مشايخ سنّة العراق يشكّلون مرجعية منفتحة تختار الاجتهاد «الأنسب» لمواجهة الاحتلال
جنود للاحتلال الأميركي ينقلون زميلاً لهم أصيب خلال عملية عسكرية في العراق في 24 آذار الماضي (رويترز)



في واحد من أكبر المظاهر التي شهدتها حركة الاجتهاد السني في الفترة الماضية، دعا نحو 200 عالم سني عراقي، يعيش معظمهم خارج الوطن، في عمان أمس، إلى إنشاء مرجعية دينية موحدة لسنة العراق، تكون منفصلة عن السلطة السياسية، ومؤهلة لإصدار الفتاوى الخالية من التعصب، واختيار الاجتهادات «الأنسب» للعراق وخاصة حيال «الاحتلال»، وتواعدوا على عقد مؤتمر موسع لعلماء المسلمين في العراق بمذاهبهم كافة.
وفي ختام «المؤتمر الخامس لعلماء العراق» السنة، الذي يعقد للمرة الاولى خارج العراق «لأسباب أمنية»، شدد أحد أبرز أئمة «هيئة علماء المسلمين السنة في العراق»، الشيخ محمود الصميدعي، على أنه «لا بد من إيجاد سلطة ومرجعية: السلطة تمثل القادة السياسيين، والمرجعية تمثل القادة الدينيين»، مضيفاً أنه «ينبغي أن تتبع السلطة السياسية للمرجعية الدينية... وأن يقود المرجعية الدينية (السنية) علماء ربانيون يعملون وفق كتاب الله وسنة رسوله، ولا يرتبطون بدائرة سياسية أو رأي إلا الشرع الشريف... وأن لا تعرف عنهم آراء شاذة أو تعصب وأن يقبلوا النقاش».
وأكد الصميدعي، وهو إمام وخطيب مسجد أم القرى غربي بغداد، على ضرورة أن «تعمل هذه المرجعية على توحيد الفتاوى في العراق، وتوحيد جهود علماء العراق الموجودين في داخل العراق وخارجه... وأن تقدّر أن للضرورات أحكاماً، وأن الله يريد بعباده اليسر لا العسر، وأن تنظر في الاجتهادات قديما وحديثاً وتختار ما هو أنسب للعراق اليوم، وخصوصا في ما يتعلق بالاحتلال».
ودعا البيان الختامي للمؤتمر إلى تشكيل مجلس فقهي لاصدار الفتاوى الشرعية «بعيدا عن العاطفة والفتوى المتسرعة والافكار التكفيرية»، لسد الفراغ القائم في ساحة العمل الفقهي والشرعي، على أن ينبثق عنه مجمع فقهي لاصدار الفتاوى، يأخذ بالاعتبار الوضع الراهن في العراق.
وشدد رئيس «ديوان الوقف السني»، كبرى الهيئات الدينية السنية الرسمية في العراق، الشيخ أحمد عبد الغفور السامرائي، على أنه يجب أن «تكون هذه المرجعية مستقلة وغير حكومية وغير مرتبطة بجهة ما أو بالوقف السني» نفسه.
كما دعا البيان إلى عقد مؤتمر موسع لعلماء المسلمين في العراق بكافة مذاهبهم، لوقف نزف الدم وتوحيد الكلمة وتفعيل «وثيقة مكة» التي كان رجال دين من السنة والشيعة قد وقعوها في نهاية العام الماضي لتحريم سفك دماء المسلمين. وأكد ضرورة العمل بكل الوسائل، وضمنها المقاومة المشروعة، لاخراج الاحتلال ووضع جدول زمني لانسحابه وإعادة جميع المساجد المغتصبة وفتح جميع الجوامع المعطلة.
من جهته، طمأن أحد الاعضاء السابقين والمساهمين في تأسيس «هيئة علماء المسلمين في العراق» الشيخ زياد العاني، إلى أن «الحديث عن ايجاد مرجعية للسنة لا يعني بأي حال من الاحوال أننا نريد سحب البساط من أحد».
المؤتمر الدولي
في هذه الاثناء، أعلن وزير الخارجية العراقية هوشيار زيباري، أن تاريخ المؤتمر الوزاري الدولي المزمع عقده حول العراق، قد حدد في شهر أيار المقبل خارج العراق، من دون أن يوضح مكان عقده. وكانت التصريحات المتتالية أكدت أن المؤتمر سيعقد في نيسان الحالي، في اسطنبول.
ميدانياً
أعلنت قوات الاحتلال مقتل ثمانية جنود أميركيين في هجمات منفصلة في العاصمة، وأربعة بريطانيين ومترجم مدني كان يرافقهم في هجمات أخرى في البصرة، خلال اليومين الاخيرين. كما أعلن جيش الاحتلال الاميركي أن مروحية عسكرية تقل تسعة أفراد سقطت جنوبي بغداد، وجرح أربعة ممن كانوا على متنها، أمس.
واستهدف انفجار شاحنة مفخخة موقعاً قريباً جداً من فضائية تلفزيونية تابعة لـ«الحزب الإسلامي العراقي»، ما أسفر عن مقتل مساعد مدير القناة، وجرح عشرة من العاملين فيها، وقطع البث لمدة نصف ساعة.
وقُتل عشرة عراقيين في انفجار في الموصل، فيما عثر على 20 جثة لاشخاص خطفوا أمس الاول في بعقوبة. كما عثرت الشرطة على جثة المذيعة التلفزيونية العريقة خمائل محسن، في حي الجامعة غربي بغداد، بعد يوم من اختطافها. وكانت خمائل محسن مذيعة في قناة «العراق» التلفزيونية الأولى في عهد النظام السابق، على مدى نحو عقدين من الزمن، كما عملت بعد الغزو في وسائل إعلام مرئية كقناة «الحرية».
(رويترز، أ ف ب، يو بي آي)

< السابق