مرجعية النجف ترفض محاولة قم للهيمنة على شؤونها

[باقر.ع.الهادي]

مرجعية النجف ترفض محاولة قم للهيمنة على شؤونها

قال مصدر عراقي ان رفض المرجعية الشيعية في مدينة النجف العراقية دعوة من نظيرتها بمدينة قم الايرانية لتشكيل لجنة مشتركة للتعاون والتنسيق الثنائي جاء بسبب معرفة الاولى ان الدعوة تستهدف في النهاية الى فرض مرجعية قم لهيمنتها عليها واضاف ان هذا الامر يدخل ضمن صراع قديم بين المرجعيتين للهيمنة على الشأن الشيعي في العالم.. فيما اتهم اية الله السيد محمود الحسني الصرخي شرطة النجف بمحاولة افتعال معركة جديدة كتلك التي نشبت هناك الشهر الماضي ولكنها تستهدف انصاره هذه المرة.

وابلغ المصدر العراقي المقرب من مرجعية النجف "ايلاف" اليوم ان مرجعية قم دعت لتشكيل هذه اللجنة المشتركة بهدف الاضطلاع بمهمة الاشراف المشترك على المدارس الدينية للمرجعيتين والامور المتعلقة بطلبتها اضافة الى توحيد مناهج الدروس الدينية فيهما في خطة تستهدف التدخل السافر في شؤون النجف. واكد ان المحيطين بالمرجع الشيعي الاعلى آية الله السيد علي السيستاني في النجف قد تلقوا الدعوة الايرانية بانزعاج ووجدوا فيها محاولة ايرانية للهيمنة على شؤون مرجعيتهم. واوضح انه بعكس هذا الرفض فان السيد عبد العزيز الحكيم زعيم الائتلاف العراقي الحاكم والمقرب من مرجعية آية الله السيد محمد سعيد الحكيم في النجف ينظر بارتياح الى دعوة مرجعية قم ويقوم بالترويج لها.

واضاف ان هناك هيئة رسمية في ايران يطلق عليها "الهيئة العليا للحوزة العلمية" تابعة للحكومة الايرانية وترتبط بالمرشد الاعلى للثورة الاسلامية في ايران آية الله السيد علي خامنئي والذي يعتقد ان الدعوة لتشكيل اللجنة المشتركة قد جاءت بتوجيه منه. وقال ان ايران ومنذ وفاة المرجع الشيعي الكبير آية الله السيد ابو القاسم الخوئي منتصف التسعينات والذي كانت مرجعيته في النجف تعتبر المرجعية الدينية الاولى للشيعة في العالم وهي تسعى لحسم الصراع التاريخي بين مرجعيتي النجف وقم لصالحها. واشار الى ان مرجعية الخوئي ظلت تشكل هاجسا لمرجعية قم نظرا لانها شكلت مرحلة مهمة في التاريخي الشيعي وعملت على تحديث تراثه واقامت غلاقات دولية مهمة مع المنظمات والمؤسسة الدولية وفي مقدمتها الامم المتحدة كما انشات لها مؤسسات دينية ضخمة في عدد من دول العالم ومنها في بريطانيا والهند. يضاف الى ذلك ان الراحل الخوئي كان يؤكد على ضرورة عدم تدخل المرجعيات في الشؤون السياسية مشددا على ان مثل هذا التدخل لايؤيده سند شرعي.


وكان النجل الاكبر للخوئي وهو السيد محمد تقي الخوئي قد قتل على الطريق بين النجف وكربلاء عام 1997 ووجهت الاتهامات في حينها الى نظام الرئيس السابق صدام حسين بالمسؤولية عن الجريمة. كما تم قتل نجل الخوئي الاخر وهو السيد عبد المجيد الخوئي الامين العام لمؤسسة الامام الخوئي في لندن لدى عودته الى النجف بعد عشرة اعوام قضاها في المنفى وذلك بعد يومين من سقوط نظام صدام حسين في التاسع من نيسان (ابريل) عام 2003 وهي الجريمة التي توجه مصادر عراقية بالمسؤولية عن التحريض على ارتكابها الى رجل الدين الشاب مقتدى الصدر ضمن الصراع بين المرجعيات الشيعية ومراكز النفوذ في النجف.
وقال موقع "الملف" العراقي على الانترنيت الذي يشرف عليه سليم الحسني مستشار رئيس الوزراء السابق ابراهيم الجعفري زعيم حزب الدعوة الاسلامية العراقي الذي ينتمي لقيادته رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي امس ان مسؤولين ايرانيين طرحوا مشروعاً لإنشاء لجنة مشتركة لتنظيم وإدارة شؤون الحوزتين العلميتين في النجف وقم بشكل مشترك وتحت إدارة واحدة. واوضح ان هذا المشروع الذي يعد تدخلاً في شؤون الحوزة العلمية العريقة في النجف التي اشار الى انها تتطلع الى دور كبير ونهضة علمية قوية بفضل عراقة حوزتها العلمية وإنتهاء الضغوط التي كانت تتعرض لها في زمن النظام السابق.
واضاف من جانب اخر أن القوات الأميركية إعتقلت عبد الزهرة الداغري المسؤول في مؤسسة شهيد المحراب التي يترأسها عمار نجل السيد عبد العزيز الحكيم لدى خروجه من منزل الشيخ جلال الدين الصغير النائب البرلماني والقيادي في المجلس الاعلى للثورة الاسلامية والائتلاف الشيعي العراقي الحاكم مع مجموعة آخرين. وقال ان من بين المعتقلين شخص يحمل الجنسية الإيرانية اسمه أحمد فروزنده موضحا ان الداغري أهوازي من منطقة الخفاجية الايرانية ودخل العراق بعد سقوط نظام صدام حسين. وعرف عن الداغري نشاطه الواسع قبل ان يقدم خدماته الى مؤسسة شهيد المحراب في النجف برئاسة عمار الحكيم وكان يساعده بمهامه الادارية في المؤسسة الشيخ عطاريان وهو أيضا يحمل الجنسية الإيرانية ويتولى مهام ثقافية وإدارية واسعة في المؤسسة.

أيلاف-

[hasan]

هذا كلام فيه خلطة عجيبة وغريبة ؟؟؟؟؟!!!!!!

اوله : "ايه الله الصرخي" !!!!!!! ، وين بالشماعية ؟

ثانيه : محاولة السيد الحكيم , ياليت ان يجيبنا احد الاخوة عن ملابسات كهذه كي نعرف هل هذه هي من متبنيات السيد سعيد الحكيم و السيد عبد العزيز الحكيم ام انها تلفيقات عليهم؟

ثالثه : المرجعية العليا و الوحيدة بدون منافس هي للسيد السيستاني وكل الباقين ينظون تحت هذه المرجعية لانها الاكفئ والاعلم و الاعمل نشاطا

رابعه : ان من يريد ان ينظوي تحت هكذا تعهدات فهو بهذا يريد سحب البساط من تحت المرجعية العليا التي ينحني لها العالم لوطنيتها وحرصها على وحدة الاسلام والامة رغم كل الصعوبات ومتحديات التي واجهت المرجعية والشيعة وحتى السنة بل وحتى الادينات الاخرى
الهيمنة على القرار للمرجعية العراقية هو طموح ايراني بل حقد وحسد من دائرتين ايرانيتين
دائرة الحكم فهي تتمنى ان تسيطر على الشيعة كي تدلهم على دروب الفتن والتخلف والاحتراب الداخلي والطائفي

خصوصا وان ايران تحاول النيل من الديمقراطية التي يتمتع بها مراجع العراق وهذا بالنسبة لهم "خيلي اشكال دارم ببا" !!!!!

والدائرة الثانية هي العلماء الايرانين نحن نكن لهم الاحترام ولكن لن نقبل ان نقلد ولاية الفقيه لا لاديولوجية السياسة الايرانية في مذهبنا ونحن عراقين

اما العلماء الحق في ايران فهم منهم المطارد والذي تحت الاقامة الاجبارية اذا ما دك بالسجون

الكثير من العلماء في ايران يحاول بل يتمنى ان تسنح له الفرصة لمغادرة ايران "اصلا"

[safaa-tkd]

مرجعية النجف ترفض محاولة قم للهيمنة على شؤونها



أيلاف-

مرجعية النجف أم مرجعية إيلاف السعودية أم الفتن؟؟؟

[قيصر الركابي]

اما العلماء الحق في ايران فهم منهم المطارد والذي تحت الاقامة الاجبارية اذا ما دك بالسجون

الكثير من العلماء في ايران يحاول بل يتمنى ان تسنح له الفرصة لمغادرة ايران "اصلا"

!!!!!!!!!

الاخ حسن .. هل يمكن أن نعرف بعض نماذج العلماء الحق في ايران المطاردين وتحت الاقامة (الاجبارية اذا ما دك بالسجون) !!

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة باقر.ع.الهادي
مرجعية النجف ترفض محاولة قم للهيمنة على شؤونها
أيلاف-

مرجعية النجف أم مرجعية إيلاف السعودية أم الفتن؟؟؟

رأيي من رأي الاخ صفاء ..

مرجعية النجف أم مرجعية إيلاف السعودية أم الفتن؟؟؟

[باب المعظم]

أيلاف .. موقع الملف .. وقال مصدر موثوق !!
فبركات الجهاز المخابراتي البعثي نشط هذه الايام ..

[بهبهاني]

ثالثه : المرجعية العليا و الوحيدة بدون منافس هي للسيد السيستاني وكل الباقين ينظون تحت هذه المرجعية لانها الاكفئ والاعلم و الاعمل نشاطا

الطامة الكبرى حينما يتدخل العوام و يقيمون المراجع
أولا ليس هناك شئ اسمه المرجعية العليا و هو مجرد لقب تم تركيبه للمرجع الراحل سيد محسن الحكيم رحمه الله و ارجع الى ما يقوله المرحوم الشيخ محمد مهدي شمس الدين حول ذلك.
ثانيا : الاعلمية لا يمكن ان يشخصها الا اهل الخبرة على اقل تقدير فليتك الاخ hasan ينورنا بخلفيته الحوزوية التي سمحت له باطلاق هذا الرأي
ثالثا : الاكفء تكتب هكذا الاكفأ و أظن انها خطا مطبعي غير مقصود
رابعا : الاعمل نشاطا لم أفهم المراد بها و يبدو انه لا يفهمها الا من قد وصل الى الخبروية لذلك لن اعلق عليها
خامسا : المراجع لا ينضوون تحت ظل مرجعية معينة و الا لما طرحوا مرجعيتهم خاصة من يرى انه الاعلمية أي ان هناك من يعتقد انه اعلم من سماحة السيد السيستاني دام ظله بينما يرى السيد اعلميته
سادسا و هو الاهم : لا تظن اني متحامل على سماحته حفظه الله بل اني من مقلديه
أخيرا بشأن الموضوع الذي كتب فقد كفانئ الاخوة قيصر الركابي و باب المعظم و صفاء مؤونة التعليق

[باقر.ع.الهادي]

مرجعية النجف أم مرجعية إيلاف السعودية أم الفتن؟؟؟

الأخ صفاء وكما تعتقد هذا هو المهم في نقل الموضوع حتى يطلع عليه الأخوة ويعرف الجميع خبث الأعلام المقابل الذي يعكس تفكير وما يخطط له ان كان آل سعود السياسيين أم ( الدينيين ) أو غيرهم وذلك لتكبير الفتنة بين أبناء المذهب الواحد وبغض النظر عن وجود حقائق في الموضوع فهم يعملون ويفعلون أكثر مما يسعى له الأيرانيون كما يروجون لذلك وآل سعود يسعون بكل قوة للسيطرة على قيادة العالم السني ان جاز التعبير أما بملايين الدولارات لشراء ذمم ( ان وجدت ذمم ) المشايخ في العالم العربي والأسلامي وحتى في باقي دول العالم والأدهى من ذلك آل سعود ( الدينيين ) ان كان لهم دين يكفرون جميع المذاهب الأسلامية عدى مذهبهم القذر والذي يبدأ بفتاوي القتل والأرهاب وذلك ضنا منهم السيطرة على قيادة العالم السني عن طريق الأرهاب

وأيلاف لاتقل خسة عن محطة الجزيرة مثلا وكما أعتقد كان للجزيرة دور هام للسياسيين الشيعة في كل مكان وخصوصا العراق وهو الأهم بالنسبة لي أن يعرف ما يفكر به أبناء الز.... لقتل الأبرياء من المسلمين الشيعة وتأجيج الفتنة بين المذهب الواحد أو بين المذاهب أنا اعتقد ان كل ماتقوله الجزيرة هو رأي وفكر وعمل الحكام المجرمين العرب وكان على الشيعة ان يعرف ذلك وكيف فكانت الجزيرة البوق الطائفي التحريضي والذي يجب ان نعرفه لأخذ الحذر والحيطة هذا ما يمكن ان اقوله عن نقل الموضوع حتى يطلع عليه الأخوة

تحياتي لك ولجميع الأخوة

[طركاعة1]

الخبر ملغوم - بغباء - جملة وتفصيلا وهي "مفردة" من قائمة يتعاطاها الاعلام السعودي-الامريكي للنيل من حقوق الشيعة في العراق

[الكميت]

الطامة الكبرى حينما يتدخل العوام و يقيمون المراجع
أولا ليس هناك شئ اسمه المرجعية العليا و هو مجرد لقب تم تركيبه للمرجع الراحل سيد محسن الحكيم رحمه الله و ارجع الى ما يقوله المرحوم الشيخ محمد مهدي شمس الدين حول ذلك.
ثانيا : الاعلمية لا يمكن ان يشخصها الا اهل الخبرة على اقل تقدير فليتك الاخ hasan ينورنا بخلفيته الحوزوية التي سمحت له باطلاق هذا الرأي
ثالثا : الاكفء تكتب هكذا الاكفأ و أظن انها خطا مطبعي غير مقصود
رابعا : الاعمل نشاطا لم أفهم المراد بها و يبدو انه لا يفهمها الا من قد وصل الى الخبروية لذلك لن اعلق عليها
خامسا : المراجع لا ينضوون تحت ظل مرجعية معينة و الا لما طرحوا مرجعيتهم خاصة من يرى انه الاعلمية أي ان هناك من يعتقد انه اعلم من سماحة السيد السيستاني دام ظله بينما يرى السيد اعلميته
سادسا و هو الاهم : لا تظن اني متحامل على سماحته حفظه الله بل اني من مقلديه
أخيرا بشأن الموضوع الذي كتب فقد كفانئ الاخوة قيصر الركابي و باب المعظم و صفاء مؤونة التعليق

عزيزي بهبهاني
حاول مناقشة ماكتب ولاتلتفت للتعليقات !!!!
والمرجعية ياسيدي كما نفهمهاهي تصدي شخص ما في زمن ما لقيادة الامه الاسلاميه
وكل مقلّد يرى مرجعه الاعلم ولو لم يكن كذلك لما قلده اليس كذلك ؟؟
واهل الخبرة في العراق يقولون بأعلمية السيد السيستاني فما ذنبي او ذنب اي شخص ان قال بأعلميته

[منازار]

[web]http://www.iraqcenter.net/vb/showthread.php?t=31531[/web]

[الاطرقجي]

صراع على حوزة النجف ( 1 ) - زهير المخ

(صوت العراق) - 19-02-2007
ارسل هذا الموضوع لصديق

على كثرة التوقعات المعاكسة، ظلت قواعد التوافق الهش لكتلة الائتلاف الشيعي العراقي الحاكم هي اللعبة السائدة في الوقت الذي يتصاعد الحديث عن أطياف يتنافس كل منها على مواقع النفوذ ويتسابق كذلك على اختزال التمثيل الشيعي قسراً. ولا شك فإن أي متابع للحرد السياسي للتيار الصدري وحزب الفضيلة يعرف بما فيه الكفاية صحة الاستنتاج أعلاه، حتى يخيّل للمرء أن الائتلاف وكأنه مجموعة من الكتل غير المتجانسة تختلط فيها المغامرة بالحماسة والشعار بالإيديولوجيا، فيما يغيب الفكر السياسي عن كونه ضابطاً لإيقاعات التحرك الآني أو المستقبلي لهذا الائتلاف.

وربما تصح هنا إشارة العديد من المطلعين على الملف الشيعي العراقي إلى أن ثمة صراعاً خفياً يدور بين طرفين أساسيين في الائتلاف لعبا دوراً ملموساً في تصعيد حدة الاستقطاب والتجييش داخله. الطرف الأول هو "التيار الصدري" يقوده الزعيم الشاب مقتدى الصدر، وفي المقلب الآخر يقف "المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق" بزعامة عبد العزيز الحكيم.

لكن الافتراق بين خيارات الرجلين هو الآخر أبعد وأعمق من اللحظة السياسية الراهنة، بل أنه يضرب جذوره عميقاً في تاريخ المرجعيات الشيعية الذي لم يكن، حتى يومنا هذا، سوى تاريخ تنافس على المواقع، مما يشير إلى حقيقة أن حدة التنافس بينهما لا يمكن أن تغيب عن المسرح الشيعي فجأة لكي يصبح الانصهار على أنغام "وحدة الموقف" داخل الائتلاف ممكناً وسريعاً .

وليس المجال هنا لاستعادة سجالات بدايات القرن الماضي، ولا لاستذكار الانقسامات العديدة بين الزعامات الشيعية المتنافسة، غير أنه من المفيد التذكير بأن هذه الصراعات كانت مرتبطة بشكل وثيق بالسجال السياسي المهيمن في تلك المرحلة، والذي كان مصير الحوزة العلمية في النجف قلبه.

وتبعاً لذاكرة غير موغلة في التذكّر، لم تكن مدينة النجف في العقود الأخيرة من القرن التاسع عشر مجرد مقر للحوزة العلمية فحسب، بل عكست أيضاً جدلية للتنافس الفكري بين علمائها من "الإخباريين" الذين ذهبوا إلى عدم جواز الأخذ بظواهر القرآن إلا عن طريق أخبار السنة الواردة عن أهل البيت، وهو التيار الذي أسس مرتكزاته وقواعده الأمين الأسترآبادي، وبين "الأصوليين" القائلين بفتح باب الاجتهاد. هذا الصراع الذي استمر طيلة نصف قرن، كان النصر فيه حاسماً لـ "الأصوليين" على نظرائهم "الإخباريين".

في خلال هذه الحقبة، برز في مدينة النجف تنافس لم تكن الأفكار وحدها ساحته الرئيسية، وإنما منصب المرجعية الشيعية العليا الذي شهد حلبة سباق بين أربعة مجتهدين كبار كانوا مرشحين للظفر بهذا المنصب، حيث برز الميرزا محمد حسن الشيرازي (توفى 1895) كأقوى المرشحين المحتملين لخلافة سلفه الشيخ مرتضى الأنصاري.

ولم يكن قرار السيد الشيرازي الانتقال إلى سامراء بعيداً عن الخلافات المعلنة حيناً والخفية أحياناً أخرى التي كانت تجري في داخل أروقة الحوزة العلمية في النجف. فلم يكن لهذا الانتقال دلالة جغرافية شبه مجردة، بل كان يحمل في طياته مستوى حدة هذه الانقسامات. ويمكن طبعاً أن يجد القارئ عدداً ضئيلاً من المؤرخين الشيعة يساندون هذا الرأي، فيما يعتبره الآخرون "مدخلاً" للبوابة السنية الحصينة أو"ثغرة" لابد منها للتسلل الديمغرافي الشيعي اللاحق من خلالها.

وعلى النقيض من العلماء الشيعة الذين كانوا يميلون بصورة فطرية ربما إلى نوع من الاستكانة السياسية، برز السيد محمد حسن الشيرازي كزعيم ديني وسياسي في آن معاً، فهو رفض استقبال شاه إيران آنذاك، ناصر الدين القاجاري، عند مدخل مدينة النجف أو حتى زيارته في محل إقامته، حتى أصبح هذا الموقف سلوكاً تلتزم المرجعيات الشيعية اللاحقة وتسترشد به. لكن أهم مواقف الشيرازي السياسية على الإطلاق كانت في تزعمه "انتفاضة التنباك" التي اندلعت في العام 1890 في إيران، حيث أصدر فتواه الشهيرة التي تحرم استعمال التبغ، بسبب اتفاقية شركة الدخان الإيرانية – البريطانية. وكانت هذه الفتوى سبباً في تزايد شعبيته على حساب المراجع الشيعية الأخرى في النجف وكربلاء، لعل من بينهم السيد محمد سعيد الحبوبي والسيد هبة الله الشهرستاني وغيرهما، الذين نظروا إلى سطوع نجم السيد محمد حسن الشيرازي باعتباره تزايداً لنفوذ عائلته وبمثابة تقهقر حظوظ عائلاتهم في الفوز بسباق المرجعية العليا للشيعة.

لم يكن الاستنتاج أعلاه صحيحاً تماماً لكنه لم يكن خاطئاً في الوقت نفسه، فقد انتقلت المرجعية العليا بعد وفاة السيد الشيرازي إلى الشيخ حسين خليل الذي كان بمثابة مرحلة انتقالية عابرة في معناها والمغزى، إلا أنها دفعت إلى واجهة الساحة الشيعية عدداً من المنافسين الأقوياء من أمثال الملا كاظم الخراساني الذي تتلمذ على يد الميرزا الشيرازي والشيخ عبد الله المازندراني اللذين كان نفوذهما يوازي إن في الأهمية أو الحضور السيد كاظم اليزدي الذي تولى منصب المرجع الأعلى بعد وفاة الشيخ خليل.

ومن جديد برزت ساحة المواجهة في النجف على خلفية قيام الثورة الدستورية (المشروطة) في إيران في العام 1905، حيث تحول الجدل بشأنها إلى صراع حاد أدى إلى انقسام عمودي في صف المجتهدين داخل الحوزة العلمية في النجف تبلور في اتجاهين متعارضين: أطلق على الاتجاه المؤيد للحركة الدستورية تسمية "المشروطة"، والاتجاه المعارض بـ "المستبدة". نرى هذا الصراع بوضوح في وصف السيد هبة الدين الشهرستاني له بالقول: " أنه خلال عام 1907 أصبح النزاع { بين الفريقين} على أشدّه بين المجتهد الملا كاظم الخراساني الذي كان يتزعم المشروطة وبين المجتهد كاظم اليزدي الذي تزعم المستبدة"، واشتدت الخصومة بينهما حتى "بلغت منتهى الوحشية من حيث إيذاء العوام لإخواننا وهيئتنا، وبتسمم فكرة العوام في أننا نريد الحرية التي هي ضد الدين".

لم يطل الوقت كثيراً حتى تبلور الصراع بين هذين التيارين إلى مدرستين، فشكل تيار "المشروطة" في مطلع العام 1908 هيئة أطلق على تسميتها " هيئة العلماء" ضمت 33 عضواً يمثلون الغالبية العظمى من كبار المجتهدين بزعامة الملا الخراساني في مواجهة مفتوحة مع المرجعية العليا المتمثلة في اليزدي. إلا أن نظرة سريعة في لائحة أسماء هذه الهيئة تدلل على أن الصراع لم يكن بين مؤيد معارض لحركة (المشروطة) في إيران، بقدر ما كان يعبر بصورة غير مباشرة عن الصراع على مواقع النفوذ داخل جسم المرجعية العليا. وللتدليل على صحة الاستنتاج هذا نرى أسماء العديد من العائلات الدينية التي ستلعب لاحقاً أدواراً متباينة التأثير في الحوزة العلمية من بينها على سبيل المثال، عائلات بحر العلوم والشبيبي والكاشاني والصافي والجزائري وكاشف الغطاء.

كاتب وأكاديمي عراقي

[بهبهاني]

عزيزي بهبهاني
حاول مناقشة ماكتب ولاتلتفت للتعليقات !!!!
والمرجعية ياسيدي كما نفهمهاهي تصدي شخص ما في زمن ما لقيادة الامه الاسلاميه
وكل مقلّد يرى مرجعه الاعلم ولو لم يكن كذلك لما قلده اليس كذلك ؟؟
واهل الخبرة في العراق يقولون بأعلمية السيد السيستاني فما ذنبي او ذنب اي شخص ان قال بأعلميته

الاخ الكميت
بشان التعليق على الموضوع الاصلي فقد ذكرت ان بعض الاخوة ممن عقب قبلي قد كفوني مؤونة التعليق لذا فلن اضيف جديدا لو كتبت الا تكرار و لو بانتقاء عبارات أخرى.
اما مناقشة التعقيبات فأعتقد أنه من حقي و من حق الاخرين و هذا شئ متعارف عليه و ليس بدعة ابنتدعتها و لو تتصفح مواضيع سابقة ستجد مناقشات حول التعقيبات.
كل مقلد يرى مرجعه الاعلم و لكن ليس بناء على نشخيصه هو الا اذا كان من اهل الخبرة و لكن بناء على الرجوع الى اهل الخبرة و لذلك لن يكون هذا رأيه و لكن رأي من رجع اليهم و هنا الفرق.لذا فذلك الرأي لا يورث القطع بالاعلمية و لكن ابراء الذمة فحسب فلا استطيع ان اقطع بأعلمية السيد السيستاني على السيد الحائري مثلا و لا املك المقومات على ذلك و لا اظن الاخ hasan يملكها الا اذا حضر درس الاثنان و تبحر في بحوثهما و تقريراتهما و ناقشهما فما بالك بغيرهما من العلماء.
ثم ان كلان الاخ hasan لم ينحصر في الاعلمية و انما تعداه الى امور أخرى منها الكفاءة و غير ذلك فكيف تمكن من هذا التقييم و شخص الاكفأ و هل هو مطلع على أحوال بقية العلماء؟
أضف الى ذلك ادعاءه بان كل الباقين و من الواضح انه يقصد المراجع ينضوون تحت السيد السيستاني فهل السادة الحائري و الخامنئي و فضل الله أطال الله عمرهم على سبيل المثال لا الحصر ينضوون تحت عباءة السيد السيستاني
ناهيك عن تعبير المرجعية العليا الذي اوضحت كيف نشأ و أرجعت الباحث الى الشيخ شمس الدين
نعم شهد للسيد السيستاني العديد من أهل الخبرة المعتبرين و لذلك قلدته شخصيا و لا اعتراض لي و لكن التعابير المطلقة و كان الشخص متقين من ذلك مع ان الواضح انه لا يملك الادوات الذاتية اللازمة لتشخصيها ناهيك عن الطريقة الاستفزازية خاصة لمقلدي بقية المراجع العظام هو الامر غير المقبول في كلام اخينا.
تحياتي و احترامي