 |
-
المالكي للجنرال بتريوس: لا استطيع التعامل معك وسأطلب تغييرك
ذكرت صحيفة الديلي تليغراف البريطانية، أن العلاقة بين رئيس الوزراء وبين قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال ديفيد بيتريوس وصلت الى أزمة حادة.
وقالت أن المالكي وجه مناشدة مباشرة إلى الرئيس بوش لإزاحته. ورغم رفض تلك الدعوة، إلا أن الاختلاف الشديد بينهما ظل مستمرا حيث يختلفان بالأخص على خطوات الجنرال الأميركي لتسليح العشائر السنية التي تقاتل القاعدة
وذكرت الصحيفة أن مصدرا عراقيا قال إن المالكي استخدم اتصالا مرئيا مع الرئيس بوش حيث دعا فيه إلى التخلي عن الاستراتيجية التي اعتمدها الجنرال وارتبطت به، وقال المسؤول "لقد أبلغ (المالكي) بوش أنه إذا استمر بيتريوس في خطته، فإنه سيسلح الميليشيات الشيعية"، وأضاف المصدر أن بوش طالب المالكي بالهدوء
وفي اجتماع آخر مع الجنرال بيتريوس قال المالكي له: "لا أستطيع أن اتعامل معك بعد الآن. سأطلب أن يحل آخر محلك". وقد اعترف الجنرال بيتريوس بأن العلاقة مع المالكي عاصفة، إذا قال ببعض السخرية: "لم نتبادل اللكمات". يذكر أن تأييد الرئيس بوش للمالكي يثير جدلا حادا داخل الإدارة الأميركية بسبب علاقات المالكي بالميليشيات الشيعية المسؤولة عن بعض أسوأ أعمال العنف الطائفي
غير أن رايان كروكر السفير الأميركي في العراق، والذي حضر بعض الاجتماعات الأسبوعية العاصفة بين المالكي والجنرال بيتريوس، قال إن الزعيم العراقي شريك قوي لأميركا. وتابع قائلا "لا زعيم في العالم تحت ضغوط كالتي يتعرض لها المالكي دون شك". وأضاف "أحيانا ينفس عن هذا الإحباط، ولا ألومه في ذلك، بل لو كنت مكانه لفعلت الشيء نفسه على الأرج
يا محوّل الحول والاحوال ، حوّل حالنا إلى أحسن الحال......
-
محاربة المقاتلين في العراق مثل تناول الحساء بالسكين
Wed Nov 21, 2007 11:30 AM GMT146
النهروان (العراق) (رويترز) - كتب تي.اي لورانس أو لورانس العرب الاسطوري الذي قاتل مع الثورة العربية ضد الامبراطورية العثمانية قبل نحو مئة عام ان محاربة التمرد "عملية صعبة وبطيئة مثل تناول الحساء بالسكين."
وهذا هو الدرس الذي تعلمه الجيش الامريكي بشكل مؤلم في العراق حيث تدور حرب تتسم بالفوضى دخلت عامها الخامس مع تزايد عدد القتلى من العراقيين والامريكيين. وبعد عدة انتكاسات عينت واشنطن هذا العام قائدا جديدا هو الجنرال ديفيد بتريوس للاشراف على اسلوب جديد لمكافحة المقاتلين.
والنهروان بلدة فقيرة يبلغ عدد سكانها مئة الف وهي معقل رجال الميليشيات الشيعية في المنطقة الريفية جنوب شرقي بغداد وهي من الاماكن التي تختبر فيها هذه الاستراتيجية.
وعلى مسافة قصيرة من السوق تنقل الرافعات كتلا كبيرة من الخرسانة لبناء جدار واق لموقع أمريكي في وسط البلدة - في تحول عن السياسة القديمة المتمثلة في ابقاء القوات في قواعد كبيرة بعيدة عن المراكز السكانية.
ويعمل الجنود من الكتيبة الاولى من فرقة المدفعية الميدانية العاشرة مع المجلس المحلي وزعماء العشائر على دعم مشروعات اعادة البناء والمشروعات الانسانية وتجنيد سكان محليين لتولي نقاط التفتيش ومراقبة المنطقة.
وقال اللفتنانت-كولونيل مارك سوليفان قائد الكتيبة "يجب ان نكون قريبين من الناس وبينهم وان نكسب ثقتهم ونعمل معهم." وأضاف "نحن نوفر غطاء أمنيا يمكن من تطوير الاقتصاد والخدمات."
وهذه الخطة تأتي مباشرة من كتيب جديد للجيش الامريكي عن مكافحة المقاتلين أعده بتريوس مع عدد من الخبراء الاخرين.
والرسالة الرئيسية التي يوجهها الكتيب هي ان الجيش يجب ان يوفر الامن للناس اذ ان "الناس تميل للتحالف مع الجماعات التي تضمن لها الامان." ويتعين اقامة روابط متبادلة بين الجيش والمبادرات الاقتصادية والسياسية.
ويقول الكتيب مرددا تحذير لورانس قبل مئة عام أن "التمردات تقوم على يد نسبة اثنين بالمئة من قوة ضاربة ونسبة 98 بالمئة من المتعاطفين السلبيين." ويضيف ان الحل هو تحويل مشاعر السكان المحليين ضد المقاتلين.
وينصب التركيز على كسب الناس وليس القتل. ويضيف الكتيب "قتل جميع المقاتلين أمر مستحيل عادة."
والماضي القريب للنهروان يظهر الكثير من الاخطاء التي تعرض لها العراق. ومستقبلها قد يظهر ما اذا كانت الاستراتيجية العسكرية الامريكية الجديدة يمكن ان تنجح في تحقيق الاستقرار في البلاد.
أعاد صدام حسين توطين الاف الشيعة في هذه البلدة مما جعل النهروان جيبا شيعيا محاطا بمجتمعات سنية مسلمة صغيرة. وعندما فجر مقاتلو تنظيم القاعدة مزارا شيعيا في سامراء في فبراير شباط عام 2006 أصبحت النهروان ساحة قتال لعنف طائفي وحشي.
وبعد بضع ساعات من الهجوم على المسجد اخرج مسلحون من السنة 47 شيعيا من قافلة مركبات وأطلقوا النار على رؤوسهم وألقوا بهم في قناة. وبعد أسبوع قتلوا 25 شيعيا في مصنع للطوب واربعة في محطة كهرباء قريبة.
وفي ظل غياب وجود عسكري أمريكي دائم في المنطقة لجأ السكان الشيعة الى ميليشيا جيش المهدي بقيادة الزعيم الديني مقتدى الصدر الذي تتهمه الولايات المتحدة بشن حرب بالوكالة ضد القوات الامريكية نيابة عن ايران.
وعندما بدأت القوات الامريكية في الوصول الى المنطقة هذا العام في اطار زيادة عدد القوات واجهت هجمات متوالية من جانب رجال الميليشيات الشيعية وتحولت النهروان الى منطقة شديدة الخطورة. وقال الميجر-جنرال ريك لينش قائد الفرقة الثالثة مشاة "كان يسيطر عليها رجال الميليشيات الشيعية المتطرفة والمجرمون."
وتحركت القوات الامريكية لاعتقال قادة الميليشيات وبدأت في القيام بدوريات في البلدة ووضعت خططا اقتصادية وسياسية في محاولة لتحسين الرخاء والحكم والامن.
والان يقول سوليفان ان المتاجر والاعمال أعادت فتح أبوابها والسكان يشعرون بالامان وأن الدعم لجيش المهدي الذي يلتزم بهدنة هشة امر بها الصدر بدأ يتراجع.
ولكن مازالت هناك تحديات كبيرة. فاذا بدأت ميليشيا الصدر اعمالا عدائية فان القاعدة الامريكية في النهروان قد تكون معرضة للخطر رغم ان سوليفان يقول ان موقعها في قلب البلدة وسط المتاجر والمنازل سيحد من احتمالات هجمات المقاتلين عليها.
والفساد والمحاباة مستشريان والكثير من أموال المساعدات يختفي قبل أن يصل الى المشروعات المستهدفة. والشرطة المحلية التي يقع مقرها بجوار الموقع الجديد للقوات الامريكية تضم العديد من المتعاطفين مع جيش المهدي.
وعندما توجهت القوات الامريكية الى النهروان في المساء محاولة اعتقال مجرم مطلوب لم يتم اطلاع الشرطة.
ومحاولة اعتقال زعماء المقاتلين مع كسب تأييد السكان أمر محفوف بالمشاكل. فالغارات الامريكية واجبار النساء والاطفال على الخروج من أسرتهم اثناء الليل وتفتيش المنازل كثيرا ما يسبب نوبات غضب عارمة بين العراقيين.
وفي احدى الغارات في النهروان اختبأت مراهقة في أحد الاركان ترتعد من الفزع. وتوسلت امها للجنود قائلة ان أبناءها من الشرطة وليسوا من المقاتلين.
ويقول سوليفان ان أغلب العراقيين في النهروان يرحبون بمثل هذه الغارات مدركين أن من شأنها اقرار القانون والنظام. ويؤكد انه مع تحسن الوضع الامني سيتحول السكان بعيدا عن تأييد المقاتلين.
لكن لا يتفق الجميع على ذلك.
ويقول محسن الشينيمي (50 عاما) في متجره للملابس في سوق النهروان "الجنود يركلون أبواب المنازل ويفتشون على الفور بالداخل حتى اذا كان هناك نساء. وحسب عاداتنا هذا أمر غير مقبول بالمرة."
وأضاف "اذا اصروا على ركل ابوابنا فاننا بصراحة سنقاومهم."
من اندرو مارشال واريك دي كاسترو
© Reuters 2007. All Rights Reserved
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |