لم أجد لمقالتي عنواناً سوى أغنية فيروز هذه ... طبعاً "الخسارة" التي تكبدناها ليست نتاج ضياع "مكاتيب الغرام" ... بل لأننا كتبنا ما لو تم وزنه لكان أطناناً من الورق حول "الخطر البعثي" وضرورة تطبيق قانون "اجتثاث البعث" بحذافيره ومع من كان متسلطاً على الشعب الى العودة الى منصبه وكأن شيئاً لم يكن!
من صوّت للائتلاف صوّت له من منطلق محاربته لـ "البعث" أو على الأقل أن وصوله لسدة الحكم سيمنع من تغلغل البعث مرةً أخرى في الدول العراقية وهو ما بدأ به البعثي "علاوي" عندما كان رئيساً للوزراء.
الشعب قدّم التضحيات وكتب بدمائه القوانين ويأتي قانون كتب على وريقة حقيرة بحبر أرخص منها ليلغي كل هذا ... سيأتي أحدهم ويقول أن "القانون الجديد" لن يسمح أيضاً للبعث بالعودة ولكن الواقع يقول غير ذلك ... فيكفينا رؤية حماس "دليمي" و "هاشمي" و "عليان" وغيرهم لاقرار هذا القانون يتجلى لنا مدى خطورة هذا القانون الانبطاحي الذي جاء في وقت تتناحر به جماعات "المقاومة العاهرة" التي يشكل البعث أحد أطرافها بأشكاله المختلفة والمتعددة.
لو توقف "البعث" عن إجرامه بعد سقوط الصنم واعتذر للشعب العراقي عما بدر منه لكان من المعقول ارجاع عناصره لمراكزه السابقة ... ولكن البعث استمر في اجرامه وارتكب مجازراً بشعة لا تقل من ناحية ترويعها عن المجازر التي ارتكبها أيام ما كان متسلط على رقاب الشعب العراقي.
لا أعرف الى متى سيبقى "الائتلاف" مستغلاً اضطرار الناس للتصويت له لأنه يمنع الأسوأ من البقية ... هل ما يقوم به الائتلاف ورئيس الوزراء نتاج خطوات مدروسة أم هي مجرد تحركات طائشة ... وهل هي مقابل تنازلات أم كالعادة مقابل "لاشيء".
لربما إذا استمر الإخوة في سياستهم فان انصرافنا جميعاً لكتابة "مكاتيب الغرام" التي لا تحظى بالجواب أفضل بمئة مرة من إرهاق أنفسنا في كتابات لن تجدو نفعاً لأنه هناك من يطبق المثل "أذن من طين وأخرى من عجين"!