 |
-
عبق الشهادة .. وسفر الإيمان( أبو زينب ألخالصي) بقلم:حسين عبد الرضا المالكي[3]
[align=justify]( الى محبي الحاج ابو زينب لانه منارهم وابيهم وقائدهم ومعلمهم .. اقدم هذه الكلمات تعزية ومشاركة في بكائية مستمر ة تجمعني بهم ... الى شركاء الحاج ابو زينب في القضية علهم يقتبسون نتفا من سيرته تنفعهم في اخرتهم وتنير لهم طريق دنياهم.....
الى الجاهلين بابعاد هذه الشخصية الربانية الجهادية...وحولوا بجهلهم شرف صحبته ومرافقته الى لعنة ستوصلهم الى الدرك الاسفل من النارعلهم يستقذون انفسهم من ضلالتهم وغيهم
الى الحاج ابو زينب الخالصي... وتخليدا لذكراه وتمجيدا لمدرسته الجهادية
وتمسكا باخر موقفا جمعني بالشهيد الكبير وتقديسا لاخر كلماته وتصاغرا امام قبلة طبعها على فمي في اخر اللحظات النورانية التي ضمتني به برفقة الشهيد ابي وارد في منطقة همت الايرانية ذات غروب صيفي من عام
1999 .....
الى عائلته طمعا في مشاركتهم نزر من الاحساس باليتم
الى المفكرين الكبيرين الدكتور ابراهيم الجعفري والسيد ابو عقيل تعزية ورجاءا مخلصا بالكتابة عن شهيد الاسلام...
الى كل من عرف الحاج ابو زينب .. الى كل من لم يعرفه اقدم هذه الكلمات سائلا الله القبول.. ومتنميا على كل من يعرف شيئا عن سيرة هذا الشهيد المدرسة اما ان يكتب عنه قبل ان ياتي اليوم الذي يندثر فيه كل ماذكرناه اليوم وعشناه بالامس
او بارساله الى كاتب هذه الكلمات عبر البريد الالكتروني ...h_almaliki@yahoo.com)[/align]
[align=justify]وبتتبع السيرة العطرة لهذا المجاهد الكبير وماهية الأرضية الصلبة التي تشكلت من خلالها اللبنات الأساسية للبناء الفكري الرصين الذي تحددت من خلاله فيما بعد طبيعة العقيدة التي امن بها واعتنقها ودافع عنها الشهيد أبو زينب ألخالصي سنرى بوضوح إن هذه العقيدة لم تتأتى وفق مقاييس المذهب البراجماتي ولا وفق مقاييس المذهب التجريبي ولا وفق مقاييس أي مذهب وضعي آخر بل كانت عقيدة الشهيد السعيد نتاج التفكر والنظر والمعرفة وبالرغم من نشأته في بيئة ومجتمع إسلامي وبالرغم من احتكاكه منذ نعومة أظفاره بأهم عناصر أرضية ذلك المجتمع الإسلامي البحت وهذه العناصر هي:-
1- العقيدة:- وهي القاعدة التي تحدد نظرة المسلم الرئيسية إلى الكون بصورة عامة .
2- المفاهيم:- التي تعكس وجهة نظر الإسلام في تفسير الأشياء على ضوء النظرة العامة التي تعطيها العقيدة.
3- العواطف والأحاسيس التي تبنى الإسلام بثها وتنميتها وهي وليدة المفاهيم لان المفهوم عن واقع معين يفجر في النفس شعورا خاصا تجاه ذلك الواقع فيتحدد الاتجاه العاطفي للمسلم على ضوء مفاهيمه كما تتحدد مفاهيمه على ضوء عقيدته نحو الكون والحياة.
4- فاحترام التقوى والمتقين عاطفة إسلامية تشاء من جعل مقياسا للكرامة والتفاضل بين الأفراد وهذا المفهوم الإسلامي للتقوى وليد عقيدة التوحيد الإسلامية1.
بالرغم من كل ذلك إلا انه لم يكن من ذلك الصنف من البشر الذي يصر على التمسك بالمعتقدات والفكر الجاهزة ( الملقنة أو الموروثة ) فلم يكن ينتمي إلى مدرسة الذين ( قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون"2بل انه كان من ذلك الصنف من البشر المغاير لهذا الصنف تماما وهم الذين استجابوا لنداء عقولهم والمجاهرين برأيهم القائل (إن الذي نعتقده إن عقولنا هي التي فرضت علينا النظر في الخلق ومعرفة خالق الكون...)3 ونحن (نعتقد إن الله تعالى لما منحنا قوة التفكير ووهب لنا العقل وأمرنا ان نتفكر في خلقه وننظر بالتأمل في آثار صنعه ونتدبر في حكمته وإتقان تدبيره في آياته في الأفاق وفي أنفسنا ..4فكان النتاج الطبيعي لهذا التفكر والتدبر والغاية النهائية له هو الحصول على اليقين النهائي المنشود والحقيقية التي حيرت أصحاب الفكر عبر الأحقاب الطويلة المتوالية وهي " فاعلم انه لا اله إلا الله "5 ومن هنا بدأ البناء الفكري والعقائدي للشهيد السعيد وكان جوهر الاعتقاد لديه ( إن الله تعالى ليس كمثله شيء قديم ولم يزل ولا يزال هو الأول والآخر عليم حكيم عادل حي قادر غني سميع بصير ولا يوصف بما توصف به المخلوقات فليس هو بجسم ولا صورة وليس جوهرا ولا عرضا وليس له ثقل وخفة ولا حركة ولا سكون و لا مكان ولازمان ولا يشار إليه كما لا ندّ له ولا شبه ولا ضد ولا صاحبة ولا ولد ولا شريك ولم يكن له كفؤا احد , لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار ..........)6الا إن الاعتقاد بوحدانية الخالق تكون غير كافية بدون الإيمان بعدالة الخالق وتنزيهه عن الظلم والجهل والعبث وهكذا كانت العقيدة تبني وتتدرج في من خلال التفكر والبحث في عقل المجاهد الكبير إلى إن بلغت مرحلة الاعتقاد بان ( من صفاته تعالى الثبوتية الكمالية انه عادل غير ظالم فلا يجور في قضائه ولا يحيف في حكمه يثيب المطيعين وله أن يجازي العاصين ولا يكلف عباده ما لا يطيقون ولا يعاقبهم زيادة على ما يستحقون .. لا يترك الحسن عند عدم المزاحمة و لا يفعل القبيح لأته تعالى قادر على فعل الحسن وترك القبيح مع فرض علمه بحس الحسن وقبح القبيح وغناه عن ترك الحسن وفعل القبيح... فلو كان يفعل الظلم والقبح – تعالى عن ذلك- فان الأمر في ذلك لا يخلو عن أربع صور:-
1-أن يكون جاهلا بالأمر فلا يدري انه قبيح.
2- أن يكون عالما به ولكنه مجبور على فعله وعاجز عن تركه.
3- أن يكون عالما به وغير مجبور عليه ولكنه محتاج إلى فعله.
4- أن يكون عالما وغير مجبور عليه ولا يحتاج إليه فينحصر في أن يكون فعله له تشهيا وعبثا ولهوا. وكل هذه الصور محال على الله تعالى القيام بها وتستلزم النقص فيه وهو محض الكمال فيجب أن نحكم انه منزه عن الظلم وفعل ما هو قبيح) 7وهكذا كان الإيمان بعدالة الخالق موصلا للاعتقاد بان النبوة من ابرز مصاديق هذه العدالة والتي يتبعها اليمان والاعتقاد بإمامة آل بيت النبي عليهم السلام ومحبتهم(
وقد تواتر عن النبي صلى الله عليه واله إن حبهم علامة الأيمان وان بغضهم علامة النفاق وان من أحبهم أحب الله ورسوله , بل وحبهم فرض من ضروريات الدين الإسلامي التي لا تقبل الجدل والشك وقد اتفق عليه جميع المسلمين على اختلاف نحلهم وأرائهم..... ولاشك انه تعالى لم يفرض حبهم ومودتهم إلا لأنهم أهل للمحبة والولاء من ناحية قربهم إليه سبحانه ومنزلتهم عنده وطهارتهم من الشرك والمعاصي ومن كل ما يبعد عن دار كرامته وساحة رضاه ...) 8.
وبهذا يتكشف لنا ماهية العقيدة السامية التي امن واعتقد بها الشهيد السعيد الحاج أبو زينب ألخالصي والتي تحددت على ضوئها مسيرة حياته فيما بعد. إذن فهي عقيدة إسلامية قوية وواعية ورصينة ,ومنزهة عن التقليد والمحاكاة. بل كانت نتاج التفكر – كمنا أسلفنا- فليس من المعقول أن نفاجئ أو نذهل أمام مقدار التضحيات الجسيمة التي قدمها هذا الإنسان الكبير طالما أيقنا إن (العقيدة الإسلامية تدفع المسلم إلى التكليف وفقا للمذهب بوصفه نابعا من تلك العقيدة وتضفي على المذهب طابعا إيمانيا وقيمة ذاتية بقطع النظر عن نوعية النتائج الموضوعية التي يسجلها في مجالات التطبيق العملي وتخلق في نفس المسلم شعورا بالاطمئنان النفسي في ظل المذهب باعتباره منبثقا من تلك العقيدة التي يدين بها..)9....يتبع
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
1- خمسون درسا في الاقتصاد الإسلامي : محمد على ألتسخيري
2- سورة البقرة آية 171.
3- عقائد الأمامية: الشيخ محمد رضا المظفر.
4- نفس المصدر.
5- سورة محمد آية 20.
6- عقائد الأمامية " عقيدتنا في الله تعالى" .
7- نفس المصدر باب عقيدتنا في العدل.
8- نفس المصدر: باب عقيدتنا في حب آل البيت .
9- اقتصادنا :-آية الله الشهيد محمد باقر الصدر.[/align]
يا محوّل الحول والاحوال ، حوّل حالنا إلى أحسن الحال......
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |