الاخ العزيز المتقي ... جعلك الله من المتقين
السلام عليكم ورحمة الله ...
اخي الكريم ...
قرأت ردكم في موضوع (الكوراني كما ولدته امه) ... واستغربته كثيرا
فبالرغم من قولكم : بانك لا تعرفني من قبل لكنك وصفت اسلوبي بانه غير اخلاقي مع الكوراني ... وادعيت باني لا اعرف الكوراني حق المعرفة !! وهذا لا دليل عليه ... وقلت باني اتهمته لمجرد اقاويل اما مكذوبة او مخترعة ... وسيأتيك البيان على لسان الكوراني نفسه ...
ثم عدت لشتمي مرة اخرى بوصف دوري (بالقذر) كدور جهاز الامن الكويتي (القذر) ... واتهمتني مرة اخرى باني احاول وأد الحقيقة ... والتي سأبينها لك ولغيرك على لسان الكوراني نفسه ... وبالرغم من كل هذه الشتائم والاهانات ... ذكرت في آخر ردك بانك لست من هواة الشتامين ... ولو كنت اكثر انصافا لقرأت الاسئلة التي طرحتها على الكوراني وبدلا من يجيبني عليها بدا رده بشتيمة يترفع العوام (كما يحب ان يسميهم) عن ذكرها فكيف هو صاحب هذا التاريخ المشرق كما يقول!!
ومع ذلك ... سوف لا اسيء الظن بك واحملك علي سبعين مليون محمل ... ودمت لاخيك .
هذا اولا ....
اما ثانيا ... فقد ذكرت ان سبب خروج الكوراني من الكويت هو بسبب مضايقات جهاز الامن الكويتي ودوره القذر في محاربة الشيعة ومنهم الكوراني ولهذا ترك الكويت !!!
وسوف لا اجيبك على هذا تاركا شيخنا الكوراني يجيب على رايك هذا :
يقول (الكوراني) في جوابه على سؤال لصحيفة «السياسة» الكويتية في عددها (10872) بتاريخ (14/ذي القعدة/1419هـ ـ 2/اذار/1999م):
«لماذا انتقلتم من الكويت الى لبنان ثم الى ايران؟»
فأجاب سماحته :
اقترح عدد من علماء لبنان أن أنقل نشاطي الى هناك، ولذلك انهيت فترة خدمتي هنا واكتفيت بسبع أو ثماني سنوات.
![]()
وقد تقول ان هذا الكلام لا ينفي مضايقة السلطات الكويتية للكوراني ... ولكنا سنتركه يتحدث عن علاقته بالكويت وبال الصباح وبسمو الامير وبالتالي نعرف طبيعة هذه المضايقة ....
وقبل ان ابدأ ارجو أن تقرأوا معي في البداية هذه الرواية :
قال النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله): الفقهاء أمناء الرسل مالم يدخلوا في الدنيا، قيل: يا رسول الله وما دخولهم في الدنيا؟ قال: إتباع السلطان، فاذا فعلوا ذلك فاحذروهم على دينكم».
ويقول (الكوراني) :
«... (نحن) بحاجة الى أن نعيد النظر في تقييمنا لمن نعرف من المسلمين ومنْ نتعرّف عليهم... وفي طليعة ذلك تقديرنا واحترامنا وتقديسنا لعلماء الدين العاملين في مقاومة العدو وجهاده، والاعراض عن اولئك المداهنين (للسلطان الجائر) والعدو الكافر من المتزيين بزي (العلماء) وكشفهم ونشر سيئآتهم واسقاطهم في أعين الناس، أو دفعهم بذلك الى التوبة والبعد عن المنافقين، والإنضمام الى صفوف المسلمين...».
وفي نص آخر يقول :
لعن الله (حكّام العرب) الخونة وأئمتهم أئمة الكفر العالمي، ولعن معهم (العلماء الفسقة)! أنهم يتناولون الجاهلية والكفر من أبي جهل وأئمة الكفر العالمي ويسوقون بها جماهيرنا العربية.
ولكنه ... أي الكوراني ... يعود فيقول في مقابلة اجرتها معه صحيفة «السياسة» الكويتية في عددها الانف الذكر :
«حكم آل الصباح يتّفق مع الاسلام...»!!
فيا ترى هل نظام آل (الصباح) ليس من تلك الأنظمة التي جاء بها الاستعمار لتحكمنا بالظاهر وننخدع بذلك أم حدثت عندهم (استحالة) فيما بعد؟!
وماذا تغير في وضع الحكّام (العرب) حتى يكون حكم (آل الصباح) من دونهم متفقاً مع الاسلام؟! اللهم إلاّ من ناحية تفاوت الاجرام والقمع، اذا قسنا اجرامهم بالنسبة الى اجرام (نظام صدام) فيبدون الى جانبه (حمائم) سلام أو (ابقاراً حلوباً).
يروى انّ يزيداً سأل أبيه (معاوية) عن ظاهرة التملق والانبساط في مجلس معاوية قائلاً: هؤلاء يخدعوننا أم نخدعهم؟!
فقال له معاوية: منْ خدعناه فانخدع فهو مخدوع ومنْ خدعناه فتخادع لنا ولم ينخدع فهو مخدوع!!
ويستمر الكوراني ينظر لحكم آل الصباح فيقول في معرض جوابه على سؤال محاوره في المقابلة المنشورة في الصحيفة (الكويتية) المارة الذكر (السياسة)، وكان نص السؤال هو:
ما رأيكم في نظام الحكم في الكويت من الناحية الدينية؟
فيبدأ ينظّر ليس فقط لحكم (آل الصباح) بل لحكم كافّة الأنظمة وبطريقة ملتوية، لكن الغرض واضح، وكرم (آل الصباح) يقدر له هذه الخدمة المتواضعة، فيقول في الجواب:
«امّا مبدأ حكم الأسرة فلا أجد في الاسلام ما ينافيه! فالمهم هو العدالة الاسلامية، لأن نظام الخلافة كله قائم على قبائل قريش وأسر الخلفاء !!! ونظام الإمامة عند الشيعة قائم على اختيار الله تعالى للأئمة من اسرة الرسول(صلى الله عليه وآله) وبالنسبة الى نظام الحكم في الكويت فهو من الأنظمة القليلة في العالم التي يجمع شعبها على تأييدها على اختلاف فئاته، والسبب في ذلك انّ (آل الصباح) منذ تأسيس (الكويت) الى اليوم وبسياستهم (الحكيمة) اجبروا الناس على احترامهم...».
ارجو من القاريء الكريم خصوصا الاخ المتقي وفردوس وكل المدافعين عن (سماحته) ان يعيدوا قراءة العبارة السابقة اكثر من مرة ...
ويبدو انّ (سماحته) قد نسي أو تناسى ما كتبه سابقاً في كتابه (طريقة حزب الله...) في صفحة (51)، حيث يقول فيه:
«ومن يلتقي بأحد من روؤساء انظمتنا ووزرائهم يلمس خوفهم من عالم الدين وكرههم ونفاقهم.. أن أهل العلم في كل بلد هم كابوس الحاكم الظالم، وحتى اذا تقرب اليهم أحدهم فانّهم بخطورته يشعرون ويغتابونه بمجرد أن يخرج من الغرفة، ولا يرتاحون حتى يُفقدوه شعبيته في جماهير المسلمين ويسقطوا شخصيته ومكانته في نفوسهم، ولذلك فهم يخادعونه حتى يتورط معهم أكثر ويؤيدهم بقوله وفعله ويخدع المسلمين بزيه واسمه».
فهل تنطبق هذه الكلمات على علاقة (الكوراني) بآل الصباح وهل تورط معهم فاصبح من علماء السلطان ومن الذين انخدع بزيه واسمه بعض المسلمين ...
نتركه يتحدث هو عن تاريخ هذه العلاقة حيث يقول في المقابلة السالفة الذكر:
«أن ما يوجبه الاحترام والأدب أن نبدأ من الكويت فقد جئت الى هذا البلد (الكريم) بطلب من وجهاء الشيعة (الكويتيين) من المرجع الأعلى في (النجف) المرحوم (محسن الحكيم) أن يرسل ممثلاً له وقد اختارني لهذه المهمة الدينية، وكنت أعمل (هنا) في مسجد (النقي) بـ(الدسمة)... جئت في عهد المرحوم الشيخ (صباح السالم) وكان (سمو الأمير) حالياً ولياً للعهد في ذلك الوقت، وقد زرتهما...».
نعم هكذا تحدّث (الكوراني) في عام (1419هـ) عندما زار الكويت من على صفحات صحيفة (السياسة) عن حكّام (الكويت). وطبيعة العلاقة معهم.
أما حديثه عنهم قبل هذا التاريخ فيقول في كتابه «طريقة حزب الله...» في صفحة (53) ما نصه:
«وكلما اطلعنا على حقيقة مسؤولي الأنظمة الظالمة في بلادنا كلما اكتشفنا تفاهة شخصياتهم ومهانتهم وجهلهم».
نعم هكذا تحدّث في (ذلك الكتاب)! سابقاً، لذلك يقول في معرض جوابه على سؤال محاوره في الصحيفة السالفة الذكر عن مدى الفارق بين كويت الأمس واليوم، يقول:
«من (25) سنة الى الان... لا أعرف الان الأوضاع بالضبط، ولكنني أعرف أن المجتمع الكويتي كانت تسوده الكثير من العراقة والصفاء والعادات الطيبة التي آمل الحرص والمحافظة عليها لقد نهضت (الكويت) نهضة كبيرة وعبرت خطراً كبيراً هو خطر الغزو (الصدامي) وقد منّ الله (عزوجل) على (الكويت) بالتحرير وبالعودة الى أصحابها وهذا باعتقادي فيه (سر غيبي)! عندما غزا (صدام حسين) الكويت فكّر الناس في الأمر بالمعادلات السياسية، وأصيب البعض بشبه يأس من رجوع الكويت ولكن حسب فهمي الديني! كنت مطمئناً
الى أن (الكويت) سترجع الى أهلها، وكتبت رسالة الى (سمو أمير دولة الكويت)! باطمئناني الى أن الكويت سترجع وكان سبب قناعتي في ذلك (المعادلات الدينية)! التي تتمثل في أن (الكويت) يعيش فيها مليون مسلم وفي هؤلاء (أولياء لله)! وفي الوقت نفسه هناك الكثيرون من البلاد العربية والاسلامية يعيشون من (الكويت) وهؤلاء فيهم (اولياء لله) ايضاً ولكرامة هؤلاء الأولياء داخل الكويت وخارجها لم يسمح الله (عزوجل) بتخريب هذا البلد وتمزيقه وقد كنت مطمئناً بذلك وأرسلت رسالة بذلك الى (سمو أمير الكويت) بواسطة وزير الخارجية عندما كان يزور البلاد العربية والاسلامية لطلب النصرة للكويت».
لا نقف كثيراً مع هذا (النص)، وانّما نطرح هذا التساؤل الذي طرحه (الكوراني) قديماً في كتابه «الممهدون للمهدي» صفحة (230)، الذي يقول فيه:
«وما هو الموقف من علماء السوء المضلّين المنظّرين لحكم الطاغوت والساكتين عنه»؟
نعم هذا سؤال بحاجة ماسة الى جواب.
ياترى وعّاظ السلاطين ماذا يمكنهم أن يقولوا أكثر من هذا التنظير في حضرة الأمير؟!
ليته ذكر لنا (سماحته) ذلك (السر الغيبي) الذي اطلعه الله عليه من دون الناس وعرف من خلاله برجوع الكويت الى (سمو الأمير) أو بالعكس، فاسرع بإرسال هذه (البشارة)، لطمئنة قلب (الأمير) الذي امتلىء رعباً وهو يشاهد (الحرس الجمهوري) يطوق قصر (السيف العامر).
هل رجعت (الكويت) الى الأمير بالمعادلات (الدينية) كما زعم (الكوراني) أم بالمعادلات التي ذكر سابقاً بأنها ابتكرت اسلوباً جديداً في (الاستعمار)؟: «فهم يأملون بهذا الاسلوب الذي يسمونه (الاستعمار الجديد) أن يخدعونا بأننا نحكم أنفسنا...» كما يقول الكوراني.
فهل رجعت (الكويت) حقّاً الى (الأمير) عن طريق (السر الغيبي)!! أم أرجعتها الأسباب التي ذكرها (سماحته) في النصوص القديمة؟ التي منها هذا النص:
«والبعد الثالث: نوعي أيضاً وهو انّ أصحاب النفوذ في بلادنا العربية كانوا يعتمدون في نفوذهم على السند المحلي ولذلك كان تأييد الناس وعدمه يؤثر عليهم بشكل وآخر، أمّا بعد السيطرة الغربية فقد (استغنى) هؤلاء الظلمة عن أي سند محلي لأنهم صاروا يستمدون نفوذهم من الخارج، من اعداء الأمّة المسيطرين عليها وأصبح الرأي الشعبي العام لا يعني شيئاً أساسياً بالنسبة اليهم مادام الأسياد يساندونهم».
لم أكن أتوقع من أحد، ومهما كان مستواه الثقافي، أن تغيب عنه حقيقة أن الأسياد أعادوا (آل الصباح) الى مكانهم الذي وضعوهم فيه منذ البداية، لذلك كان من البديهي أن يُعبّر عن حرب الخليج الثانية بـ(حرب النفط)!.
فتنكّر (الكوراني) للمعادلات السياسية التي اعادتهم للحكم لا يغيّر من تلك الحقيقة التي يعرفها «حتى الأطفال وأهل البوادي...».
وأمّا نسبته ذلك الى ما أسماه بـ«المعادلات الدينيّة» ووجود «سر غيبي» قائم على أساس وجود أولياء لله في داخل الكويت وخارجها يعتاشون عليها لذلك تحررت الكويت ليعود الأولياء الى عيشهم الهانيء في ظل صاحب السمو وفخامة (بوش)! فلنقف معه قليلاً نتفحص مضمونه ومدى قيمته على ضوء الحقائق البديهية المعروفة، التي تجاهلها (سماحته) ليلقي الموضوع في عنق (السر الغيبي) و(المعادلات الدينية)!.
والسؤال الذي يتبادر الى الذهن في هذا المجال هو: هل يعني في هذه المعادلة الدينية، انّ كل بلد يعتاش منه الأولياء! في الداخل والخارج لابد على الله أن ينقذ ذلك البلد من الاحتلال وسلطة الطواغيت؟!
واذا صحّت هذه (المعادلة)! فلماذا لم يدفع الله تعالى عن ذلك البلد الاحتلال منذ البداية؟! وعندها لا يحتاج (الأولياء) الانتظار مدة (سبعة أشهر) الى أن تأتي (امريكا) والأسياد الاخرون لانقاذ مصدر عيش الأولياء الوحيد وتخليصه من قبضة طاغوت العراق!
واذا صحّت هذه المعادلة في (الكويت)، فلماذا لم تتحقق في (العراق) نفسه الذي احتله الطواغيت ولم يخلص شعبه من حكم الطاغية الا بنفس الاسلوب الذي خلصت في الكويت ولكن بعد ثلاثة عقود من الظلم والقهر على يد الطاغية (صدام) وعصابته؟
أما كيف تعرّف على وجود (الأولياء) في داخل الكويت وخارجها، الذين هم أساس هذه (المعادلة)؟ فهذا فيه سر غيبي لا يعلمه إلا الله و(الكوراني)!
وللبحث صلة ....
ملاحظة ... بعض معلومات هذه الردود نقلت بتصرف من كتاب الاخ ابو مهدي العقيلي (الكوراني في الميزان) لذا اقتضى التنويه ...
__________________