النتائج 1 إلى 5 من 5
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2004
    المشاركات
    3,507

    Exclamation السعوديون يتهسترون:الدولة الفاطمية مؤسسها مجوسي ولا ينتسب لال البيت!!

    اللجنة الدائمة للإفتاء بالسعودية: القول بأن الدولة الفاطمية هي دولة الإسلام .. «دعوى باطلة»

    قالت إن مؤسسها مجوسي ولا ينتسب لآل البيت

    الرياض: «الشرق الأوسط»
    فندت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في السعودية، الدعاوى القائلة بإقامة الدولة الفاطمية من جديد.
    وشدد البيان الذي حمل توقيع الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، رئيس اللجنة، وأعضائها عبد الله الغديان، وصالح الفوزان، وأحمد المباركي، وعبد الله المطلق، وعبد الله الخنين، وسعد الشثري، ومحمد آل الشيخ، ويوسف الغفيص، على أن اجتماع الأمة لن يحصل إلا «بالتمسك بالكتاب والسنة»، مؤكدا أن تسمية الدولة بـ«الفاطمية» تسمية كاذبة أراد بها أصحابها خداع المسلمين بالتسمي باسم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفي ما يلي نص البيان:

    «الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد، فإن الله عز وجل قد أمر باجتماع هذه الأمة ونهى عن التنازع، قال تعالى «ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم»، ولن يحصل اجتماع الأمة إلا بالتمسك بالكتاب والسنة ولذا أمر الله بالاعتصام بحبل الله المتين، قال تعالى «واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا»، وأمتنا الإسلامية وهي تواجه ما يحف بها من مخاطر متنوعة في أمس الحاجة إلى التمسك بكتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، متوخية في ذلك نهج صحبه الكرام رضي الله عنهم، ولقد وجهنا الله سبحانه وتعالى إلى هذا المنهج القويم في كتابه الكريم حيث قال سبحانه «وإن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله».

    فاجتماع الأمة ووحدتها وعزها في التزام ذلك الصراط المستقيم الذي سلكه نبينا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، وصحبه الكرام، وعدم الحيد عنه، وبذلك يحصل رضى رب العالمين والفوز بجنته، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم «تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداَ، كتاب الله وسنتي». وحيث أن النصح لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم من الواجبات الشرعية، وكان من النصح لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم كتابة بيان حول ما تناقلته بعض وسائل الإعلام عن بعض المحسوبين على الأمة، نوضح فيه حقيقة دعواه التي حاول فيها أن يلبس على عموم المسلمين، ويخدع بها من لا يبصر الأمور، فقد ادعى ذلك المتكلم أن الدولة المسماة بالدولة الفاطمية، هي دولة الإسلام التي يكمن فيها الحل المناسب في الحاضر كما كان حلا في الماضي، وهذا من التلبيس ومن الدعاوى الباطلة وذلك لعدة أمور، منها:

    أولا ـ إن تسمية تلك الدولة بالفاطمية تسمية كاذبة أراد بها أصحابها خداع المسلمين بالتسمي باسم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد بين العلماء والمؤرخون في ذلك الزمان كذب تلك الدعوى، وأن مؤسسها أصله مجوسي، يدعى سعيد بن الحسين بن أحمد بن عبد الله بن ميمون القداح بن ديصان الثنوي الأهوازي، وسعيد هذا تسمى بعبيد الله عندما أراد إظهار دعوته ونشرها ولقب نفسه بالمهدي. فالنسبة الصحيحة لدولته أن يقال «العبيدية» كما ذكر ذلك جملة من العلماء المحققين، ويظهر من نسب مؤسسها الذي ذكر آنفا أن انتسابهم إلى آل البيت كذب وزور، وإنما أظهروا ذلك الانتساب لاستمالة قلوب الناس إليهم. قال العلامة ابن خلكان في «وفيات الأعيان» (3 ـ 118) «والجمهور على عدم صحة نسبهم وأنهم كذبة أدعياء لا حظ لهم في النسبة المحمدية أصلا».

    وقال الذهبي في «العبر في خبر من غبر» (ج 2 ص 199) «المهدي عبيد الله والد الخلفاء الباطنية العبيدية الفاطمية افترى أنه من ولد جعفر الصادق وقد ذكر غيرهما من المؤرخين أنه في ربيع الآخر من عام 402 هـ كتب جماعة من العلماء والقضاة والأشراف والعدول والصالحين المحدثين وشهدوا جميعاَ أن الحاكم بمصر وهو منصور الذي يرجع نسبه إلى سعيد مؤسس الدولة العبيدية لا نسب لهم في ولد علي بن أبي طالب، وأن الذي ادعوه إليه باطل وزور وأنهم لا يعلمون أحدا من أهل بيوتات علي بن أبي طالب رضي الله عنه توقف عن إطلاق القول في انهم خوارج كذبة، وأن هذا الحاكم بمصر هو وسلفه كفار فساق فجار ملحدون زنادقة معطلون، للإسلام جاحدون، ولمذهب المجوسية والثنوية معتقدون، قد عطلوا الحدود وأباحوا الفروج وأحلوا الخمر وسفكوا الدماء وسبوا الأنبياء ولعنوا السلف وادعوا الربوبية، وكتب سنة اثنتين وأربعمائة) قال ابن كثير في «البداية والنهاية» (11ـ 346) بعد أن نقل هذا «وقد كتب خطه في المحضر خلق كثير».

    ثانيا ـ إظهارهم التشيع لآل البيت: هذه الدعوى أظهروها حيلة نزعوا إليها استغلالا لعواطف المسلمين لعلمهم بمحبة أهل الإسلام لرسول الله صلى الله عليه وسلم وآل بيته، وقد ذكر الغزالي وغيره من العلماء أنهم في الحقيقة باطنيون (انظر مرآة الجنان 3 ـ 107)، وقال النويري «وحكى الشريف أبو الحسين محمد بن علي المعروف بأخي محسن في كتابه أن عبد الله بن ميمون كان قد سكن بساباط أبي نوح، وكان يتستر بالتشيع والعلم، فلما ظهر عنه ما كان يضمره ويستره من التعطيل والإباحة والمكر والخديعة ثار عليه الناس، وقد ذكر من الثائرين عليه الشيعة والمعتزلة وغيرهم فهرب إلى البصرة».. انتهى باختصار.

    ثالثا ـ حال تلك الدولة وما كانوا عليه: أجمل العلماء حالهم في جملة مشهورة قالها أبو بكر الباقلاني والغزالي وابن تيمية، وهي أنهم يظهرون الرفض ويبطنون الكفر المحض، قال الباقلاني عن القداح جد عبيد الله «وكان باطنيا خبيثا حريصا على إزالة ملة الإسلام، أعدم العلماء والفقهاء ليتمكن من إغواء الخلق، وجاء أولاده على أسلوبه أباحوا الخمور والفروج وأفسدوا عقائد خلق» (انظر تاريخ الإسلام 23 ـ 24). قال أبو الحسن القابسي صاحب «الملخص» الذي قتله عبيد الله وبنوه بعده «أربعة آلاف رجل في دار النحر في العذاب ما بين عالم وعابد ليردهم عن الترضي عن الصحابة فاختاروا الموت». قال السيوطي في «تاريخ الخلفاء» (ج 1 ص 526) «ومن جملة ذلك ابتداء الدولة العبيدية، وناهيك بهم إفسادا وكفرا وقتلا للعلماء والصلحاء». قال الشاطبي المالكي في «الاعتصام» (ج 2 ص 44) «العبيدية الذين ملكوا مصر وإفريقية زعمت أن الأحكام الشرعية إنما هي خاصة بالعوام، وأما الخواص منهم فقد ترقوا عن تلك المرتبة، فالنساء بإطلاق حلال لهم، كما أن جميع ما في الكون من رطب ويابس حلال لهم أيضا، مستدلين على ذلك بخرافات عجائز لا يرضاها ذو عقل».

    رابعا ـ موقف العلماء من تلك الحقبة: كان العلماء يظهرون الشناعة على العبيديين وعلى أفعالهم المشينة، ومما يبين لنا موقف العلماء ويجمله ما صنعه السيوطي في تاريخه «تاريخ الخلفاء» (ص 4) حيث قال «ولم أورد أحدا من الخلفاء العبيديين، لأن خلافتهم غير صحيحة، وذكر أن جدهم مجوسي، وإنما سماهم بالفاطميين جهلة العوام».

    خامسا: إن مما يتبين لكل أحد بعد الاطلاع على أقوال العلماء والمؤرخين أن هذه الدولة الفاطمية كان لها من الضرر والإضرار بالمسلمين ما يكفي في دفع كل من يرفع لواءها ويدعو بدعوتها، لذا نجد أن المسلمين في الماضي فرحوا بزوالها على يد الملك الصالح صلاح الدين الأيوبي ـ رحمه الله تعالى ـ في عام 567 هـ، فلا يجوز بعد هذا كله أن ندعو الناس إلى الانتساب إلى تلك الدولة العبيدية الضالة، ومثل هذه الدعوة غش وخيانة للإسلام وأهله، ونصيحتنا لأئمة المسلمين وعامتهم بالاعتصام بالكتاب والسنة وجمع القلوب عليهما. يقول النبي صلى الله عليه وسلم «إن الله يرضى لكم ثلاثا أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعا وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم»، رواه مسلم.

    وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين».

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    المشاركات
    261

    افتراضي

    مرحبا طركاعه . النواصب يستخدمون السحر ويعلمون جيدا أن الإمام قد إقترب ويحاولون جاهدين تشويه دولة الشيعه وإلصاق التهم فيها والتاريخ يشهد أن الدوله الفاطميه من أعدل الدول على مر العصور . وأكيد سيتكلمون ويسبون . قال سيدنا علي عليه السلام ماأضمر أحد شيئا إلا ظهر في فلتات لسانه وصفحات وجهه . وهذا الكلام نتاج طبيعي لما يرونه يلوح في الأفق والله إن مولانا إمام الزمان صاحب العصر قد إقترب فرجه الله يثبتنا وياكم على طاعته وطاعة أوليائه .تحياتي
    ناديت همدان والأبواب مغلقةن...ومثل همدان سنا فتحة البابي...كالهندواني لم تفلل مضاربه... وجهه جميل وقلب غير وجابي...من أقوال سيدنا علي بن أبي طالب في قبيلة همدان بعد معركة صفين ....علي بن أبي طالب فتى بني غالب ...علي بن أبي طالب فتى بني غالب...علي بن أبي طالب فتى بني غالب...

  3. #3

    افتراضي

    هذه أول مرة في تاريخ الفتاوى في العالم الإسلامي وهو أن تلغي فتوى تاريخا إسلاميا وتتكلم عن أحداث تاريخية ولكن في مملكة الظلام كل شيء قابل للحصول.
    قال الإمام علي عليه السلام " أَعْجَزُ النَّاسِ مَنْ عَجَزَ عَنِ اكْتِسَابِ الاِْخْوَانِ، وَأَعْجَزُ مِنْهُ مَنْ ضَيَّعَ مَنْ ظَفِرَ بِهِ مِنْهُمْ."

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    30,109

    افتراضي

    الفاطميون في السعودية «ينتفضون» ضد حملة التكفير الحكومية



    وكالة الأخبار السعودية - 24 / 4 / 2007م - 11:15 م

    قامت مجموعة من القيادات السياسية والإجتماعية النجرانية صباح الثلاثاء بإرسال بيان الى الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود ردا على بيانات وخطب التكفير التي طالتهم والدولة الفاطمية التي ينتسبون اليها دينيا وتاريخيا.

    وقامت ثلة من تلك القيادات بلقاء رئيس هيئة حقوق الإنسان الحكومية في الرياض تركي السديري وتسليمه الرسالة التي وقع عليها 66 قياديا فاطميا ليسلمها بدوره الى الملك.

    وترأس الوفد العقيد المتقاعد علي آل مستنير والدكتور محمد آل عسكر والشيخ القبلي المعروف أحمد تركي آل صعب وعلي آل شيبان.

    وكان مفتي عام السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ قام بتكفير الدولة الفاطمية وحكامها وأتباعها وأخرجهم جميعا من الدين الإسلامي وطعن في نسبهم وأتهمهم بالمجوسية.

    وأتبع ذلك بيان من للجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الحكومية بإصدار بيان مفصل قاموا فيه بتكفير الدولة الفاطمية والزعيم الليبي معمر القذافي أيضا.

    وأتت تلك الدعوات التكفيرية بعد خطاب الزعيم الليبي معمر القذافي بمناسبة المولد النبوي والذي دعا فيه الى إقامة الدولة الفاطمية الثانية في شمال أفريقيا.

    وشنت الصحافة السعودية المسيطرة عليها حكوميا والكتاب السعوديين الموالين للحكومة حملة واسعة وشرسة ضد الدولة الفاطمية.

    ورفضت جريدة الشرق الأوسط المملوكة للعائلة السعودية الحاكمة نشر رد من العقيد المستنير على الكاتب السعودي حسين شبكشي والذي كتب مقالا في الجريدة كفر فيه الدولة الفاطمية.

    كما قامت جريدة المدينة السعودية التي يسيطر عليها متطرفون دينيا بنشر سلسلة من المقالات التي تكفر الدولة الفاطمية وفكرها الديني.

    ويبلغ عدد الفاطميين في السعودية نحو 700 ألف مواطن يعيشون في منطقة نجران الجنوبية ومدن أخرى في المنطقة الشرقية والرياض وجدة.

    ويتعرض الفاطميون في السعودية الى حملة تمييز وقهر ديني حكومي بقيادة وزراة الداخلية السعودية والحاكم الإدراي للمنطقة مشعل بن سعود آل سعود.





  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    30,109

    افتراضي

    [align=center]

    السعوديــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
    التكفير بين الدولة البائدة والحديثة


    [align=center][/align]

    30-4-2007

    الدكتورة مضاوي الرشيد[/align]

    [align=justify]مرة اخري سقطت المؤسسة الدينية السعودية الممثلة باللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء في وحل السياسة الرسمية لولي الامر عندما تطوعت باصدار فتوي تكفير الدولة الفاطمية ردا علي تصريح معمر القذافي الداعي لدولة فاطمية ثانية في المغرب العربي. اعتمد النظام السعودي علي زج المؤسسة الدينية في صراعاته السياسية مع الزعماء العرب رغم انه يبعد هذه المؤسسة عن الامور السياسية في داخل البلد.

    فبعد تكفير جمال عبد الناصر والخميني وغيرهما من الذين تصدوا للسياسة السعودية جاء اليوم دور تكفير الدولة الفاطمية البائدة تماما كما كفر علماء السعودية سابقا الدولة العثمانية. وهم بذلك يسيرون علي خط تكفيري واضح يبدأ بتكفير المجتمعات كتكفيرهم لابناء الجزيرة العربية عند مطلع القرن العشرين من اجل تثبيت شرعية الدولة السعودية الحالية وينتهي عن تكفير اشخاص معينين ربما قد ازعجوا النظام السعودي.

    نحن هنا بصدد سلسلة طويلة من اطروحات تكفيرية للاشخاص والمجموعات من باب تكفير المعين والعموم ولكن اليوم نحن بصدد تكفير مع مفعول رجعي اي الذي يصدر في الحاضر ويكون المقصود به كيانا سابقا قد ولي ولن يعود.

    ما يلفت اهتمامنا في نص تكفير الدولة الفاطمية هو المقطع التالي: تقول الفتوي ان تسمية الدولة بالفاطمية خداع للمسلمين (لانها سميت باسم بنت الرسول صلعم) وان مؤسسها مجوسي وان حاكم مصر وقتها هو وأسلافه كفار فساق فجار ملحدون. زنادقة معطلون للاسلام.. عطلوا الحدود واباحوا الفروج واحلوا الخمر وسفكوا الدماء وسبّوا الانبياء. وهي مبنية علي غش وخيانة للاسلام واهله. انتهت الفتوي ولكن دلالاتها ومعانيها ورموزها ولغتها تبقي تستحضر الحاضر وتستدعي مقارنة مع الفتاوي الجهادية في الدولة السعودية. فبينما علماء المؤسسة الدينية السعودية لا يتجرأون الا علي التعاطي مع العصور البائدة حتي تسلم رقابهم من سيف ولي الامر نجد ان ابناءهم وتلامذتهم من التيار الجهادي قد تجاوزوا عقدة قدسية ولي الامر وعصمته وأفتي اعلامهم بمدي اسلامية الدولة الحالية والتي هم في صدد حربها والاحتراب معها. مدي التشابه بين هذه الفتاوي وفتاوي المؤسسة الدينية امر واضح وصريح وليس علينا الا ان نستبدل مصطلح الدولة الفاطمية بمصطلح الدولة السعودية لنحصل علي فتوي جهادية حديثة يقول علماء المؤسسة الدينية ان مؤسس الدولة الفاطمية مجوسي ويقول الجهاديون ان مؤسس الدولة السعودي يهودي. ويقول علماء المؤسسة الدينية ان الحاكم وأسلافه كفار. ويقول الجهاديون ان مؤسس الدولة السعودية وبطانته كفار. ويقول علماء المؤسسة الدينية انهم فساق فجار ملحدون. وكذلك يقول الجهاديون في الدولة السعودية. وان عطل حكام مصر الحدود فكذلك يقول الجهاديون في حكام الرياض وان اباح حكام مصر الفروج واحلوا الخمور فكذلك يقول الجهاديون في حكام السعودية وان كان حكام مصر غشوا وخانوا الاسلام فكذلك يقول الجهاديون عن حكام بلادهم الحاليين. الفتوي ذات المفعول الرجعي هي مرآة لكثير من فتاوي التكفير الحديثة وتتضمن نفس المصطلحات والمعاني والدلالات. الفرق هو فرق زمني فبينما تتناول فتاوي المؤسسة الدينية الدول القديمة نجد ان فتاوي الجهاديين تعني بالدول الحديثة. وبينما تكفر المؤسسة الدينية ما هو خارج الحدود الجغرافية نجد ان الفتاوي الجهادية مشغولة بما هو داخل الحدود. كيف يمكن تفسير التقارب الفكري واللغوي بين الموقف المؤسساتي ومرآته الجهادية؟ وما هي الاستنتاجات التي يصل اليها المراقب لمثل هذا التقارب؟ ولماذا تبتعد المؤسسة الدينية عن تطبيق ما يمليه عليها علمها الشرعي داخل حدود دولتها رغم ان مآخذها علي الدولة الفاطمية هي نفس المآخذ التي تذكرها الفتاوي الجهادية عن الدولة السعودية؟ ولو انخرط التيار الجهادي في مشروع الفتاوي التكفيرية الرجعية زمنيا والبعيدة جغرافيا لربما بقي رموزه احرارا طلقاء قد يرتفع اكثرهم الي مناصب كبار العلماء وينضم الي المؤسسة المعروفة باللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء ويبعدون عن انفسهم تهمة خوارج العصر والفئة الضالة. من المنظور السعودي الرسمي يعتبر التيار الجهادي مخلا بالمعادلة القديمة المفروضة علي علماء المملكة وهي تقديس الداخل وتكفير الخارج. ما يقوم به التيار الجهادي يخل بهذه المعادلة ويقلبها رأسا علي عقب اذ انه ليس معنيا بالدول البائدة، بل بالدول الحديثة متبعا في منهجيته واجتهاداته ولغته علي اصدارات المؤسسة الرسمية ذاتها وهنا تقبع الصعوبة في هزيمة هذا التيار امنيا او فكريا. مآخذ المؤسسة الدينية علي الدولة الفاطمية هي نفسها مآخذ التيار الجهادي علي الدولة السعودية. فكيف يحارب الفكر بالفكر ذاته؟

    لقد وقعت الدولة السعودية فريسة لفكرها والذي علي اساسه قامت وبررت وجودها وشرعنت لكيانها.

    يخوض النظام السعودي اليوم حربا مع ذاته وليس مع الفكر الدخيل. وبينما تشن المؤسسة الدينية حملة تكفيرية ضد دولة بائدة ولو كانت ما زالت قائمة لجندت المئات من الشباب من اجل جهادها نجد ان التيار الجهادي قد جند الآلاف من الشباب فكريا وعمليا من اجل الجهاد ضد الدولة الحالية. واعلان السعودية عن اعتقال اكثر من مئة وسبعين شخصا وتفكيك خلايا واستيلاء علي اسلحة ثقيلة ما هو الا دليل علي مدي عمق المشكلة التي تواجهها الدولة الحديثة. تكفير ما هو وراء الحدود انقلب واصبح مشكلة محلية.

    النظام الذي يعتمد علي زج المؤسسة الدينية في خصوماته السياسية الحالية يجد نفسه مستهدفا من ابناء هذه المؤسسة والذين طبقوا ما تعلموه في محيطهم الداخلي. اعتقالات يوم الجمعة 27 نيسان (ابريل) ان دلت علي شيء فهي تدل علي معضلة وفخ عميق لن يخرج منه النظام السعودي سالما. اعتمدت ديمومة النظام السعودي علي عاملين مهمين اولا الدعم الخارجي وثانيا سوط التكفير الذي يضربون به معارضيهم ويخرسون به منتقديهم ولكنهم اليوم هم انفسهم يتعرضون لحملة التكفير هذه والتي كانت دوما موجهة للخارج والذين يكفرونهم لا يستوردون اجتهادات من وراء البحار ولا فكر من خارج الحدود بل ان فكرهم محلي ومفرط في محليته. الفرق بين هؤلاء ومريديهم الاولين والحاليين بسيط وهامشي. وكلما حاول النظام ان يظهر بلباس الاسلام المعتدل ويكثر من الوعظ والارشاد عن الوسطية وايجابياتها ويندد بالتطرف وسلبياته لن يستطيع ان يعيد التاريخ الي الوراء. وان كان هذا النظام اعتمد سابقا علي فكر ما يسمي بالمجدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب ليمرر مشروعه السياسي المهيمن علي الجزيرة العربية الا انه اليوم لا يجد مجددا للدين ينتشله من تداعيات فكر المجدد الاول. علماؤه يتخبطون تارة يحدثوننا عن حسنات دولة الاسلام الحالية وتارة يشجبون المستهلكين لسياساتها الاعلامية والاجتماعية بعضهم لا يدري هل هو سلفي ام ثوري ام واعظ ام مبرر لسياسة الدولة. كلهم يشجع الجهاد خارج الحدود ويدينه ان هو اقترب من صحاري الجزيرة كلهم يكفر حكام العرب ويعدد زلاتهم وهي نفس زلات ولي امرهم. يحتار هؤلاء بين كتمان العلم واعلانه علي الملأ. يتخبطون بين انكار المنكر سرا او علنا. يتحاورون عن شرعية تكفير المجتمع وينسون معضلتهم مع ولي امرهم ومسألة تكفيره. وحركاتهم الاسلامية ومواقعهم الالكترونية تنقل للملأ اخبار الجهاد في العالم وتصمت عن تطوره في بلادهم. بعضهم فضل ان يتبني مواقف تحسب علي الاخوان المسلمين وآخر حاول ان يمزج بين هذه المواقف وسلفية الاوليين المحليين ولم تنجح عملية المزج هذه ولم تتبلور نتائجها بعد. اما الشرائح الاخري فهي ليست بأفضل من هؤلاء كليبراليي السعودية الذين يمارسون عملية انتقائية مفضوحة عندما ينهلون من منابع الفكر الليبرالي ويكتفون بحملات عشوائية علي العلماء وفتاويهم وكأنهم لا يعلمون ان في الليبرالية سياسة ومنهج حكم. يجلدون المجتمع ويعتبرونه متخلفا متقوقعا خلف الاعراق والانساب والطوائف والقبائل ولا يبحثون عن الاسباب الحقيقية وراء هذا التقوقع. يتشدقون بالوطنية ويتغنون بالولاء للوطن والكل يعلم ان ولاءهم لولي امرهم الذي يفتح لهم المنابر الاعلامية والصحافية في كل مكان ليذكروا العالم بانجازاته ومشاريعه التنموية وسياسته الداخلية والخارجية وانتصاراته في عصر المبادرات العربية. وفي جلدهم للمجتمع يشاطرون علماء المؤسسة الدينية الرأي ويتفقون معها علي عصمة ولي الامر والذي لا يخطئ بل يصيب دوما في سياسته. وان كفر علماء الدولة مجموعة او دولة او شعبا كاملا فهم ايضا يسلون اقلامهم ويصلبون من صلبه العلماء معتمدين ليس علي ما قال الله وقال الرسول، بل علي مصطلحات عصرية يصفونها في مقالات كثيرة تنتشر في صحافة تعبر الحدود. ينتقدون الدكتاتوريات العربية وانتهاكات حقوق الانسان في دول الجوار ويتناسون مصير الانسان في ما يسمي بمملكة الانسانية المحلية.

    امام هذا الواقع المتسم بالنفاق الواضح والصريح تظل الجزيرة العربية صامتة تنتظر اعلانات وزارة الداخلية السعودية عن القبض علي من نحر رجل امن او قتل فرنسيا او اغتصب امرأة او استورد ذخيرة حية او سرق اموالا هامشية في ملف سرقة الاموال الكبير. ينبهر هؤلاء بانجازات القضاء علي الارهاب ويتناسي الكثير انهم هم من صنعوه ونظروا له وما زالوا يمارسونه خارج الحدود، لكنه كالمهاجر الذي لا بد ان يعود الي وطنه ولو بعد حين.
    [/align]





ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني