الشورجة تودع تجارها إلى النجف المركز التجاري الجديد
أحد أعرق أسواق بغداد يخنقه الإرهاب و العنف الطائفي
بغداد / الملف برس – بتول الحسني
تحولت الشورجة إلى شوارع مهجورة ومحلات موصدة بعد أن كانت المركز التجاري الوحيد في العراق، ولم يترك الوضع الراهن لأصحابها أي خيار سوى أن يبحثوا عن مركز جديد لهم، بعيد كل البعد عن (بغداد ) العاصمة التي لم تكن قادرة على توفير الحماية والأمن اللازمين لا بنائها.
كان تجار الشورجة مجبرين لا مخيرين، فالعنف جعلهم يهجرون مركز عملهم التاريخي و يغادروا بغداد مجبرين لا مخيرين. لكن هذه المرة هجرة في داخل الوطن إذ وقع اختيار تجار الشورجة على مدينة النجف الاشرف ، كونها المدينة الأنسب لهم من حيث الموقع والظرف الأمني .
ولم تقتصر هجرة تجار الشورجة على محافظة النجف بل تجاوزتها إلى كل من محافظتي كربلاء و بابل، لكنها لم تكن على مستوى المجمعات التجارية، و إنما بشكل منفرد. إذ تنتشر الإعلانات التجارية فيها عن انتقال المحل الفلاني من الشورجة إلى أحدى هذه المحافظات الثلاث. وهذا الأمر أدى إلى ازدياد النشاط التجاري في هذه المحافظات بعد أن كانت العاصمة بغداد تسيطر على الحركة التجارية في عموم العراق.
و يقول رئيس اتحاد رجال الأعمال العراقيين راغب رضا بليبل أن اغلب الأسواق الرئيسة في بغداد مغلقة حاليا وليس الشورجة فقط، لذا من الطبيعي أن تشل الحركة التجارية فيها بسبب الأعمال الإرهابية التي طالت هذه الأسواق ومرتاديها .
أما أصحاب المحلات في الشورجة فقد اختاروا تركها على مضض كما يقول ( ع – ج ) تاجر مواد تجميل لم يعد لنا مكان في الشورجة، فالإحداث الأخيرة وما سبقها أدت إلى أن تهجر الشورجة وبشكل نهائي، فالمخطط بدأ منذ أكثر من عام، فالإحراق المتكرر للعمارات التجارية الرئيسة في الشورجة بالذات، دون أن تحرك الحكومة ساكناً تجاه هذه المسألة الخطيرة أو على الأقل تؤمن الحماية اللازمة لهذا المركز الحيوي .
إما ( ح – ي ) تاجر مفروشات فقال محلاتنا حرقت ونهبت من قبل عصابات الفضل، ومن غير الممكن العودة للشورجة في الوقت الراهن، لذا فنحن نحاول نقل المركز التجاري إلى مكان أخرى. واعتقد أن النجف الاشرف هي المكان الأنسب لنا لموقعها الجغرافي وقربها من المحافظات الجنوبية و الوسطى ولتوفر الأمن في هذه المدينة ، لذا فالشورجة انتهت إلى سيطرة العصابات و القناصين وبشكل لا رجعة فيه إلا بحدوث معجزة ونحن لسنا في زمن المعجزات .
ويقول ( ق – ل ) تاجر مواد بلاستيكية "لا يمكننا الحلم بالمرور إمام محلاتنا، فالشورجة مهجورة منذ أكثر من شهر تقريبا ، إضافة إلى أن الحركة التجارية متوقفة تماما في بغداد ، ولا نعرف متى يمكننا الوصول لهان لذا فالبحث عن مركز تجاري جديد أمر ضروري في الوقت الراهن، لان الحكومة ما تزال لائذة بالصمت المعهود لها، هذا إذ كانت أصلا قادرة على مواجهة عصابات الفضل .
أما ( م - ص ) تاجر أجهزة كهر بائية فيقول اغلب تجار الشورجة هاجروا من العراق على اثر تلقيهم تهديدات من قبل عصابات الفضل ، وتعرض بضائعهم إلى السلب المستمر على الطريق الدولي والأعمال الإرهابية التي تستهدف بضائعهم، لذا كانت الهجرة شر لابد منه بالنسبة لهم. أما نحن فمازلنا نناضل من اجل البقاء في هذا الوطن ، ولدينا أمل في أن اتخاذ النجف مركزا تجاريا بديلا عن الشورجة يؤدي إلى تحسن الوضع لان النجف من أمن المحافظات حاليا .
ويقول ( غ – س ) تاجر مفروشات " الشورجة ألان مأوى للقنا صين الوافدين إلينا من دول الجوار، وقد كتبوا بالرصاص و التخريب نهاية الشورجة ونهاية تجارها الذين رحلوا عنها مرغمين، ولا اعتقد بأن أي مكان أخر سيكون بديلا للشورجة. وها نحن نقف عاجزين وليس بأيدينا حيلة إزاء هذا الوضع الذي وضعتنا الظروف فيه، لكن ما ذنب مئات العوائل التي تعد الشورجة مصدر رزق لها، والى أين يتوجه صاحب ( البسطة ) والحمالون والعمال الذين يعملون بأجر يومي هل سيهاجرون أيضا؟!؟
أما ( ف – ش ) تاجر توابل فيقول " المشكلة أن بضائعنا محجوزة في محلاتنا في الشورجة لا نستطيع الوصول إليها، وحتى لو توفر لنا مكان قريب منها، لا يمكننا الانتقال إليه دون بضائعنا التي تقدر بملايين الدنانير العراقية ، هذا إذا لم تكن قد سرقت أو أحرقت من قبل العصابات المتواجدة هناك ، فماذا نفعل في هذا الظرف الصعب الذي فرض ؟!؟
الكاتب:
بتول الحسني
تأريخ أضافة ألخبر
المصدر:
الملف برس
24 - 12 - 0