[align=justify]( الى محبي الحاج ابو زينب لانه منارهم وابيهم وقائدهم ومعلمهم .. اقدم هذه الكلمات تعزية ومشاركة في بكائية مستمر ة تجمعني بهم ... الى شركاء الحاج ابو زينب في القضية علهم يقتبسون نتفا من سيرته تنفعهم في اخرتهم وتنير لهم طريق دنياهم.....
الى الجاهلين بابعاد هذه الشخصية الربانية الجهادية...وحولوا بجهلهم شرف صحبته ومرافقته الى لعنة ستوصلهم الى الدرك الاسفل من النارعلهم يستقذون انفسهم من ضلالتهم وغيهم
الى الحاج ابو زينب الخالصي... وتخليدا لذكراه وتمجيدا لمدرسته الجهادية
وتمسكا باخر موقفا جمعني بالشهيد الكبير وتقديسا لاخر كلماته وتصاغرا امام قبلة طبعها على فمي في اخر اللحظات النورانية التي ضمتني به برفقة الشهيد ابي وارد في منطقة همت الايرانية ذات غروب صيفي من عام
1999 .....
الى عائلته طمعا في مشاركتهم نزر من الاحساس باليتم
الى المفكرين الكبيرين الدكتور ابراهيم الجعفري والسيد ابو عقيل تعزية ورجاءا مخلصا بالكتابة عن شهيد الاسلام...
الى كل من عرف الحاج ابو زينب .. الى كل من لم يعرفه اقدم هذه الكلمات سائلا الله القبول.. ومتنميا على كل من يعرف شيئا عن سيرة هذا الشهيد المدرسة اما ان يكتب عنه قبل ان ياتي اليوم الذي يندثر فيه كل ماذكرناه اليوم وعشناه بالامس
او بارساله الى كاتب هذه الكلمات عبر البريد الالكتروني ...h_almaliki@yahoo.com)

حسين عبد الرضا المالكي
[/align]



[align=justify]المهمة عسيرة وشاقة , والمسؤولية في غاية الجسامة , والغاية بعيدة المنال , وان تشير إلى البحر أيسر من أن تصفه , وان تومئ إلى الشمس أهون من أن تفسرها , وقبل هذا وبعد هذا إن رياح الأسى تتقاذفني ومطارق اللوعة تطحنني كحال مئات الألوف من أولئك الذين فجعوا بالرحيل الدراماتيكي الصامت لشيخ المجاهدين.. وقدوتهم.. ورئيسهم..وأبيهم..ومعلمهم الشهيد السعيد الحاج أبو زينب ألخالصي , ولولا المحبة الجمة والتعلق المطلق والتقديس المنضبط لهذه الشخصية الإسلامية الكبيرة و ما يمثله من امتداد فكري وشرعي لأكبر صرح ثور ي وإسلامي ووطني عرفته الساحة العراقية على طول تاريخها والتي يمثلها الشهيد الأول المفكر الإسلامي والمرجع الفذ آية الله محمد باقر الصدر , ولولا الأمانة والوفاء لذكرى هذا الإنسان الثائر الرباني الكبير لكان خطر الموقف حائلا دون الكتابة عنه , لهوان وصغر الكاتب إمام مثل هذا الصرح الكبير. هذا من جانب أما من جانب آخر فان الولوج إلى عالم الحاج أبو زينب أمر عسير في حد ذاته فأنت تقف حائرا أمام منافذ وأبواب عديدة لاستقراء شخصية هذا الإنسان فهو العالم الرباني في موضع وهو المفكر في موضع آخر والمجاهد في موضع والقائد في موضع آخر وهو فوق هذا وتحت هذا الإنسان البسيط المتواضع المفعم بكل شعور أنساني متقدم .
وقبل الخوض في تفاصيل شخصية الشهيد السعيد الحاج أبو زينب ألخالصي لابد من تسليط الأضواء – قدر المستطاع – على بناءه الفكري والعقائدي والإنساني ولكي يتيسر علينا المطلب لابد من أن نعرج على أهم عوامل تكوين العقيدة لدى المرء في نظر بعض أصحاب الفكر ,ومنهم مثلا الفيلسوف الفرنسي غوستاف لوبون الذي يرى* إن منشأ حصول الاعتقادات لدى معتنقيها وأسباب تباينها يرجع إلى اثني عشر عاملا وصنف هذه العوامل إلى صنفين:

الصنف الأول العوامل الباطنية وهي خمس:-
1-الخلق موروثا ومكتسبا.
2- المثل الأعلى: وهو ما يعده المرء كمالا يتمنى الوصول إليه.
3- الحاجات الضرورية: من طعام وشراب... الخ
4- المنفعة وهي كل ما يناله المرء مما هو محبوب ومرغوب فيه.
5- الحرص وهو المبالغة في التعلق بالمنفعة.

الصنف الثاني العوامل الخارجية وهي سبع:-
1-الأمور المبهمة وحاجتها إلى التفسير وهي مما يحمل المرء على سرعة تصديق أي تفسير أو تأويل يلقى إليه... .
2- التلقين: وهو الاقتناع بالعقيدة بتأثير البيئة ( صحف أو كتب أو تأثير ذوي النفوذ الشخصي أو النفسي.
3- الانطباعات الأولى وهي أول ما يقع في الذهن من الصفات والأحكام عن أمر بعينه كان مجهولا.
4- الألفاظ والصيغ. و ما يلابسها من أوجه التوليد عند الدعوة إلى العقيدة
5- الصور – ذهنية أو مرسومة- والأولى تحدثها الألفاظ والعبارات والثانية أكثر تأثيرا في الإنسان.
6- الأوهام وهي تكتنف المرء منذ عهد الطفولة إلى الموت فتحمله على قوة السير والحركة غافلا عن قسوة المصير.
7- الضرورة :- وهي أن تكره الظروف وتلجئ الأحوال إلى رأي بعينه في أمر من الأمور.
ومما يلاحظ على لوبون إرجاعه الآراء والمعتقدات بأسرها إلى هذه العوامل التي ترغم المرء على الإيمان بشيء دون إن تدع له حيرة الاختيار في الأيمان او الترك لمجمل ما يعترضه من قضايا لان لوبون اختزلها في عاملين أساسين هما " الوراثة والبيئة"

أما الفيلسوف الأمريكي تشارلس ساندرر بيرس ( 1839- 1914) فقد صور العقيدة بالفكرة " التي تنحصر فيما نتصوره لها من اثر على مسلك الحياة إذ من البديهي إن مالا ينتج عن التجربة يستحيل ان يكون له اثر مباشر على السلوك وعلى ذلك فإذا استطعنا إن نعرف بدقة جميع ظواهر التجربة الممكن حدوثها أو التي تترتب على إثباتنا أو على إنكارنا لفكرة ما استطعنا أن نحصل بذلك على تعريف كامل للفكرة لأنه محال ان يكون شيء أكثر من تلك الظواهر التجريبية " وهذا مذهب باطل كبطلان استدلال " لوبون" والذي اغفل عامل البرهنة والاستدلال في تكوين العقيدة لكونه عرف العقيدة" بأنها إيمان ناشئ عن مصدر لاشعوري يكره الإنسان على التصديق بقضية من القضايا دون دليل" أما بيرس فقد أسس من خلال هذا القول للمذهب الباراجماتي " أو مذهب الذرائع " والذي اعتبره تسمية لقاعدة خاصة لتوضيح معاني الكلمات اعتمادا على نتائجها وآثارها , إلا أن تطور هذا المفهوم أعطى معان ودلالات أخرى لدى ثلاثة من كبار الفلاسفة الأوربيين المعاصرين إلا إنها ظلت محافظة على هذا المذهب من خلال التسمية فقط , إلا أنها بطبيعة الحال تختلف اختلافا جوهريا مع ما كان يذهب إليه بيرس وهؤلاء الفلاسفة هم الفيلسوف الأمريكي وليم جيمس ( 1842-1910) والفيلسوف البريطاني فردنياند كانبخ سكوت شيلر( 1864- 1937) والفيلسوف الأمريكي جون ديوي( 1859-1952) .
فالجهة المشتركة في فلسفة هؤلاء هي إن أي عقيدة أو فكرة لا يمكن ان توصف بأنها صادقة إلا بمقدار ما يترتب عليه من نتائج عملية في حياتنا الفعلية فيقول وليم جيمس( أن الفكرة تكون صادقة بمقدار ما تساعدنا في الوصول إلى علاقات مرضية مع أجزاء خبرتنا الأولى ) فيما يقول شيلر ( إن الصور الذهنية التي نستعملها والأساليب التي نختارها والمعتقدات التي نؤمن بها يمكن إن نجد تبريرها الوحيد فيما تنفع به لتحقيق الغايات إنسانية) ويقول ديوي ( الصادق هو ما يفيد) ** يتبع

ـــــــــــــــــــــــــــــ
*كتاب الآراء والمعتقدات: غوستاف لوبون.
** بتصرف عن كتاب العقائد الإسلامي : احمد البهادلي
.[/align]



[align=center][overline]========= من بريد الشبكة=========[/overline][/align]