[align=justify]( الى محبي الحاج ابو زينب لانه منارهم وابيهم وقائدهم ومعلمهم .. اقدم هذه الكلمات تعزية ومشاركة في بكائية مستمر ة تجمعني بهم ... الى شركاء الحاج ابو زينب في القضية علهم يقتبسون نتفا من سيرته تنفعهم في اخرتهم وتنير لهم طريق دنياهم.....
الى الجاهلين بابعاد هذه الشخصية الربانية الجهادية...وحولوا بجهلهم شرف صحبته ومرافقته الى لعنة ستوصلهم الى الدرك الاسفل من النارعلهم يستقذون انفسهم من ضلالتهم وغيهم
الى الحاج ابو زينب الخالصي... وتخليدا لذكراه وتمجيدا لمدرسته الجهادية
وتمسكا باخر موقفا جمعني بالشهيد الكبير وتقديسا لاخر كلماته وتصاغرا امام قبلة طبعها على فمي في اخر اللحظات النورانية التي ضمتني به برفقة الشهيد ابي وارد في منطقة همت الايرانية ذات غروب صيفي من عام
1999 .....
الى عائلته طمعا في مشاركتهم نزر من الاحساس باليتم
الى المفكرين الكبيرين الدكتور ابراهيم الجعفري والسيد ابو عقيل تعزية ورجاءا مخلصا بالكتابة عن شهيد الاسلام...
الى كل من عرف الحاج ابو زينب .. الى كل من لم يعرفه اقدم هذه الكلمات سائلا الله القبول.. ومتنميا على كل من يعرف شيئا عن سيرة هذا الشهيد المدرسة اما ان يكتب عنه قبل ان ياتي اليوم الذي يندثر فيه كل ماذكرناه اليوم وعشناه بالامس
او بارساله الى كاتب هذه الكلمات عبر البريد الالكتروني ...h_almaliki@yahoo.com)

حسين عبد الرضا المالكي
[/align]



[align=justify]وان كانت حرية الإرادة مشتركة بيننا وبينهم إلا إن نهاية بحث المرء إذا اعتمد الطرق العقلية فان التصديق بالنتيجة التي سيصلها من خلال بحثه واستنتاجه سيحصل من دون حريته واختياره – قياسا للمذهب الباراجماتي- وهو ما يعد تناقضا مفضوحا في جوهر النظرية , ليس هذا حسب بل ان هناك نقطة أخرى تتعلق بما يسببها اعتماد هذه النظرية كمذهب سياسي او فلسفي من إيجاد تنافر بين الناس لإيمان كل منهم بنتيجة بحثه واستنتاجه وهو ما يعني الفوضى العامة إضافة إلى إن مدار الفائدة المرجوة من وراء هذه النظرية هو الفائدة الدنيوية والابتعاد عن افتراض وجود أية حياة من الممكن إن تكون الفائدة المبتغاة لسعادة في تلك الحياة وكما حكم ببطلان المذهب ألذرائعي أو الباراجماتي فكذلك هو الحال مع المذهب التجريبي المحكوم ببطلانه من الأساس 1.
فإذا كانت أهم عوامل نشأة العقيدة داخل الإنسان التي يقول بها غالبية المفكرين محكوم ببطلان أكثرها سيما العقائد الوضعية منها فما هي المنطلقات التي يمكن اعتبارها أهم عوامل نشأة العقيدة عند هذا المجاهد الكبير والمفكر العملاق؟! وقبل الخوض في حقيقة العقيدة التي يعتنقها الشهيد السعيد علينا التعرف على أهم مظاهر وآثار هذه العقيدة على نفسيته وسلوكياته سنجد إن من أهم تلك الآثار وأبرزها هي ستة:-
1- التفاؤل 2- التفتح 3- الأمل 4- الطمأنينة 5- التمتع باللذات المعنوية 6- روح المقاومة.
وإذا كانت هنالك أوجه تشابه في واحد أو اثنين من هذه الآثار مع بعض الآثار التي تبرز في سلوكيات العديد من أصحاب العقائد فان الأثر إلا ول " التفاؤل " والأثر الرابع " الطمأنينة " يشكلان تفرد وخصوصية في طبيعة العقيدة التي يؤمن بها الحاج أبو زينب ألخالصي (ويمكن تلمس نتائج الأثر الأول في غياب عقدة اليأس أو القنوط في سلوكيات الشهيد السعيد في مواجهة تفاصيل العمل الجهادي اليومي بالرغم من وقوع الكثير من الأمور العظيمة التي تمثل عراقيل وكبوات لا يمكن لأي كان تخطيها , ويمكن ملاحظة ذلك من خلال بعض الأحداث الكبيرة التي تمثل علامات فارقة في تاريخ الحركة الإسلامية في العراق ومنها على سبيل المثال لا الحصر:-
أ- لم يعرف اليأس في عام 1979 ولم يفقد رباطة جأشه عندما تعرضت الخطوط الجهادية لحزب الدعوة الإسلامية لضربة كبيرة من النظام البعثي تمثلت بحملة تصفيات جسدية طالت مئات الألوف من المجاهدين والأبرياء على حد سواء .
ب - ولم ييأس في عام 1982 عندما تعرض حزب الدعوة الإسلامية إلى صدور حكم رجعي بالإعدام من قبل زمرة البعث طالت ألوف آخرين من أبناء هذا الحزب الكبير .
ج- ولم يعرف عنه أو يلاحظ عليه الشعور باليأس عام 1991 عندما فشلت الانتفاضة الشعبانية في تحقيق كامل أهدافها المرسومة والمتوقعة لها .
د- وبعد أن تعرضت مناطق الأهوار التي كانت تعتبر العرين الأكبر لقدوة المجاهدين وشيخهم الشهيد السعيد أبو زينب ألخالصي و لمجاهدي الثورة الإسلامية في العراق وباقي تشكيلات المعارضة العراقية , إلى التجفيف من قبل زمرة البعث العفلقية .لم ييأس ولم يصب بالإحباط أو القنوط بل كان كسابق عهده يخترع من المستحيل ساحة جهادية ويعتبر كل العراق ساحة غنية بسبل وأدوات مقارعة ديكتاتور العصر).
ونستطيع الجزم من خلالها بسمو الفكرة التي يحملها والتي صارع من اجلها هذا الشهيد ونستطيع من خلال ذلك الجزم إن نستدل بالقيمة الروحية والغاية السامية التي جاهد من أجلها وتنزيهها عن كل الشبهات المادية والدنيوية ( كما حاول بعض الجهّال وأشباه المثقفين من الناعقين إلصاقها بهذا الإنسان الرباني والمجاهد الحسيني) وهذه الحقيقة تقودنا بدورها إلى حقيقة أخرى هي إن الإصرار على مواصلة الكفاح والنضال لا يمكن (نظرا لكثرة والإشكاليات والتعقيدات التي انطلقت خلال أكثر من ثلاثة عقود في طريق الحاج أبو زينب الخالصي) أن تكون لتحقيق مكاسب مادية أو دنيوية ف( العمل الذي يستهدف الحصول على المال فقط لن تكون له نتيجة مفيدة ومن اجل تحقيق هذه النتيجة ينبغي القيام بعمل ينطوي على الأيمان بفرد أو بعقيدة أو بهدف)2 .
وبالعودة إلى الآثار الستة انفه الذكر( وهي التي أوردها المفكر الإسلامي الكبير الشهيد مرتضى ألمطهري3 باعتبارها الآثار النفسية للإيمان الديني ),
وبالتمعن في مدا ليلها الحقيقية والجوهرية ينشأ في أذهاننا التساؤل التالي وهو هل إن مجرد الإيمان والتدين يشكلان سببا كافيا ومحفزا أساسيا يدفع الإنسان للقيام بما توجب عليه القيام به؟ويجيب عن هذا التساؤل واحدا من اكبر واهم علماء النفس وهو العالم " اريك فروم" حيث يقول " القضية لا تدور حول تدين الإنسان وعدم تدينه بل حول نوع الدين الذي يؤمن به"4 ..يتبع...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- فلسفتنا:- للشهيد السعيد محمد باقر لصدر .
2 - الزواج والأخلاق:- برتراند راسل.
3- الإنسان والأيمان:- الشهيد مرتضى ألمطهري
4- علم النفس والدين:- اريك فروم.
[/align]