في احد الايام وفي جلسه مع بعض الاصدقاء اقترحت وطالبت بالغاء العلم العراقي وذلك تجنبا لحرب كونيه محتمله غير ان ردود الفعل المعارضه كانت قاسيه جدا ,حيث اجمع الكل بان العلم هو رمز البلد وشرفه , وبأنه شي مقدس , وذكروني بقصيدة الرصافي التي كنا نرددها في المدرسة الابتدائية , اذ يخاطبه قائلا (فاننا بك بعد الله نعتصم ) وقد ارعبني هذا القول عندما يكون العلم بعد الله , الى الحد الذي يسبق الاعتصام به الاديان والشرائع والانبياء والكتب السماوية!!
والحق فقد حاصرني البعض باسئله محرجه لم اجد لها جوابا على غرار (كيف يعرف الناس بان هذا المتحدث في التلفزيون مسؤول عراقي كبير بدون علم وراءه او الى جانبه) , من هنا رأيت لا سبيل امامي الا الاعتذار والتراجع وابداء الاسف , ومع ذلك فانم هذه الاعتراضات مهما كانت قاسيه , لاتجردني من حقوقي الديمقراطية ومواطنتي الصالحه التي تدفعني الى المشاركه في خدمة العلم والعراق الجديد والقضايا المصيريه .
في الواقع فكرت طويلا بتصميم للعلم , ووضعت في الحسبان جميع الاحتمالات والاعتراضات المحتمله , واول ما اهتديت اليه , هو ان يكون العلم قطعة قماش بيضاء من الحرير , خاليه من أي شيء سوى مفردة العراق باللغتيين العربيه والكرديه(عراق –عيراق) ,لان اللون الابيض دليل النقاء والامل والتفاؤل ,الا انني خشيت ان ينبري عضو او مجموعه اعضاء في البرلمان او حزب متنفذ او منظمة مجتمع مدني حقيقيه او مرجعية سياسيه ويقول بان الراية البيضاء هي اشاره الى الاستسلام , وهي راية بني اميه , ولهذا سارعت واخترت اللون الاسود للتدليل على ان العراق كما هو معروف (ارض السواد) والخيرات الزراعيه , الا انني خشيت من تفسير الاسود عللى انه علامة الحزن والكابه وان (العباسيين) اتخذوا هذا اللون لراياتهم , وهكذا انتقلت الى الاحمر , الا انني سرعان ما تذكرت الرفيق لينين والثورة البلشفيه , فانتقلت الى البنفسجي لانه لم يتخذ لونا لراية الا عند قبيله منقرضه من قبائل الهنود الحمر لم يسمع بها اغلب الناس , الا انني خشيت من معترض يقول بان هذا العلم مقتبس من (الاصبع البنفسجي) ولم يجلب الويلات علينا غير هذا الاصبع !! طبعا فكرت بالالوان جميعها الحاره والبارده من دون استثناء وفي كل مره اصطدم باعتراض مخيف , واخر ما خطر على بالي ان يكون العلم مؤلفا من قطعة قماش صغيره , كل قطعة بلون , مراعاه للتنوع العراقي , غير ان الوساوس راودتني كذلك , فرب معترض يتساءل (هل هذه راية ام عرض ازياء !؟)
اذن ماذا افعل وما هو الحل الذي يرضي الجميع ؟ لقد فكرت طويلا وتوصلت الى قرار يقضي بسحب اعتذاري وتجديد دعوتي الى إلغاء العلم وإعطاء الحرية لكل مواطن إن يسير وراء أية راية من رايات العالم يختارها ويرفعها على سطح منزلة !!