 |
-
دفاع عن زيارة عاشوراء
زيارة عاشوراء من أهم الزيارات الواردة في الكتب المعتبرة ومنها كامل الزيارات للشيخ بن قولويه ، ومصباح المتهجد للشيخ الطوسي ، ومصباح الزائر للعلامة علي بن طاووس ، والمنقولة في جميع كتب الزيارات والأدعية تقريبا ومنها كتاب مفاتيح الجنان للشيخ عباس ألقمي .والتي نقلها عن كتاب مصباح المتهجد للعلامة الطوسي ( رحمه الله ).
كما أن هذه الزيارة يستحب قرأتها في جميع أوقات السنة من قرب أو بعد.
سند الرواية وفضلها :
ن
قل الشيخ الطوسي ( رحمه الله )في كتابه ( مصبح المتهجد ) :
روى محمد بن إسماعيل ، عن صالح بن عقبه ، عن أبيه ، عن أبي جعفر الباقر ( عليه السلام ) قال : "من زار الحسين بن علي في يوم عاشوراء من المحرم حتى يظل عنده باكيا لقي الله عز وجل يوم يلقاه بثواب إلفي حجة وألفي عمرة وألفي غزوة وثاب كل حجة وعمرة وغزوة كثواب من حج واعتمر وغزا مع رسول الله ( صلى الله عليه واله ) ومع الأئمة الراشدين" ، قال ، قلت : جعلت فداك فما لمن كان في البلاد البعيدة وأقاصيها ولم يمكنه المسير في ذلك اليوم ، قال ( عليه السلام ) " إذا كان في برز إلى الصحراء ،أو صعد سطحا مرتفعا في داره وأومأ إليه بالسلام واجتهد في الدعاء على قاتليه وصلى من بعد ركعتين وليكن ذلك في صدر النهار قبل أن تزول الشمس ، ثم ليندب الحسين ( عليه السلام ) ويأمر من في داره ممن لا يتقيه بالبكاء عليه ، ويقيم في داره المصيبة بإظهار الجزع عليه ، وليعز فيها بعضهم بعضا بمصابهم الحسين ( عليه السلام ) أنا الضامن لهم إذا فعلوا ذلك على الله عز وجل جميع ذك "، قلت : جعلت فداك أنت الضامن ذلك والزعيم ؟ قال عليه السلام " أنا الضامن وانأ الزعيم لمن فعل ذك ،".
قلت : وكيف يعزي بعضنا بعضا ؟ ، قال عليه السلام " تقولون ، عظم الله أجورنا بمصابنا بالحسين عليه السلام وجعلنا وإياكم من الطالبين بثارة مع وليه الإمام المهدي من آل محمد عليه السلام ، وان استطعت أن لا تنشر يومك في حاجة فافعل فانه يوم نحس لا تقضى فيه حاجة مؤمن وان قضيت لم يبارك له فيها ولم ير فيها رشدا ، ولا يدخرن أحدكم لمنزله فيه شيئا من ادخر في ذلك اليوم شيئا لم يبارك له فيما ادخر ولم يبارك له في أهله ، فإذا فعلوا ذلك كتب الله لهم اجر وثواب ألف حجة وألف عمة وألف غزوة كلها مع رسول الله صلى الله عليه واله ، وكان لهم اجر وثواب مصيبة كل نبي ورسول ووصي وصدّيق وشهيد مات أو قتل منذ خلق الله الدنيا إلى أن تقوم الساعة.
قال صالح بن عقبة ، وسيف بن عميرة : قال علقمة بن محمد الحضرمي : قلت لأبي جعفر الباقر ( عليه السلام ) علّمني دعاء ادعوا به في ذلك اليوم إذا أنا زرته من قرب ، ودعاء ادعوا به إذا لم أزره من قرب وأومأت من بعد البلاد ومن داري بالسلام اله ، قال فقال لي : يا علقمة إذا أنت صليت الركعتين بعد أن تومئ إليه بالسلام فقل عند الايماء إليه بعد التكبير هذا القول فانك إذا قلت ذلك فقد دعوت بما يدعو به زواره من الملائكة ، وكتب الله لك مائة الف الف درجة ،وكنت كمن استشهد مع الحسين ( عليه السلام ) حتى تشاركهم في درجاتهم ثم لاتعرف الا مع الشهداء الذين استهدوا معه وكتب لك ثواب زيارة كل نبي وكل رسول وزيارة كل من زار الحسين ( عليه السلام ) منذ يوم قتل ( عليه السلام ) وعلى اهل بيته ، تقول : ............" ثم ذكر الإمام الباقر ( عليه السلام ) نص زيارة عاشوراء واعرضت عن ذكرها لطولها وهي متوفر في الكثير المواقع كما انها موجودة في كتاب مفاتيح الجنان .
شبه ورد
لقد شكك البعض في زيارة عاشوراء وانتسابها إلى اهل البيت ( عليه السلام ) وكان منشئ هذا التشكيك ههو انه ( ورد كثرة العن فيها مثلا " تقول مائة مرة : اللهم العن اول ظالم ظلم حق محمد واخر تابع له على ذلك ..... اللهم العن الاول والثاني والثالث والرابع والعن يزيد خامسا والعن عبيد الله بن زياد وابن مرجانه وعمر بن سعد وشمر وال أبي سفيان وال زياد وال مروان ......... ) .
وقالوا : كثرة اللعن لايناسب اخلاق اهل البيت وما لهم من سمو الاخلاق والرفعة ما يبعدهم عن كثرة اللعن !!.
وللرد على هذه الشبه ، نقول :
لقد ورد اللعن في القران الكريم في اكثر من عشرين اية منها :
1- (وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلاً مَا يُؤْمِنُونَ) (البقرة:88) .
2- ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) (البقرة:161).
3- (أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) (آل عمران:87) .
4- (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ) (المائدة:78) .
وغيرها من الايات الشريفة
ثم أن الله سبحانه قد جعل اللعن من احكام هذه الشريعة المطهرة اذ جعل نفي الود به واقامة مقام شهادة اربعة شهود قال تعالى )وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ * وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ) (النور:6،7)
ودليل اخر .
أن الله سبحانه قد جعل اللعن اية هذا الدين ومنتهى المحاجة مع المعاندين وامر نبيه ( صلى الله عليه واله ) بلعن الكاذب ، قال تعالى ( فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ) (آل عمران:61) .
فهل هذا اللعن لا يتناسب مع اخلاق رسول الله والذي مدحه الله سبحانه (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) (القلم:4) ؟!! مالكم كيف تحكمون .
ونقل الشيخ جواد التبريزي ( حفظه الله ) في كتابه زيارة عاشوراء فوق الشبهات (( ورواه ايضا محمد بن طاهر ألقمي الشيرازي في كتابه الاربعين ، جواز العن على من يسته وترتيب الثواب عليه " وقد صح عن امير المؤمنين ( عليه السلام ) انه لعن معاوية وعمرو بن العاص وابا موسى الاشعري وابا الاعور السلمي .
وروى أن حجر في الصواعق أن رسول الله صلى الله عليه واله قال ( ليدخلن الساعة عليكم رجل لعين ، فدخل الحكم بن العاص ).
ورى البخاري في صحيحه عن سالم عن أبيه ، انه مع رسول الله صلى الله عليه واله إذا رفع راسه من الركوع من الركعة الاخيرة من الفجر يقول ( اللهم العن فلانا وفلانا ) بعدما يقول (سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد ) فانزل الله (لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ) (آل عمران:128) .
والادلة كثيرة في هذا المجال ..
وهذه الزيارة صحيحة لكثرة الرواة ثقتهم ورواها اكابر علماء الامامية في كتبهم امثال الشيخ الطوسي والشيخ علي بن طاووس والشيخ الكفعمي وغيرهم من الثقاة . اضفة إلى التناسق الادبي والمطابقة للبقران والاحاديث الشريفة في في تولي الصالحين والبراءة من الظالمين .
حادثة طريفة في فضل زيارة عاشوراء
في زمن المجدد الشيرازي (رحمه الله ) انتشر وباء الطاعون في محيط سامراء ففزع اهل سامراء إلى السيد الشيرازي وكان انذاك زعيم الحوزة العلمية التي كان مقرها في سامراء وكانت ذات الاغلبية الشيعية فقال لهم عليكم بقراءة زيارة عاشوراء اربعين صباحا ، لم يقتنع البعض بهذا ولكن لم تكن امامهم من وسيلة اخرى ففعلوا ذلك باخلاص وخوف لما يحيط بهم من الوباء ، وسبحان الله ما أن انتهت الاربعين يوما حتى بدا ينكشف عن القرى المحيطة ولم يدخل المدينة وسلم اهلها بفضل الله سبحانه وببركة زيارة عاشوراء .
هذا باختصار دفاع بسيط عن زيارة عاشوراء وتوجد العديد من البحوث بهذا الخصوص ومنها كتاب ( زيارة عاشوراء فوق الشبهات ) للعلامة ميرزا جودا التبريزي وغيرها .
وما اشدنا اليوم إلى قراءة زيارة عاشوراء عسى أن يكشف الله عنا وباء الارهاب الذي بات اخطر من الطاعون فعسى الله أن يكشف عنا كل سوء بحق محمد وال محمد .
وهذه مجموعة من الصور النادرة لهذه الزيارة المباركة
http://www.shazly.net/~freehosting/...2a_brwjardy.jpg
نسخة نادرة موجودة في مكتبة السيد البروجردي في قم يعود تاريخها الى زمن الشيخ الطوسي ( الى القرن الخامس الهجري) بحسب ما مكتوب على ظهرها
http://www.shazly.net/~freehosting/...ahmd_altwni.jpg
نسخة ابن ابي الجود ( ربيب الدين حسن بن محمد )موجودة في مكتبة السيد شهاب الدين المرعشي (رحمه الله )
ويعود تاريخها الى جمادة الثانية سنة ( 629) هجرية .
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |