مرحى لثورة المستضعفين في عيدها


أكان حدثا اعتياديا؟ كلا أن هزة الثورة لم تترك ارضا الى وطالتها برعودها. تكالبت الايادي على الثورة من يومها الاول بل من قبله بكثير
وحيكت المكائد لها قبل ولادتها فكان أن سمي رجالها بالماركسيين المسلمين ويالها من تسمية, قيل عن خبث لتشويه الثورة ولكن تلك التسمية ربما ايضا كانت نابعة من مصطلحات الغرب المتعالي, ذلك الغرب الذي لم يعهد هكذا ثورة من عهد طويل , فلم يعهد اولئك الساسة بثوار يحملون رسالة الاسلام الحق وهم يقاتلون نظاما مستبدا غاشما قويا, فما عرفوه في سابقهم انما استكانات وخذلان ومعاهدات وتواطئ فهم لم يعهدوا نارا تحمل في قبسها نور الحسين(ع) , ثورة لاتهادن ولا تساوم , فلا عجب ان يطلقوا عليها وهي في بداياتها تلك التسمية المشوهة.
وما أن سرت نار الثورة فلا من مطفئ لها حتى قام الغرب كعادته بحياكة الخبائث والمكائد وكان لها طاغية العراق , فصور بطلا وقام يرغي ويزبد واصطفت الاعراب وراءه تحمل شرا قديما. لم يجسر الاعراب على الوقوف بوجه الشاه حينما كانت اساطيله تناور في الخليج وطائراته تحوم بحرية ولجيشه ترسانة اقوى جيوش العالم, لم يطلق عليه الاجلاف تسمية الصفوي أو الرافضي, وانما بالعكس انحنوا له ولقوته وهم يرون جبروته ويرون حلفاءه يباركون له ذلك الطغيان وكذلك فعل طاغية العراق المقبور وكلنا يذكر انحناءه ليد الشاه في دولة الجزائر .. فيا (للمراجل, هي هاي المرجلة)…. ولكن عند مجئ الثورة وانتصارها ظهرت الاحقاد وجيشت الجيوش وانذر الناس حول شر اصفر قادم من بوابة الشرق.
لم تكن الدولة الجديدة سوى في عامها الاول حتى اوقدت تلك الحرب المشؤومة وتحالف الاعراب (المتخالفون دوما) , نعم توحدوا على عداء ذلك الشروق. لكن الثورة وقفت تستمد قواها من نور الحسين(ع), لاتساوم ولاتهادن.. من يجرأ على الوقوف امام جبروت الغرب والشرق معا ولكن الثورة وقفت غير ابهة بمقاييس الارض وهي تتلقى طعنات الغدر والخيانة من ابناء الدين ومن اهل الجماعة!! ورغما عن كل المكائد والعداء وكخيط الفجر الابيض سرت عدوى الثورة تدريجيا الى بقاع الارض وهي لازالت في مهدها وبين طعنات اعداءها.
ثمانية وعشرون عاما مرت وتلك الثورة التي ظن اهل الغرب أنها ستقضي في مهدها شمخت بعنفوانها لتري بني البشر وجها مشرقا لهذا الدين لم يعرفوه ولم يسمعوا به من قبل, وجها طاهرا نظيفا ناصعا, ليس كوجه دين الاعراب ومشاهد حفلاتهم ومجونهم وبذخهم على صالات القمار في اوربا وهم يحملون اسم هذا الدين فقبحوه بقبحهم وقبح افعالهم. لم تنفع المكائد والمؤامرات, حرب السنين الثمان لم تركع الثورة, تحرشات الطالبان, مقاطعات الغرب, تشويه الثورة ومبادئها لم تجلب لاهل الغدر والمكيدة سوى نتائج معكوسة , وكل من حاك الشر لها طالته يد القدر العادلة بينما لازالت الثورة في ديمومتها وعنفوانها وكأن يد الاقدار تحفظها من مكائد السوء والشر.
فديتك سيدي وانت في مثل هذه الايام تخطب في عام الثورة ونحن نسمع صوتك الهادر في اجهزة الحاكي و نتسائل: هل حقا هذه ثورة مشوهة تجمع بين الشيوعية والاسلام ؟ أي دين هذا وأي مبدأ هذا سيكون!!! ولكن المرجفين الحاقدين والجاهلين الغافلين ابتلعوا تلك الدعاية السفيهة وروجوا لها حقدا وحمقا, كانت تلك الدعاية وجها من وجوه عين دعاية هذه الايام في تشويه الثورة وفي تشويه مذهب اهل البيت(ع).
فديتك سيدي وانت تزأر هادرا : نحن في صدد اقامة الدولة الاسلامية.....(مان بدنبال اقامة دولة ميكردم)...... مرحى لتلك الجموع الهادرة , مرحى لتلك الدماء القانية التي غدت زيتا يطيل امد نور قناديل الثورة. ياللهزة وللصحوة ويالعدوى الثورة , لقد انهار ذلك الصرح الكاذب صرح القوى العظمى وبفضل الثورة فتحت اعين الناس وانيرت بصائرهم بمد جديد , لم يعد لمقاييس الارض من معاني وافتضح اهل الخنوع من الاعراب ومن ادعياء حمله هذا الدين, وبدا لعشاق الثورة وبفضلها أن هذا الدين عند الاعراب وسلاطينهم الطغاة ماهو الا غطاء لتضليل الجماهير ولحماية الملك والجاه.
ففعل حكام العرب في عصرنا تماما كفعل اجدادهم من بني امية , أليس قول مليكهم السفيه :( لعبت هاشم بالملك فلا وحي جاء ولا ملك نزل)!!! أليس ذلك الضال المضلل لازال يذكر بخير في دوايينهم واروقتهم وقصورهم التي ابتنوها من اموال مغتصبة من شعوبهم الجائعة المشردة, لايتورعون عن ذكر اولئك الظلمة بخير فهم بذلك يمتدحون انفسهم ايضا ويعضدون شريعة الظلم والاستبداد فلا عجب أن يضللوا شعوبهم بالاعلام ويدعمون السفهاء بالاموال من اجل صد الثورة القادمة من الشرق.
مرحى للثورة وحي عليها, سرت في كل بقاع الارض وهزت الشرق والغرب معا, تساقطت رؤوس عفنة وتبدلت انظمة وانهارت امبراطورية الشرق الاحمر والثورة لازالت بخير, انهكت الحروب والمحن دول الغرب وهي تحيك المكائد والثورة بخير . المرجفون الحاقدون الفاشلون الخائبون يكيلون لهذه الثورة باليد والقلب واللسان طمعا في أن ينالوا منها بشر وخذلان ولكن القافلة تسير رغما عنهم. مرحي يا ثورة المستضعفين , فديتك يا امامنا الخالد يابن الدوحة الطاهرة ومرحى للثورة ولابناءها ولشهداءها ولعشاقها والله اكبر على الظالمين.