نقلا عن الشرق الاوسط

حسنا فعلت الإمارات
أحمد الربعي

حسنا فعلت دولة الامارات العربية باستقبالها وفد المجلس الحاكم في العراق، وحسنا ستفعل بقية الدول العربية التي ستستقبل وفود ذلك المجلس الى عواصمها.
مجلس الحكم الانتقالي في العراق ليس برلمانا منتخبا من الشعب العراقي، هذا صحيح، واعضاء هذا المجلس يقولون هذا الكلام قبل ان يقوله المزايدون العرب، ومجلس الحكم الانتقالي يعمل في ظل وجود ادارة اجنبية للبلاد، وهذا الكلام ايضا صحيح، ولكن هناك واقعا عراقيا معقدا لا بد من التعامل معه.
المشكلة ان الذين تطل نوافذ مكاتبهم على اعلام اسرائيل المرتفعة في عواصمهم اصبحوا اكثر مزايدة في الوطنية والقومية والخيانة والنزاهة من غيرهم، فارييل شارون الذي يرتفع علم بلاده في عواصم عربية عديدة هو اكثر وطنية من الجعفري والباجه جي والبارزاني او الطالباني، والاعتراف باسرائيل هو عمل وطني لكن الاعتراف بمجلس الحكم الانتقالي العراقي يصب في خانة الخيانة!!
نحن ندرك ان الجامعة العربية اصبحت حالة ميؤوسا منها او تقترب من ذلك بعد ان اصبحت عنوانا للمزايدات القومية، فالصمت على نظام صدام بل تأييده مقبول، والاعتراف بمجلس الحكم الانتقالي العراقي جريمة شنعاء، لكننا ندرك ان مصر تحديدا تدرك حجم مسؤوليتها، وتدرك ان الملاحظات المصرية التي نحترمها تجاه هذا المجلس لن تدفع دولة عربية بحجم ومكانة مصر الى اتخاذ موقف سلبي من المجلس العراقي المؤقت، وان الحكومة المصرية في النهاية ستصغي الى صوت العقل لا الى صوت المزايدات القومية التي تتلذذ في ايذائنا.
هناك من يفرح بمآسي العراقيين، هناك من يرى في مقتل مدنيين عراقيين عملا وطنيا عظيما يصب في خانة المقاومة، وهناك من لا يهدأ له جفن اذا عاش العراقيون بسلام بعد معاناة طويلة مع القتل والموت والتشرد، والغريب ان الذين كانوا يدافعون عن النظام المقبور هم انفسهم الذين يهللون ويفرحون لاستمرار مسلسل العنف في العراق ولذلك يهاجمون مجلس الحكم الانتقالي لانه يمثل خطوة في طريق السلام والاستقرار وهو ما لا يريدونه للعراق.