 |
-
اكعد اعوج واحجي عدل
لا أظن إن هناك غرابة في عنواني المتقدم لكونه من أمثالنا الشعبية المعروفة
ولكن للأسف هنالك من قلبه 180 درجة أي ( اكعد عدل واحجي اعوج ) ولعل خير مثال على ذلك الكثير من حملة الحقائب الوزارية العراقية وسأخص بالذكر منهم السيد وزير التربية أعلى الله مقامه ( خضير الخزاعي )
لا أود هنا إلا التعليق بما سمعته مؤخرا من حضرة الوزير في لقاء تلفزيوني عبر قناة المسار الفضائية ...
فانا لا اهتم بوعوده في تحسين الواقع المعيشي للمعلم وزيادة راتبه من 125 إلى 130 ألف دينار مثلا وكذا فلن اعلق على محاضراته الوعظية والحسينية التي يطل علينا بها عبر الفضائيات بربطة العنق والمظهر الأنيق
ولن أتكلم عن انجازاته أو عن مسيرة حياته بل ساترك ذلك لغيري وسأكتفي بقوله كما أسلفت ..
فقد ذكر السيد الوزير مسألة التغذية المدرسية حيث أشار بلهجة غاضبة مستهجنة انه قد اجتمع مع مسؤولي الأمم المتحدة حول التغذية المدرسية والمساعدات المقدمة للتعليم في العراق ..
وطلب منهم مشكورا عدم الاكتفاء بالتغذية بالزيت والبسكت ( الهندي ) بل يجب ان يقدم للطالب ( سلة غذاء) وقد اسرد في ذكر هذه السلة من فاكهة و ................................
لذا فأمام الأمم المتحدة خياران إما تقديم الغذاء وفق شروط وزارة التربية العراقية أو إن الوزارة كفيلة بتحقيق ذلك بشرط ان تقدم الأموال لها وهي تتصرف على أكمل وجه ...
ثم تعقب مسؤولة المساعدات في الأمم المتحدة في ان هذا الغذاء المتمثل بالزيت والبسكت ليس الغرض منه غذائي بل قد أشارت دراساتهم في انه حافز لالتزام الطلاب بالدوام المدرسي وفق أبحاثهم الميدانية
هنا يقول الوزير ازددت غضبا وقد نثر أوراقه وقال لهم : هل ان العراقيين من اجل الزيت والبسكت ( الهندي ) يرغمون أولادهم على الذهاب للمدرسة .... ان كان ذلك ... فلا حاجة لنا به وانصرف من الاجتماع
سأله مقدم البرنامج : لماذا إذن لا تقوم الوزارة بتقديم الغذاء للطلاب
فأجابه ولكن بلهجة ليست غاضبة بان الوزارة ليس لها إمكانية لا الآن ولا في المستقبل بتحمل عبء كبير كهذا .
الى هنا قام ( حضرتي ) بإغلاق جهاز التلفزيون ولأقول :
يا سيادة الوزير اذا حضرتك قد شعرت بالاهانة من هكذا أمر رغم ان الزيت والبسكت مساعدات ( يعني بلاش) فما رأيك بالاتي :
1- السنة الدراسية على مشارف النهاية والطلاب للآن لم يستلموا القرطاسية من دفاتر او أقلام
2- طوال هذه السنة لم يتم تسليم ولا قطعة طباشير واحدة وقد قامت أكثر المدارس بارغام الطلاب على شراء الطباشير يعني على كل طالب قطعة طباشير
3- لا يوجد أوراق امتحانية لنصف السنة لذا قامت ادارات المدارس بتكليف الطلاب بان يحضر كل منهم الأوراق من دفاتره لأداء الامتحان
4- الكثير من الطلاب جالسين على الأرض وبصفوف لا ينطبق عليها التسمية سوى الجدران والسقف أما مياه الشرب والكتب فالسكوت نعمة
وغيرها كثير من المشاكل المزمنة والمستعصية رغم بساطة المعالجة وسهولة الحلول ....
افلا نستغرب من شيم الوزير وغيرته العراقية الاصيلة ؟
وأخيرا أقول لابد لجميع المسؤلين ان يرتضوا بان نغير المثل ولنقول ( اكعد عدل واحجي عوج ) زمنه قد ولى لأننا في عصر الديمقراطية والصوت المسموع لذا فلا بد ان يكون الشعار ( اكعد عدل واحجي عدل )
والسلام
riya77dh@yahoo.com
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |