ملجأ الايتام فضيحة امريكانية
هذا فيلم هوليودي عمد الى تضخيم الحدث و تهويل الفاجعة .. من شأنها ان تبيض صفحة بوش في الولايات المتحدة .. و تعطي انطباعا لدى المواطن الامريكي بان الجنود الامريكيين يؤدون دورا انسانيا هناك ..انهم يعلمون العراقي على التضامن الاجتماعي .. كواحدة من مهازل القدر و اعاجيبه.. ثم ما هذا التعميم الحقير بشتم كل الشعب و اطراف الفضيحة يعدون بالاصابع مع ملاحظة ان المتهمين بانتهاك حقوق الانسان و من خلال مشاهدة صورهم يبدون رابطي الجأش غير شاعرين بالقصور و التقصير .. وهم الطرف الوحيد الذي لم يبد رأيه الى هذا الحين فقط تحدثت الميديا الامريكية و صدقناها .. ولم نرتب بالصور التي تماهت مع بعض صور الانتهاكات في ابي غريب .. و قد سألت البعض ما هي مصلحة ادارة و عمال الملجأ من تعرية الاطفال اصحاب الاحتياجات الخاصة .. هل في ذلك كسب تجاري .. اكاد اقطع ان البشاعة في الصور متعمدة لها اهداف خاصة .. منها اضفاء صفة الهمجية و الوحشية على الشعب العراقي برمته .. وهذا ما لجأت اليه مواقع غير محترمة و مواقع عراقية خسيسة لم تحاول ان تنزه ساحة الشعب العراقي عن مثل هذه المثالب المهولة .. و كأن الذين اقشعرت جلودهم لهذا الحادث الجلل و الفضيحة الشوهاء ليسوا عراقيين .. و كأن المستشفى الذين رعاهم ليسوا عراقيين .. ترى لماذا نحن مولعون بالتركيز على الفضائح .. هل هناك كلب واحد تحدث عن الروح الانسانية التي تحلى بها المواطنون الذين شاهدوا الاطفال و تبرعوا لهم بالملابس .. و هذا التعاطف الشعبي الكبير مع الاطفال لماذا لا يذكره احد .. نحن الذين انفعلنا و هجنا السنا عراقيين .. لسنا اهل الشقاق و النفاق ؟ المنافق يا هؤلاء هو الذي ينشئ موقعا و يقبض سرا اجور التشهير و نشر الفضائح .. و المنافق الحقير هو من يحاول تلميع البسطال الامريكي مصحوبا بألوان الشتائم التي تكال للشعب العراقي .
لا انكر الهمجية و التصحر و الحالة الاعرابية التي تعيشها الفئات البدوية في الشعب العراقي .. لكن الشعب يبقى كما كان مغلوبا على امره .. فيكفي عند شعب مولع بالتصرفات المجدية و العمل المدروس و الهدف الكبير ان ينأى احيانا عن صراعات لا ناقة له فيها و لا جمل حسب تصوره .. و ليس هناك عراقي حصيف يريد ان يذهب عبثا بين الارجل .. مجتمع يحتاج الى قدوة و زعيم كبير يرخص روحه من اجلهم و يرخصون ارواحهم من اجله .. اما و قد تلاشت القيم عند الزعماء الجدد و اندحرت الاخلاق و بان الفساد الذي جلبه معه المحتل الامريكي الغاشم فليس هناك عراقي _ لقصور في الوعي الاخلاقي الاسمى طبعا _ ان يضحي من اجل الاخرين او ان يحرق نفسه من اجل الاخرين خصوصا اذا لاحظ انه سيكون مرقاة لغيره و سلما يصعد من خلاله هؤلاء الى المطالب الدنيوية الخسيسة. .
و الان على اذيال الغرب و اذنابه ان يفهموا اننا عند الفضائح و المنكرات الاجتماعية نرجع الى محمد بن عبد الله سيد الخلق و نرجع الى اميرنا و امامنا الامام علي بن ابي طالب .. لا امريكا و لا اعلام امريكا بامكانه ان يمحو تاريخ العار و الجريمة و الاستلاب الذي يمتلئ به تاريخها العفن و لا يزال يطلب المزيد .في طريق الاصلاح سنرجع لتلك السير العطرة .. لجوع محمد الدائم و حدبه و عطفه و لطفه وروح المحبة و العدالة العلوية و فضائل اهل البيت و لا علاقة لنا بتاريخ امريكا العار .الرجوع عند المحن لعدالة علي .. لا للمحبة الامريكية المصطنعة الزائفة , فنحن قوم لا تعبر علينا الافلام و لا تغرينا السيناريوهات الهوليودية ,
و نميز بين الغث و السمين , و سيقوم الشعب يوما لأعادة الكرامة المغتصبة و منها كرامات هؤلاء الاطفال الذين هتكت حيثياتهم و خصوصياتهم بمشروع امريكي اغبر و نشرت صورهم المسيئة على الملأ كما فعلها اخوة لهم من قبل .. ان هذه الفضيحة هي فضيحة امريكية بالدرجة الاساس و ستكون فضيحة عراقية حين تكشف كافة ملابسات القضية .. اقول هذا عن علم بما يجري من تعامل مهني روتيني , وظيفي , يخرج منه السلوك الانساني اللائق بسبب العادة و الممارسة الطويلة .. انا لا اريد ان ادافع عن الموظفين في ذلك الملجأ .. الا اني اعرف حالات من هذا النوع كانت تلاقي نوعا من الصرامة الظاهرية _ كالتقييد و التكبيل مثلا _ تمارسها بعض العوائل مع المرضى من فلذات اكبادها .. يجب ان يفسح المجال كاملا للمتهمين ليدلوا باقوالهم و تفسيرهم لمثل هذا الوضع الشاذ .
كما يجب ايضا و لو على مستوى المقبل من المراحل التاريخية التي و لا شك سيخطو نحوها الشعب العراقي ان يوضع حد للاستهتار الهمجي الامريكي .. و تلاعبه و الاعيبه الصبيانية و اساليبه الكريهة في تسويق نفسه على حساب كرامتنا و طيب طينتنا و نبل تعاطينا الاجتماعي المعروف .
الا اني اصر في الوقت ذاته على التأكيد على النفع المتوقع من هكذا اثارات مغرضة .. فأنا اؤمن ان البهتان احيانا قد يؤدي الى المزيد من الحرص و الى المزيد من بذل الجهد من اجل دفع التهمة و اثبات حسن النوايا بجميل الافعال
و مراد النفوس أصغر من أن تتعـــــادى فيه و أن تتفــــانى