النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2004
    المشاركات
    3,507

    Question لعداء للفرس: علــى غــرار معاداة السامية

    لعداء للفرس: علــى غــرار معاداة السامية



    وسام سعادة
    المشهد مختلف كلياً بين الحرب العراقية ـ الايرانية وما هو حادث اليوم. الا أنّ اختلاف المشهد ليس يحول دون التكرار المريع للموشّحات العنصرية والمريضة ضد ايران أو الفرس أو المجوس. ويجري التطاول على الساسانيين حيناً، وعلى الصفويين حيناً آخر، وضد الشعوبية في الوقت المستقطع، في تفننات عصابية لا آخر لها، تخال أنها تحقيرية لحضارة الاشراق الأبدي والعشق الخالص، الحضارة التي لا تقوم من دونها حضارة في الاسلام.
    ثمة من يحسب اليوم أنه يمسك ايران من خاصرتها الرخوة حين يلعب ورقة العداء المستديم بين العرب والفرس، متغنياً بواقعة ذي قار وبالقادسية في غير زمانهما.
    لكن هذه الورقة سبق أن التجأ اليها لفيف من المراهنين على المرحوم صدّام حسين في الحرب العراقية ـ الايرانية. يومها لبى مثقفون وشعراء دعوة البعث العراقي (المتجددة بعد اعدام صدام)، للتكشيف عن الدور الايراني في كل ما يحاك لنا من دسائس ومؤامرات، ولتنقية درر العقل العربي من كل شائبة فارسية.
    والأمر لم يقتصر على قصائد مدح وغزل وفخر منها ما انقلب هجاء وحقداً بعد احتلال الكويت، ومنها ما زاده احتلال الكويت ايماناً بحكمة صدّام حسين. انما نشأت وشائج صلة بين «القادسية الثانية» على مستوى العسكر والأنفال وبين «القادسية الثانية» على مستوى الفكر التي دشنها محمد عابد الجابري في «نقد العقل العربي» تخليصاً لهذا العقل من أي بدعة عرفانية أو مجوسية أو هرمسية، وصولاً الى حدّ التبرؤ من المشرق العربي برمته، بتهمة أنه مشرق موبوء بهذه النار المجوسية، وليس فيه صفاء العقلانية المالكية، حظوة بلاد المغرب.
    والحال أن المثقفين العرب مدعوون اليوم من قيادة حزب البعث العراقي، لمتابعة الورشة اياها، ورشة «العداء للفارسية»، على غرار «العداء للسامية»، وعلى قاعدة الجمع بين العداءين. فالأرضية المشتركة للطرح المعادي للفارسية هي أن الفرس واليهود يشتركون منذ فجر التاريخ في مؤامرة ثابتة ضد الأمة العربية، وأن كل ما يحدث في لبنان أو في العراق يفسر في ضوء هذه المؤامرة الفارسية ـ اليهودية المشتركة ضد العرب الأقحاح.
    وبما أن المؤامرة شيطانية على هذا النحو، فإن بيان بعث العراق لا يتوقف عند ما يمكن أن يسلّم به أكثر العرب اليوم، من خلع للقب «شهيد» على صدّام حسين، ما دام أعدم في ظل محتل وبعد محاكمة هزلية، بل إنه يغالي ويخلع على المرحوم لقب «قديس». وهذا أمر لا يمكن أن يثير فينا غير الضحك، تماماً مثلما يضحكنا عجز أعداء صدّام في العراق عن تسميته بالاسم، وايثار دعوته بـ«هدّام» كما لو كنا في روضة أطفال، لا في في حلبة سياسة.
    ان دور المثقفين العرب في هذه المحنة، يقتضي على العكس تماماً، مواجهة الدعوات الآخذة في الانتشار، لممارسة «معاداة الفرس» ومواجهة هذه المعاداة من جذورها، والدفاع عن «المشترك الحضاري» العربي ـ الايراني ـ التركي، وهو مشترك ليس من نهوض للفكرة القومية العربية من مثواها البعثي (بفرعيه) الا بالتصالح معه. بعد ذلك، لكل واحد من المثقفين العرب، ومن صنّاع الأفكار، ما يبديه «مع أو ضد» هذه السياسة الايرانية أو تلك، في داخل ايران أو في خارجها، وفي ما عنى هذا البلد العربي أو ذاك.
    وفي كل مرة، على الجميع أن يعود الى البداهة الأولى في هذه المسألة، وهي أن «العداء للفرس» (في صيغتيه الجهادية العراقية والليبرالية اللبنانية) ليس عداء للفرس بحد ذاتهم. ليس عداء للفرس بل هو عداء للعرب، أي للعرب الشيعة، كتعيير لهم، إما بأنهم «عملاء للفرس»، وإما أنهم «فرس روحيا» وإما أنهم من «دماء فارسية»، أو ربما يُستحضر مزيج من كل هذه النزعات، لرمي أكثر من نصف العراقيين والبحرانيين، والطائفة الأكبر سكانياً في لبنان، وجزء غير يسير من أبناء السعودية.

  2. #2

    افتراضي

    الطنطل الإيراني - جعفر الحسيني

    [22-04-2005]
    يصرّ المسؤولون العراقيون والأميركيون على القول بأنّ إيران هي التي تدعم الإرهاب الذي يستهدف القوات الأميركية والعراقية والمدنيين .. بينما يُردد الآخرون بأن إيران وأميركا يتآمران معاً وينسقان بينهما ضد العراق ..

    مَنْ نُصدّق ؟ ..

    بالنسبة لي أنا أصدّق بمفكر كبير مثل الأستاذ محمد حسنين هيكل، والذي ينقل عن رئيس الموساد قوله: (في ربع القرن الأخير حاولنا شغل العرب بأعداء آخرين غيرنا، وظهر أن ذلك في إمكاننا .. وهكذا شغلناهم بإيران) (السفير – عدد 31/5/2001).

    وهكذا فأن مَنْ قتل السيد محمد باقر الحكيم فهي المخابرات الإيرانية .. ومَنْ فجّر كربلاء يوم عاشوراء فهم جماعة الچلبي، وبالتالي فهي إيران أيضاً .. وناهيك عن مجزرة الحلة ومحاولة تسميم مياه الفلوجة، والآلاف من الأعمال الإرهابية وغيرها من جرائم المخابرات الإيرانية .. أما الزرقاوي فلا وجود له وهو كذبة أميركية – إيرانية ..

    ليس هذا فحسب، بل أن الإيرانيين يتآمرون اليوم ليسيطروا على (المدائن) حيث كعبتهم هناك .. تماماً كما يحاول الإسرائيليون السيطرة على (القدس).

    والحقيقة أن هذا ليس بكلام جديد، فمثلاً كتب مشعان الجبوري في جريدته (الاتجاه الآخر) التي كانت تصدر من دمشق (في 4/7/2001) قائلاً: (إن علماء النجف خصصوا يوماً لزيارة طاق كسرى في عاصمة الفرس الشتوية (المدائن)). وقد سبق أن ردد نفس هذا الكلام كثيرون من بينهم عبد الرزاق الحصّان (العروبة في الميزان – بغداد 1937).

    وهكذا فالفرس يظهرون الإسلام ويُبطنون المجوسية .. وأنا هنا أقبل بهذا الكلام بشرط أن نعتبر كل الفرس مجوساً بما فيهم أبا حنيفة والبخاري ومسلم والطبري والرزاي وكل علماء التفسير والحديث والعقائد والفقه .. أما أن نعتبر الفارسي الشيعي متآمراً والفارسي السني عربياً فهكذا كلام طائفي أخرق.

    إنها عقدة إيران – كما يقول المفكر العراقي الكبير الدكتور سعيد السامرائي – فإيران هي الشرّ المطلق عند الطائفيين بالرغم من أن الذي حكم العر ب وأخّرهم وسامهم الذلّ والهوان ونهبهم لخمس قرون هي تركيا العثمانية وليس إيران الصفوية، وبالرغم من أن إيران الإسلامية قامت على أنقاض إيران الصفوية (راجع التشيع العلوي والتشيع الصفوي للمفكر علي شريعتي).

    في 8/4/1996 وقبل استشهاده ببضعة أسابيع قال الشهيد فتحي الشقاقي: (لولا إيران الإسلامية لما استمرت الثورة الفلسطينية بعد اتفاق أسلو)، وفي 7/11/2004 صرّح كاتساف الرئيس الإسرائيلي في النمسا: (إن 70٪ من العمليات الإرهابية ضد إسرائيل هي من تدبير إيران وتمويلها). في المقابل هناك مئات المواقع العربية على الإنترنت تهاجم إيران والشيعة وحزب الله وتضع بعضها صورتان للخميني وشارون معاً باعتبارهما عدوان للأمة العربية المجيدة ..

    وناهيك بأن الزمن تغيّر وأن مهمة أية دولة عربية وإسلامية في هذه المرحلة هي إصلاح شأنها وتقليل خسائرها، أقول للإيرانيين عليكم أن تفهموا الحقيقة المرّة التي لا تريدون فهمها .. التفتوا إلى التنمية في بلادكم وانفقوا الأموال على شعبكم لأنكم حتى لو حررتم القدس فأنتم متأمرون – كما يقول بالنص موقع لحماس اسمه (شبكة فلسطين للحوار).

    فهذه الأمة تعيش من جهة تحت تأثير مدّ سلفي طائفي تكفيري دموي متخلّف، والغريب أنّه بلغ من قوة هذا المد أن وقع تحت تأثيره كثيرون حتى وإن ادعوا الليبرالية أو القومية .. فالطائفية – كما يقول علماء الاجتماع – ليست الدين ولا التدين بل (أن الأكثر عنفاً في الحرب الطائفية والأكثر حماساً لها هم أولئك الذين ينكرون الدين بشكل عام أو لا يمارسونه ولا يعتقدون به فعلاً) (برهان غليون – المسألة الطائفية ومشكلة الأقليات، ص 74).

    وهذه الأمة من جهة أخرى وكما يقول هيكل: (تعيش في غيبوبة)، ويضيف هيكل: (إن إسرائيل قررت رسمياً يوم 30 آب (أغسطس) 1999 تسمية 70 موقعاً (ميادين وشوارع ومتنزهات وحدائق) باسم الملك الحسن الثاني ملك المغرب، كما قررت إصدار طابع بريدي يحمل صورته تقديراً لخدماته لإسرائيل، لكن العالم العربي بكى الحسن الثاني بدموع ساخنة) (هيكل – كلام في السياسة، ص333 وص391).

    إن الحرب على إيران هي القضية الأولى الآن للأمة العربية بقيادة عبد الله ملك الأردن. يقول هيكل: (إن الأردن هي المدير المقيم للأمن في المنطقة، وكل من عداهم مساعد أو مشارك وفق مواقع الأزمات) (هيكل – رجال في السياسة، ص140).



    http://www.sotaliraq.com/articles-i...uws.php?id=6149

    http://iraqcenter.net/vb/showthread....44468#poststop

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني