وزير الخارجية الإيراني(يمين) ونظيره المصري
GMT 1100 2007 الأحد 28 يناير
نبيل شرف الدين



--------------------------------------------------------------------------------


ملفات الأمن والنووي ونفوذها في العراق ولبنان
مصر تتهم إيران بالتورط في قتل سفيرها ببغداد



نبيل شرف الدين من القاهرة: اتجهت العلاقات المقطوعة منذ 28 عاماً بين مصر وإيران إلى مزيد من التوتر، بعد اتهامات سربتها مصادر دبلوماسية في القاهرة، بضلوع أجهزة الاستخبارات الإيرانية في اختطاف واغتيال إيهاب الشريف سفير مصر السابق لدى بغداد,‏ قائلة إنها أقدمت على ذلك بهدف استبعاد الوجود المصري عن العراق‏,‏ حسب تعبيرها‏ . وكان لافتاً ما نقلته اليوم صحيفة (الأهرام) الحكومية عن المصادر الدبلوماسية قولها إن التأييد المصري والخليجي والأردني للخطة الأميركية الجديدة في العراق له ما يبرره، موضحة أن "تأييد مصر لهذه الخطة جاء لإنقاذ أشقاء مسلمين يتعرضون للتطهير الطائفي‏,‏ خاصة في بغداد علي أيدي ميليشيات مسلحة معروف انتماؤها"، على حد قولها .

وعين الشريف سفيراً لمصر في العراق، حيث وصل إلى بغداد في أول حزيران (يونيو) من العام‏2005,‏ واختطف في الثالث من تموز (يوليو) من ذات العام‏,‏ وأعلن خاطفوه عن قتله بعد أربعة أيام من اختطافه‏,‏ ولم يعثر على جثته حتى الآن .
وظلت العلاقات الدبلوماسية بين مصر وإيران مقطوعة منذ قيام الثورة الإسلامية في إيران بقيادة الإمام الخميني عام 1979 وحتى الآن، لكن مصر احتفظت ببعثة لرعاية مصالحها في طهران، تزاول عملها تحت لافتة السفارة الايطالية، في ما يوجد مكتب لرعاية المصالح الإيرانية بالقاهرة .

الأمن والسلام
وكثيراً ما أبدت دوائر دبلوماسية وأمنية مصرية مخاوف حيال أفكار تصدير الثورة التي تتبناها إيران، فضلاً عن إيوائها ورعايتها لبعض عناصر الجماعات الإرهابية المصرية، وتعترف ذات المصادر بأن هناك أزمة ثقة متبادلة، سواء لدى طهران أو القاهرة، فضلاً عن تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية التي تعزز هذه المخاوف.

وبالإضافة لما تعتبره القاهرة تنامياً للنفوذ الإيراني في المنطقة، سواء في العراق أو لبنان أو غيرهما، فإن هناك أيضاً خلافات في المواقف حيال موضوع أمن الخليج لا تزال تقف حائلاً دون تفاهم العاصمتين، وأكدت المصادر أن التطورات في المنطقة عمقت هذه الخلافات التي برزت إبان تحرير الكويت عام 1991
وأعربت المصادر المصرية عن دهشتها إزاء تحفظات إيران على معاهدة السلام المصرية ـ الإسرائيلية وربطها الاقتراب من مصر بابتعاد مصر عن إسرائيل، وقالت ذات المصادر إن السلام خيار استراتيجي لمصر، وشأن يخصها وليس لأي دولة أخرى أن تقحم نفسها في هكذا قضية، خاصة وأن مصر خاضت سلسلة حروب ضد إسرائيل، ولا تقبل المزايدة عليها في هذا المضمار، بينما لم تطلق إيران رصاصة واحدة ضد إسرائيل، بل تفضل المزايدات والحروب بالوكالة في المنطقة .

وفي الملف النووي الإيراني كثيراً ما أكدت القاهرة إنها تتعامل معه من منظور فني وقانوني، وبما تطرحه الوكالة الدولية للطاقة الذرية من تقييم باعتبار أن الوكالة هي الجهة الفنية المنوط بها التأكد من مدي التزام الدول بتعهداتها بموجب اتفاق الضمانات الموقع بين إيران والوكالة الدولية .

وظلت العلاقات بين إيران ومصر خلال أكثر من نصف قرن مضى متوترة غالباً لاسيما منذ قيام شاه إيران السابق محمد رضا بهلوي بطلاق "الأميرة فوزية" شقيقة الملك فاروق، وفي عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر كانت هناك قطيعة كاملة بين البلدين بسبب العلاقات الدبلوماسية بين إيران وإسرائيل، وكانت الفترة الوحيدة التي شهدت ازدهارا في العلاقات بين البلدين هي السنوات القليلة التي سبقت قيام الثورة في إيران حيث كانت هناك علاقة حميمة تربط شاه إيران بالرئيس المصري الراحل أنور السادات وسرعان ما تدهورت تلك العلاقات ووصلت إلى القطيعة الكاملة، في العام 1980 بعد اندلاع الثورة في إيران، وإبرام مصر اتفاقية السلام مع إسرائيل، ونشطت بين الحين والآخر مساع لتحسين العلاقات بين القاهرة وطهران، غير أن هذه المحاولات باءت بالفشل، بعد أن اصطدمت في أغلب الأحيان بمناخ عدم الثقة السائد بين العاصمتين، وصراع التيارات المحافظة، وتباين وجهات النظر حول جملة من القضايا أبرزها المسائل الأمنية وتراجع رصيد الثقة بين الجانبين .