توزيع إيرادات النفط على جميع العراقيين من أولويات استراتيجية بوش...تعيين رايس منسقا أميركيا لشؤون إعادة الإعمار في العراق
الجمعة 12/01/2007
لندن: مينا العريبي "الشرق الأوسط" - تتضمن الاستراتيجية الأميركية الجديدة في العراق، جانباً اقتصادياً من اجل استقرار البلاد. وقال الرئيس الأميركي جورج بوش في خطابه ليل اول من أمس، ان هناك حاجة لـ«اعطاء كل عراقي الشعور بأن لديه مصلحة في الاقتصاد العراقي»، مؤكداً دعم بلاده لمشاريع اعادة الاعمار في العراق. وعلى الرغم من ان بوش لم يفصح عن قيمة المساعدات المادية الجديدة، قال مسؤول اميركيون في الأيام الأخيرة إنه من المقرر ان تخصص الولايات المتحدة مليار دولار من المساعدات الخاصة بخلق فرص العمل للعراقيين. وكانت النقطة الاقتصادية الاولى في خطاب بوش، تشير الى «اقرار قانون عراقي لمشاركة جميع العراقيين في عائدات النفط».
وتعتبر الادارة الاميركية مسألة توزيع ارادات النفط من «المعايير» المهمة التي على الحكومة العراقية ان تحققها من اجل استقرار العراق. واكد نائب رئيس الوزراء العراقي رئيس اللجنة المخولة لنص مشروع قانون النفط العراقي برهم صالح لـ«الشرق الأوسط» انه «سيتم قريباً تقديم مشروع قانون النفط متكامل، يوزع واردات النفط بشكل اتحادي من خلال صندوق وطني، ليعاد توزيع الإيرادات على كل العراقيين بشكل متساو». وأصاف ان توزيع ايرادات النفط على جميع العراقيين «لن يكن عامل خلاف، بل عامل اتحاد جميع الجهات العراقية»، مؤكداً مواقفة حكومة اقليم كردستان والأحزاب السياسية العراقية على هذه النقطة «على رغم التداعيات السياسية». وعلى الرغم من عدم إعلانه قيمة المساعدات الأميركية للعراق، قال بوش: «الحكومة العراقية ستخصص 10 مليارات دولار لمشاريع اعادة الاعمار والبنى التحتية». ولفت بروفيسور الاقتصاد في جامعة «برمينغهام» البريطانية المختص بالاقتصاد العراقي كولن روات لـ«الشرق الأوسط» ان «هذه المعلومة ليست جديدة، فهذا هو المبلغ المحدد في الاقتصاد العراقي للمشاريع الجديدة لعام 2007». من جهة أخرى، اعلنت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس امس، ابرز الخطوات الجديدة في الاستراتيجية الاقتصادية، بتعيين السفير الأميركي السابق في هايتي، يتموثي كارني، في المنصب الجديد «منسق شؤون اعادة الإعمار في العراق»، وهو منصب أعلن عنه بوش في خطابه اول من أمس. وقالت صحيفة «واشنطن بوست» في عددها أمس ان كارني ابلغ بتعيني في هذا المنصب يوم الثلاثاء الماضي، في اشارة للخطوات السريعة التي تقوم بها الإدارة لتحديد استراتيجيتها الجديدة. واعتبر صالح ان هذه الخطوة «تؤكد مرة جديدة عزم الإدارة الأميركية التنسيق مع الحكومة العراقية، وخاصة في مجال المشاريع الجديدة».
وبالنسبة الى الجهود الاميركية الجديدة في مجال اعادة الاعمار، ستقوم وزارة الدفاع الاميركية «البنتاغون» بقيادة مشروع لخلق فرص العمل للعراقيين، بالاضافة الى دعم المشاريع الصغيرة في القطاع الخاص. وقال مصدر في الرئاسة العراقية، طلب عدم الكشف عن هويته، ان «هذه المشاريع مهمة من اجل ابعاد الشباب العراقي والعاطلين عن العمل عن أيدي الارهابيين والمسلحين»، موضحاً ان «هذه الخطوات لم تتضح بعد». ولكن حتى الآن لم تحسم تفاصيل هذه الخطط. وقال ستيفن كوك من «مجلس العلاقات الخارجية» الأميركي أمس: «لا توجد مقترحات جديدة حقاً في استراتيجية بوش على ارض الواقع»، موضحاً ان «التركيز على الجانب الاقتصادي في ضرورة اعادة الاستقرار الى العراق كان مطروحاً، منذ اول يوم من سقوط النظام السابق». وأعلن بوش عن مضاعفة عدد «فرق إعادة اعمار المحافظات» والتي بدأت بتوزيعها وزارة الخارجية الأميركية عام 2005 لمساعدات المناطق الآمنة في العراق على تطوير مشاريع لإعادة الإعمار في المناطق العراقية. وقال مصدر في الخارجية الاميركية لـ«الشرق الأوسط» ان هناك «بين 6 و8 فرق حالية، تتغير حسب المتطلبات العراقية، ولكن من المتوقع ان تضاعف وان تدعم مادياً ومن خلال الموظفين الاميركيين قريباً». وذكرت «واشنطن بوست» انه من المتوقع ان يرتفع عدد العاملين المدنيين في هذه الفرق من 250 الحالية الى 400 موظف اميركي. واكد المصدر أن «تفاصيل الخطط المطروحة بشأن الاستراتيجية الجديدة لم تحسم بعد، ولكن الاطر الواسعة محددة»، مضيفاً: «هناك حاجة للتحلي بالمرونة في هذه المسائل، حسب الواقع على الارض».