 |
-
علم نفس التعذيب
غالبا مايكون التعذيب صادرا عن الاشخاص الموكل بهم الاشراف او الحماية او الوصاية على الاخرين بدون مراقبة او تعليم او قواعد. هذا يخص الممارسات تجاه الابناء والزوجة والنساء والاطفال، او تجاه اشخاص بفعل مهمات العمل، كالسجناء والطلاب واليتامى والرعية في المجتمعات الشمولية والدينية.
عن هذا يتكلم هذا الموضوع القديم والذي لازال حيويا في مجتعاتنا التي هي تارة خاضعة لسلطة شمولية وتارة اخرى لسلطة دينية، إستمتعوا:
علم نفس التعذيب
تفرض الحياة علينا العديد من الادوار التي نلعبها كأب او ام او صديق او موظف او شرطي، تضع تحت مسؤوليتنا جزء من مصير الاخرين، فإلى اي مدى يؤثر الدور على تصرفاتنا ويتقمصنا، لنقوم بتنفيذ مانعتقد انه مطلوب منا عوضا ان نكون خاضعين لطبيعتنا الاولى؟
تم حذف الصورة من قبل المشرف
كيف يتصرف المرء الذي يفوض له مصير الاخرين والاشراف عليهم في السجون والحياة، ولماذا يتحول السجان الى شيطان اثناء سعيه لتأدية واجب وظيفته؟
للإجابة على هذا السؤال , يكفي إستحضار دراسة علمية رائدة ( تجربة السجن التمثيلي بجامعة ستانفورد ) قام بها زيمباردو وزملاءه .. حيث تم إختيار 24 شاب توفرت فيهم شروط التجربة كالصحة النفسية والجسمية والنضج والحياة العادية الخالية من المشاكل مع القانون أو أي تورط في أعمال عدوانية , وطُلِب من كل واحد منهم توقيع خطاب موافقة على المشاركة في التجربة حتى نهايتها مقابل مبلغ من المال , ثم تم تقسيمهم إلى مجموعتين بطريقة عشوائية , مجموعة " الحراس " ومجموعة " السجناء " . وقد قام زيمباردو يتوفير كل الأجواء الكفيلة بجعل الأمور تسير بطريقة مطابقة للسجن الحقيقي
كيف سيتصرف أعضاء المجموعتين لهذا الموقف ؟ , هل سيتصرفون كما لو كانوا حراساً وسجناء فعلاً ؟ , أم هل ستمنعهم خصائصهم الشخصية ؟ ... للإجابة على هذه الأسئلة العامة تم الإستعداد لإستقاء المعلومات بتسجيلات صوتية وفيديو ومقاييس إنفعالية تُطبق عدة مرات أثناء فترة التجربة ...
ما النتائج ؟؟؟
لقد اُضطر زيمباردو لإنهاء التجربة بعد ستة أيام فقط من بدايتها , وقد كان مخططاً لها أن تستمر لمدة أسبوعين , والسبب هو أن الموقف بالنسبة للسجناء كان عصيباً للغاية إلى درجة أن خمسة منهم بدأت تصدر منهم إستجابات إكتئاب شديدة وتعبيرات أنفعالية شديدة كالبكاء بحرقة والغضب والقلق الحاد , وأضطر المجرب إلى إخراجهم قبل غيرهم , أما الحراس فقد أزدادت درجة عدوانيتهم الجسدية واللفظية بمرور الوقت , وتصرفوا بقسوة بالغة مع السجناء .

وقد علق عدد من العلماء والباحثين على هذه التجربة بالقول ( إن أكثر ما كان درامياً ومضايقاً بالنسبة لنا هو ملاحظة سهولة إستثارة السلوك السادي من من أفراد لم يكونوا من النوع السادي , وملاحظة تكرار حدوث الانهيارات الانفعالية عند رجال إختيروا بالتحديد بسبب إستقرارهم الانفعالي ) . و السادي هو : الذي يتلذذ بإذاء الآخرين .
ومما سبق نلاحظ أن مجرد الوصول إلى مركز سلطة يؤدي في الكثير من الحالات لإنبعاث الروح السادية والمتلذذة بالإذاء الشرس للآخرين أو التابعين ... وهذا ما يعطينا إجابة على سؤالنا الفرعي ( إلى أي درجة قد يصل الإنسان في العنف حين يتولى سلطة ؟ )
وهذا ينقلنا لسؤال آخر , فقد يقول قائل : قد يكون ذلك فيمن يتولى سلطة , ولكنه بالطبع لن يستطيع ممارسة سلوكه العنيف دون غيره من أتباع , فهل سيطيع أولئك الأتباع _ قد تكون أجهزة دولة وأستخبارات _ أوامر سيدهم العنيفة ؟
أو بصيغة اُخرى , إلى أي حد يُطيع الفرد شخصاً آخر ذو سلطة معينة في الوقت الذي يناقض سلوكه هذا قيم أو مبادىء يعتنقها ؟

هذا السؤال كان نقطة إنطلاق دراسات الطاعة التي قام بها ميلغرام والتي طغت شهرتها في أمريكا واوروبا على أي دراسة اُخرى , وكان المفحوصين من مهن مختلفة أتو للمشاركة بعد إطلاعهم على إعلان عن تجربة جديدة تجرى في قسم علم النفس بجامعة ييل , وبعد أن يصل المفحوص ويستقبله ميلغرام بقميصه المختبري الأبيض , ويُقدمه لمفحوص آخر ( وهو في الحقيقة ليس مفحوصاً بل متعاون مع ميلغرام ) يشرح لهما أن هذه التجربة تتطلب أن يكوم أحدهما بدور " المُعلم " وأن يقوم الآخر بدور "المُتعلم " الذي مهمته تعلم الربط بين قائمتين من الكلمات , ثم يطلب كل منهما أن يأخذ ورقة مطوية ستدد الدور الذي سيقوم به . يأخذ المفحوص ( المتعاون ) ورقته ويقرأها قائلاً أنه حصل على دور المتعلم ( والحقيقة أنه الدور المحدد للمتعاون دائماً ) , بينما المفحوص الحقيقي دوره دائماً المُعلم , ويشرح ميلغرام بعد ذلك طريقة التجربة , وهي أن يوجه المعلم صدمة كهربائية كلما أخطأ المتعلم , بحيث تزيد قوة الصدمة مع كل خطأ , بادئاً بصدمة قوتها 15 فولت ثم 30 ثم 45 حتى تصل إلى 450 فولت . ويُطلب ميلغرام من المعلم أن يجرب الإحساس بصدمة كهربائية خفيفة ( 45 فولت ) , ثم يضع مليغرام مرهماً على معصم المتعلم ويربط عليه قطباً كهربائياً ويقود المُعلم إلى مولد كهربائي به عدة أزرار كُتب عليها عبارات تبين قوة الصدمات المرتبطة بها مثل : "صدمة خفيفة" " صدمة قوية جداً" , وهكذا حتى تصل إلى علامة خطر الوفاة XXX تحت الأزرار الدالة على قوة الصدمة من 435 إلى 450 فولت .
تم حذف هذه الصورة من قبل المشرف
وتبدأ مهمة التعليم المزعومة , وكلما أخطأ المتعلم طلب مليغرام من المعلم أن يوجه للمتعلم الصدمة المفروض توجيهها , وعندما يضغط المعلم على أحد الأزرار فإنه يرى ضوءاً ويسمع صوت تلاحم الأقطاب الكهربائية , وكلما تقدم في قوة الصدمة تزداد قوة هذا الضوء والأصوات , كما ويبدأ بسماع تعبيرات الألم الصادرة من المتعلم , وإذا تردد المُعلم في توجيه الصدمة الأعلى من السابقة يقوم مليغرام بترديد عبارات مثل " التجربة تتطلب منك المواصلة " أو أرجوا أن تواصل " أو " إنه من الضروري جداً أن تواصل " , ويبدأ المعلم بسماع تعبيرات ألم شديدة وخوف صادرة من المتعلم عندما تصل قوة الصدمة الموجهة إلى 80 فولت , ثم عبارات رجاء بوقف التجربة أو الشكوى من أزمة قلبية حادة وغيرها من إستجابات الألم الشديدة , حتى إذا وصلت الصدمة إلى درجة عالية توقف المتعلم عن أي إستجابة ( وكأنما أصابه الإغماء أو إيحاءاً بالوفاة ) . وبالطبع المتعلم ماهو إلى ممثل بارع , ويساعده في ذلك متطلبات الموقف .
ماهي توقعاتك عن درجة الصدمة التي كان المفحوص ( المعلم ) على استعداد لتوجيهها للمتعلم ؟ ... قد تتوقع أن الغالبية سيتوقفون قبل أن يوجهوا صدمة بقوة 70 فولت , ربما لأنك جربت الصدمة التي قوتها 45 فولت , وقد كان هذا رأي 110 خبير مختلفي التخصصات في السلوك البشري , ولقد أجابوا بأن الإنسان الطبيعي والسليم لن يصل إلى توجيه صدمة بقوة 450 فولت مهما كانت الضروف . وتوقعوا بأن 10% فقط سيوجهون صدمة بقوة 180 فولت .
كيف كانت النتائج ؟!
لقد كانت فاجعة .حيث أن المفحوصين أقدموا على توجيه صدمات كهربائية للمتعلم أقوى بكثير مما توقعه الخبراء المحايدين , وبينت النتائج أن الجميع أطاعوا ميلغرام في توجيه صدمات بلغت قوتها 195 إلى 240 فولت , وأن حوالي 86% منهم أطاعوه حتى فئة الصدمات التي تتراوح قوتها بين 255 و 300 فولت , وأن 65% منهم لم يكن لديهم مانع من طاعة مليغرام في توجيه صدمات كهربائية بلغت قوتها 435 إلى 450 فولت .
ولقد اُعيدت التجربة في دول اوروبية عديدة وكذلك في الاردن , وأتفقت نتائجها مع نتاج تجربة مليغرام في امريكا .
ليست هذه النتيجة فقط , بل إن الجميع عدى شخص واحد نادم , ذكروا بعد التجربة بأنهم لم يكن لديهم أي مشكلة في المشاركة ( أي لم يندموا على ما قاموا به بتاتاً ) .
هذا الامر يشير بوضوح الى تأثير المضمون المسبق للدور على تصرفات الانسان تجاه الاخرين وعلى سهولة الوقوع في اسر الدور المناط بنا كآباء وامهات وازواج وموظفين وعسكريين، الامر الذي يرفع من اهمية التعليم والتعليمات والوعي.
كلا كلا عنصرية، كلا كلا احزاب مرتزقة بالدين كلا كلا طائفية

-
ولماذا حذف المشرف صورة رجم امرأة؟ اليس هذا تعذيبا؟؟
وصورة امرأة تظهر علامات التعذيب على كل انحاء جسدها؟؟؟ ارجو ان لايدعي انها تثير مشاعر جنسية، إذ سيكون ادعاء مثير للشفقة
امر عجيب، اذ يظهر ان الاشراف ايضا يمكن يعطي الامكانية لممارسة التعذيب الفكري والوصاية الايديولوجية على الاخرين
ولمن يرغب برؤية الصور المحذوفة من هنا:
كلا كلا عنصرية، كلا كلا احزاب مرتزقة بالدين كلا كلا طائفية

-
 المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الرصافة
ومما سبق نلاحظ أن مجرد الوصول إلى مركز سلطة يؤدي في الكثير من الحالات لإنبعاث الروح السادية والمتلذذة بالإذاء الشرس للآخرين أو التابعين ... وهذا ما يعطينا إجابة على سؤالنا الفرعي ( إلى أي درجة قد يصل الإنسان في العنف حين يتولى سلطة ؟ )

هذه الصورة أعلاه هي من أيام معارك النجف بين جيش المهدي والاحتلال الامريكي
وقد نشرنا هذه الصور في هذا المنتدى عام 2004 أي قبل سنتين ونصف !!
وهي تبين الشرطة العلاوية الشعلانية وهي تضرب وتعذب شباب جيش المهدي .. أضن أنك ستقول حيل بيهم يستاهلون !! إذاً لا معنى لمقالتك أعلاه إذا كان التعذيب مباح لأي جهة كانت ..
وهذا التقرير نشره الاخ صفاء ولاحظ تاريخه أغسطس 2004 !!!
http://www.vg.no/pub/vgart.hbs?artid=238809
التقرير كان في جريدة VG النرويجية و هي أكبر جريدة نرويجية و محايدة و ليست أمريكية.
و التقرير يشتمل على أسماء المصورين و عملهم و رقم وحدتهم و رتبهم و مكان الحدث و هو وزارة الداخلية للحكومة العلاوية الديمقراطية. و أذا عندك واحد يقرأ نرويجي أو من اللغات القريبة عليها فتفضل
هل تعرف يا أخ رصافة .. واضح أنك لست صدامي وتكره البعث لكنك للأسف غير منصف تماماً
وما يثير دهشتي وأستغرابي أنك تروج للبعث وأكاذيبهم رغم أنك تكره صدام والبعث !! فلماذا يا عزيزي؟
ولاحظ كيف أن الجهات البعثية تروج للكذب ، حتى أن الصورة التي حدثتك عنها وضعوها بأسم الجعفري Aljafri-ergeringen.jpg
رغم أنها لحادثة في زمن علاوي !!
تقبل كامل الاحترام والود
-
العزيز باب المعظم سلاما
لااعتقد انك رأيت في الموضوع ادعاءا بأن هذه الصورة التي اثارتك لها معاني من مثل : حيل بيهم يستاهلون، وهذا التعليق يظهر منه انك لم تفهم الموضوع.
إن التعذيب مرفوض من اي جهة جاءت، بغض النظر عن الفرد القابع على رأس السلطة السياسية. ان القمع والتعذيب القادم عن صدام لايختلف عن مثيله القادم عن علاوي او صولاغ او الجعفري او المالكي او الميليشيات الدينية السنية او الشيعية او الكردية.
ان القبول بممارسة التعذيب ضد الاشخاص الذين نكرههم من خلال الصمت هو القبول بممارسة خرق القوانين الامر الذي سيستخدم ضدنا في المستقبل بعد ان يجذر له قبول في الوعي الاجتماعي.
لهذا السبب بالذات فالتعذيب وخرق القوانين وابعاد عمل الاجهزة الامنية عن الرقابة الشعبية هو امر مرفوض وهو تحضير لعودة الديكتاتورية مهما كانت القوى التي تقف خلفه.
ان هذه الدراسة تشير بوضوح الى انه لايجوز الثقة بالانسان ابدا وانما بالمؤسسات التي يجب ان تتميز بالديمقراطية والعلمانية في نفس الوقت.
كل الشكر
كلا كلا عنصرية، كلا كلا احزاب مرتزقة بالدين كلا كلا طائفية

ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |