طهــران: مسـتعـدون للعنــف ... والتعــاون
نتهاء المهلة الدولية لتعليق التخصيب
طهــران: مسـتعـدون للعنــف ... والتعــاون
انتهت أمس المهلة التي حددها مجلس الأمن الدولي لإيران لوقف تخصيب اليورانيوم، لتنذر بمرحلة أكثر تشدداً تجاه التعامل مع الملف الايراني، تبدأ اليوم مع تقرير رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي، وتستكمل الأسبوع المقبل عبر مناقشة قرار دولي جديد يفرض عقوبات منقحة على طهران.
وذكر مسؤولون في الوكالة الذرية أن تقرير البرادعي أصبح جاهزاً للعرض، وانه سيشير الى ان ايران وسّعت نشاطات تخصيب اليورانيوم بدل تعليقها. وقال دبلوماسي في مجلس الأمن الدولي انه من المتوقع أن تبدأ المناقشات حول قرار جديد الأسبوع المقبل.
وبينما أكد دبلوماسي آخر ان أعضاء مجلس الأمن الدائمين يعتقدون أن العقوبات الأولى كانت نافعة، قال المندوب السلوفاكي الذي تترأس بلاده الدورة الحالية للمجلس، بيتير بيريان، «نحن جاهزون لاجتماع». وأضاف «لن يعقد هذا الأسبوع. نحتاج أولا الى الاطلاع على التقرير ومن ثم سنقرر ماذا سنفعل».
وشدد دبلوماسي أميركي على عدم وجود أي مشروع قرار متفاوض بشأنه مسبقاً بين الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين سيوزع فور تلقي مجلس الأمن تقرير الوكالة الدولية. وأضاف «لا أعتقد انه تم اتخاذ قرار بشأن المرحلة المقبلة. هناك العديد من الخيارات وسنتولى بحثها».
وأكد دبلوماسي قريب من الوكالة الذرية انه لن يتم اتخاذ أي إجراءات قبل الاجتماع التالي لمجلس محافظي الوكالة البالغ عدد أعضائه 35 والذي يستمر من الخامس الى التاسع من آذار، مما يتيح مزيداً من الوقت للحوار.
وكان البرادعي التقى مسؤول الملف النووي علي لاريجاني في فيينا أمس الاول. وقال دبلوماسي قريب من المحادثات إن المسؤول الايراني أكد للبرادعي ان ايران «ليست خائفة من العقوبات»، وانها «ستفكر في تعليق التخصيب فقط كنتيجة للمباحثات وليس قبل الجلوس على الطاولة».
في موازاة ذلك، جددت طهران موقفها الرافض لوقف التخصيب. وقال الرئيس محمود أحمدي نجاد خلال تجمع في محافظة جيلان «ان الطاقة النووية مهمة جدا لتحقق بلادنا تقدماً ونمواً»، مضيفا ان «الأمر يستحق العناء، حتى ان اضطررنا إلى تعليق أنشطة أخرى لمدة 10 سنوات والتركيز على هذا الملف».
وأَضاف نجاد «في حال حصلنا على هذه الطاقة، فإن شعبنا سيكون أحرز تقدماً لحوالى خمسين سنة».
من جهته، بدا وزير الخارجية الايرانية منوشهر متكي أكثر ليونة. وقال في أنقرة «لقد طرحت الولايات المتحدة خيارين: الاول استخدام العنف والثاني التعاون ونحن مستعدون للاحتمالين، ولكننا بالطبع نفضل التعاون دائما.. يجب حل الأزمة بطريقة سلمية ودبلوماسية». وأَضاف «ان وقت استخدام التهديد في العلاقات الدولية انتهى. ولغة التهديد لم تعد تجدي.. حان الوقت للاتصال والتعاون».
في موازاة ذلك، وفي مؤتمر صحافي في برلين حيث تشارك في اجتماع اللجنة الرباعية، دعت وزيرة الخارجية الاميركية كوندليسا رايس مجدداً ايران الى تعليق تخصيب أنشطة التخصيب «بشكل يتيح لنا العودة الى المفاوضات».
وفيما رأى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ان الخلاف النووي الإيراني مصدر قلق دولي، قال وزير الخارجية الالمانية فرانك فالتر شتاينماير إنه يتطلع الى إشارات من إيران قد تسمح باستئناف المحادثات، معتبرا أن «القرار في يد طهران».
وفي اسرائيل، قال رئيس الوزراء ايهود أولمرت «ان الإيرانيين لم يردوا بالطريقة التي كنا نأملها جميعا، وبالتالي على المجتمع الدولي أن يفكر بإجراءات إضافية لحمل الإيرانيين على تغيير موقفهم». وأوضح «ينبغي القيام بالكثير. لكني لا أعتقد ان الإيرانيين قريبون الى هذا الحد من التكنولوجيا النووية كما يدعون، لكن للأسف ليسوا بعيدين جدا كما كنا نأمل».(أ ب، أ ف ب، رويترز)
رد مع اقتباس
