من تخبطات سمير سالم داود
سمير سالم داود و رغم بعده البعيد عن المنطقة الشمالية يستطيع وبما اوتي من حذق و نباهة في المجال الاعلامي .. ان يقرا البوصلة الكردية و يسير حسب ما يتطلبه اتجاه الامة الكردية المتقلب .. لا نريد ان نعترض على مشروعية تحفزه و تحرقه و تفكيره الطويل بمشروع كردستان الدولة التي ستقطع اوصالا من الدول المجاورة فهذا من حقه .. لكني تمنيت منه و من كل الناطقين بالعربية من اخواننا الكرد ان يخرجوا عن طوق التعسف و يخرجوا لنا مما تخطه ايديهم دررا من الكلام الحصيف و البراهين الجميلة و المطالب الحقة .. سمير كتب .. اخر ما كتب مقالا عن الجلاد .. و المخانيث .. كما سماهم .. و اتصور ان الحقيقة هنا غابت عن موقع الحقيقة .. و من شنقوا الجلاد و من تسببوا في شنقه ليس مخنثين ابدا .. المخنثون و لنعترف بذلك هم كل ذلك الزحام البشري الذين ينتظر على ارصفة الاغتراب الذليل ان يصبح العراق بلا مخاطر يخشى منها المخنثون تحديدا ..
اما القابض على الجمر في بغداد .. و واضع الحبل في عنق الجلاد فلا يستحقان منا الا الاجلال و الاعظام .. عجبي من سمير سالم داود اذ ينظم الى القطيع العربي الذي اكثر من ذمه و الاستهزاء به ابان انتصارات الظفر الحزب الالهي ..لماذا دخل هذا الرجل الحصيف الى ضمن رعاع الامم و تماهى مع موقف جيران العراق المؤذين .. حين يقوم الشيعة باتخاذ موقف تمليه عليهم ضمائرهم و ثوابتهم الانسانية يغضب سمير و يعتبر ذلك واقعا ضمن وعي القطيع كما سماه و لم يتحفنا باي كلمة عن ان من فوائد ذلك الوعي الساذج ان في كثيرا من المراعاة و المداراة لمن يجاورنا من الامم المبتذلة .. يخرج الشيعة هذه المرة عن راي الامة ويعدمون صداما .. لماذا لا يعترف هؤلاء بالعيدية .. لماذا يصرون على تسخيف هذه البشارة الجليلة ..ولماذا يفترض بنا ان نراعي مشاعر القطعان العربية المحيطة بنا وهي حتى لا تعرف ما هو العشق و ما هو الحب و ما هي الانسانية .. تلك العجائز المصونات اللواتي صبرن طوال هذه السنين العجاف المترعة بكؤوس الذل و الفقر و الخوف ينتظرن خبرا من اولادهن او حتى عن موتهم لم يحصلن في النهاية الا على كيس فيه كومة من العظام ... اراهن في تلك الصور المؤثرة و اعجب من هؤلاء العرب وصفاقة وجوههم النذالة التي وصلوا فيها الى احط مستوياتها .. هؤلاء الاعراب لا يقيمون وزنا لتلك الصورة .. لتلك المراة التي تقول للقاضي الكردي و امام صدام انها لا تريد تعويضا بل تريد زوجها ان كان حيا و ان كان ميتا فليدلوني على قبره .. المحاكمة كانت علنية ياناس .. الم يشاهدها عرب الصحراء .. دعوني اقول ما قال النواب .. سبحانه .. ماذا من الوردة ناسا .. و من الاقذار ناسا خلقا .. بخصوص بعض ما نستعمله احيانا من مفاهيم الخناثة و الدياثة و الرجولة و الفحولة و البطولة فنود ان نتوصل الى معنى محدد تستخدم لاجله هذه الكلمات و نظائرها .. حين نستخدمها نراعي فيها الجانب المعنوي و ليس الشكلي على عادة العرب المعاصرين .. مثلا .. بوش مخنث _برغم كل صفاته الاستعلائية الناجمة عن ثقة لا تضاهى بالنفس _ نعم مخنث حين يلقي باخطاء حكومة على ظهر المالكي ليزيد من الاعباء التي نهض بها هذا الرجل الجسور .. العرب ينظرون للشخص و فحولته من خلال ظاهر اللفظ و ظاهر البنية الجسدية .. دون ان يغوصوا الى اعماق النفس .. و ما يخفيه _مثلا _ تعاظم صدام من جبن و رعونة .. عنوان الاستاذ سمير و اوصافه التي اضفاها على شخوص مقالته الاخيرة لم يحالفها التوفيق و لم ينصف ابدا اؤلئك الضحايا الذين اقتصوا من ظالمهم و ظالم اباءهم و اهاليهم و وطنهم .. انا اعرف ان العديد من ضحايا شيعة امير المؤمنين يحشرون انفسهم في معمعة لا يعرفونها .. و على فرض ان الشعار الساذج الذي اطلقه احدهم في تلك القاعة المخيفة لم يكن مرتبا له من قبل و لم يكن لامر دبر بليل .. فان المجال واسع للقول بان ذلك الشخص ما يدري بالدنية طشت لو رشت و لم يحسب في انفعاله ذاك ما يمكن ان يسببه شخصه الضئيل و المجهول و غير المعترف به من كوارث اخلاقية حاضت بها صحف الاعراب من اهل الخبث و التنخث الفاحش ... تخنث العرب هو الذي قادهم الى تبجيل قائدهم الذي يماثلهم في الجبن و الانهزامية و ما حزنوا عليه الا لانه نطق بكلمات رعناء ضد العدو اليهودي الذي يعانون من شدة سحقه ..
في مجال الهزيمة يبحث العرب الاوباش عن ضعيف لينتصروا عليه كما هو اتجاه الاعلام العربي اليوم في استعداء القطيع العربي ضد ايران و الشيعة ..هذا يسمى تخنثا و خناثة .. و في مجال الانكسار النفسي و حدة القمع الذي يتعرض له الاعراب تتولد لديهم عقدة الشعور بالضعف عن المواجهة و هذا يجعلهم يبحثون عن رجل يهذي ببطولات مفترضة سوف يقدمها للعرب على طبق من ذهب .. هم لم يفهموا بعد الاعيب الميديا الصفيقة و الاعلام المؤتجر .. و لم يصدقوا ان في العرب رجلا بامكانه ان يشتم اسرائيل من شاشة اعلانه الرخيص ..هؤلاء المخانيث قدسوا صداما لانهم توهموا فيه بطولة مفترضة ..فقد زعموا ان صدام تحدى امريكا و عادى اسرائيل متناسين انه عرض حتى قصوره .. التي لم يرها اكثر العراقيين .. و غرفة نومه للتفتيش الاممي .. نسوا تلك الصواريخ التي سلمها صدام بكل اذلال للامم المتحدة بعد ممانعة خجولة .. قبل الغزو بايام .. سلم سلاحه لهم على امل ان يتركوه يكمل لعبته الكلامية التي انطلت على كثير من الاعراب الذين لا يستحقون ان يوصفوا بالانسانية .. شاهت الوجوه و لتخرسي ياذئاب الصحراء .. انهم يتدخلون في شؤون العراق .. و يمضون اكثر الى حد ان يسلبوننا وطننا ويلصقوننا ببلد اخر و يثبتون علينا ان نظل الى اخر هذه الحياة نعاني .. التاريخ لن يرحم القيادة الحالية في العراق اذا لم تسر بخطى واثقة الى حيث ينعم العراق بالاستقرار و يخرجه من حالة الاستضعاف المشين الذي جعل اجبن الامم و اغبى الامم و ارخص الامم تتعدى و تزج انفها فيما لا يعنيها من شؤون العراق ..اعتقد ان الخطوات التالية واضحة ..و احيانا قد يتطلب الموقف منك ان تتعلم المثل القائل (حارب عدوك بسلاحه)كنت اريد ان ارد على الاستاذ سمير سالم داود فقادتني الكلمات الى الجار بما يختزنه القلب من اوجاع سببها لنا هؤلاء الانذال الذين يبتهجون بكل سفاح .. حتى اني اعجب حين يكتبون في مواقع نذالاتهم عناوينا تدل على التشوه الانساني الذي يعيشونه .. فهم يكتبون على مشاهد الذبح و القتل و الفجيعة متع ناظريك .. اهذا هو المحيط الذي يريد سمير ان نراعي مشاعره و نحترم عواطفه .. هم يمتعون انظارهم و يهتاجون طربا لمشاهد قتلنا و ذبحنا و يستمرون شعوبا و قادة في النيل منا و التحريض علينا و نرى الان ان الاعلام يركز على العدو الاخطر و الاشد ضررا على الاسلام و المسلمين من اليهود و النصارى .. االان فهمتم يا فهماء ? منذ متى جاءتكم النباهة .. هل لاكتشافكم الاهوج هذا علاقة بزمن التطور و الثورة المعلوماتية و عصر الانفجار المعرفي .. يا اوغاد ..يا سفهاء .. لعنتم حركوا ضمائركم قليلا .. اتركوا عقولكم تتفتح بفجائعنا وصور مقابرنا الجماعية .. و اقراؤا القران .. و اذا المؤودة سئلت باي ذنب قتلت ..
لا اريد ان انكر الدور الصحافي الجليل الذي يقوم به سمير في فضح اساليب العفالقة الانجاس و الاعراب الارجاس و البعثيين الخياس .. و بعض العاهرات .. لكن هذا لا يمنعني من تسديد سهام القول الذي اراه صائبا لاخرج بنتائج قد اراها مرضية لي انا شخصيا ..ليس من العدل ابدا في هذا الوقت الذي نلاحظ فيه اصطفافا طائفيا بغيضا ضد الشيعة و الشيعة حسب عهر كلامهم تتمثل في ايران و اذنابها من شيعة العراق .. الذين يشكلون نسبة الغالبية من الشعب العراقي و بالمناسبة فقد قرات ان حسن العلوي الذي يدافع عن سمير يخطئ من يرى ان سنة العراق اقلية في العراق بدعوى انهم حكموا العراق عقودا من الزمن !!!
هجوم شرس و افواه وقحة وهي بنص القران العظيم اشد كفرا و نفاقا .. تريد ان تغطي عار هزيمتها الممتدة تاريخيا مع عدوها التاريخي بحرب مع مستضعفي الشيعة الذين لم يكتب لهم الحظ يتنفسوا الصعداء من متاعب خلفها البعث البائد
اليوم ليس لنا و ليس لاي احد ان يتهجم على الحكومة المنتخبة وكل ما يصدر منها من اخطاء و خطايا بالشكل الذي يسهم في اضعافها امام عدوها الجديد ..
العدو المسمى بالعرب العاربة
و مراد النفوس أصغر من أن تتعـــــادى فيه و أن تتفــــانى