الإئتلاف واستحقاق المرحلة
نزار حاتم
Saturday, 27 January 2007
نزار حاتم
أملت الظروف الانتخابية التي شهدها العراق عقب اسقاط النظام السابق على يد قوات التحالف الذي قادته امريكا وبريطانيا ، الحاجة الماسة الى ولادة التكتلات السياسية لتمثل قوائم للاقتراع ، فكان (الأئتلاف العراقي الموحد) وبدعم المرجعية الدينية أوفرا حظا بالفوز في أكثرية المقاعد البرلمانية ، والحكومية.
وكان المتوقع عقب انجاز هذه المهمة أن يعمد الأئتلافيون الى جعل هذا الاصطفاف مرجعية سياسية لشيعة العراق على أسس علمية مدروسة ومخططات تأخذ بعين الأهمية مجمل التحولات السياسية التي سيشهدها العراق مستقبلا .
حتى اللحظة لم يبشر الأئتلاف بالعزم على انجاز هذا الفعل الحيوي المطلوب .
وبدا للمتابع أن أعضاء الكتلة الأئتلافية يشبهون ركاب سفينة قد جمعتهم رفقة السفر على متنها بغية الوصول الى الشاطئ ، ولا نصيب فيها للناس الذين دفعوا بها الى نقطة الوصول .
كان يفترض بعد انتهاء العمليتين الانتخابيتين أن يجتمع الائتلافيون لانتخاب رئيس لهذه الكتلة بدلا من أن تكون الرئاسة او الزعامة الحالية مثارا للتساؤل لأنها أقرب الى الاستحواذ منها الى العمل الديمقراطي الذي ينبغي لهذه الكتلة العمل على تأصيله في واقع العراق الجديد .
وليست لدي حساسية من أن يكون السيد عبد العزيز الحكيم رئيسا للأئتلاف لاسيما أن الرجل أثبت كفاءة ممتازة على صعيد اتخاذ المواقف الحازمة وعدم تخليه عن المحسوبين على كيانه السياسي ، ولكن عدم ترؤسه للأئتلاف بالطريقة الديمقراطية ينبغي أن لا يرتضيها هو لنفسه طالما يدعو للديمقراطية ويتحدث عن استحقاقاتها .
ما كنا نتمنى أن يتحول الائتلاف الى خيمة لا تتسع لغير اعضائها غير المنسجمين في الرؤى والتصورات والاداء السياسي كما هو واضح ، وكما بدا مثيرا للاستهجان لدى المجتمع مع مرور الايام .
معظم الرموز في هذا التكتل يعمدون الى الغياب عن الجلسات البرلمانية بدعوى انشغالهم في امور اخرى ، فيما المفترض أن يكونوا أكثر الاخرين التزاما بالحضور والمشاركة لتقوية المجلس النيابي .
لا ادري هل فكر قادة الائتلاف في رفد كيانهم بعناصر القوة والديمومة ليكون مستجيبا لحركة الواقع السياسي بأمور حيوية وهامة من شأنها أن تعطيه دفعا قويا على الصعيدين السياسي والاجتماعي .
ينبغي أن يفكر هؤلاء القادة بضرورة ايجاد عدد كبير من الكوادر والطاقات الثقافية والاعلامية والاستشاريين ليقفوا رديفا قويا لهذا الكيان اذا ما اريد له البقاء والتواصل مع الراهن والمستقبلي .
ما المانع من اصدار جريدة باسم ( الأئتلاف ) أو اذاعة ناطقة باسمه في ظل وجود وسائل اعلام خارجية متطورة يصفها الائتلافيون بالمعادية دون أن يكون لهم رد عملي في ازالة وتبديد هذه " العداوة " .
معظم الكفاءات الاعلامية والثقافية والفكرية المحسوبة على هذه الكتلة مازالت في ارض المهجر بعد أن حاولت أن تجد لها موطئا لاسداء الخدمة في ارض الوطن عقب زوال النظام الدكتاتوري فلم تجد ثم عادت ليبقى وضعها كما لو أن صدام حسين مازال حاكما .