفاعا عن القومية العربية ،وإرضاءا للشارع العربي التائه بين تخاذل الحكام وعنتريات بعض كتبته
وهنا لن أذكر خلفيات السيد عطوان ولن اُلقبه بما لقبه به بعض الكتاب الاحرار من العراقيين لما رأوه منه ولذلك أسموه ب_عبدالدولار_
ولن أتحدث عن الحسابات المصرفية ومصادر تمويل جريدة القدس _بالمناسبة يذكرني الاسم بجيش القدس الذي شكله الطاغية صدام_
وعن التسهيلات الاخرى في بريطانيا بالرغم من التصريحات الارهابية التي يُطلقها بين الحين والاخر التي تتعارض مع قانون مكافحة الارهاب
في بريطانيا ،وقد تعرض الكثيرين في بريطانيا لمواقف أشد لتصريحات أقل حدة مما قاله رئيس تحرير القدس ولم نجد مثل هذه المضايقة له
ربما لايقرأ المسؤولون عن مكافحة الارهاب ماكتبه أو ماقاله وسيقوله عبدالباري عطوان.!!!!!!!!!!
مع عبدالباري عطوان
حاول السيد عبدالباري عطوان تفريغ استياءه من نتائج المحاكمة والحكم على قائده المزعوم بالاعدام شنقا فحاول أن يبدأ مقاله بنفخ روح قائده الخاوية
حينما قال:( سيظل يرعبهم حتى في قبره) كنعوان لمقاله حشد فيه الكثير من المغالطات ساردا لامور وكأنه يتلقى الوحي الذي لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه
وتعليقا على العنوان إننا لسنا مرعوبين من أحد ولو قُدر لنا ان نمسك( بصدامك) لكان مصيره غير تلك المحاكمة التي كنا نراها متساهلة معه الى أبعد الحدود ولكانت ضربات ابي تحسين بنعله حتى الموت هو العقاب الجماعي من أبناء الشعب العراقي .
إن هذا الذي تتحدث عنه وعن رعبنا سقط أمام أول لكمة من عراقي رافق القوات الامريكية التي أخرجته من جحره وطالب حين القبض عليه بالمفاوضات مع الولايات المتحدة وما إن عرف أن الذي أمامه عراقي حتى تلفظ بما إعتاد عليه منذ صغره والتي سمعنا قليلا منها أثناء جلسات المحكمة،فما كان من هذا العراقي إلا أن لكمه لكمة طرحته أرضا واستلقى على الارض تالا جبنه فما كان منه إلا أن وضع حذاءه على رأس الطاغية العفن لتكون حقيقة توازي نعل أبي تحسين الذي انهال ضربا على إحدى الصور لقائدك البطل
ولو كان حقا بطلا كما تزعم لما بعث برسائل الى الدكتور –اياد علاوي-رئيس الحكومة الانتقالية للعفو عنه او الوساطة لدى الامريكان
أما قولك بأنه (حكم المهزوم وليس حكم المنتصر كرد وتعقيب على رمزي كلارك) فالمهزوم هو انتم وغيركم الذين تعيشون وهم الطاغية الذي خدعكم أو إن أمواله وهداياه هي التي أغرتكم وجعلتكم لاترون الحقيقة ،فصدام أصبح جزءا من الماضي ولن يرعب أحد ولن يتأسف عليه إلا من هم على شاكلته وهو المهزوم في الدنيا قبل الاخرة وهو قد ذاق خزي الدنيا كتحقيق للوعد الالهي لخزي الظلمة في الدنيا وننظر يوم الحشر حيث الخزي الاعظم هناك
والاشد غرابة في ما قاله عبدالباري عطوان بتبريه عدم المحاكمة بالوضع الحالي وكأن انقطاع الماء والكهرباء تكون كفارة لجرائم صدام ولاأدري هل هو استهتار بارواح الشهداء أم هو اسفاف بعقول القراء!!؟
ويضيف عبدالباري عطوان بذكره لمحاسن صدام ان المواطن كان ينام ءامنا في عهده تاركا بابه مفتوحا ....الخ
وتناسى عبدالباري عطوان أو لم يسمع إن المواطن العراقي كان يهرب من النوم لكي لاتأتيه كوابيس زوار الليل من الاجهزة الامنية ويبيت ليلته قلقا أرقا خوفا من بطش النظام لاتفه الاسباب.
ويستيقظ فرعا من حلم التغيير خوفا من تسرب ذلك الى أجهزة القمعية التي تحاكم أصحاب هذه الاحلام بالاعدام رميا بالرصاص .
وينتقل عبدالباري عطوان لينقل لنا الوضع المتردي لعائلة صدام ومن شاركه في الحكم من الذين يعيشون على (صدقات الدول العربية التي تستضيفهم)
ولاأدري هل يتغافل عبدالباري عطوان عن الحسابات المصرفية لعائلة الرئيس والاموال التي تصرفها على المحاميين الذين تجندهم للدفاع عنه ؟
،ولاأدري هل تلقى عبدالباري بعض الهدايا من اسرة الطاغية ام انه لم ينل هذا الشرف حتى هذه اللحظة!!؟
وإن كان عبدالباري يحسب أنه يمتهن مهنة الحقيقة فليبحث قليلا في معيشة اُسرة الرئيس وأقربائه ومن الذين هربوا من العراق ممن شارك في الحكم أو من الذين كانوا في درجات ادنى من ذلك في المسؤولية
ومشكلة عبدالباري أنه يحاول حشو مقاله للدفاع عن رأيه دون استناد الى حقائق وينصب نفسه حاكما وشاهدا في نفس الوقت وكأنه يملك الحقيقة المطلقة ويطالب بمحاكمة –نوري المالكي- بدلا من صدام كما كان يطالب بمحاكمة –ابراهيم الجعفري واياد علاوي-سابقا ولكنه يسرد حكاية من احدى عمليات المعارضة وينسبها الى حزب الدعوة الذي ينتمي اليه رئيس الوزراء الحالي والعارضة تعلم من قام بهذه العملية التي استهدفت طارق حنا عزيز وزير خارجية الطاغية ونائبه
ويطالب بمحاكمة السيد –نوري المالكي- كمسؤول عن عملية الدجيل ونزولا على حكم عبدالباري فان صدام حسين محكوم بالاعدام أيضا لمشاركته في عملية اغتيال رئيس الوزراء العراقي الاسبق الزعيم عبدالكريم قاسم فما هو حكمه في هذه القضية؟
ومشكلة عبدالباري عطوان إنه يرى بعين واحدة كما هو حال أغلب الاعلام العربي في القضية العراقية ولايستطيع ادراك المتغيرات في العالم اليوم ولايتفهم المعانات التي عاشها المواطن العراقي والادهى من هذا انه يبرئ صداما من كل طائفية وكل حقد وربما يحاول عبدالباري تحويل الشهداء الذين كانوا ضحية الطاغية الى مجرمين
ومشكلة عبدالباري انه يمدح الطاغية وهو يعلم ان مايقوله لايرتقي الى مستوى الحقيقة وان ما يقوله المرء مسؤولا عنه فيصف في مقال سابق وقوف الطاغية في المحكمة بالوقوف الشجاع والقوي وانه يتحدث بلغة سليمة حاملا او متابطا للقران
والكل يعلم ركاكة العربية التي يتحدث بها ولوكان هناك حكاما للغة لقطعوا لسانه لرداءة عربيته!
والقران الذي يتأبطه –متأسيا بمن حملوا المصاحف يوم صفين حينما اقتربت السيوف من رقابهم-فإنه لايستطع ضبط اواخر مفردات الايات القرانية التي يتلوها
فاي لغة سليمة تلك التي يتحدث عنا عطوان
ربما يرى عطوان ان اللغة السليمة هي اسلوبه السوقي التي سمعنا قليلا منها اثناء جلسات المحاكمة




ويصف عطوان المحكمة ونتيجتها ب(الوهم كما هي الانتخابات ونقل السلطة) فأقول له ولغيره انها الحقيقة التي لاتستطيعون استيعابها وهي إحدى حلقات التغيير الحقيقي في العراق
وحكام العراق معافون وعبدالباري وغيره مصابون بعقدة التغيير في العراق بعد سقوط صنمهم في التاسع من نيسان عام 2003
وصدام هو الذي كان مصابا بمرض الزعماء فقد كان مصابا بمرض عبدالكريم قاسم ومازال، واراد ان يعالج مرضه فاُصيب بمرض مركب اسمه عبدالناصر وامتلئ بامراض كثيرة نتيجة عقدة النقص من الاخر
وفي الختام أ.قول للسيد عبدالباري عطوان ولكل الواهمين أن زعيمكم كان أسدا أمام عدسات الكاميرا فقط وارنبا رعديدا خائفا بعد خروجه من المحكمة لايتفوه بحرف واحد .
لقد توهم صاحبكم بعدم صدور مثل هذا الحكم عليه متفائلا بحضور رامزي كلارك وهذا العدد من فريق السوء مثلما توهم أن الامريكان لايتخلون عن عملائهم مهما كانت الاسباب
وكما قال السيد نوري المالكي ان قطرة دم واحدة من الشهيد محمد باقر الصدر او محمد صادق الصدر أو آل الحكيم أو الشهيد عبدالعزيز البدري وكل شهيد سقط دفاعا عن حرية وكرامة العراقيين لاتساويها كل دم الطاغية
وان اي قطرة دم للشهداء الابرار لهي أغلى من كل دماء الخونة والطغاة والمنحرفين وكتاب السوء
وكما قلت في المقال السابق فان العراقيين سيلاحقون من اغتنى أو أساء لنا قضائيا في اقرب فرصة وغن غدا لناظره قريب

عبدالامير علي الهماشي
alhamashi@hotmail.com