«جامع الامام الحسين» المسجد الشيعي الوحيد في مدينة الدمام «أرشيف»
مع ساعات المساء الأولى اعتاد محمد حسين الاتجاه من مدينة الدمام إلى مدينة سيهات المجاورة لغرض حضور الفعاليات السنوية لعاشوراء، وذلك لدواعي الحظر الحكومي غير المعلن على اقامة مثل هذه الفعاليات في المدينة التي يقطنها أكثر من 150 الف من الشيعة -بحسب بعض التقديرات- والذين تعود أصول معظمهم لمحافظة الأحساء.
ويتأسف محمد الذي ولد وترعرع في الدمام ويعمل في احدى دوائرها الحكومية وهو يسرد معاناة عشرات الآلاف من اقرانه الذين اعتادوا على الذهاب إلى مدينة سيهات لحضور المجالس الحسينية المقامة هناك في ذكرى عاشوراء واستشهاد الامام الحسين.
ويقول «من المؤسف أن لا أحظى بالحرية في ممارسة حريتي الدينية في مسقط رأسي والمدينة التي لم أفارقها طوال حياتي..»
وفي مثل هذه الأيام من كل عام تفرض السلطات الأمنية في الدمام حظرا مشددا على الشيعة الذين اعتادوا على اقامة المحاضرات والمجالس الحسينية والندوات الثقافية في المدينة طوال العام.
جانب من الحضور في اثنينية النمر بالدمام التي منعتها السلطات «أرشيف»
السيدة فاطمة زوجة محمد والتي ترافقه يوميا في الرحلة إلى سيهات قالت «حتى المجالس النسائية الخاصة التي نعقدها في بيوتنا ممنوعة وهي خاضعة مع الأسف لرقابة الأمن تحت طائلة ايقاف رب المنزل الذي "تضبط" في بيته مثل هذه الفعاليات.»
ويقيم الأحسائيون وهي الصفة التي عرف بها شيعة الدمام العديد من الفعاليات الثقافية والدينية في سيهات حيث بات لديهم مجالسهم المعروفة بعد أن كانوا يستخدمون في السابق الحسينيات القديمة في المدينة التي تقع أقصى جنوب محافظة القطيف وهي على مرمى حجر من الدمام.
ويستضيفون على مدى الليالي العشر الأولى من شهر محرم الجاري «20 - 29 يناير» بعضا من أبرز المحاضرين والخطباء والاكاديميين على مستوى المنطقة.
وتتعدد الأنشطة التي يقيمونها بين المحاضرات الثقافية والدينية والمجالس الحسينية والعزاء الحسيني والبرامج الموجهة للأطفال والفعاليات النسائية والأمسيات الشعرية إلى جانب النشرات الثقافية.
وعرف من أبرز المجالس الأحسائية في سيهات مجلس الحاج حسن النمر وحسينية بقية الله واللتان تغصان ليليا بالمستمعين من مختلف مدن وبلدات المنطقة.
ويشتكي محمد مما وصفه بالتمييز الذي تمارسه السلطات الأمنية بحقهم بالقول «لدينا مسجد واحد فقط. ويكفي بأن السلطات ترفض حتى الآن تخصيص قطعة أرض لنا لاستخدامها مقبرة لدفن موتانا».
ويضيف «تعرض العديد منا للاستدعاء والسجن بسبب اقامة مجالس حسينية خاصة في المنازل.. فجميع الانشطة العامة ذات الصبغة الشيعية ممنوعة حتى لو كانت فرقة انشاد ديني.»
وحظرت السلطات الأمنية في العام الماضي ما عرف بأوبريت الإمام المهدي الذي يقام بمناسبة ذكرى ميلاد المهدي المنتظر وسبقه حظر آخر طال «اثنينية النمر» احدى أقوى المنتديات الثقافية في المنطقة.
ويلخص محمد مشكلته بالقول «الحكومة ترفض الاعتراف بنا.. هذا هو التفسير الوحيد في أن لا يجد الآلاف من المواطنين الحرية في اقامة شعائرهم الدينية بحرية في أحيائهم ومنازلهم الخاصة في أحد أهم مواسمهم الدينية عبر العالم.»
ويعود التواجد الأحسائي بالدمام إلى منتصف القرن الماضي مع نشوء المدينة وتوافد الآلاف من مختلف مناطق المملكة اثر اكتشاف النفط.
ويعمل العديد من الاحسائيين بالدمام في التجارة وصناعة الذهب.
http://www.alserat.net/vb/showthread.php?p=63021