خلافات بين قادة المسلحين تعرقل توحدهم لمواجهة «القاعدة»
بغداد – مشرق عباس الحياة - 07/04/07//

اتسعت فجوة الخلافات بين مجموعات مسلحة عراقية وتنظيم ا»لقاعدة» مع اعلان الاخير دولة افتراضية تستقطع جزءاً من العراق باسم «دولة العراق الاسلامية» وضع بموجبه المسلحين امام خيار «البيعة او المواجهة». ويؤكد مطلعون على ان تنظيمات، مثل «الجيش الاسلامي» و»كتائب ثورة العشرين» و»جيش المجاهدين» و»جيش الراشدين» و»كتائب الناصر صلاح الدين» و»انصار السنة»، حاولت التوصل الى اتفاق يضمن توحدها في محاربة «القاعدة» لكنها اخفقت بسبب تباين توجهات قادتها. في الوقت نفسه تحاول القوات الأميركية والعراقية فرض الامن في الديوانية عبر عملية اطلقت عليها اسم «النسر الأسود» لفرض القانون في الديوانية، كبرى مدن محافظة القادسية، احد معاقل انصار مقتدى الصدر من «جيش المهدي».

وبعد حوالى يومين على اغتيال أربعة أشخاص في محافظة القادسية، بينهم ممثل
اسلحة صادرتها القوات الاميركية من مقر لـ«المجلس الاعلى للثورة الاسلامية» في حي المنصور في بغداد امس. (رويترز)
اسلحة صادرتها القوات الاميركية من مقر لـ«المجلس الاعلى للثورة الاسلامية» في حي المنصور في بغداد امس. (رويترز)
رئيس «المجلس الاعلى للثورة الاسلامية» عبد العزيز الحكيم، إندلعت مواجهات عنيفة في الديوانية بين القوات العراقية والأميركية من جهة وميليشيا «جيش المهدي» من جهة ثانية. وعلى رغم تصاعد التوتر بين الأطراف المشاركة في كتلة «الائتلاف العراقي الموحد» الشيعية، خصوصاً بين أنصار الصدر وبين جماعة الحكيم، وهو ما انعكس أمنياً على مناطق عدة بينها الديوانية، إلا أن القوات الأميركية والعراقية بررت هذه المواجهات العنيفة، بأنها تأتي في إطار تطبيق خطة «النسر الأسود» لفرض القانون في كبرى مدن المحافظة.

وترافقت هذه العملية مع توجيه أوامر الى أفراد الشرطة المحلية في المدينة بلزوم منازلهم، وترك العمليات لقوات عراقية استُقدمت من خارجها، خشية من إختراقات محتملة حققها أنصار الصدر في قوات الأمن المحلية خلال السنوات الأخيرة. وألقت مروحيات أميركية بيانات طلبت فيها من رجال الشرطة البقاء في منازلهم، وهددت بقتل أي منهم في حال حملوا السلاح في الشوارع.

كما أغلقت القوات المهاجمة شوارع المدينة وبدأت بتنفيذ عمليات دهم من منزل الى آخر بحثاً عن مطلوبين من «جيش المهدي» الذي يعتقد بوقوفه وراء سلسلة عمليات قتل استهدفت عاملين مع قوات «التحالف» بقيادة الولايات المتحدة.

وكان مصدر امني عراقي اعلن امس ان نحو 27 شخصاً قتلوا الجمعة واصيب ثلاثون آخرون بجروح عندما فجر انتحاري شاحنته المقطورة المحملة اطناناً من الكلور امام مجمع سكني غرب مدينة الرمادي بعدما أفادت تقارير عن إنضمام حوالى 20 ألفاً من أبناء العشائر الى قوات الشرطة والجيش نتيجة لتضاؤل نفوذ «القاعدة» في الرمادي، وزيادة المشاعر المعادية لها في أوساط عشائر الأنبار.

ويبدو ان الشاحنة كانت متجهة الى موقع الشرطة، لكنها انفجرت قرب المجمع حيث توجد سوق شعبية ومركز طبي». واكد المصدر ان «الغالبية العظمى بين القتلى من الاطفال والنساء» من سكان الرمادي.

وقال قياديون من فصائل مختلفة لـ»الحياة» ان العلاقة بين «القاعدة» والمجموعات المسلحة الاخرى اتسمت على الدوام بمحاولة «القاعدة» ضم المسلحين الاخرين حبياً و»بالقوة في غالبية الاحيان». ويعود تاريخ الاضطراب في العلاقة بين «المسلحين» السنة في العراق الى مطلع 2005 مع بدء «القاعدة» عمليات ذات طابع طائفي ثم اعلان زعيمها السابق «ابو مصعب الزرقاوي» الحرب الشاملة ضد الشيعة.

وخرجت مجموعة «الجيش الاسلامي»، احد اكبر الفصائل المسلحة، عن صمتها ازاء التقارير التي تتحدث عن مواجهات وعمليات اغتيال تنفذها «القاعدة» بحق مسلحيها او المتعاطفين معها في الشهور التي اعقبت مقتل «الزرقاوي». وقال هذا التنظيم الذي اعترف بخسارته نحو ثلاثين مقاتلاً على يدي «القاعدة» في بيان الخميس، ان صبر الجيش الاسلامي وجماعات المقاومة الاخرى نفذ من «تجاوزات عناصر القاعدة وتجرأهم على قتل رجال دين واعضاء هيئة علماء المسلمين والعزل من السنة».

ويؤكد مراقبون ان البيان، الذي تضمن مطالبة زعيم «القاعدة» اسامة بن لادن تحمل مسؤولية اعتداءات اتباعه، يشير الى احتقان حقيقي في العلاقة بين الاطراف المسلحة على الساحة العراقية دعمته العمليات التي نفذتها «القاعدة» اخيراً في الانبار ضد اهداف مدنية ومواقع لشرطة المدينة.

وتراهن القوات الاميركية على شق صفوف المسلحين وتسرب بين الحين والآخر انباء عن مفاوضات تخوضها مع هذه الجهة او تلك فيما يؤكد قيادي في الجيش الاسلامي لـ»الحياة «ان لدى الجماعة ادلة تثبت تواطؤ «القاعدة» في تسريب معلومات استخبارية عن عناصر بقية المجموعات الى الجيش الاميركي للتخلص منها».

وبلغت حدة الخلافات اقصى درجاتها اخيراً مع اقدام عناصر تابعة لتنظيم «القاعدة» تطلق على نفسها اسم «جند الدولة الاسلامية» على تنفيذ هجمات استهدفت قادة رئيسيين لمجموعات ابرزهم حارث ضاهر الضاري احد مؤسسي «كتائب ثورة العشرين» في ابو غريب، انقسم على اثرها التنظيم الى جماعة «حماس - العراق» و»الكتائب».

ويؤكد مقربون من هذه المجموعة لـ»الحياة» ان اصرار قياديين في «الكتائب» على شن حرب اغتيالات ضد «القاعدة» كان السبب في الانشقاق الاخير «في وقت ناشد رجال دين في هيئة علماء المسلمين الفصائل عدم الانجرار الى حرب مع القاعدة في هذه المرحلة».

<h1>«النسر الاسود» لفرض القانون في الديوانية وضبط «جيش المهدي» ... العراق: خلافات بين قادة المسلحين تعرقل توحدهم لمواجهة «القاعدة» </h1> <h4>بغداد – مشرق عباس الحياة - 07/04/07//</h4> <p> <p>اتسعت فجوة الخلافات بين مجموعات مسلحة عراقية وتنظيم ا»لقاعدة» مع اعلان الاخير دولة افتراضية تستقطع جزءاً من العراق باسم «دولة العراق الاسلامية» وضع بموجبه المسلحين امام خيار «البيعة او المواجهة». ويؤكد مطلعون على ان تنظيمات، مثل «الجيش الاسلامي» و»كتائب ثورة العشرين» و»جيش المجاهدين» و»جيش الراشدين» و»كتائب الناصر صلاح الدين» و»انصار السنة»، حاولت التوصل الى اتفاق يضمن توحدها في محاربة «القاعدة» لكنها اخفقت بسبب تباين توجهات قادتها. في الوقت نفسه تحاول القوات الأميركية والعراقية فرض الامن في الديوانية عبر عملية اطلقت عليها اسم «النسر الأسود» لفرض القانون في الديوانية، كبرى مدن محافظة القادسية، احد معاقل انصار مقتدى الصدر من «جيش المهدي». </p> <p>وبعد حوالى يومين على اغتيال أربعة أشخاص في محافظة القادسية، بينهم ممثل <table width="200" cellspacing="0" cellpadding="3" border="0" align="left" class="image"> <tr> <td><img alt="اسلحة صادرتها القوات الاميركية من مقر لـ«المجلس الاعلى للثورة الاسلامية» في حي المنصور في بغداد امس. (رويترز)" src="soldier_01.jpg_200_-1.jpg" hspace="0" border="0"></td> </tr> <tr> <td class="caption">اسلحة صادرتها القوات الاميركية من مقر لـ«المجلس الاعلى للثورة الاسلامية» في حي المنصور في بغداد امس. (رويترز)</td> </tr> </table>رئيس «المجلس الاعلى للثورة الاسلامية» عبد العزيز الحكيم، إندلعت مواجهات عنيفة في الديوانية بين القوات العراقية والأميركية من جهة وميليشيا «جيش المهدي» من جهة ثانية. وعلى رغم تصاعد التوتر بين الأطراف المشاركة في كتلة «الائتلاف العراقي الموحد» الشيعية، خصوصاً بين أنصار الصدر وبين جماعة الحكيم، وهو ما انعكس أمنياً على مناطق عدة بينها الديوانية، إلا أن القوات الأميركية والعراقية بررت هذه المواجهات العنيفة، بأنها تأتي في إطار تطبيق خطة «النسر الأسود» لفرض القانون في كبرى مدن المحافظة.</p> <p>وترافقت هذه العملية مع توجيه أوامر الى أفراد الشرطة المحلية في المدينة بلزوم منازلهم، وترك العمليات لقوات عراقية استُقدمت من خارجها، خشية من إختراقات محتملة حققها أنصار الصدر في قوات الأمن المحلية خلال السنوات الأخيرة. وألقت مروحيات أميركية بيانات طلبت فيها من رجال الشرطة البقاء في منازلهم، وهددت بقتل أي منهم في حال حملوا السلاح في الشوارع.</p> <p>كما أغلقت القوات المهاجمة شوارع المدينة وبدأت بتنفيذ عمليات دهم من منزل الى آخر بحثاً عن مطلوبين من «جيش المهدي» الذي يعتقد بوقوفه وراء سلسلة عمليات قتل استهدفت عاملين مع قوات «التحالف» بقيادة الولايات المتحدة.</p> <p>وكان مصدر امني عراقي اعلن امس ان نحو 27 شخصاً قتلوا الجمعة واصيب ثلاثون آخرون بجروح عندما فجر انتحاري شاحنته المقطورة المحملة اطناناً من الكلور امام مجمع سكني غرب مدينة الرمادي بعدما أفادت تقارير عن إنضمام حوالى 20 ألفاً من أبناء العشائر الى قوات الشرطة والجيش نتيجة لتضاؤل نفوذ «القاعدة» في الرمادي، وزيادة المشاعر المعادية لها في أوساط عشائر الأنبار.</p> <p>ويبدو ان الشاحنة كانت متجهة الى موقع الشرطة، لكنها انفجرت قرب المجمع حيث توجد سوق شعبية ومركز طبي». واكد المصدر ان «الغالبية العظمى بين القتلى من الاطفال والنساء» من سكان الرمادي.</p> <p>وقال قياديون من فصائل مختلفة لـ»الحياة» ان العلاقة بين «القاعدة» والمجموعات المسلحة الاخرى اتسمت على الدوام بمحاولة «القاعدة» ضم المسلحين الاخرين حبياً و»بالقوة في غالبية الاحيان». ويعود تاريخ الاضطراب في العلاقة بين «المسلحين» السنة في العراق الى مطلع 2005 مع بدء «القاعدة» عمليات ذات طابع طائفي ثم اعلان زعيمها السابق «ابو مصعب الزرقاوي» الحرب الشاملة ضد الشيعة.</p> <p>وخرجت مجموعة «الجيش الاسلامي»، احد اكبر الفصائل المسلحة، عن صمتها ازاء التقارير التي تتحدث عن مواجهات وعمليات اغتيال تنفذها «القاعدة» بحق مسلحيها او المتعاطفين معها في الشهور التي اعقبت مقتل «الزرقاوي». وقال هذا التنظيم الذي اعترف بخسارته نحو ثلاثين مقاتلاً على يدي «القاعدة» في بيان الخميس، ان صبر الجيش الاسلامي وجماعات المقاومة الاخرى نفذ من «تجاوزات عناصر القاعدة وتجرأهم على قتل رجال دين واعضاء هيئة علماء المسلمين والعزل من السنة».</p> <p>ويؤكد مراقبون ان البيان، الذي تضمن مطالبة زعيم «القاعدة» اسامة بن لادن تحمل مسؤولية اعتداءات اتباعه، يشير الى احتقان حقيقي في العلاقة بين الاطراف المسلحة على الساحة العراقية دعمته العمليات التي نفذتها «القاعدة» اخيراً في الانبار ضد اهداف مدنية ومواقع لشرطة المدينة.</p> <p>وتراهن القوات الاميركية على شق صفوف المسلحين وتسرب بين الحين والآخر انباء عن مفاوضات تخوضها مع هذه الجهة او تلك فيما يؤكد قيادي في الجيش الاسلامي لـ»الحياة «ان لدى الجماعة ادلة تثبت تواطؤ «القاعدة» في تسريب معلومات استخبارية عن عناصر بقية المجموعات الى الجيش الاميركي للتخلص منها».</p> <p>وبلغت حدة الخلافات اقصى درجاتها اخيراً مع اقدام عناصر تابعة لتنظيم «القاعدة» تطلق على نفسها اسم «جند الدولة الاسلامية» على تنفيذ هجمات استهدفت قادة رئيسيين لمجموعات ابرزهم حارث ضاهر الضاري احد مؤسسي «كتائب ثورة العشرين» في ابو غريب، انقسم على اثرها التنظيم الى جماعة «حماس - العراق» و»الكتائب».</p> <p>ويؤكد مقربون من هذه المجموعة لـ»الحياة» ان اصرار قياديين في «الكتائب» على شن حرب اغتيالات ضد «القاعدة» كان السبب في الانشقاق الاخير «في وقت ناشد رجال دين في هيئة علماء المسلمين الفصائل عدم الانجرار الى حرب مع القاعدة في هذه المرحلة».</p> </p>