قذاف الدم
كتب المحرر السياسي
06/01/2007
يقول الباحث الليبي حسين محمود, الذي درس "ظاهرة العقيد" عن كثب: عرفت البشرية انواعا مختلفة واشكالا متباينة من النظم السياسية, ترنحت بين الشمولية الدكتاتورية والديمقراطية, وتفاوتت بينها بدرجات مختلفة, وتميز بعضها بالشطط, حتى اصبحت ظواهر سياسية ذات علامات بارزة, وقد عرف ابناء الشعب الليبي وشهد العالم اجمع احدى الظواهر السياسية خلال السبع والعشرين سنة الماضية, ونعني بها "ظاهرة العقيد" ولقد امتدت هذه الظاهرة وانعكاساتها خارج الحدود, لتعمل وسائلها في تشويه صورة الليبي والاساءة الى سمعة البلاد, ولتجعل بذلك الانسان الليبي محل ريبة وشك في أي مكان يذهب اليه".
ورغم ان "ظاهرة العقيد" تحتاج الى ملفات عديدة لتحليلها وسبر اغوارها, الا انه بالامكان تتبع بعض فصولها والقاء الضوء على تاريخها وجذورها في الامثلة التالية:
البداية في جهنم!
ولد معمر محمد عبد السلام ابو منيار القذافي في قرية "جهنم" باحدى مناطق مدينة سرت عام 1942 , وقد خلد مسقط رأسه في قصته الادبية المشهورة "الفرار الى جهنم", وقد عاش القذافي ونشأ بين مناطق سرت ومصراته وسبها, والتحق بالكلية العسكرية الملكية الليبية ليتخرج برتبة ملازم بالجيش في منتصف الستينات تقريبا.
ولقد برزت ظاهرة القذافي كغيرها من الظواهر الاخرى التي انتجها التطور التاريخي والاقتصادي والاجتماعي والسياسي والفكري الذي مر به المجتمع الليبي, منذ فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية .
على الصعيد العربي الاسلامي لاقى انقلاب القذافي العسكري على الحكم الملكي عام 1969 ترحيبا لا بأس به في بداية ظهوره, خاصة وان القذافي كان قد حرص على الظهور امام العالم بمظهر القائد العربي المحنك والانسان المسلم الورع والتقي, المتحمس لنشر الدين الاسلامي , ولكن هذه المواقف جميعها سرعان ما تبددت بعدما وضح للعيان مخالفته للاجماع العربي والاسلامي. ولطعنه الصريح في صحة الحديث النبوي والسنة, ولتغييره التاريخ الهجري ولاعلانه صراحة ان كتاب الله الكريم لا يعالج الا امور الحلال والحرام والزواج والطلاق والجنة والنار, وليقول بكل جرأة بان "كتابه الاخضر" هو المرجع الوحيد المشتمل على حلول كل المشاكل البشرية.
الثورة الشعبية
بدأت ملامح ومعالم "ظاهرة العقيد"تظهر في شهر ابريل عام 1973 عندما اعلن ما اسماه "الثورة الشعبية" في خطابه المشهور بمدينة زوارة والتي اعتبرها اطارا عاما لنقاطه الخمس, التي احتواها الخطاب وحدد اهدافها بصورة موجزة قائلا :
المطلوب في كل قرية ومدينة ومؤسسة جماهيرية ان تسيطر الجماهير على السلطة وتقوم بتقويض ما تراه غير صحيح وتخلق وضعا شعبيا جديدا. وكانت النقاط الخمس الشهيرة هي تعطيل والغاء كل القوانين المعمول بها حتى الساعة, تطهير البلاد من المرضى سياسيا الذين يتامرون على القضية الثورية وعلى الشعب وعلى التحول الثوري, اعلان الثورة الثقافية , اعلان الثورة الادارية , تسليح الشعب , الحرية للشعب , لا حرية لاعداء الشعب.
وللمزيد من فهم شخصية وافكار القذافي, التي ساعدت على بلورة "ظاهرة العقيد" بعود الى خطابه الذي يقول فيه: " لا بد من تطهير البلد من جميع المرضى, أي شخص نجده يتكلم في الشيوعية او الفكر الماركسي سوف يوضع في السجن" الا ان القذافي قال في خطاب لرابطة الادباء والكتاب في ليبيا في عام 1988 :" ان الجماهيرية هي البؤرة التي ترتكز فيها تطلعات الفوضوية والشيوعية والمدينة الفاضلة, ان الجماهيرية هي خلاصة وثمرة الجهود التاريخية الانسانية لتطلعات الفوضويين والشيوعيين , انها النعيم المفقود والفردوس الارضي". ثم يضيف قائلا " انا تعديت الشيوعية والفوضوية الباكونية (نسبة الى باكونين) انا عملت شيئا منظما ابعد منها.


الكتاب الاخضر واللجان الثورية.
وبعد خطاب زوارة المشهور امر العقيد معمر القذافي, على مرأى ومسمع من العالم بحرق الكتب الاجنبية والالات الموسيقية في ساحات المدن الليبية, كما امر بالغاء مهنة المحاماة. وطالب ب "الزحف" الثوري على المؤسسات والبيوت , تطبيقا لمقولته الشهيرة "البيت لساكنه" وحرص على تصفية "اعداء الشعب" واعتماد الفوضى الشاملة اسلوبا للحكم والادارة. وامر بتاسيس لجان فكر وتوعية والبدء في انشاء اتحاد اشتراكي ولجان شعبية وبالطبع لجان ثورية.
وكانت هذه اللجان هي اهم الادوات لتنفيذ فكر العقيد. فهي جهاز سياسي يقوم بدور الحزب الحاكم, وهي جهاز تحريضي يستوعب ارشادات القائد. وهي جهاز عسكري واخباري وامني, وقضائي وتعليمي وتربوي ودعائي. وقد وصفها قائلا :" اللجان الثورية هي الثمرة النهائية لكفاح الشعوب من اجل الديمقراطية". وبالتالي اسبغت هذه اللجان لقبين جديدين على العقيد واسمته "صانع عصر الجماهير وقائد مسيرة الانسانية في رحلة الانعتاق النهائي" وتأثر العقيد بهذا التكريم خاصة وصفها له بانه "نبي العصر".
الكتاب الاخضر كان بالطبع العامل الرئيسي في شهرة العقيد وظاهرته. وبين دفتي هذا الكتاب بفصوله الثلاثة خط "النظرية العالمية الثالثة" وهذا الكتاب كما ورد في فصله الثاني:"لا يحل مشكلة الانتاج المادي فقط بل يرسم طريق الحل الشامل لمشكلات المجتمع الانساني , ليتحرر الفرد ماديا ومعنويا تحررا نهائيا لتتحقق سعادته". ووصف القذافي الكتاب الاخضر ونظرته العالمية حيث قال:" هذه النظرية ستجعل لنا دينا, لان الناس في هذا العصر محتاجة الى دين الى كتاب يوحدها". (من خطاب القاه في المؤتمر الدولي للحركات السياسية لشباب اوروبا والبلاد العربية وفي مقدمة الطبعة الروسية من الكتاب الاخضر , كتب القذافي " اقدم لكم كتابي الاخضر, الذي يشبه بشارة عيسى او الواح موسى, او خطبة راكب الجمل القصيرة, الذي كتبته في داخل خيمتي التي يعرفها العالم بعد ان هجمت عليها 170 طائرة وقصفتها بقصد حرق مسودة كتابي التي هي بخط يدي".

تحرشات عربية
منذ مجيئ العقيد القذافي الى الحكم وهو في حالة مد وجزر, حب وكراهية مع دول عربية عديدة وهو لم يتوان في بعض الاحيان في غزو هذه البلدان عسكريا, او محاولة زعزعة انظمة حكمها, ليعود ويعلن توحده معها مما اعاق بالتالي مراحل نموها واستقرارها وتطورها. فبعد وفاة الرئيس جمال عبد الناصر الذي اطلق على القذافي لقب "امين القومية العربية" , دخل في صدامات سياسية ثم عسكرية مع الرئيس الراحل انور السادات, ولم ينج بالطبع الشعب المصري من حروبه الاعلامية وتصرفاته. كما كان السودان منذ السنوات المبكرة لحكم القذافي , هدفا لتحرشاته رغم كل ادعاءاته القومية وشعاراته العروبية, الا ان دعمه لايران ضد العراق اثبت عكس ذلك.
وذاقت تونس لسنوات عديدة تحرشات القذافي العسكرية والامنية, وعلى رأسها محاولة احتلال مدينة (قفصة) التونسية, ومحاولة نسف مقر الجامعة العربية بتونس العاصمة, وكذلك محاولة اغتيال العشرات من الشخصيات السياسية والصحافيين التونسيين, الذين نادى في خطاب له ب "قص السنتهم وقطع اياديهم".
كذلك خاض حروبا طويلة اهدرت فيها الارواح والاموال في محاولات لغزو تشاد, وكانت المغرب وملكها الحسن الثاني هدفا لسنوات طويلة خلال دعمه للمنشقين في الصحراء المغربية, وفي حالات كثيرة لم ينج العمال العرب من مزاجية القذافي, الذي كان يرمي بهم خارج الحدود كما حدث مع العمال المصريين والسودانيين والتونسيين والفلسطينيين.
اما القضية الفلسطينية فنالت هي الاخرى نصيبها من القذافي, واتهمه بعض قادتها بانه عمل على شق وتفتيت صفوف الثورة الفلسطينية في محاولات عديدة, وذلك بتأليب ودعم فصائلها المختلفة وفي محاولات لاحتوائها, ولعل اشهر مواقفه عندما دعا الثوار الفلسطينيين اثناء حصار بيروت عام 1982 الى الانتحار الجماعي.
لقد وصف القذافي الرئيس عرفات انه مجرد "عريف في الشرطة الاسرائيلية" وبان كل دوره هو حماية اسرائيل. كما طلب منه "ان يأتي للعمل في ليبيا بدل عمله في الشرطة الاسرائيلية وانه لو حضر الى ليبيا فانه لن يستقبله ولن يوجه اليه أي نصح, ونقد عملية السلام بين بعض العرب واسرائيل ما يراه المحللون البعد الرئيسي في "ظاهرة العقيد" بكل تناقضاتها وازدواجيتها. فبعد حملاته وشعاراته المتوالية ضد عملية السلام, فاجأ القذافي العالم بارسال وفد من الحجيج الليبي الى القدس. وقد علق تاجر السلاح الايراني يعقوب نمرودي حينها في مقابلة مع تلفزيون تل ابيب: شيئ ما حدث للقذافي , اريدك ان تعلم انه ابدى رغبته الشديدة في تبديل موقفه, لقد اخبر عدنان (عدنان خاشقجي) بانه يحب اسرائيل وله اصدقاء يهود, واحدهم هو الذي رتب لزيارة الحجاج الليبيين.
ورغم تبرؤ القذافي اعلاميا من هؤلاء الحجاج, الا انه اتضح ان وفد الحجيج كان يتكون من افراد واعضاء من رجال الامن واللجان الثورية. ولقد فاجأ العقيد العالم مرة اخرى بترحيل الفلسطينيين ورميهم على الحدود الليبية المصرية, وبرر العقيد قراره بانه يقدم خدمة للفلسطيمنيين لاعادتهم الى بلدهم, كما صرح للمرحلين امام معسكر لهم قرب الحدود الليبية المصرية بانه :" لا يستطيع احد ان يزايد على عمر القذافي بالنسبة للفلسطينيين فانا حبيبهم الاول وانا المدافع الاول عن الشعب الفلسطيني, وانا احرص من أي احد على الفلسطينيين في أي مكان من الكرة الارضية", واضاف" انا على استعداد لاحضار خيمتي ونصبها الى جوار خيامكم في الصحراء حتى نعود جميعنا الى ارضنا المحتلة".
جنون العظمة
وبعد هذه الدراسة المقتضبة عن بعض ملامح "ظاهرة العقيد" بكل شطحاتها وتناقضاتها وازدواجيتها نستطيع القول انه من الصعب فهم اسرار شخصية العقيد القذافي المتشابكة, او الاقتراب من مفاجأته المزاجية التي تبدو عفوية في الظاهر . وقد يتساءل البعض: هل العقيد مصاب بجنون العظمة ؟ او بانفصام الشخصية؟ ام انها حركات مسرحية مدروسة لاخفاء ذكائه؟ ام انه زعيم نستطيع اعتباره فلتة عصره وزمانه؟ وللاجابة على هذه الاسئلة نفرد هنا اجابة للقذافي للصحافية الايطالية ميريلابيانكو, التي سألته خلال حديثها معه الذي نشر في كتاب "القذافي رسول الصحراء" :يا رسول اكنتم راعي غنم؟ -نعم..فلم يكن نبي لم يفعل ذلك.
كما نفرد كذلك حديث للقذافي اثناء انعقاد "مجلس اتحاد الجامعات العربية" بمدينة بنغازي, المسجل مرئيا في شهر فبراير عام 1990 :" كلمة كن فيكون لا تعني الان, قد تحصل بعد مليون سنة, مثلا: ايتها السحابة الكونية كوني كواكب سيارة من الشمس الى الارض بعد 400 مليون سنة. ما دام الله قرر هكذا, ففعلا بعد 400 مليون سنة ستكون بهذا الشكل, كن فيكون, يعني كوني هكذا فكانت حسب المدة, لا تعني السرعة, لا تعني الان, انا قلت فلتكن ثورة بعد عشرين سنة وعملت من اجلها..فقامت.. نعم قلت:فلتكن ثورة, فكانت ثورة!!!!
القذافي ومصر
زعيم بلا شعب ام شعب بلا زعيم؟
بعدما توقع العقيد القذافي عودة الاستعمار من جديد لاحتلال الوطن العربي وشمال افريقيا, اكد ان مصر ستكون اول دولة يتم احتلالها من قبل الاستعمار الامريكي-الاسرائيلي.
تصريح العقيد الذي جاء في نهاية العام الماضي, اكده مرة اخرى قبل زيارته الاخيرة لمصر عندما اعلن ان دول شمال افريقيا محتلة ما عدا ليبيا, ثم عاد واعتذر لمصر واستثناها من هذا الاحتلال لتلحق بالدولة الوحيدة المستقلة في مغرب العالم العربي.
هذه النوعية من التصريحات تعد السمة البارزة في علاقة القذافي بالكثير من دول العالم, لكنها تستمد قدرا خاصا من الاهمية عندما تتعلق ب"الشقيقة الكبرى" فقد ظلت علاقة العقيد بمصر تتراوح بين الشد والجذب, القبول والرفض, الوحدة والانفصال طوال السبعة والعشرين عاما لحكمه ليبي, خلال هذه السنوات امتدت مفاجات وتصريحات واحيانا اخرى قذائف القذافي لتملأ الحدود الطويلة بين البلدين.
بدأت خيوط صورة العقيد في مصر ترسم منذ اللحظات الاولى لثورة الفاتح من سبتمبر.
فبعد هزيمة عام 1967 قدم الملك ادريس السنوسي الكثير من المساعدات لمصر داعما موقف النظام فيها. لذلك فقد كان الانقلاب العسكري في ليبيا عام 1969 , هو اخر ما يتمناه النظام المصري على حدوده الغربية.
كان العقيد كما بدا واضحا في هذه اللحظات لا يملك الحد الادنى من الوعي بالعلاقات الدولية القائمة, وما يحدث في العالم الخارجي لكنه كان ذا شخصية قوية وهو ما روع اركان النظام في مصر خوفا من انفجار قنبلة موقوتة.
لكن العقيد القذافي كان من مريدي عبد الناصر, لذا فالقنبلة الموقوتة لم تنفجر في مصر انذاك, وكانت الوحدة والامال القومية تحيط وترفرف حول الجميع, الا ان عبد الناصر رحل واعتبر القذافي نفسه خليفة له وما لبث الخليفة ان اصبح الزعيم نفسه وتقلد مقاليد الزعامة والحكمة ومؤخرا الادب.
وكان من الطبيعي الا يلتقي القذافي والسادات بسهولة فكل منهما كان يسعى لتوطيد مركزه بعيدا عن تراث عبدالناصر , لكن كلا منهما في نفس الوقت كان مازال في امس الحاجة لهذا التراث ليستمد منه شرعيته.
لذلك فقد انهارت الوحدة وما تلاها من مشاريع الانشقاق والاختلاف محل الوفاق والوحدة , وهكذا وجد العقيد نفسه كما قال هو "زعيما بلا شعب وفي مصر شعب بلا زعيم". وفي عام 1973 وحينما كانت مصر تشحذ العالم العربي للوقوف خلفها في حرب اكتوبر كان العقيد مشغولا بالثورة الثقافية التي اراد لها ان تبتعد عن نمط ماوتسي تنج في الصينلتصبح ثورة ثقافية ذات طابع "قذافي" . الا انها انتهت لتقترب اكثر ما يمكن الى سلبيات الثورة الثقافية في الصين دون ايجابياتها.
وبالرغم من ان العقيد القذافي لم يكن القائد العربي الوحيد الذي رفض مبادرة السادات بزيارة اسرائيل, الا انه كان الوحيد الذي استطاع السادات ان يرد له الصاع صاعين.
وفي اوائل عام 1977 ابرمت ليبيا صفقة اسلحة مع الاتحاد السوفييتي قيل انها تهدد الامن القومي المصري, وفي يوليو 1977 قام الجيش المصري بغارات تاديبية ضد ليبيا محدثا خسائر كبيرة ماديا ومعنويا.


المنفذ الوحيد
وتعد مصر الان المنفذ السياسي والاقتصادي بل والدبلوماسي ايضا للعقيد بعد فرض الامم المتحدة العقوبات الاقتصادية ضد نظام العقيد في ليبيا, وفي المقابل يقرع العقيد طبول الحرب ضد الجماعات الاسلامية مؤكدا ان ليبيا هي حجر العثرة التي سقطت في يد الاسلاميين القادميين من الجزائر فسوف تسقط مصر ايضا في ايديهم.
وقد تم الترويج لهذه المقولة ابان انتصار جبهة الانقاذ في الانتخابات الجزائرية ثم ما تلاها من حرب اهلية في هذا البلد, وكانت هذه الازمات فرصة للعقيد للاطاحة بالعديد من اشكال المعارضة في ليبيا وليس فقط المعارضة الاسلامية والمتمركزة في بنغازي ثاني اكبر المدن الليبية.
عاد العقيد يدعو الان للوحدة بين مصر وليبيا والسودان, الغريب ان العقيد لم يجد تناقضا في الدعوة للوحدة بين ثلاث دول ذات ثلاثة انظمة متناقضة.
فالسودان تحكمه الجماعات الاسلامية محتمية بالعسكر في الوقت الذي يحاول فيه النظام المصري ارساء بعض قواعد العمل الديمقراطي, بينما تعتمد ليبيا نظام الوحدات الثورية وهو نظام غير مثيل في النظم المعترف بها, لقد حاول القذافي اقناع قادة الفكر في مصر -اثناء ندوته مع اساتذة جامعة القاهرة- بان الديمقراطية تعمل على شق صفوف الامة وان مصر ليست في حاجة لمثل هذه المبادئ حيث يوجد لها طبقات.
تخريب وقطع علاقات دبلوماسية
وصلت حالات التدخل والتخريب التي تولى القذافي تدبيرها اثناء فترة حكمه حوالي 130 حالة محاولة انقلاب فاشلة , كما قامت 35 دولة بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع ليبيا, او بطرد اعضاء بعثاتها الدبلوماسية, ومن بينها 14 دولة عربية. كذلك ساهم القذافي علنيا بتمويل العشرات من اجنحة المعارضة العربية المنشقة عن بلدانها وذلك بتدريبها عسكريا وامدادها بالسلاح, كما دعم سرا وعلانية العديد من المنظمات الارهابية في العالم, والتي تبرأ منها فيما بعد, مثل منظمة "بادرمنيهوف" و "الالوية الحمراء" ومجموعة كارلوس و "منظمة الجيش الجمهوري اليرليندي" والتي قدم عنها معلومات للحكومة البريطانية في السنوات الاخيرة, طمعا في مساعدته في الغاء الحصار الاقتصادي والدولي, بسبب قضية طائرة البان ام الامريكية التي انفجرت فوق مدينة لوكربي "الاسكتلندية" والتي اتهمت ليبيا بتفجيرها.