عندما كانت سلطة جماعة "أنصار الاسلام"المعروفة بتطرفها على أوجها في عامي 2002 و 2003، كانت القصص و الاحاديث تتوالى تترى من منطقتهم"الحدودية" التي كانت عبارة عن شريط ضيق مكون من بضعة قرى أهمها منطقتي بيارة و طويلة. يومها كانوا يروون كيف أن محاكم"التفتيش"الاسلامية كانت تفرض سطوتها بقوة السلاح و شبح الموت على الناس المغلوبين على أمرهم. وكيف أن هذه الجماعة كانت تطرح الفتاوي و الاجتهادات المختلفة على مقاساة"رؤيتها الخاصة"للأمور. وصارت مسائل مثل"الستلايت"و"الموسيقى والغناء" و حتى الملابس و العديد من أوجه الحرية الخاصة للفرد و المجتمع في خبر كان.
بيارة و طويلة..المأساة كانت هنا
قريتا بيارة و طويلة الحدوديتين، كانتا أكبر شاهدين يرويان تلك الفترة السوداء التي تسلطت خلالها تلك الجماعة الارهابية على على تلك المناطق، وتجد في كل زاوية و ركن قصة أو حدث يروي لك جانبا مظلما و بشعا من السيرة القاتمة لتلك الزمرة الضالة. وكما يقول"حمه رشيد" من قرية"طويلة":"كانوا يجيدون شيئين المنع و التهديد بالقتل، فهم كانوا يسمحون لنفسهم و لمنهاجهم الغريب علينا بمنع كل شئ يرتأونه و من كان يرفض مشيئتهم فقد كان الموت بإنتظاره". وقد قامت هذه المجموعة المنشقة أساسا من الحركة الاسلامية الكوردستانية بأعمال و نشاطات مازال أهالي تلك المنطقتين لم تتوقف عند ئبش قبور مقدسة لدى عامة الناس هناك اإنما تجاوزتها للتطاول على أبسط الحريات الفردية التي تكفلها كافة الشرائع السماوية و القوانين الوضعية"كما يسمونها". حمه رشيد أخبرنا بأن معاودة تلك"الجماعة الشيطانية"كما سماها تعني الكثير من القلق و المخاوف بالنسبة لأهالي منطقتي بيارة و طويلة خصوصا و إنهم إكتووا بنار جورهم و تعسفهم غير المحدودين.
لكن"صباح.أ"من بيارة والذي يسكن حاليا في مدينة السليمانية قال:"لقد هربت مع عائلتي بجلدنا ومع أن تلك الجماعة قد تم إبعادها عن المنطقة فإنه إبعاد الى"حين"وإنهم مثل"السرطان"الذي لاشفاء منه سوى بالموت فإننا كنا واثقين من عودتهم عاجلا أم آجلا سيما وإنهم هربوا أساسا بإتجاه الحدود الايرانية والكل يعلم ذلك لكن ولأسباب متباينة يتغافلون أو يغضون الطرف عنها. لقد عادوا وإن عودتهم يمكن تأويلها على محملين: أولهما إنهم سوف يلعبون لعبة"الحياة أو الموت" وذلك يعني فيما يعني مزيد من الدمار و الويلات لأهالي تلك المناطق التي لاناقة و لاجمل فيها لهم، أما المحمل الثاني فهو الإستعداد لمواجهة كبيرة بين إيران و أمريكا سوف يتم من خلالها إستخدام هذه الجماعة كإحدى وسائل الضغط و المواجهة ضد واشنطن و حلفائها من الحزبين الكورديين الرئيسيين".
شباب الكورد لمحرقة لبنان!!
عند إتصالنا بالكاتب الكوردي الايراني"ن. د"حول الاوضاع السائدة في المناطق الحدودية و مدى مصداقية تلك الانباء الخاصة بوجود دعم إيراني مفرط للتنظيمات الاسلامية المتطرفة أجاب قائلا:"في البداية كان لدي تصور محدود حول مدى و مستوى معين من التورط الايراني في ذلك المجال، لكنني صدمت حين وجدت نفسي أدرك حقائق في منتهى الخطورة ولكن بعد أن مضت عليها فترة طويلة نسبيا، لقد علمت من أكثر من مصدر في مدن"بانه و مريوان و سقز و باوه و كرمانشاه و جوانرود"من إن هناك حملة تجنيد منظمة للشباب الكورد الذين هم في مقتبل العمر لغرض إرسالهم الى العراق و لبنان و حتى مناطق أخرى لو تطلب الامر".
أما السيد"فلامرزي"فقد أكد بأن أثنين من أقربائه قد تم تجنيدهم لهذا الغرض و أضاف بأنه قد علم بأن المجند يستلم راتب شهري قدره(1500$)وهو راتب مغري بالنسبة للأوضاع الاقتصادية الايرانية الوخيمة جدا". في الوقت الذي قال فيه"م. توكلي"بأن التورط الايراني في تلك المسألة قد تجاوزت كل الحدود و الكل يعملمون بذلك لكنهم يخافون من هذه الدولة الشقية كما سماها".
لكن"م.ب. باقري"الذي يرتبط باحد الاحزاب الكوردية الايرانية المعارضة و يسكن في مدينة مريوان، فقد كشف لنا من أن هناك فعلا تدخل إيراني فاضح في الشؤون العراقية ككل و الشأن الكوردستاني من ضمنه، وقال بأن لديه معلومات موثقة و مؤكدة بخصوص النشاطات الايرانية على الحدود وأضاف"الاطلاعات" (جهاز الاستخبارات الايراني)، يقوم كل يوم بنقل شخص متعاون معهم يدعى"هيوا تاب"للحدود وهو يقوم من هناك بالاشراف على نشاطات المجموعات التابعة للقاعدة" و أشار الى أن"الجماعات المرتبطة بالقاعدة و أنصار الاسلام يجتمعون و يلتقون في فندق في منطقة بحيرة"زريبار"والتي يديرها"الملا محمد قادري" وخلف الفندق هنالك مجموعة أبنية هي بالاساس مخصصة لجماعة الاقاعدة و أنصار الاسلام" وأكد على أن"التدخل الايراني مالم يوضع له حد فسوف يتسبب في كارثة بعموم المنطقة".
نعم هناك حملة تجنيد منتظمة للشباب الكورد الايرانيين
وإتصلنا بمصدر"موثوق و واسع الاطلاع"في إقليم كوردستان، و عرضنا عليه آراء و مواقف أولئك الذين إلتقينا بهم، فأجابنا بعد أن أكد كثيرا على عدم ذكر إسمه:" الحقيقة أن هناك حملة منظمة لتجنيد الشباب الكورد الايرانيينن في دورات"عقائدية و عسكرية"مكثفة يتلقى فيها الفرد المشارك راتب قدره"1500$"، وخلالها يتلقى المتدرب دروسا عقائدية محددة بإتجاهات تخدم دفعه لزوايا معينة كما إنه يتلقى بالتزامن مع ذلك دورات تدريبية أخرى بخصوص القيام بنشاطات عسكرية جلها ذات طابع إرهابي، و هذه الدورات تقام في معسكرات إيرانية موزعة على مناطق مختلفة من إيران". ولما سألناه بخصوص تلك المزاعم التي تقول بأن هناك ثمة علاقة بين الجمهورية الاسلامية الايرانية و تنظيم القاعدة أكد ذلك المصدر لموقع"إيلاف" بقوله:"نعم هناك علاقة و العلاقة على أرض الواقع وليست من نسج الخيال، فهناك معسكر يقع بالقرب من مدينة مريوان مخصص لجماعة القاعدة وإن هذا المعسكر قد تم إختراقه فعلا من قبل جهات إستخبارية(إمتنع عن ذكرها أو تحديدها) وقال إن المتواجدين في هذا المعسكر يتلقون دروسا في أخطر أنواع الارهاب وأشار الى الذبح حيث أن المتدرب يتلقى دروسا في عملية الذبح تبدأ من دجاجة و تنتهي بدمية إنسان، بالاضافة الى تعليمهم كيفية صنع قنابل المولوتوف و زرع الالغام و إستخدام كافة أنواع الاسلحة الخفيفة وكيفية إستدراج العناصر المطلوبة تصفيتها أو إلقاء القبض عليها وكيفية إنتزاع المعلومات المطلوبة منها ومن ثم تصفيتها" وعندما سألناه عن الاماكن التي سوف يتم إرسال هؤلاء المدربين إليها قال:"الى العراق و كوردستان، مثلما بعثوا في قبل مدة أربعة من عناصرهم لكوردستان من أجل القيام بعملية إغتيال لمسؤول أمني بارز في مدينة السليمانية لكن المحاولة قبرت في مهدها وتم إلقاء القبض على الاربعة". وحين إستفسرنا منه بخصوص تلك النقاط التي يتسلل منها أولئك المتدربون أجاب قائلا:"أود أن أشير في البداية الى نقطة هامة، وهي ان مسألة التسلل هذه قد تم تهويلها و إعطائها حجما أكبر بكثير من حجمها الحقيقي، كمثال في منطقة"هلالآوا" في المناطق المحاذية لبنجوين، هناك تلة إيرانية متداخلة في الاراضي العراقية وفيها ربية تسمى"جاله ترخينة" وهناك يتم تجمع و توزيع مفارز أنصار الاسلام من هناك. لكن النقاط الاهم التي يتم التسلل منها بإتجاه العمق العراقي هي تلك المتواجدة قرب مدينتي كلار و خانقين و بالإمكان القول إنه الشريان الرئيسي لتغذية الارهاب المنظم ضد العملية السياسية في العراق".
ورقة ضغط ضد الكورد
وفي إجابة له عن سؤال بخصوص الغاية من تسلل عناصر من القاعدة أو أنصار الاسلام لإقليم كوردستان أجاب بقوله:"إنهم يستخدمون ذلك الامر بمثابة ورقة ضغط ضد الكورد، وهم يخبروننا و بصراحة من خلال رسائل واضحة جدا: طالما لم تقم السلطات الكوردية بمنع"بزاك"(حزب الحياة الحرة الكوردستاني، الجناح الايراني لحزب العمال الكوردستاني) و المشروبات الكحولية، فإننا سنقوم بتسريب أنصار الاسلام و القاعدة إلي