مشروع حل 80% خطة أميركية ضمن الإستراتيجية الجديدة
(صوت العراق) - 01-12-2006
برغم ضغوط " زاد" واشنطن تفكر في إنهاء تعاملها مع المتمردين السنة
مشروع حل 80% خطة أميركية ضمن الإستراتيجية الجديدة تجاه العراق
واشنطن – الملف برس
كشفت مصادر أميركية في وزارة الخارجية الأميركية لـ ( الملف برس) أن إدارة بوش تفكر فيما إذا كانت ستتخلى عن جهودها التصالحية مع المتمردين السنة وتعطي الأولوية للشيعة والأكراد، بينما ينتظر الرئيس الأميركي بوش التقرير النهائي للجنة بيكر الأربعاء المقبل.
وقالت المصادر التي طلبت عدم الإفصاح عن نفسها أن مشروعاً وضع للمضي فيه من قبل وزارة الخارجية كجزء من إعادة النظر في سياسة البيت الأبيض تجاه العراق، بعد إخفاق عملية الانفتاح الأميركي الطموح على المعارضين السنة.
وأضافوا أن هناك قلقاً أميركيا متزايداً بان جهودهم للتسوية قد تؤدي أيضا إلى ردود فعل، وتنفّر الأغلبية الشيعية، ما يضعف موقف الولايات المتحدة وقد يجعلها تفقد حلفاءها في العراق.
وأوضحت المصادر أن المشروع الذي تعده وزارة الخارجية الأميركية قدم في الاجتماع الثاني من مجموع عشرة اجتماعات وقد استحوذ على النقاشات منذ ذلك الوقت ، وهو يقترح أن تحتفظ الولايات المتحدة بجهود دبلوماسية طويلة لتجسير الانقسام العميق بين الطائفتين السنية والشيعية، وقد امتنع توم كيسي الناطق باسم وزارة الخارجية عن التعليق على هذا المشروع .
وبحسب المصادر ذاتها فان المشروع الأميركي الذي أطلق عليه ( حل 80%) لقي معارضة شديدة من السفير الأميركي زلماي خليلزاد والقادة العسكريين الأميركيين في العراق ، الذين يعتقدون بان تكثيف الجهود الدبلوماسية لإدخال المتمردين السنة في العملية السياسية جزءاً أساسيا لتوحيد البلد الذي يمزقه العنف الطائفي.
وجاءت تسمية حل 80% اعتمادا على أن المشروع يريد الاعتماد على 80 % من المكونات العراقية وهم الشيعة والأكراد ؛ و باعتبار أن السنة العرب يشكلون قرابة 20% من الـ 26 مليون عراقي .
وقالت المصادر أن السفير زاد يدفع بقوة للتفاوض مع قادة السنة ، وقد أعد قائمة مطولة من الخطوات للتكيف مع اهتمامات السنة، ابتداء من العفو المحتمل إلى تغيير قانون توزيع العوائد النفطية التي توجد بشكل رئيس في المناطق الشيعية والكردية، لكن هناك شكوكاً في انه قد يستطيع التوسط لعقد اتفاق ، على حد تعبير المصادر.
ويقول معارضو مشروع ( حل 80%) أن هناك ثلاثة مخاطر تحدق بالوجود الأميركي في العراق، إذ يتخوف القادة العسكريون من انه بدون مصالحة لا تهمش أحدى الأقليات القوية، فإن القوات الأميركية ستٌحارب من قبل رموز المتمردين السنة بدون أي احتمال في فهم الأسباب التي تقف وراءه، وستترك القوات الأميركية تقاتل في فراغ سياسي ، وليس في صيغة للعمل طويل الأمد لاستقرار العراق أو تخفيض الهجمات على الأهداف الأميركية .
الخطر الثاني الذي يراه معارضو المشروع هو أن تبدو الولايات المتحدة منحازة لجانب في الصراع الطائفي المتصاعد ، ويقولون أن المشروع لا يشجع العراقيين على الاستمرار في جهود المصالحة، لافتين إلى انه بدون حث الولايات المتحدة فان جهود المصالحة قد تخفت أو تبقى مراوحة في مكانها، ليتعمق التوتر الطائفي.
ويبرر المعارضون ذلك بان أي قرار للتراجع عن جهود المصالحة سيكون عرضة للاختلاف الواسع بين حلفاء أميركا القريبين في المنطقة، لاسيما القادة السنة في الأردن والعربية السعودية ودول الخليج، الذين يضغطون على الولايات المتحدة لكي تكفل أن يشارك أخوتهم في الطائفة في السلطة والاقتصاد العراقيين.
غير أن النقاشات المكثفة في الفترة الأخيرة بين عدد من صانعي السياسة الكبار في البيت الأبيض ومسؤولون في وزارة الخارجية توصلت إلى أن التدخل في السياسات العراقية، ربما سيفضي إلى نتيجة عكسية، ويرون أيضا أن المصالحة مستبعدة بشكل كبير الآن ، ويمكن حقيقة أن تعرض للخطر علاقات الولايات المتحدة مع الشيعة العراقيين الذين يكونون 60 % من عدد السكان.
وتقول مصادر وزارة الخارجية الأميركية التي تحدثت لـ ( الملف برس) أن فيليب زلكو المستشار في الخارجية الأميركية، واضع المشروع يرى أن الولايات المتحدة قد عملت على تسوية توقعاتها بالنجاح بالذهاب بعيدا في تقديراتها .
وتضيف المصادر ن النقاش ما زال مستمراً بخصوص المدى الذي يمكن من خلاله توسيع الإستراتيجية الأميركية الجديدة لجلب اللاعبين الإقليميين للمساعدة في تحقيق استقرار العراق، بالرغم من أن البيت الأبيض ووزارة الخارجية ما زالا مقتنعين بعزل سورية وإيران حتى مع تزايد زخم فكرة الامتداد الإقليمي.
وهذه الفكرة هي أيضا جزء من النقاشات للجنة دراسة العراق التي يرأسها بيكر، حيث اطلع أعضاء اللجنة الرئيس بوش الأحد الماضي على ملخص من 15 صفحة من التطور الذي وصلوا له من النتائج الأخيرة. وبالرغم من أن الخلافات لم تظهر خارجا فان المعروض يتكتل بشكل ثقيل في الميل للشيعة ، كما تقول المصادر.
وكانت الإدارة الأميركية تسعى لتجمع معا مراجعتها مع نشر توصيات لجنة بيكر، ولكن في الطريق إلى قمة بوش والمالكي في الأردن ، قال ستيفن هادلي مستشار الأمن القومي بان التغييرات في الإستراتيجية الأميركية لازالت بعيدة لأسابيع محدودة . وقال هادلي للصحفيين " هناك إحساس حقيقي بالاستعجال ، ولكن ليس هناك إحساس بالفزع ، واعتقد انه ستكون أسابيع وليست أشهر وسيكون ذلك حينما يكون الرئيس مرتاحا ".
ويوم أمس قالت وزيرة الخارجية الأميركية غونداليزا رايس في الأردن أن بوش خطط لتسلم توصيات لجنة العراق يوم الأربعاء، وبعد ذلك سيستمع إلى الكثير من رئيس الأركان المشتركة وفريقه لإعادة مراجعة السياسة " وبعد ذلك اعتقد انه سيضع التوجه الذي يتكيف مع سياستنا لكي تكون متلائمة مع الظروف التي يواجهها العراقيون الآن ".