حسنة ملص جديدة و الإعلام الغوبلزي - مهدي قاسم
(صوت العراق) - 20-02-2007
ارسل هذا الموضوع لصديق
ومضات خاطفة : حسنة ملص جديد ة و الإعلام الغوبلزي ــ مهدي قاسم
بالرغم من الرداءة الفاحشة و الهبوط البائس لفيلم ( يا معتصماه الحكني ترى الصفويون يغتصبوني أنا صابرين المجاهدة و المقاوِمة ؟؟ ) و الذي بدا حتى للبلهاء بأنه فيلم هندي ملفق شكلا و مضمونا ، و حيث تم إنتاجه و إخراجه ، بكل غباوة و حماقة ، بل وبكل مهزلة مضحكة و مفضوحة بالمرة ، سواء للعين المتفحصة أو للعين الناعسة على حد سواء ، غير أن الأهم من كل ذلك : هو النوايا و المقاصد الإعلامية الغوبلزية الخبيثة و اللئيمة الكامنة ، وراء إخراج مثل هكذا فيلم هندي ملفق و مضلل ، و الهادفة إلى تصعيد الحملة الإعلامية الشرسة و المهووسة إلى ذروتها القصوى ، بغية الإبقاء على الفوضى الأمنية الدموية المنفلتة و تأجيجها و تصعيدها نحو أسوأ و أسوأ ، من خلال إثارة الفتن الطائفية و العشائرية و الاجتماعية و السياسية ، لكي تستمر و تتواصل سلسلة أعمال العنف و الإرهاب و القتل الجماعي اليومي ضد العراقيين ، و قتل أخر الأمل فيهم على صعيد شعورهم باقتراب أجواء الأمن و الاستقرار و تطبيع الحياة اليومية للمتجمع العراقي ، هذا ناهيك عن إثارة الشارع العربي العريض والمعادي للشعب العراقي أصلا ، و من ثم التحريض و التشجيع على تجنيد انتحاريين جدد للدفاع عن " شرف ": صابرين الجنابي ( المغتصبة ؟) من قبل الصفويين العراقيين !! ..
و في حقيقة الأمر ، أن هذا الأسلوب الإعلامي و الدعائي البعثي ــ الغوبلزي الخبيث و المتهستر ، ليس بجديد على المجتمع العراقي ، لقد سبق للبعثيين العفالقة و القومجيين العربان أن استعانوا بمثل النهج الإعلامي الخادع و المضلل أبان تأمرهم الغادر و حملتهم الإعلامية المسعورة على الزعيم الراحل عبد الكريم القاسم و على نظام حكمه ، الذي كان محبوبا و مدعوما من قبل غالبية العراقيين ، و حيث اختلقوا آنذاك و عبر إذاعة " صوت العرب " و من قبل المذيع الشهير، وهو المضلل الكبير ، أحمد سعيد ، شخصية ( المناضلة القومية حسنة ملص ؟؟) ، و إثارة ضجة كبيرة و مفتعلة من الصراخ و العويل كجعجعة فارغة و بلا طحين ، بحجة تعرضها لظروف الاعتقال القاسية ، لكونها مناضلة قومية و ناصرية قحة ؟! ، من قبل السلطات العراقية آنذاك ، إلا أنه سرعان ما أتضح بأن " المناضلة القومية حسنة ملص " ليست بمناضلة قومية ، و إنما هي مجرد مومس مبتذلة تعتاش من المتاجرة بجسدها ، و أنها ليست معتقلة ، إنما تسرح و تمرح بكل حرية و راحة في شوارع بغداد بهدف اصطياد الزبائن ..
إذن لا شيء جديد في الأمر..
إنما أنه ...
نفس سلوك و نهج التآمر و التحامل و العداء و الأحقاد المزمنة ضد الشعب العراقي ، بنية تعكير صفوة عيشه و راحته من قبل العربان ، و جعله قربانا مجانيا في محراب هزائمهم التاريخية ، و مشجبا لتعليق أسمال انحطاطهم الإنساني و الحضاري ..
أجل لا شيء قد تغير بالرغم من مرور كل هذه الأحقاب الطويلة ! ..
كلما في الأمر ..
أن بعض الأمور الشكلية و الصيغ و المفاهيم و الطروحات قد تغيرت بشكل طفيف بعض الشيء ، لا أكثر :
فبدلا من مفردات و عبارات ك: الشعوبية و الشعوبيين و القاسميين و القاسم و الشيوعيين، التي كانت شائعة و رائجة و متداولة آنذاك ، تضج بها وسائل الإعلام العربية و خاصة القومية المهيمنة ، و منها تحديدا الناصرية و البعثية ، فقد تغيرت الآن هذه المفردات و العبارات لتستحيل إلى " الصفويين " و المتصهينين الخونة " بدلا من الشعوبيين و القاسميين آنذاك ، لتشمل في هذه المرة الشيعة و الأكراد العراقيين برمتهم , بدلا من أن تبقى مقتصرة على فئة سياسية معينة كالشيوعيين العراقيين آنذاك !! ..
و .. و لتستحيل حسنة ملصة ك"مناضلة قومية " ـ،ـ حسب الإعلام القومي آنذاك ــ إلى صابرين الجنابي كمجاهدة إسلامية و بعثية مناضلة تتعرض الآن ، لعملية " اغتصاب " وحشية من قبل " الصفويين " العراقيين !!! ..
بالطبع مع فرق واحد إلا وهو :
أن العراق آنذاك ــ أي في عهد الزعيم عبد الكريم قاسم ــ لم يكن محتلا من قبل أية قوات أجنبية ، و الشعب العراقي كان يعيش حرا و مستقلا و متمتعا بإنجازات الثورة ، و مع ذلك فأن أمة العربان قد أقدمت على معاداة العراق و شعبه و تآمرت عليه و مدت البعثيين العفالقة و القوميين العنصريين و الفاشيين ، بكل أنواع الدعم المادي و المعنوي ، أي مثلما الآن أيضا !..
Qasim5@gawab.com