المسكرات تغري فقهاء المغرب وعلماءه
GMT 600 2006 السبت 2 ديسمبر
أحمد نجيم



--------------------------------------------------------------------------------


أحمد نجيم من الدار البيضاء: قليلة هي الكتب التي تصدر حول عادات وتقاليد الأكل والشرب في المغرب، بعد البحث الممتع عن عادات المغاربة مع الشاي، صدر أخيرا، كتاب "جوانب من تاريخ المشروبات الروحية بالمغرب الوسيط" للباحث المغربي مصطفى نشاط عن منشورات "الزمن"، سلسلة "قضايا تاريخية".
يتناول الكتاب علاقة المغرب مع المسكرات وبالأخص الخمور المستخلصة من الكروم. يبدأ الباحث بالحديث عن تاريخ الكروم، إذ ذكر أن المغاربة أيام تلك الفترة، كانوا يتعاطون لزراعة الكروم ويحولونها لخمور كانت الخمر بإفريقيا حلالا" استمر بعض السكان في مقارعة الخمر أيام المرابطين والموحدين، يقدم الكتاب نصوصا تذهب إلى التأكيد على دعم المرابطين، المعروفين تاريخيا، بالورع، للخمر وزراعته، غير أن الكاتب ينبه إلى استخدام بعض الكتاب الذين عايشوا الموحدين لهذه القضية لأسباب سياسية.
يقدم الكاتب، معتمدا على كتب ومراجع تاريخية، خارطة زراعة الكروم زراعة الكروم، منذ منتصف القرن الرابع والخامس هجري، وأكد أن المغرب كان يحتوي على 65 نوعا من أنواع العنب، ويذهب أن تلك الثقافة تطورت على مر التاريخ، وازدهرت أيام الموحدين والمرينيين، مؤكدا أن اليهود برعوا في صناعتها، إذ بلغ عدد دور اليهود التي تصنع الخمر أيام الموحدين 500 دارا يعصرون أنواعا مختلفة من الخمر.
كتاب "جوانب من تاريخ المشروبات المسكرة بالمغرب الوسيط" محاولة لالتقاط ذلك الخيط الرفيع بين الحلال والحرام، فالخمر في الظاهر حرام، لكن لا أحد استطاع أن يقاوم سحرها في المغرب خلال العصر الوسيط من الشيوخ إلى الفقهاء والسلاطين.