النتائج 1 إلى 10 من 10
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2003
    المشاركات
    16

    افتراضي المنبر الحسيني الليبرالي!

    المنبر الحسيني الليبرالي!
    زكي لطيف
    تتفاعل جماهير شعبنا مع ذكرى عاشوراء كل عام ، ترى المجاميع الغفيرة من كافة الفئات والطبقات تتوجه إلى مجالس القراءة والتعزية لتستمع للخطباء والمعممين، وبعد ذلك تلطم على صدورها حزنا على الإمام الحسين الذي قتل بسيوف أهل الكوفة سنة 61هـ ولم يكن بينهم شامي أو حجازي كما يذكر ذلك ابن مخنف في مقتله!
    تنتهي الشعائر الدينية وينتهي معها كل شي لتعود الجماهير الحزينة إلى حياتها التقليدية! فالسادة العلماء والخطباء يكرسون تعاليم النظام الديني الذي يسيطرون عليه ويرسخون فيه العادات والتقاليد والقيم الحاكمة ويدعون الناس للتمسك بها أكثر فأكثر، ويعتبرونها طوق النجاة من أهوال العالم الآخر! أنهم يحضون المجتمع على دفع الحقوق الشرعية! لمن؟ لهم بالطبع .وذلك عبر إيرادهم مجموعة من الأحاديث والمرويات والأدلة النقلية ، سابقا وقبل عشرات السنين كان الحسين ثورة سياسية شعبية فقد استغلت مواسم عاشوراء في تأجيج الجماهير ضد السلطات السياسية في بعض البلدان ، فالدين عندما يكون محتكرا بيد فئة معينة تستطيع الفئة المسيطرة توجيهه كما تريد، فعندما يقصدون التمرد والعصيان والمواجهة يدفعوا العامة لخوضها ويستشهدوا بسيرة النبي وعلي والحسين وعندما يركنوا للوضع القائم ويرسخونه في العقول والضمائر فأنهم يحثون المجتمع على التمسك بعروة النظام الديني والاجتماعي والثقافي الحاكم ويستشهدوا بسيرة السجاد والباقر والصادق !
    ثقافة مركزية شمولية تولتارية حاكمة في أجواء عاشوراء ، ذهبت لاستماع احد الخطباء فكان لب موضوعه أن الوجود بما يشمله من عوالم ومن ضمنها الحياة الدنيا والبرزخ والآخرة الأرض والسماوات وبقية الموجودات والمخلوقات،جميعها خلقت من اجل الإنسان الكامل . ولكن من هو هذا الإنسان الكامل في نظر سماحته؟ انه محمد وأهل بيته، فالوجود إذن خلق من اجلهم !! في ليلة أخرى سمعت خطيبا يقول بان الآية التي تحرم أكل مال اليتيم تأويلها الصحيح في دلالتها على وجوب دفع الحقوق الشرعية، فيجب على المكلف دفع الخمس وغيره من المستحقات الشرعية المالية لصاحب العصر ووكيله في هذا الزمان هو المرجع الديني وإلا لم يأمن من النار يوم الفزع الأكبر! ذهبت لخطيب آخر فنادى بأعلى صوته: يا نساء حرام عليكن الخروج من بيوتكم دون إذن أزواجكن ،على كل امرأة أن يوافق زوجها كل يوم على خروجها للعمل أو غيره من المهام، حرام عليكن كشف وجوهكن، حرام عليكن الاختلاط مع الرجال ،أتقن الله فان معظم أهل النار من النساء!!
    أما مواكب العزاء فبعض منها عوضا من أن تكون لطما على الحسين أو غيره من الأئمة كما هو المفترض،يلطم الحاضرون في شئون سياسية ومجتمعية كما في قصيدة الرادود البحريني حسين الاكرف الأخيرة، عندما انتقد الحكومة البحرينية في بعض نظمها الإدارية والتنظيمية في قصيدة العزاء المخصصة لإحياء ذكرى استشهاد الإمام علي !!
    يتمسك الكثيرون بالشعائر الحسينية كاللطم على الصدور والتطبير وضرب السلاسل ويعتبرونها جزء لا يتجزأ من الدين! رغم أنها ليست كذلك، ويحرمون بطبيعة الحال أي تجديد أو ابتكار وكأن ما ألفوه منزلا من السماء!! وفي هذا صورة أخرى قاتمة للاستبداد الذي تعيشه المجتمعات الدينية ،يقول الدكتور الشهيد علي شريعتي أن اللطم ومعظم الشعائر الحسينية ليست سوى شعائر اقتبستها الدولة الصفوية من إحدى الطوائف المسيحية ، يقول" ذهب وزير الشعائر الحسينية إلى أوروبا الشرقية وكانت تربطها بالدولة الصفوية روابط حميمة يكتنفها الغموض، واجري هناك تحقيقات ودراسات واسعة حول المراسيم الدينية والطقوس المذهبية والمحافل الاجتماعية المسيحية وأساليب إحياء ذكرى شهداء المسيحية والوسائل المتبعة في ذلك حتى أنماط الديكورات التي كانت تزين بها الكنائس في تلك المناسبات، واقتبس تلك المراسيم والطقوس وجاء بها إلى إيران، حيث استعان ببعض الملالي لإجراء بعض التعديلات عليها كي تصبح صالحة لاستخدامها في المناسبات الشيعية وبما ينسجم مع الأعراف والتقاليد الوطنية والمذهبية في إيران، مما أدى بالتالي إلى ظهور موجة جديدة من الطقوس والمراسم المذهبية ليس لها سابقة في الفولكلور الشعبي الإيراني ولا في الشعائر الدينية الإسلامية، ومن بين تلك المراسيم النعش الرمزي والضرب بالزنجيل والاقفال والتطيير واستخدام الآلات الموسيقية وأطوار جديدة في قراءة المجالس الحسينية جماعة وفرادى، وهي مظاهر مستوردة من المسيحية بحيث بوسع كل إنسان مطلع على تلك المراسيم أن يشخص كيف أن هذه ليست سوى نسخة من تلك!"(1)
    أجول في معارض الكتاب المتنقلة فلا أجد سوى عناوين سلفية تدعوا إلى القيم الحاكمة ، تصفحت احد الكتب الفقهية لمرجع ديني حي فلم أجد فيه سوى دعوة سافرة للتمسك بتراث الآباء والأجداد وما يستند عليه المجتمع من حفنة النظم المفروضة من جانب واحد ، أما المجالس النسائية فليست سوى عنوان صارخ للاستبداد الحاكم والثقافة الاستعبادية التسلطية ، إذ إنها ليست سوى مجالس بكاء ساذجة لا تحمل أي معنى أو هدف سوى في كونها بكاء عبثي يخرج من نساء روضن على الخضوع وجبلن على الرضوخ وجردن من إنسانيتهن ألحقه ولم يبقى منهن سوى عواطف خائرة ودموع ليس لها قيمة ، تقول إحدى الكاتبات المستنيرات إنها شهدت محاولات تطوير المجالس الحسينية النسائية إلا أنها جوبهت بقمع رهيب من قبل القائمات على هذه المجالس ولم تنجح التجربة!ويحق لنا التساؤل: كيف لها أن تنجح وصاحبات السلطة يخشين من التجديد الذي سيجعلهن يفقدن ما يكسبنه في وسطهن النسائي المحطم من مال وشهرة ورفعة!!
    أن موسم عاشوراء الذي يسيطر عليه رجال الدين والمتدينين التقليديين أصبح عبارة عن موسم لتكريس القيم الرجعية والأفكار البالية والفهم السقيم للدين، وإعادة شحن لسلطات رجال الدين الأخطبوطية، أين الدعوة لحقوق الإنسان والانفتاح والحرية ؟ أين دعوات التجديد والتطوير والتنمية والتقدم؟ لا شي في الأفق سوى الاستبداد والتبعية ،فرجال الدين والخطباء نتاج الحوزات العلمية التي لم تشهد تطور منذ مئات السنين وبالتالي ليس من ثقافتهم الواسعة وعلمهم الغزير الحصيلة الإنسانية العالمية في الميادين الحقوقية والقانونية والتشريعية والاقتصادية والعلمية فمعظم ذلك ليس سوى متعارض مع الإسلام المحمدي الأصيل الذي ينادون به! أن رجال الدين يجسدون في المجتمع كل ما جبلوا عليه في حياتهم الحوزوية من انغلاق واستبداد وقمع لكل نهضة أو فكرة لا تروق للعلماء الكبار الذين يمثلون السلطة بمعناها الفعلي، وعندما يعودون للمجتمع البائس يمارسوا عليه ما مورس عليهم ،لينغمسوا بوعي أو بدونه في دوائر لا تنتهي من الوجاهة والتبعية والمال المتدفق من الأرصدة والمخابئ ، والتي تمثل في مجموعها مفصل السلطة الدينية الراسخة في مجتمع ديني تراتبي متصلب غير قادر على تسيير شئونه دون الاستناد على الشريحة الحاكمة.
    كنت قد قرأت عن الموسم الثقافي الفرنسي في إحدى الصحف، يقول الخبر أن هناك أكثر من 120 كاتب جديد ظهر في هذا الموسم، يطرحون مؤلفات أدبية وقصصية وثقافية متنوعة! إضافة إلى مئات الكتاب المعروفين الذين استهلوا العام الثقافي بمؤلفات جديدة تعالج قضايا مهمة في مختلف شئون الأمة الفرنسية ! وتقدم في نهاية الموسم عشرات الجوائز ويحصد الكتاب والناشرين ملايين الدولارات وتعقد بالطبع عشرات الندوات والمؤتمراث الثقافية والفكرية !! بينما في موسم عاشوراء يحصد الخطباء ملايين الريالات ويبثون آلاف المواعظ ويطلقون مئات الدعوات التي تصب جميعا في خانة واحدة، إلا وهي سلطة رجال الدين والقيم المتعنتة والثقافة السائدة ، لينتهي الموسم دون حصاد حضاري يذكر، فأي تنمية أو تطور وكافة الخطباء وذوي السلطة يقولون أن كل شي على ما يرام؟ فتاوانا صحيحة! عقائدنا صحيحة! أفكارنا صحيحة! نظامنا الديني، نظمانا الاجتماعي، نظامنا الثقافي، مناهج تفكيرنا جميعها صحيحة ويجب علينا فقط أن نتمسك بها لنكتسب السعادة في الدنيا قبل الآخرة!!
    من هذا المنطلق الاستبدادي القهري يحظر أي تجديد، يحارب كل نشاط يهدف منه التطوير والتحديث، اعتقد بان البعض من الخطباء غير مقتنع بالعديد من الأنظمة في حياة المجتمع الدينية والاجتماعية والعقائدية ولكنه لا يستطيع نقدها والدعوة إلى تغييرها أو تصحيح مساراتها لأنه لا يستطيع مواجهة غضب العامة ومن قبلهم رجال الدين الكبار ! التقيت مع رجل دين بعد أن القي كلمة هاجم من خلالها فئة دينية أخرى. فقلت له لماذا انتقدتهم وأنت معي تمدحهم؟ فأجابني: لا يمكن أن أواجه رجل دين قوي وشبان متحمسين! هل تريدهم أن يمنعوا عني راتبي من الخمس لأموت وعائلتي جوعا؟!! موسم عاشوراء فرصة عظيمة للحوار والتقدم والعمل الاجتماعي المشترك، قضية عاشوراء من المفترض أن تجمع فرقاء الساحة الدينية والاجتماعية والثقافية والفكرية باعتبارها قضية الشعب المشتركة ، أنها مناسبة رائعة للتنمية بمختلف فروعها ، إلا أن المجتمع الجامد الخامد لا يستغلها سوى للبكاء والحزن ، وكأن الحسين قد قتل من اجل دموع تنهمر وصدور تلطم!! يبقى الفرقاء كما كانوا سابقا، كل حزب يحي المناسبة بالطرق التقليدية البالية، فلا يلتف احد للمعان العظيمة والمكاسب المهمة من هذه المناسبة ، ليخرج المجتمع كما كان عليه سابقا، مبعثرا ما بين تيارات دينية متناثرة ، ورجال دين متعارضين ،متشاحنين، تمنعهم مصالحهم الشخصية والفئوية من الاجتماع في بنية عمل مشترك تمكن الشعب من مواجهة التحديات الآنية والمستقبلية كباقي الشعوب المتحضرة ،وكل ذلك من اجل المحافظة على مكتسبات ومزايا السلطة الدينية والاجتماعية التي يلوح بريقها في كل وقت وحين.
    كأني بحسينية "الحضارة " تتوسط الحسينيات التي يسيطر عليها التقليديون، روادها من الرجال والنساء دون فصل عنصري بغيض ، ويمتطي المنبر خطيب يرتدي بدلة أنيقة ويخطب في المستمعين داعيا للحرية وحقوق الإنسان ، مناديا بالتطور والتنمية والتغيير، مبينا الخلل في العقائد والمفاهيم والفتاوى، ناقدا للعادات والتقاليد والقيم، حاثاَ الشعب على التحرر من سيطرة فئة قليلة حاكمة متغطرسة لا تنظر سوى لمصالحها الآنية والمستقبلية، مناديا بتخليص الحقوق الشرعية من الاحتكار،عاملا على فرز الدين مما علق فيه من الظنون وألاوهام، محولا ثورة الحسين إلى مناسبة حضارية وشعاعا سرمديا في حياة الأمة للتغير المستمر والتحديث الدائم ، منبر حسينيا ليبرالي يحرر قضية الحسين من الاستبداد ، لتكون ثورته الخالدة معالم في الطريق ونور للدرب الطويل نحو الحرية.
    1- التشيع ألصفوي والتشيع العلوي ص 256
    حق عدل حرية

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    May 2006
    الدولة
    بغداد
    المشاركات
    2,017

    افتراضي

    وبعد ذلك تلطم على صدورها حزنا على الإمام الحسين الذي قتل بسيوف أهل الكوفة سنة 61هـ ولم يكن بينهم شامي أو حجازي كما يذكر ذلك ابن مخنف في مقتله!
    اعتقد ان الكاتب يريد ان يوحي للقراء بأن الحسين قتل بسيوف شيعية!!!!

    من خلال قوله بأن الحسين قتل بسيوف اهل الكوفة ولم يكن بينهم شامي او حجازي.....

    وهذه شبهة تاريخية يحاول الكثيرون الصاقها بالشيعة من خلال الاعتماد على حادثة مقتل الحسين على يد اهل الكوفة وبما ان اهل الكوفة شيعة فالشيعة هم من قتلوا الحسين!!!!!!

    واحفادهم الآن يندبونه!!!!!!!

    مدينة الكوفة والتي تشكل هي والبصرة اولى الحواضر العربية التي تأسست في الاسلام
    على يد سعد بن ابي وقاص سنة 17 للهجرة..لتكون موطناً لجيوش الاسلامية التي فتحت العراق وانطلقت منه للقضاء على الامبراطورية الساسانية في بلاد فارس...

    وهذا يعني ان الطبقة الاجتماعية التي سكنت هذه المدينة هي طبقة العسكر..ومن طبيعة العسكريين هي الطاعة العمياء لكل من يتسنم رئاسة السلطة..فهم مقاتلون ليس الا..ولاتزال هذه الروحية العسكرية موجوده لدى كل الجيوش في العالم...
    هذا من جانب..من جانب آخر نحن لو درسنا طبيعة القبائل العربية التي استوطنت الكوفة
    لوجدنا القبائل اليمانية تشكل الاغلبية بين قبائل الكوفة...ومن المعروف ان الدولة الاموية كانت تعتمد على قبائل اليمن بالدرجة الاساس في الولاء السياسي..حتى ان الجيوش التي قاتلت مع معاوية في صفين كانت بأغلبها من اليمن..ولم يكن مع علي يومذاك الا مذحج قبيله مالك وبعض
    احلافها من طيء رهط عدي بن حاتم الطائي..بل تذكر بعض المصادر ان اغلب طيء كانت مع معاوية حتى ان ابن عدي هرب الى معسكر معاوية لما وجد خالة مقتولاً بسيوف جيش علي..
    هذه القبائل اليمانيه كانت تشكل الاغلبية السكانية بين اهل الكوفة...
    اما من ناحية الولاءات السياسيه والعقائديه فأننا لو استعرضنا تاريخ الكوفة لوجدنا انهم ينقسمون الى ثلاث اتجاهات:
    الخوارج وكلهم من اهل الكوفه وقد خرج منهم عشرين الف من سكنه الكوفه وعسكروا بحروراء وهي قرية قريبة من الكوفة..وقد بقي الخوارج في الكوفة لان الامام علي لم يقتل في النهروان الا مقاتلتهم اما الذين لم يحملوا عليه السلاح فلم يتعرض لهم بل تخبرنا احد الروايات التاريخية انهم كانوا يحضرون الى المسجد عندما يخطب الامام ويقاطعون الخطبة بالتحيم فيقولون:لاحكم الا لله...وبقي هؤلاء في الكوفة وبرز منهم الكثير حتى ان الطرماح بن حكيم الطائي ابرز شعرائهم كان كوفياً

    العامة وهم عامة اهل الكوفة والذين لم يكونوا يؤمنون بحق علي بالخلافة بل ينظرون الى خلافته كما ينظرون الى اي خليفة آخر وهؤىء بايعوا الشيخين ومن ثم عثمان وامتنعوا عن نصره الامام علي حين حرضهم ابو موسى الاشعري حتى عزلهم الامام وفيهم تتجلى روح العسكر التي اشرنا اليها وهي الطاعة العمياء لكل من هب ودب لذالك تراهم يطيعون ابو موسى الاشعر ي تارهً فلا يلتحقون بجيش الامام بذيقار ولما يتمكن الامام من الكوفة بواسطة الاشتر يطيعونه ويلتحقون بجيشه تارةً اخرى..اي ان طبعهم طبع العسكر..سعان ما يغيرون ولاءاتهم..
    وفيهم الكثير من المخالفين لمذهب اهل البيت عقائدياً بل استطيع القول ان هذه الشريحة الاجتماعية كانت تشكل اهل السنة يومذاك ولو ان المصطلح هذا يعود لعصور متأخرة نسبياً
    ولأثبات ذلك يكفي ان نقول ان ابا حنيفة النعمان مؤسس المذهب الحنفي اول المذاهب السنية كان كوفياً ومن الذين ينتمون لتلك الشريحة كما ان عاصم بن ابي النجود الكوفي الذي تلقى القرأه على عثمان كان احد علماء اهل السنة في الكوفة ولو رجعنا للتاريخ لوجدنا الكوفة انجبت الكثير من علماء السنة كأبي يوسف الانصاري قاضي الرشيد وغيرهم الكثير...

    الطبقة الثالثة هم الشيعة وبذلك كانوا يعرفون..شيعة علي..وهم كما يظهر من استقراءانا لثورات العلويين اقلية..وهؤلاء تشيعوا بفضل عمار بن ياسر وعبد الله بن مسعود حيث كان الاوزل والياً على الكوفة والثاني احد سكنتها حتى نفيه من قبل عثمان..وكان يتزعمهم الصحابي سليمان بن صرد الخزاعي..
    ولو رأينا العدد الذي خرج مع سليمان في معركة عين الورده "التوابين"لادركنا حجم الشيعة الحقيقيين كانوا خمسة الالاف فقط..ولو حسبنا المتخلفين في الكوفة والاطفال والنساء والعجزة
    والبقيه الذين التحقوا بالمختار لما تجاوز عددهم الخمس وعشرون الفاً في اعلى التقديرات الحسابية...
    هذا مع العلم ان مقاتلة الكوفة بأجمعها كانوا مائه وعشرين الف مقاتل كما تذكر اوسط الروايات..ولو حسبنا متوسط السكان لاصبحوا ثلاثمائه اذا اخذنا بنظر الاعتبار الاطفال والنساء والشيوخ..فأين نسبة الخمس وعشرين الفاً من الثلاث مائه؟؟؟انها نسبة ضئيلة..

    ولو اخذنا بنظر الاعتبار الاجراءات القمعية المشددة التي اتخذها ضد هؤلاء ابن زياد من حبسٍ في المطبق كما فعل بالمختار وميثم وغيرهم او تعذيب كما فعل بهانيء بن عروة او قطع السكك عليهم من قبل الحرس الاموي لادركنا تعذر وصولهم لنصرة الامام الحسين بكربلاء...
    اذااً لماذا توجه الامام للكوفة كما نصحه بعض اقاربه بأن له شيعةً فيها؟؟؟
    المعروف ان الشيعة كانوا قليلين في ذلك الوقت وكانوا موزعين في اليمن والمدائن والكوفه..
    وصحيح ان الشيعة كانوا يمثلون اقلية في الكوفة الا انهم كانوا اكثر من باقي الشيعة الموجودين في بقاع العالم الاسلامي آنذاك هذا بالاضافة الى موقع الكوفة الحيوي والاستراتيجي في الدولة الاسلامية...بالاافة الى ذلك نجد ان شخصية الحسين كانت قد اخذت بعداً اسلامياً اكثر مما اخذت بعداً شيعياً وقتذاك فالناس كانوا ينظرون اليه بأنه حفيد رسول الله الوحيد في المشرق والمغرب..ولهذا اغلب من كاتبوا الحسين كانوا ليسوا من المؤمنين بأمامته كما هم الشيعة بل كانوا يرون فيه رمزاً اسلامياً لاتليق الخلافه ولاتصلح الا به وذلك بعد موت الحسن...لذلك نجد ان ابن الزبير كان يتضايق من مكوث الامام الحسين في مكة لانه يعلم جيداً ان الامام ووجوده في مكه سيخطف الانظار عنه وعن دعوته...
    وانت لو قرأت اغلب كتب المراسلين للحسين لوجدت ان هؤلاء من هذا الصنف الذي اشرت اليه في مقدم كلامي وهم من اصبحوا يعرفون بأهل السنة والجماعة..ولعل كتب حجار بن ابجر وعمرو بن الحجاج خير دليل على ذلك..فالاول كان خارجياً من الحرورية والثاني كان اموياً..
    ولكن بعض الناس كان لديهم طموحاً سياسياً واستعداداً فطرياً لركوب الموجه فتراهم يتقلبون مع هذا وذاك ويتحلفون حتى مع اعدائهم اذا كان الهدف واحد..لذلك تجد ان الزبيرييين قد تحالفوا مع الخوارج تارةً ومع الشيعة والمختار تارةً اخرى على البون الشاسع مابين هذه الفرق الثلاثفي صعيد العقائد والوزلاءات...
    وعلى هذا تستنتج ان الجيش "الكوفي" الذي حارب الحسين يوم كربلاء لم يكن من الشيعة كما يحاول الكثيرين ومهم الكاتب ان يقولوا..بل كان جيشاً يدين بالولاء للدولة الاموية ويعتبر يزيد خليفة رسول الله واميراً للمؤمنين!!! كما هي عاده السنة في طاعة اولي الامر!!
    لذلك تجد قاده هذا الجيش من شخصيات معروفة بعدائها لاهل البيت كحجار بن ابجر وعمرو بن الحجاج والحصين بن نمير وعمر بن سعد بن ابي وقاص..والذي امتنع اباه عن مبايعة الامام علي وقت خلافته...
    الا ان الكوفة تحولت بعد مقتل الحسين تدريجياً الى التشيع ..فكان لواقعة الطف بعداص كبيراً على الجانب العاطفي في نشر التشيع بين الكوفييين..كما كان للنهضة العلمية التي قام بها الباقران دور كبير على الجانب العقائدي لاهل الكوفة يحدثنا بعض الرواه يقول:"دخلت الكوفه الى مسجدها فوجدت اربعة الاف شيخ كلهم يقول حدثني جعفر بن محمد!!!
    وهؤلاء هم فقط طلبة العلم الذين التقوا بالامام واخذوا عنه الرواية مشافهةً فما بالك بالغير متعلمين وهم السواد الاعظم من اهل الكوفة بل ما بالك بالنساء والاطفال؟؟!!
    لاشك ان لحادثة الطف ولنهضه العلميه التي قام بها الباقران دور كبير في نشر البتشيع بتلك المدينة حتى تحولت فيما بعد الى معقل من اهم المعاقل للعلوين..

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Apr 2006
    المشاركات
    8,007

    افتراضي

    `حتى لو سلمنا جدلا بما يقوله البعض وهو تكرار أن شيعة اهل الكوفة هم من خذلوا الحسين(ع) فهل هذه الحجة الواهية التي يتشدقون بها كافية لان تضع التهمة على شيعة اليوم؟ لو كان جدي العاشر أو العشرون من اهل الكوفة وكان شيعيا ولم ينصر الحسين(ع) فهل يصح أن يأخذني الناس بجريرته ويكيلون لي الاتهامات ! سبحان الله, الا يقرأ هؤلاء الناس أن لا تزر وازرة وزر اخرى , وكل انسان الزمناه طائره في عنقه. اذا كان هذا منطقهم المعوج فلي الحق أن اتهمهم بجرائم يزيد وان تبروا منه. لكن الكاتب كما اشرت اخي زيد حاله كالاخرين يطرق هذه النغمة الرتيبة وهي ان الشيعة هم من خذل الحسين, فما باله بجيش عمرو بن سعد اليس لذلك الجيش احفاد يعيشون بيننا , ما هو موقفه منهم لماذا لايكييل الاتهامات لهؤلاء الاحفاد. القضية كلها قائمة على منطق عجيب ومعوج وما اقيم على جرف هار انما هو بناء منهار.






    الحرب السعودية العراقية !
    ايها العراقي ,ايها الانسان اعرف عدوك
    http://www.iraqcenter.net/vb/showthread.php?t=86647

    تقسيم العراق وسوريا وداعش والبعث وحرب القادسية!
    الدور السعودي في تدمير العراق وسوريا والتمهيد للتقسيم والتطبيع

    http://www.iraqcenter.net/vb/showthread.php?t=86036




  4. #4
    تاريخ التسجيل
    May 2006
    الدولة
    بغداد
    المشاركات
    2,017

    افتراضي

    فلي الحق أن اتهمهم بجرائم يزيد وان تبروا منه. لكن
    لم يتبرؤ منه اخي العزيز مروان...بل يعتبرونه اميراً للمؤمنين!!!!!

    حتى ان احد خنازير الوهابية الف كتاباً مشهوراً عنوانة "امير المؤمنين يزيد المُفترى عليه"!!!!


    اما عمر بن سعد هذا فهم يعتبرونه صحابي..بل يروي البخاري عنه ويعبر عنه ائمتهم في الجرح والتعديل بأنه "صحابي ثقة"!!!!

    اما عمران بن حطان اللعين والذي مدح ابن ملجم بقوله:
    يا ضربةً من تقي ما اراد بها
    الا ليبلغ من ذي العرش رضوانا

    فهو عندهم ثقة وصدوق ويروون عنه!!!!!

    فهؤلاء هم من يدعون انهم يحبون اهل البيت وعلي والحسين....

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    المشاركات
    261

    افتراضي

    كاتب الموضوع ليس من قتل الإمام الحسين عليه السلام باأهل الكوفه بل أبناء الهارتان الشهيرتان هند ومرجانه يعني بني أميه وشيعة العراق أبرياء من دم الحسين كبرائة الذئب من دم يوسف عليه السلام .ويكفيهم شرفا سيدنا الحر الرياحي .. وأوجه لك سؤال مارأيك في يزيد لعن الله من لايلعنه هل هو برئ من دم سيدنا الحسين؟؟؟ولايكون بعد أهل الكوفه من وضع السم لسيدنا الحسن ماأكذب الأموي فعلا أكذب البشر الأموي!!!؟دائما بني أميه كالثعالب يحاولون إلصاق جرائمهم العظام في الشيعه . أتمنى أنك لست منهم كاتب الموضوع وإذا كنت منهم ياشقاك
    ناديت همدان والأبواب مغلقةن...ومثل همدان سنا فتحة البابي...كالهندواني لم تفلل مضاربه... وجهه جميل وقلب غير وجابي...من أقوال سيدنا علي بن أبي طالب في قبيلة همدان بعد معركة صفين ....علي بن أبي طالب فتى بني غالب ...علي بن أبي طالب فتى بني غالب...علي بن أبي طالب فتى بني غالب...

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Sep 2005
    الدولة
    قلب كل معذب
    المشاركات
    1,093

    افتراضي

    الاخوة الكرام أحب أن ألفت نظركم إلى هذا الكاتب المعتوه الذي ينتحل عدة شخصيات عبر المواقع والمنتديات لتشويه مذهب أهل البيت عليهم السلام

    هذا المدعو " زكي لطيف " له مشاركات ومقالات باسماء أخرى كلها تتهجم على المذهب والمراجع وعلمائنا الأفاضل ومن أحد الأسماء التي يكتب بها " رائد قاسم " وَ " هادي رائد "

    فانتبهوا يا اخوان من الأقلام الخبيثة المدسوسة

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Sep 2005
    الدولة
    قلب كل معذب
    المشاركات
    1,093

    افتراضي

    وإليكم كيف يندسون هؤلاء الكتاب بأسماء محرفة عبر شبكاتنا

    فبعد كتابة الكاتب لمقاله هنا تم نشره ايضاً في شبكة راصد تحت اسم " رائد قاسم "

    http://64.246.58.131/artc.php?id=14659

    أتمنى من القائمين على المنتدى الحذر والتحقق من مثل هذه الأقلام المدسوسة الخبيثة

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    30,109

    افتراضي

    المنبر الحسيني بين مسئوليتي الخطاب والتلقي





    بقلم سماحة الشيخ حسين المصطفى


    هل نكبرُ بالقضية الحسينية بالآفاق والروح والفكر لنخرجها من دائرة الزمن المحدود لنحركها في الأبعاد المترامية، أو أننا نصغرها لندخلها في كل أساليب الضعف التي فرضت نفسها على العقل والقلب والحركة والحياة؟!
    إذا أردنا أن نكبر بها، فإنّ علينا أن لا نفصلها عن جذورها، لنجعلها مجرد حادثة مفصولة عن حركة الإسلام في الواقع، بحيث تغيب المسيرة الإسلامية في كل خطوطها ومفاهيمها وحركيتها وانفتاحها على الإنسان.


    نحن إذن أمام عدة مسؤوليات أجملها في ما يلي:

    أولاً: دور المنبر الحسيني:

    يعد المنبر الحسيني منبر الإسلام الأصيل، في نشر ثقافته بالحكمة والموعظة الحسنة، وتأصيل مفاهيمه وإبعاده عن أفكار التخلف والغلوِّ والخرافة، وإصلاح ما فسد في الواقع الإسلامي على الصعيد الأخلاقي والاجتماعي والسياسي، وإثارة الوعي لدى المسلمين أمام التحديات الموجهّة إليهم للسيطرة على مقدراتهم ومواقعهم من قبل التحالف العالمي، وإبراز النهضة الحسينية كحركة إنقاذ للواقع الإسلامي كله بعيداً عن النزعات القومية والعرقية والإقليمية ، وعن الطائفية المذهبية، وعن العصبيات الحزبية والمرجعية ونحوها، ما يمزق وحدة الأمة ويجعل بأسها بينها وإشغالها بالهوامش الجزئية، بدلاً من أن يكون بأسها موجهاً إلى أعدائها، وتقديم الصورة المشرقة لأبطال كربلاء، ولا سيما الإمام الحسين عليه السلام ، والسيدة زينب عليها السلام بالصورة الرسالية المشرقة البعيدة عن الضعف والخذلان وروح الهزيمة ، ليعرف الناس فيها روح القوة والعزيمة والتحدي في مجابهة الطغيان بكل صلابة ، ولقد قال أئمة أهل البيت في حديثهم عن المنبر الحسيني ورسالته:( أحيوا أمرنا رحم الله من أحيا أمرنا) وليس لأهل البيت عليها السلام أمرٌ إلا الإسلام الأصيل في المنهج الذي خطوّه ونهجوه في الشكل الحضاري المنفتح على قضايا الإنسان في كل زمان ومكان .
    ولم يكن لأهل البيت أي اهتمام بالجانب الذاتي لشخصياتهم المقدسة، بل انصبّ اهتمامهم على الجانب الإسلامي في حركيتهم الفاعلة في خط الإمامة التي تمثل الامتداد الحركي للرسالة الذي انطلق فيه الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وقد جاء عن الإمام الباقر عليه السلام : ( من كان وليّاً لله فهو لنا وليّ ، ومن كان عدواً لله فهو لنا عدو، والله ما تنال ولايتنا إلا بالورع ) .

    ثانياً: مسؤولية أصحاب الحسينيات:

    إنّ إخواننا المؤمنين من أصحاب الحسينيات والمموِّلين لها، يتحملون المسؤولية الإسلامية في تحريكها في خطِّ الوعي الإسلامي الرسالي الولائي الذي يجمع المسلمين المؤمنين ، ولا سيما أتباع أهل البيت عليهم السلام ولا يفرقهم ، ويفتح عقولهم على الفكر الإسلامي الواعي ولا يغرقهم في أوهام التخلف ، ويؤصل لهم العقيدة الإسلامية الإيمانية، ولا يدفع بها إلى الغلوِّ والخرافة وذلك باختيار الخطباء الرساليين الواعين الأتقياء الذين لا يثيرون الفتنة ولا يستغلون غرائز العوامّ ، ولا يلعبون بعواطف الناس طلباً للانجذاب إليهم بدلاً من أن يوجهّوا هذه العواطف باتجاه المفاهيم الرسالية.

    إنّ الله يحمّلهم مسؤولية هذه المواقع، فإذا أحسنوا إدارتها واختيار الأشخاص الصالحين لها، أعطاهم الله خيراً وثواباً عظيماً ، وإذا لم يحسنوا في ذلك فإنهم يتحملون وزر كل السلبيات الناشئة من ذلك على الأمة ، وقد قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام : ( اتقوا الله في عباده وبلاده ، فإنكم مسؤولون حتى عن البقاع والبهائم ) .

    ثالثاً: مسؤولية خطباء المنابر الحسينية:

    يتطلب من أصحاب المنابر أن يثقفوا أنفسهم وأن يطرحوا العناوين الحسينية للنهضة أكثر من طرحهم المأساة الحسينية، وليس معنى ذلك أنّنا نتنكر للمأساة فإنه لا بد أن تبقى الفكرة الحسينية مغسولة بالعاطفة ؛ فإنّ البكاء يعكس الارتباط القلبي بأهل البيت وسيد الشهداء عليه السلام والدموع تروي القلب وتزيل الظمأ وهي حصيلة محبة أهل البيت عليهم السلام ، ومن الطبيعي التعاطف الروحي مع الأئمة يستوجب مشاركتهم في حزنهم وفي فرحهم ، ومن علامة الشيعة أنهم: ( يفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا ) ، ولكن علينا أن نعرف كيف نستخدم أساليب العاطفة ، لأنّ أساليب العاطفة تتطور مع الزمن، ولذلك يمكن أن تكون بعض الأساليب متوارثة منذ مئة سنة وربما كانت مفيدة في حينها ولكنها أصبحت الآن مضرة:

    1- لا بد من أن يكون هناك تجديد في الأساليب، وخاصة الشعر الحسيني ؛ لأنّ هذا الشعر قد نظم من خلال بيئات سابقة كانت تحاول أن تصوّر القضية الحسينية بطريقة تتناسب مع تقاليد وذهنيات ذلك العصر، ونحن نحتاج إلى شعر حسيني ، سواء كان شعبياً أو قريضاً ، يتناسب مع المرحلة التي نعيشها ومع ذهنيات الشباب والجيل المعاصر في إثارة العاطفة.

    2- نحتاج إلى تنقية المضمون بإبعاد الخرافة عن السيرة الحسينية ، فالبعض يحاول دائماً أن يقدم السيرة بشكل خرافي جداً وربما خارق للتصور أو مناف للعقل والمنطق لإثارة العاطفة، ولذا نحتاج إلى أن نوثق الأحاديث بنحو لا تتحدث إلى ما تتسابق العقول إلى تكذبيه، فلو كان لدى الخطيب ذوق أدبي وكان عنده فن أدبي وكان يستطيع أن يطرح الأشياء الصحيحة في عاشوراء ويصورها تصويراً فنياً وأدبياً مؤثراً فإنّه يمكن أن يجعل الناس يبكون من دون إضافة أشياء أخرى من غير الحق. ألم نقرأ روايات أو نشاهد أفلاماً ليس لها علاقة بعقيدتنا ولا بتاريخنا ولا بحياتنا ونبكي عند مشاهدتها؟

    3- إنّ العاطفة لها أسلوب خاص، فيجب أن تعرف كيف تحرك العاطفة بحيث يستشعر الإنسان الحزن ويعيش القضية حية حارة ، ما يخلق لديه وعياً ولا يخلق تخلفاً. ولذلك فقد أصبح المنبر الحسيني يحتاج إلى ثقافة من أعمق ومن أوسع الثقافات، فلا يكفي أن يحفظ الخطيب بعض القصائد ليرددها على مسامع الناس الذين فيهم المثقفون وفيهم أناس من مذاهب أخرى ومن أديان أخرى، فلا يجوز أن نأتي بأشخاص جهلة متخلفين لقراءة مجالس الحسين ، لأننا بذلك نقوم بتشويه صورة الإسلام من حيث لا نقصد، فالكثير من الخطباء مخلصون لكن تعوزهم الثقافة التي تجعلهم بمستوى مهمتهم.

    عليهم أن يتعاملوا مع الخطابة الحسينية كرسالة إسلامية لا كمهنة للعيش فقط، ولذلك فلا بد من أن تتوفر عندهم الثقافة الإسلامية بطريقة علمية واسعة عميقة منفتحة على تطورات الذهنية المعاصرة في أساليبها وقضاياها وتطلعاتها، لأنّ لكل عصر ذهنيته التي يخاطب أهله من خلالها، ولكل جيل ثقافته، فلا بد لهم من أن يحدِّثوا الناس بقدر عقولهم، مع التدقيق في دراسة الواقع الحاضر مقارناً بالواقع الذي كان في عهد الثورة الحسينية، لأنّ الإمام الحسين عليه السلام انطلق لتكون رسالته في إصلاح أمة جده صلى الله عليه وآله وسلم بما عرض لها من فساد في عصره ، فعلينا إذا كنا نؤكد رسالته في امتداد الزمن، أن نقوم بإصلاح الأمة مما عرض لها من الفساد في الواقع. فإنّ التاريخ ليس مسؤوليتنا الحركية، بل هو للدرس والعبرة، ولاستيحاء القضايا التي تبقى منه للحياة، بل الحاضر هو مسؤوليتنا التي قد تأخذ من الماضي بعض العناصر الأصيلة لتخطط للمستقبل.

    فعلى الخطباء أن يدرسوا الواقع الإسلامي في تمزقاته، ولا يزيدوه تمزقاً بإثارة الخلافات، وإذا أردوا أن يتحدثوا عن قضايا الخلافات الإسلامية الكلية، فليحاولوا أن يأخذوا بالمنهج القرآني في الوقوف عند الكلمة السواء، والجدال بالتي هي أحسن، والحفاظ على وحدة الأمة.

    إننا مسؤولون جميعاً عن الأمة كلها، لا سيما في ظروف المرحلة الخطيرة التي ينطلق فيها الاستكبار العالمي بكل قواه من أجل إضعاف الأمة الإسلامية، والإجهاز على كل مواقع القوة فيها، وعلينا أن نتحمل مسؤولية ذلك كله.

    وعليهم أن يحافظوا على التحدث إلى الناس بالصدق في الرواية، وذلك بتوثيقها، فلا يكن الهمُّ كله استنزاف الدمعة وإثارة العواطف على حساب الحق، وقد قال الإمام الصادق عليه السلام لبعض أصحابه : ( إنك أخذته بالحق والباطل وقليل الحق يكفي عن كثير من الباطل ).
    إنّ علينا أن نبقي العاطفة في أسلوب عرض المأساة الكربلائية ، ولكن الواجب علينا أن نعمل على أن تكون العاطفة صادقة لنثقف الناس بالحقيقة لا بغير الحقيقة.

    رابعاً: دور الجمهور الحسيني:

    عليهم أن يكونوا جمهور الوعي الإسلامي الذي يشجع الخطباء الرساليين الذين يحرِّكون خطابهم في توعية الناس بالحق لا بالباطل، وبالوحدة لا بالتفرقة، وبالمحبة لا بالبغضاء، وبالفكر الأصيل لا بالفكر المتخلف.. لقد كان أهل البيت عليه السلام قمة الوعي الحضاري ، فلتكن المجالس الحسينية مجالس الحضارة الإسلامية الواعية، حتى نسمح لها بالامتداد في الأجيال المعاصرة والقادمة، ولا تسمحوا بكل مظاهر التخلف التي تؤدي إلى هتك المذهب مما توارثه الناس من عادات وتقاليد متخلفة.

    إنّ المجالس الحسينية ليست مجرد مواقع لتحصيل الثواب ، بل هي مواقع لتحصيل الثقافة الإسلامية والروحية الولائية الأصيلة .

    كونوا جمهور الحسين عليه السلام الذي هو جمهور الإسلام الأصيل، الذي يحمل رسالة الإسلام لتكون قاعدةً للفكر والعاطفة والحياة، ولذلك فإنّ عليكم اختيار الخطيب الرسالي الواعي الوحدويّ الذي تستمعون إليه، وقد جاء في الحديث المأثور: ( من أصغى إلى ناطق فقد عبده، فإن كان الناطق يؤدي عن الله فقد عبد الله، وإن كان الناطق يؤدي عن الشيطان فقد عبد الشيطان ) .

    خامساً: دور المرأة وعاشوراء:

    إنّ المرأة هي إنسان كما أنّ الرجل إنسان، وقد كانت عاشوراء هي عاشوراء المرأة وعاشوراء الرجل، وكان الحسين عليه السلام وكانت إلى جانبه زينب عليها السلام ، وكان علي عليه السلام وكانت إلى جانبه سيدتنا فاطمة الزهراء عليها السلام ، وكان النبي صلى الله عليه وآلأه وكانت إلى جانبه سيدتنا خديجة عليها السلام لقد كانت المرأة في مواقع الإسلام جنباً إلى جنب مع الرجل .

    ونحن نعرف أنه في عهد الدعوة الأول كانت النساء يقمن بالدعوة ، كما كان الرجال يقومون بالدعوة ، حتى أنّ سمية استشهدت في سبيل الإسلام لتأكيد الثبات على الإسلام والتوحيد إلى جانب زوجها ياسر الذي استشهد أيضاً في سبيل الثبات على الإسلام.

    وقد كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يُخرج المرأة كما يخرج الرجال إلى الحرب لتقوم النساء بسقي العطشى ومداواة الجرحى، لذلك فإنّ للمرأة دوراً في عاشوراء في امتدادها الزمني تماماً كما هو دور الرجل، فكان لها دورٌ في عاشوراء عند انطلاقتها، فها نحن نجد السيدة زينب عليها السلام المرأة القائدة التي انطلقت بكل صلابة وقوة وشموخ، وبكل عنفوان وصبر ومواساة للإمام الحسين عليه السلام في شهادته ، وفيما بعد في رعاية للأسرى والسبايا من بعده ، وفي حماية الإمام زين العابدين عليه السلام وهي التي وقفت أمام ابن زياد بكل العنفوان الإيماني الإسلامي العلوي لتخاطبه بكل قوة.

    وهكذا عندما وقفت في جموع أهل الكوفة لتخاطبهم بكل قسوة على خذلانهم أو على مواجهتهم للحسين عليه السلام وبلغ موقفها القمة عندما وقفت أمام الطاغية يزيد وقالت له: ( فكد كيدك وناصب جهدك).

    وهكذا نجد أنّ زينب عليها السلام لا تمثل حالة استثنائية، بمعنى أنّ لها تكليفاً ودوراً استثنائياً خاصاً بها، بل إنها تمثل القاعدة في حركة المرأة عندما يفرض الإسلام على المرأة أن تواجه الفساد بحسب الظروف المحيطة بها وبحسب إمكاناتها، لذلك نحن نريد للمرأة العاشورائية أن تعيش الوعي، ونريد للنساء اللاتي يقمن بقراءة السيرة وبرعاية المجالس الحسينية أن يكنَّ نساءً مثقفات، تقيات ينشرن الوعي في النساء ويرتفعن إلى مستوى عاشوراء في كل ما يفرضه تطور الحياة من الأساليب التي يمكن أن تصنع لنا عاشوراء جديدة، ولتصنع حركة إسلامية جديدة تنطلق من القضايا الإسلامية ولتعيش الأجيال إسلاماً منفتحاً على الحياة ، فإن للمرأة في عاشوراء الحاضر وعاشوراء المستقبل دوراً يتكامل مع دور الرجل، لأن الله قال عندما تحدث عن المؤمنين والمؤمنات في حركة المسؤولية :  (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ) . .

    وإذا عرفنا أنّ المعروف يتسع لكل قضايا الحياة التي يرضاها الله ويريد للإنسان أن يأخذ بها، وأنّ المنكر يتّسع لكل قضايا الحياة التي لا يرضاها الله ولا يريد للناس أن يأخذوا بها، عند ذلك نعرف أنّ على المؤمنين والمؤمنات أن يتكاملوا، كلٌ في دوره وكلٌ في طاقته، وإذا كان البعض يسجل بعض التحفظات على الجانب الأخلاقي في حركة المرأة، فإنّ الله لم يجعل الأخلاق ضريبة على المرأة وحدها، بل جعل الأخلاق فرضاً على الرجل والمرأة في كل مجال من المجالات الفردية والاجتماعية والسياسية. فنحن عندما نؤكد على حركية المرأة في المسألة الإسلامية الإنسانية، فإننا نؤكد على الحركية التي تنسجم مع الخط الأخلاقي الإسلامي الذي وضعه المذهب الإسلامي للمرأة كما نؤكد على المنهج الإسلامي الأخلاقي للرجل.

    وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين





  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    316

    افتراضي

    كل انتصار بدون الحسين هزيمة

    المنبر الحسيني هو كل منبر اصلاحي آمر بالمعروف ناهي عن المنكر
    الاخوة الاعزاء وبالاخص الاخ زيد النار بارك الله بك على ردك حول الموضوع

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    May 2006
    الدولة
    بغداد
    المشاركات
    2,017

    افتراضي

    وبالاخص الاخ زيد النار بارك الله بك على ردك حول الموضوع
    وبك اخي الحبيب ابو نور...والله اخجلتني بكرم وسماحة اخلاقك النبيلة..

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني