المجلس الانتقالي المؤقت وأول قرار فيه مناقشة
بغض النظر عن كل شيء .. ومع رفض الاحتلال بالمطلق .. تشكل اليوم أول مجلس لحكومة انتقالية عراقية بصيغة لا بأس بها وان كانت لا تمثل طموحات الشعب بشكل كامل لكن لا ننسى أنها مؤقتة بمعنى أنها جسر مرور لتأسيس لحكومة عراقية منتخبة وفقا لدستور يصوت عليه الشعب العراقي .. مع التحفظات على البعض مثل أن لا يجمع المجلس بين اياد علاوي والجلبي وأن لا يُعطى الأكراد أكثر من أربعة وأن يُكتفى بامرأتين ولا داعي لوجود شيخ عشيرة شمر .. فأما أن يُكتفى بواحد وعشرين شخص أو يُستبدل هؤلاء الاربعة بعناصر من القوى السياسية العراقية .. عموما في هذا نقاش طويل وأخذ ورد ولست مع المجلس الانتقالي الا بقدر اعادة الامن والاستقرار ومؤسسات الدولة الخدمية للشعب العراقي المقهور .. ولكن تأملت كثيرا في المؤتمر الصحفي وتوقفت بتأمل أمام أول قرارين له .. الأول وهو الغاء كافة العطل الرسمية المتعلقة بالنظام السابق وهذا بصراحة تحصيل حاصل ولا يحتاج الى قرار على مستوى أعلى سلطة في الدولة فهل سيكون يوم 28 نيسان عيد ميلاد الطاغية عطلة رسمية في العام القابل ؟! أم يكون يوم 17 تموز ذكرى الانقلاب الاسود على العراق عطلة مثلا؟!! أم يوم مولد حزب البعث أو يوم 8 شباط انقلاب عام 1963 ؟! هذا أمر بديهي لا يحتاج الى قرار من المجلس الانتقالي .. لكن القرار الثاني هو ما أثار في نفسي شيء , ذلك هو اعتبار يوم 9 نيسان عطلة رسمية وعيد وطني للعراق باعتبار انه يوم سقوط "تمثال" النظام ! ..
نعم فرح العراقيون في هذا اليوم وسقط تمثال صدام في ساحة الفردوس على يد جنود أمريكا .. ولكن في نفس الوقت يمثل يوم 9 نيسان يوم دخول القوات المحتلة الى بغداد وقد أعترفت أمريكا بأنها قوات احتلال ! لا أعتقد ان اعتبار يوم 9 نيسان عيدا وطنيا قرارا مناسبا .. وباعتقادي لو كان هذا اليوم يوم تشكيل المجلس الانتقالي العراقي عيدا وطنيا أفضل من ذلك اليوم .. أو يكون يوم مقتل او اعتقال المجرم صدام يوما وطنيا .. أو تأخير هذا القرار ويكون يوم جلاء القوات المحتلة من العراق هو العيد الوطني للعراق .. وقد يعترض البعض على يوم التاسع بقي خالدا في ذاكرة العراق فليكن عيدا وطنيا أقول خلود اليوم في الذاكرة لا يعني أنه يوما مجيدا في الغالب وكثير من الايام الخالدة والمتخذة عطلا رسمية وهي أيام حزن .. أقترح أن يكون يوم التاسع من نيسان عطلة رسمية في العراق لكن لا باعتباره عيدا وطنيا بل باعتباره يوم استشهاد السيد الشهيد محمد باقر الصدر , ذلك الرجل العظيم والمفكروالفيلسوف الاسلامي العراقي العملاق الذي قتله النظام الصدامي المجرم في مثل هذا اليوم .. ولعله من محكمات الصدف أن بوافق هذا اليوم سقوط تمثال هذا الطاغية ونظامه .. ولا ننسى ان اعتبار يوم التاسع من نيسان عيدا وطنيا سيكون يوما احتفالياً في أرجاء العراق واحتفاليا مفرحا وهو ذات اليوم الذي فقد فيه العراق أعظم شخصياته في تاريخه الحديث .. وبالتالي محاولة لطمس هذه الذكرى لهذا الشهيد العظيم وحرمان الشعب من الاستزادة في هذا اليوم من فكر هذا العملاق الشهيد ! .. لنحيي يوم التاسع من نيسان على أنه يوم استشهاد الصدر الشهيد وهذا أقل حق على العراق والعراقيين وفاءً لدمه الطاهر .
إنَّ أكرمكم عند الله أتقاكم