المرشحات البحرينيات يلقين باللوم على رجال الدين و"العقل الذکوري" بعد خسارتهن
البحرين/انتخابات/نساء/سياسة متوقع
بقلم محمد فاضل

المنامة 29-11 (اف ب) - القت المرشحات البحرينيات اللوم على دور رجال الدين وعلى
العقل الذکوري المسيطر اضافة الى بعض التجاوزات اثناء الاقتراع بعد اخفاقهن
جميعا في الانتخابات النيابية.
وفي تصريح لوکالة فرانس برس, عبرت المرشحة السابقة فاطمة علي ابراهيم, وهي
واحدة من 16 مرشحة خضن انتخابات السبت الماضي, عن صدمتها ازاء خسارة جميع
المرشحات, بقولها سقطت الاقنعة .
وقالت ابراهيم اثبتت الانتخابات ان المجتمعات العربية کلها متشابهة (..)
العقل الذکوري يهيمن بقوة خصوصا في دول الخليج (..) کنت حسنة الظن بمجتمعنا لکن
ظني خاب .
وتابعت کان الناخبون يأتون الي ويقولون +اننا مع المرأة والمهم هو الکفاءة+,
لکن ها هي النتيجة .
واضافت فاطمة ابراهيم وهي زوجة رجل دين شيعي شاب بشيء من المرارة ان دخول
رجال الدين السنة والشيعة هو الذي اسهم في خسارة النساء (..) هم الذين اثروا على
الناخبين وهذا هو السبب الرئيسي ان لم يکن السبب الوحيد .
ومن جهتها, اعتبرت مرشحة القائمة الوطنية للتغيير منيرة فخرو التي خسرت
المنافسة امام زعيم الاخوان المسلمين صلاح علي بعد ان کانت حظوظها بالفوز مرتفعة
جدا, ان عدم دخول النساء في تحالفات سياسية اسهم في خسارتهن .
واوضحت فخرو لقد نافست النساء مرشحي التيارات الاسلامية الموالية للحکومة (..
) وقد استخدم الدين بطريقة غير شريفة لضرب النساء واستخدمت کل الاسلحة للتشهير
بالمرشحات (..) استخدمت الرسائل النصية عبر الهواتف النقالة والمنشورات والخطب في
المساجد .
وکانت فخرو تشير الى الرسائل النصية التي انتشرت عشية الانتخابات لتدعو الى
عدم التصويت للنساء من منطلقات دينية اضافة الى منشورات تم تداولها کلها تطعن في
اهلية النساء استنادا الى مقولات دينية.
وخاضت فخرو التي علقت عليها امال کبيرة للفوز, الانتخابات ضمن القائمة الوطنية
للتغيير التابعة لجمعية العمل الوطني الديموقراطي (يسار وقوميون ومستقلون) مدعومة
من جمعية الوفاق الوطني الاسلامية التي تعبر عن التيار الرئيسي وسط الشيعة.
وکانت فخرو اعلنت امس الثلاثاء لوکالة فرانس برس انها ستتقدم بطعن امام محکمة
التمييز معتبرة ان الاصوات التي جاءت من المراکز العامة هي التي قلبت الفارق في
الاصوات بشکل لا يعقل .
واعترضت المعارضة البحرينية مرارا على انشاء مراکز تصويت عامة متهمة الحکومة
بمحاولة التأثير على نتائج الاقتراع من خلال هذه المراکز التي تتيح للناخبين
التصويت خارج دوائرهم الانتخابية.
وعلى الرغم من خسارتها, اعتبرت المرشحة السابقة فوزية زينل التي خسرت امام
مرشح اخر للاخوان المسلمين, انها فائزة رغم کل شيء مضيفة اعتبر ان حصولي على
2598
صوتا مؤشر تغيير في وعي الناخبين لکنه لم يصل الى مستوى الطموح وتحقيق الاختراق .
واضافت اعتقد ان هناک فجوة ما زالت قائمة بين المواطنين والجهات الرسمية (..)
وبدلا من سدها, فان الکثير من الممارسات ادخلت الريبة في نفوسنا (..) لقد انقطعت
الکهرباء مرتين في مرکز الفرز وفي المرة الثانية استمر حوالي 45 دقيقة (..) ما
زلنا نواجه نوعا من التمييز وکل الملابسات تدفعنا للقول ان هناک انعداما للثقة .
واشارت الى ان الاشاعات والرسائل النصية والخطب في المساجد التي تطعن في
اهلية النساء اثرت في الناخبين .
واکدت زينل انه تم توجيه العسکريين للتصويت لصالح مرشحين بعينهم ولو ترکت
الحرية للناخبين لکانت النتيجة مختلفة .
وعلى غرار منيرة فخرو, فقد نافست زينل مرشحا لجمعية المنبر الوطني الاسلامي
(اخوان مسلمون) هو النائب عبداللطيف الشيخ وحلت مثلها ثانية بعد منافسها.
وفي تصريح لوکالة فرانس برس, اعتبر استاذ علم الاجتماع في جامعة البحرين باقر
النجار ان عدم فوز اي من المرشحات لا يتعلق بالموقف من المرأة بقدر ما يرجع الى
طبيعة المنافسة التي خاضتها اکثر المرشحات اللواتي علقت عليهن الامال .
واضاف النجار فخرو و زينل نافسن مرشحين للاخوان المسلمين الذين رغم عدم
ممانعتهم دخلامأ لرمنفدحرونم ف المدخل, اي باعتبارهن نساء .
واوضح ان الدائرتين اللتين تنافست فيهما فخرو وزينل تکادا تکونان حکرا على
الاخوان (..) وتحولت المعرکة الى معرکة سياسية وفقهية افضت في النهاية الى اثارة
عدم اهلية المرأة للولاية العامة وهو امر يفترض ان الاخوان المسلمين قد حسموه .
وأقر النجار بان المرشحات اللواتي خضن الانتخابات في المناطق الشيعية التي
تحتکر فيها جمعية الوفاق النفوذ خسرن بسبب نفوذ رجال الدين .
لکنه استدرک قائلا ان بعض المرشحات کن طارئات على الساحة , مضيفا لا اعتقد
ان نفوذ رجال الدين کان السبب الوحيد .
واوضح النجار ان الناخبين في تلک المناطق صوتوا لقائمة اسمها +قائمة الوفاق+
دون اي اعتبار اخر (..) وبعض المرشحين في هذه القائمة فاز وهو لا يملک علاقات
اجتماعية واسعة حتى مع جيرانه (..) الامر مختلف هنا عن مناطق اخرى .
الا ان المجلس النيابي المنتخب لن تغيب عنه النساء, فقد فازت المرشحة لطيفة
القعود بالتزکية عن احد مقاعد المجلس الاربعين.
کما ان مجلس الشورى المعين, والذي يتساوى بعدد اعضائه مع مجلس النواب, يضم
اربع نساء, وبينهن مسيحية.