 |
-
ضابط أمريكي: أخذوا منا المدفعية وحولونا الي شؤون مدنية لكسب ود العراقيين
ضابط أمريكي: أخذوا منا المدفعية وحولونا الي شؤون مدنية لكسب ود العراقيين
بغداد - رويترز:
أثناء الحرب علي العراق كان السارجنت جان مايكل تيلور ضمن وحدة من الجنود تقدم دعما بالمدفعية لكتيبة دبابات امريكية. وهو الآن يرافق شاحنات تحمل قوالب من الطوب لاعادة بناء سوق بغداد. قال تيلور بصوت عال وسط ضجيج عربته العسكرية المدرعة من نوع همفي في الطريق الي السوق (اخذوا كل قطع المدفعية وحولونا الي (شؤون مدنية) في محاولة لكسب ود الشعب العراقي). والتغير في دور السارجنت مماثل للانتقال الذي تسعي القوات الامريكية لتحقيقه في العراق. فهي تريد التحول من شن الحرب الي تقديم مساعدة في مشروعات مدنية. لكن هذه العملية تزداد صعوبة مع استمرار الهجمات. وبدأ يوم امس الاول الذي يصادف ذكري استقلال الولايات المتحدة كأي يوم آخر في العراق بالنسبة لتيلور. فقام هو وجنود آخرون بنقل قوالب الطوب الي السوق الذي يضم أكواخا من الصفيح في حي ابو غريب في غرب بغداد في اطار مشروع مقاولات يموله الجيش. وقال تيلور (24 عاما) وهو أب لطفلين يعيشان في فيثفيل بولاية فرجينيا عندما وصلت عربته للسوق الذي تفوح منه رائحة كريهة والممتد علي رقعة من الارض الرملية التي تغطيها القمامة (تذكر ان هذا (السوق) أفضل ألفا بالمئة مما كان عليه). ويحاول جنود الكتيبة الثانية بالفرقة السبعين المدرعة فرض النظام وقواعد الصحة العامة علي السوق ببناء وحدات صغيرة بالطوب لتحل محل الاكشاك المؤقتة التي تتناثر الآن في ارجاء السوق. ويظهر بعض العراقيين روحا ودية للجنود الامريكيين لكن الاخرين مستاءون من تدخلهم.
ولم يعد في وسع الجنود البقاء طول اليوم بينما العمال المحليون يشيدون الوحدات لأن أحدهم ألقي قنبلة يدوية عليهم قبل أسبوع. وقال قادة عسكريون ان القوات الامريكية تتعرض لهجمات يشنها مقاتلون مسلحون في العراق بلغ عددها 13 هجوما يوميا في المتوسط رغم الاعلان رسميا عن توقف عمليات القتال الرئيسة في العراق في الاول من ايار (مايو) الماضي.
من جانبه قال الليفتنانت كولونيل جيف انجرام قائد الكتيبة الثانية بالفرقة السبعين ان مهاجمين يطلقون النار علي جنوده في العراق بمعدل مرة واحدة تقريبا كل ليلة وغالبا ما يحدث هذا في فترة يسميها الجنود (ساعة الحظ في العراق) قبل بدء سريان حظر التجول في الحادية عشرة مساء.
وقال انجرام الحاصل علي وسام النجمة الذهبية عن دوره في معركة شرسة مع قوات الحرس الجمهوري قرب وسط مدينة الحلة في 31 اذار (مارس) الماضي (الامر ليس سيئا الي هذا الحد).
وأضاف (ان خمسين بالمئة من الناس مسرورون لاننا هنا و45 بالمئة لا يبالون علي نحو أو آخر... وهناك خمسة بالمئة يثيرون مشاكل). وتعرض جنوده لهجمات بمقذوفات وقذائف المورتر ونيران البنادق والغام مصنعة محليا منذ ان انتقلوا الي هذا القطاع من غرب بغداد في أوائل مايو ايار. ويعتقد بعض الجنود انهم معرضون الآن لخطر اكبر من الخطر الذي تعرضوا له وقت الحرب.
فهم لا يواجهون اعدادا كبيرة من الجنود وانما مقاتلين قد يكمنون لهم في اي مكان. قال السارجنت ميجر دافيد سكيدمورا (انت وسط الناس... وعليك ان تنتبه لما يحيط بك طوال الوقت). ويستشعر الجنود بعض الدفء في الاحياء التي تعج بالحياة الاكثر راحة بكثير من المعسكرات الصحراوية البدائية ومحطات السولار وورش اصلاح السيارات التي كانت بيوتهم المؤقتة اثناء الحرب.
ولديهم الان غرف مكيفة الهواء ومياه نظيفة وكهرباء واتصالات من خلال الانترنت ومتجر لبيع المرطبات والحلوي والمأكولات الخفيفة وأقراص الفيديو الرقمية لكنهم ما زالوا يشعرون انهم بعيدون عن وطنهم بعد اكثر من أربعة أشهر. قال جندي ان الوضع (افضل مما كان لكنه مازال بالغ السوء).
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |