من أسفل الحفرة إلى أسفل حبل المشنقة
من أسفل الحفرة إلى أسفل حبل المشنقة - مهدي قاسم
(صوت العراق) - 30-12-2006
ارسل هذا الموضوع لصديق
ومضات خاطفة : من أسفل الحفرة إلى حبل المشنقة ــ مهدي قاسم
كتبنا في مقال سابق لنا : بأن الطاغية البائد لم يكن سوى مجرما عاديا و بقى هكذا مجرما عاتيا و شريرا رهيبا بالفطرة ، حتى تأرجحه متدليا من حبل المشنقة كخفاش محنط ، و الشيء الوحيد الذي لم يؤسف عليه إطلاقا هذا الشرير ، هو إهداره عبثا لحياة مئات آلاف من أبناء وطنه العراقيين ، ليستمر في النظر إليهم حتى الرمق الأخير ، كما لو كانوا أسرابا و أكواما من الذباب و البعوض مرمية بقرب المزابل !..
فهذا الطاغية الأرعن و النرجسي الأجوف :
لم يبد لا أسفا و لا ندما و لا قدم اعتذارا أمام ضحاياه الكثيرين ولا أمام الشعب العراقي برمته !..
قادته أوهامه و نرجسيته ، إلى أن لا يرى الوحش المرعب و المسخ المقرف الكامنين في أعماقه المظلمة ، و الشبيهة بمستنقع مكتظ بالتماسيح المتهيجة ، تلك الأعماق الآسنة التي جملتها زينة ملفقة زيفا ، قصائد و ملاحم و نصوص التمجيد و التأليه التي كانت ترمى تحت أقدامه من قبل مرتزقة ( أعطوه ألف درهم ) !!..
و هذا الطاغية كمجرم سادي و شرير متوحش ، ليس نسيج نفسه من ناحية عدم إبداء الندم أو الأسف و الاعتذار لضحاياه الكثيرين و لشعبه الذي دمره شر تدمير ، فحاله حال العديد من المجرمين و السفاحين الكبار من أمثاله الذين قدت مشاعرهم و أحاسيسهم و ضمائرهم قطعة سميكة من الحجر ومن جلد التماسيح ، فصراخ الضحايا و دموع الثكلى و أنين المفجوعين ، لم يستطع أن يخترق قلوبهم الموصدة بالقسوة و الوحشية و الهمجية ، لأن ضحاياهم يصبحون في نظرهم مثل كومة من الذباب مرمية بقرب من براميل القمامة !..
و من الطبيعي أن تكون محتومة هكذا نهاية صدام ، وهو يُرفع من أسفل الحفرة كمشرد أو قاتل مخبول ، ليتدلى من على حبل المشنقة كخفاش محنط ! .. ليرُمى فيما بعد في مزبلة التاريخ .. كنهاية متوقعة و منتظرة لأي مجرم عات و سفاح كبير .. أجل أنها نهاية كان لابد أن تحدث .. إلا أن الغريب في الأمر فقط هو : أن الوقت قد طال و طال .. أمام مجيء هذه النهاية المحتومة : إذ كان ينبغي أن تأتي هذه النهاية المحتومة سريعة .. أي قبل عشرات من السنين ! ..
إذ لا يمكن لشعب أصيل و عريق و عاشق للحرية ، أن يتحمل طويلا بأن يحكمه مجرم عادي و سفاح سيهوباتي قادم من عالم الإجرام و البلطجية ، كالطاغية البائد كل هذه المدة الطويلة .. حيث ولدت أجيال و أجيال و كبرت ! .. و قسم منها قد شوهت بسبب تربية الطاغية البائد التي قامت على سلوك و أساليب البلطجية و القسوة و الهمجية والمسلكية المخابراتية و نسيان القيم العراقية الأصيلة ، بدافع من النجاة من المضايقات و الملاحقات و القتل المترصد ، و بنية الفوز السهل بالعيش الأمن بأي ثمن كان ! ..
فيا لها من قفزة عمياء من أسفل إلى الأسفل :
من أسفل حفرة إلى أسفل حبل المشنقة ! ..
أجل أنه مصير محتوم وأن تأخر طويلا جدا !..
غير أنه يُفترض بأن يأخذ الساسة العراقيون الراهنون ، العبرة من هذه النهاية المحتومة للطاغية البائد ، و يدركوا بأن مَن يستسخف بمقدرات شعبه و يستهين بكرامته و يضيق عليه وسائل عيشه و رفاهيته ، و يصادر حريته و يرسل أبنائه إلى مقابر فردية أو جماعية ، و يهدر أمواله و ثرواته نهبا و سرقة و اختلاسا و عطايا و هدايا و مكرمات ، فأن مصيره أولا و أخيرا سوف ينتهي مشابها بمصير الطاغية البائد ، أي التدلي مشنوقا كخفاش محنط ، ليرمى إلى مزبلة التاريخ ، غير مأسوف عليه و لا هم يحزنون ! ..
Qasim5@gawab.com
تقدم
ولکن حذاري ان يحجب ظلك شعاع في کردستان
فکردستان لا تغرب فيها الشمس
تقدم وانحن
توضئ تطهر
لذنبك استغفر
من امة الکرد اعتذر