لشرطة تتظاهر ضد الاحتلال: يعاملوننا كعبيد!
التيار الصدري ينسـحب من الحكومة اليوم
مقتل وجرح 500 عراقي و16 جندياً محتلاً
)): )): )): )): )): )): )): )):
عرف العراق، في اليومين الماضيين، إحدى أعنف موجات العنف منذ الغزو، بمقتل وجرح أكثر من 500 عراقي، بينهم 47 قتيلاً و224 جريحاً على الأقل في هجوم طائفي خطير في كربلاء، إضافة إلى مقتل وجرح 16 جندياً محتلاً، فيما أعلن التيار الصدري أنه سينسحب رسمياً من حكومة نوري المالكي، اليوم، وذلك وسط حديث عن «انفجار» مرتقب في مدينة البصرة الجنوبية، وقيام تظاهرة هي الأولى من نوعها لأفراد في الشرطة العراقية ضد قوات الاحتلال.
وفي حادث مثير للجدل، أعلنت قوات الاحتلال في بيانات متفرقة مقتل جنديين أميركيين وآخرين بريطانيين، وجرح خمسة جنود أميركيين وأربعة بريطانيين أحدهم «حالته خطيرة»، في حادث اصطدام مروحيتين بريطانيتين أثناء تحليقهما قرب قاعدة عسكرية ضخمة للجيش الاميركي، في منطقة ريفية غربي التاجي شمالي بغداد أمس الاول. وأكد وزير الدفاع البريطاني ديس براون أن المروحيتين هما مخصصتان للنقل، وأن الحادث كان ناجماً عن «أعمال روتينية» وليس حربية. وفي وقت لاحق، أعلن الاحتلال مقتل ثلاثة جنود أميركيين آخرين في هجمات متفرقة، في الأنبار وجنوبي بغداد.
واستمرت موجة الهجمات العنيفة في العراق، أمس، مسفرة عن سقوط ما لا يقل عن 55 قتيلاً و90 جريحاً، بينهم 29 قضوا في ثلاثة انفجارات بسيارات مفخخة في بغداد، استهدفت تجمعات للمدنيين. وكان أعنف هذه الهجمات مقتل 18 شخصاً بينهم ثلاثة أطفال، في انفجار مزدوج بسيارتين مفخختين بفارق زمني ضئيل، وسط سوق شعبي جنوب غربي بغداد. كما عثر على نحو عشر جثث، بينها جثث خمسة سائقي شاحنات إيرانيين ظهرت بعد يوم من خطفهم، قرب مدينة خانقين القريبة من الحدود العراقية ـ الايرانية.
من جهة أخرى، ارتفعت حصيلة ضحايا تفجير كربلاء، أمس الاول، إلى 47 قتيلاً و224 جريحاً. وكان انفجار بسيارة مفخخة أثار الفوضى والغضب في المدينة الشيعية المقدسة.
كما قتل عشرة أشخاص، أمس الاول، في تفجير انتحاري على جسر الجادرية فوق نهر دجلة، وعثر على أكثر من 30 جثة، وقتل نحو 30 عراقياً وجرح العشرات في أعمال عنف أخرى. وأعلنت جماعة «دولة العراق الاسلامية» انها خطفت 20 موظفاً في وزارة الداخلية شمال شرقي بغداد، مشترطة للإفراج عنهم مبادلتهم بسجناء في وزارة الداخلية، وتسليم الضباط المتورطين في اغتصاب امرأة سنية في العاصمة، في شباط الماضي.
الصدر
أعلن النائب في التيار الصدري صالح العجيلي أمس أن «التيار الصدري سيعلن في مؤتمر صحافي غداً الاثنين (اليوم) انسحابه من الحكومة حصرا، وليس من البرلمان، احتجاجاً على تصريحات المالكي حول تشبثه بوجود قوات الاحتلال وعدم جدولته، إضافة إلى نقص الخدمات» العامة.
ونقلت «أسوشييتد برس» عن العجيلي والنائب الآخر في التيار حسان الربيعي، تأكيدهما أن الانسحاب سيشمل وزراء التيار الستة، فيما سيبقي النواب الثلاثين على عضويتهم في البرلمان. وأكد مسؤولان آخران في التيار أن الحركة ستواصل تقديم التأييد «بشكل حذر» للحملة الأمنية في بغداد. وتشغل الحركة الصدرية نحو ربع مقاعد «الائتلاف العراقي الموحد» (الشيعي) الذي يقوده المالكي في البرلمان.
البصرة
عمت تظاهرات عنيفة كربلاء في أعقاب الهجوم الضخم الذي استهدفها أمس الاول، ما أسفر عن مقتل أربعة متظاهرين في اشتباكات مع الشرطة أمام مبنى المحافظية، وحرق سيارة حكومية. واتهم المتظاهرون القوات الحكومية بالتقصير في أداء واجبها، كما اتهموا القوات الاميركية بالضلوع في الانفجار. وشهدت كربلاء بعد الانفجار إغلاقا تاماً لجميع المنافذ المؤدية الى المدينة.
وفي السياق، حذر عدد من النواب خلال جلسة برلمانية أمس، من «انفجار» أمني في البصرة التي تشكل المنفذ البحري الوحيد للبلاد، بسبب دعوات الى «التمرد» و«التظاهر» تعالت في المدينة منذ تفجير كربلاء أمس الاول. وتحدث بعضهم عن تقارير استخباراتية تدل على وجود مخطط انقلابي لاحتلال مبنى المحافظة واغتيال المحافظ محمد مصبح الوائلي. ووجّه رئيس مجلس النواب محمود المشهداني نداء الى سكان البصرة «للتهدئة والوقوف ضد كل ما يسيء الى استقرار البلد».
وفي وقت لاحق، أعلن بيان حكومي ان المالكي أجرى «اتصالات مع القيادات الدينية والسياسية في محافظة البصرة»، حيث «تعهد جميع الاطراف بعدم تنظيم التظاهرة التي كانت مقررة غداً (اليوم) الاثنين حفاظاً على الامن العام والاستقرار». ودعا المالكي الى «حل الخلافات بين المحافظ ومجلس المحافظة بالوسائل الديموقراطية وطبقا للقواعد الدستورية».
في هذه الأثناء تظاهر عشرات من أفراد الشرطة امام مركز عملهم في حي المشتل شرقي بغداد، متهمين قوات الاحتلال بمعاملتهم كـ«الحيوانات» و«العبيد». وراح هؤلاء يرددون هتافات مثل «لا، لا لأميركا! أخرجوا أيها المحتلون!»، وذلك فيما كان جنود أميركيون يراقبون التظاهرة من بعيد داخل مدرعاتهم.
كردستان
في محاولة لتخفيف التوتر المتنامي مع أنقره، أعلن رئيس الحكومة الكردية نجيرفان البرزاني، في مؤتمر عقده في إربيل أمس الاول، أنه إذا كانت تركيا تشعر بالقلق بشأن قضية كركوك «فإننا مستعدون» لإنهاء مخاوفهم عبر إجراء محادثات ثنائية. كما أكد أن كردستان تبقى جزءا من العراق.
وفي السياق، أعلنت مصادر عراقية ومصرية، أمس، أن شرم الشيخ سيشهد مؤتمراً حول كركوك بين 20 و23 نيسان الحالي، سيضم 38 شخصية عراقية من مختلف القوميات والطوائف والأديان، برعاية معهد السلام الدولي الأميركي.
إلى ذلك، أعلنت شركة «دانة غاز» الإمارتية، أمس، أنها وقعت اتفاقيات مع حكومة كردستان بقيمة 400 مليون دولار لتطوير احتياطيات الغاز في المنطقة، في أول تعاقد بين الحكومة الكردية وشركة عربية.
(رويترز، أ ب، أ ف ب، يو بي أي)