النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    30,109

    محمد حسين فضل الله يقود "حــوزة عامــل" نحو الجمع بين العلم الحوزوي والنظام الأكاديمي

    [align=center]


    [/align]
    [align=center]يشرف عليها المرجع محمد حسين فضل الله[/align][align=center][mark=000066]" المعهد الشرعي " حوزة خرجت الألوف مــن العلماء والمفتين والقضاة والسياسيين [/mark][/align]
    [align=center][/align]


    [align=justify]تتباين الأرقام في عدد الحوزات العلمية الموجودة في لبنان، ففيما يذكر البعض أن العدد الإجمالي هو 30 حوزة موزعة على المحافظات اللبنانية باستثناء الشمال، يستقر الرقم لدى بعض المشتغلين في هذا المجال على 38 حوزة.

    في هذه الحلقة، ندخل إلى واحدة من هذه الحوزات، هي حوزة المرجع الشيعي، السيد محمد حسين فضل الله، والمسماة حوزة المعهد الشرعي، وهي واحدة من أقدم الحوزات المعروفة حالياً. على أنها ليست الأقدم في تاريخ الحوزات، إذ منذ قرون كانت هناك حوزات منتشرة في المناطق اللبنانية، ولا سيما في جبل عامل. وقد لعبت هذه الحوزات دورها العلمي والديني عندما كانت المنطقة تفتقد إلى أمرين معاً، أولاً: المؤسسات التربوية ـ التعليمية، وثانياً: الاعتراف من جانب السلطات العثمانية والانتدابية بالمذهب الجعفري.

    هذه الحالة تغيرت منذ عقود طويلة، ونشأت أولاً المدارس الخاصة في الجنوب وتلتها المدارس الرسمية، ثم تمَّ الاعتراف بالمذهب الجعفري وبالشيعة كإحدى طوائف لبنان الرئيسية فيه. وبات هناك قضاء شرعي جعفري أسوةً بما هي عليه الطوائف الأخرى، التي تدير أحوالها الشخصية تبعاً لموروثها الديني والفقهي.

    وأيضاً في غضون العقدين الأخيرين، نشأت عشرات المدارس الخاصة، مدارس لا يمكن أن توضع في خانة التعليم الديني، لكن أخذ الدين حيّزاً أساسياً من التدريس فيها إلى جانب المواد المقرّرة بحسب المناهج الرسمية. واستكملت الطائفة الشيعية في غضون هذين العقدين بناء مؤسساتها التعليمية الخاصة، ولحقت بما أنجزه سواها من الطوائف. وباتت المدرسة الرَّسمية، التي شكّلت على الدوام العمود الفقري للتعليم في الجنوب وبعلبك ـ الهرمل، كما هي عليه في المناطق الأخرى، في الموقع الأدنى، وضعف الاهتمام بها ونقص عدد طلابها، إلاّ أن هذا الأمر لم ينسحب على الجامعات، باعتبارها أكثر تعقيداً، وتتطلَّب تقاليد وإمكانات نوعية. وعليه، فقد اقتصر الأمر على الجامعة الإسلامية، بينما ظلت الجامعة اللبنانية هي موقع الاستقطاب على صعيدي الأساتذة والطلاب على حدٍّ سواء. ربما هذا السبب دون سواه يفسر التنافس الضاري على الإمساك بمقاليد الأمور فيها، إن لم يكن إدارياً، فطالبياً أيضاً.

    الحوزة وطبيعة الدراسة فيها:

    بالعودة إلى حوزة المعهد الشرعي، نشير إلى أنّ الحوزة ليست جامعةً بالمعنى المتعارف عليه، فالدراسة فيها تقتصر على العلوم الدينية، وعليه، فإنَّ مجال العلوم الدنيوية مفقود في بعضها، أو مقتصرٌ على بعض موادّ الإنسانيات في أكثرها حداثةً، أمَّا لجهة الطَّلاب، فلا يبدو شرط الحصول على البكالوريا ـ القسم الثاني في الكثير منها ضرورياً. ثم إن الدراسة في بعضها قد تتعدى ـ أو هي ضعف عدد ـ سنوات الدراسة في الجامعة العادية، حتى عندما كان الحصول على شهادة الليسانس يتطلب أربع سنوات. أيضاً هناك فوارق كثيرة على صعيد الهيئة التعليمية، ففيما تشترط الجامعة درجة الدكتوراه للتدريس، لا ضرورة لذلك في الحوزة.

    [align=center][frame="1 80"][align=center][mark=66CC99] [align=justify]يتولى المرجع فضل الله الإنفاق على الحوزات من أموال الحقوق الشرعية المدفوعة من مقلديه ، ويتنوع من النواحي الإدارية، مروراً بالطعام والشراب ويتجاوزه إلى المساعدة المالية للطلاب. [/align][/mark][/align][/frame][/align]

    والدراسة في الحوزة، كما كانت عليه قديماً، مرحلة وسطى يعقبها التوجه إلى النجف الأشرف للحصول من حوزاتها على الدراسة الكاملة والعودة بالتالي إلى لبنان. بعض العائلات كانت تدرج على إرسال أبنائها صغاراً إلى العتبات المقدَّسة، وهناك ينخرطون في مجرى التعليم الديني سنوات طويلة قبل رجوعهم إلى لبنان معمَّمين بعد الحصول على الإجازات اللازمة للتعليم والقضاء والوعظ والإرشاد وما شابه ذلك.

    يبلغ عمر حوزة المعهد الشرعي الآن أكثر من أربعين عاماً. وهو عمر ليس بالقصير على أيّ حال، وقد أسَّسها المرجع الشيعي، السيد محمد حسين فضل الله، إثر عودته من النجف. كان المركز الأوَّل للحوزة في منطقة النبعة التي امتازت بكثافة سكانية نازحة من قرى الجنوب وبلداته منذ الستينيات، وتصاعدت بعد فتح جبهة الجنوب على الصراع العربي الإسرائيلي في أعقاب نكسة العام 1967. أسسها السيد فضل الله بالاسم الذي ما زالت عليه، واستمرت في مكانها، وضمن قدرات وإمكانات تتلاءم مع الوضع الذي كانت عليه الطائفة والسيد في تلك الأيام، لكن ما لبثت الحرب الأهلية أن اندلعت واستهدفت النبعة أكثر من سواها، باعتبارها من معاقل المقاومة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية، فكان أن انتقلت الحوزة بعد سقوط تلك المنطقة إلى الضاحية الجنوبية، وتحديداً إلى حي السلم قرب مطار بيروت، وقد استمرت في حي السلم منذ العام 1976 إلى العام 1983 وشغلت مكاناً في مبنى الحسينية تحديداً، لكنها في العام 1983، انتقلت إلى منطقة بئر حسن، حيث بناؤها المؤلف من أربع طبقات، والذي ما زالت فيه إلى هذا اليوم.

    [align=center][frame="1 80"][align=center][mark=999999][align=justify]الدراسة في حوزة " المعهد الشرعي " تقتصر على العلوم الدينية، و بعض موادّ الإنسانيات في أكثرها حداثةً. [/align][/mark][/align][/frame][/align]

    بالنسبة إلى الإقبال على الحوزة، يقول مدير الدروس الشيخ د. خنجر حمية: يختلف عدد طلابنا باختلاف السنوات، فالإقبال يتغير من عام إلى عام، لكن منذ أن استقرّينا في هذا المكان، أي منذ ربع قرن إلى الآن، لا يقلُّ عدد الطلاب عن 150 طالباً سنوياً، موزَّعين على مراحل دراسية تعرف تقليدياً بـ: المقدمات، السطوح، ودروس الخارج. وهو التقسيم الذي ما زال معتمداً في حوزات النجف، مع محاولات للتجديد.
    حوزة الإخوة وحوزة الأخوات قبل المتابعة، نشير إلى أنّ شهادة الحوزة غير معترف بها من جانب وزارة التربية والتعليم العالي. هناك طلب في أدراج الوزارة للاعتراف بها، لكن لم يصل بعد إلى خواتيمه.

    [align=center][frame="1 80"][align=center][mark=CCCCCC][align=justify]هناك 150 مدرّساً في الحوزات ، منهم علماء معروفون، و نظام الأستاذية عبارة عن عقد سنوي، يتم على ضوء مؤهلات المتقدم بطلب التدريس، ومنها أن يكون خرّيج حوزة إجتاز المراحل الحوزوية كاملة و لا يوافق على أي أستاذ يود تجريب نفسه وكفاءته بالطلاب، بالإضافة الى إمكانية إلغاء عقده لو كان ضعيفا أثناء العام الدراسي . والحوزة تجمع بين أساتذتها المتفوقين من خريجي حوزاتنا ، ومن درسوا في حوزات النجف أو قم. [/align]
    [/mark][/align][/frame][/align]

    الأول: هو أن نعتذر منه حتى ولو كان في منتصف العام الدراسي، ولدينا في العقد الموقَّع معه ما يسمح لنا باللجوء إلى مثل هذا الخيار، إذ إن في النص شرطاً يسمح لنا بذلك إذا كان أداؤه متدنياً. أما إذا كان أداؤه متوسطاً : فننتظر معه حتى نهاية العام الدراسي، ونبحث عن الأفضل منه ونأتي به. لكن أساتذتنا في الإجمال هم من ذوي الكفاءة التدريسية، باعتبارهم من الاختصاصيين في مجالاتهم، ومن ذوي الخبرة في المجال التعليمي.

    أمَّا مؤهّلات هذا الأستاذ في الحوزة، فهو أن يكون خرّيج حوزة. هناك قسم من متخرّجي حوزاتنا في لبنان، ونختار من بين المتخرجين المتفوقين في مجالات التدريس. كما أن قسماً من المتخرجين هم من الذين درسوا في حوزات النجف أو قم، وبالطبع فإنّ المتخرج هذا يكون قد اجتاز المراحل الحوزوية كاملة. بالطبع لا نأتي بأيّ أستاذ يجرّب نفسه وكفاءته بطلابنا. يقول د. حمية: أنا والشيخ حسين الخشن مثلاً أكملنا دراساتنا في قم ثم عدنا إلى الحوزة لنمارس دوري الأستاذية والإدارة. أيضاً لدينا قسم من الأساتذة المتخصصين أكاديمياً، وعندما أشرت سابقاً إلى وجود 18 طالباً يعدّون الآن لشهادة الدكتوراه من الذين درسوا في المعهد، كنت أشير إلى أنّنا بتنا نملك رصيداً تعليمياً متخصّصاً من إنتاج الحوزة، ومعه بتنا نستغني تباعا عن أولئك الذين لا يملكون المؤهّلات الأكاديمية العليا.

    الترخيص المقدم إلى الوزارة مزدوج، أحدهما باسم المعهد والآخر باسم معهد اقرأ للعلوم الإسلامية والتربوية. والواضح أن الأخير يشمل قسمي العلوم الإسلامية والتربوية، وكلاهما جرى التقدم به منذ أيام الوزير عبد الرحيم مراد، علماً، وكما يقول د. حمية، أنّ الطلب مكتمل، ونأمل في الحصول على الموافقة، بعد أن تقدمنا بخرائط تفصيلية للمشروع على مساحة خمسة آلاف متر مربع، وبمواصفات هندسية عالية، بما يتضمنه من أقسام وقاعات وملاعب ومكتبات ومكاتب.

    أيضاً لا بدَّ من الإشارة إلى وجود قسم للأخوات. هذا القسم كان محلّه في منطقة صفير شرق الضاحية الجنوبية، لكن العدوان الذي تعرض له لبنان، وخصوصاً الضاحية الجنوبية، أدَّى، وبعد الدمار الذي تعرضت له مؤسسات جمعية المبرات، إلى استعمال المبنى لغير الدراسة الحوزوية للإناث. فكان أن انتقل هذا القسم إلى حي السلم حيث توفّر المبنى. العدد في هذا القسم يرتفع ويهبط كما يذكر حمية، لكنه في غضون السنوات الأربع الماضية، لا يقلّ متوسطه سنوياً عن 60 طالبة. في هذا القسم تبدو الشروط مخفَّفة عن الشروط المطلوبة عند «الأخوة». إذ لا يتم اشتراط البكالوريا ـ القسم الثاني، باعتبار أن الطالبات المتخرجات لن يشتغلن بالبحث الديني، أو يصبحن مبلّغات للدعوة. إذ إن الهدف ـ كما يحدده حمية ـ ليس أكثر من تزويد الأخوات بثقافة دينية تعطيهن مفاتيح العلوم الدينية، مضافاً إلى الثقافة العامة التي تفيدها في منـزلها أو في علاقاتها، لذلك فإن مدة دراستهن أربع سنوات لا ثماني سنوات، كما هو الحال عند الأخوة. وهذا مردّه إلى اختلاف ظروفها عن ظروفه.

    [align=center][frame="1 80"][align=center][mark=000000] [align=justify]هناك طلب لوزارة التربية والتعليم العالي للاعتراف بشهادة الحوزة لم يصل بعد إلى خواتيمه.[/align][/mark][/align][/frame][/align]

    يضيف د. حمية: هناك قسم من طالباتنا يتجهن إلى مدارس جمعية المبرات ويتولين التدريس الديني للفتيات، لكن دراستهن في غضون السنوات الأربع لا تقتصر على هذا الجانب، إذ تشمل التعليم العام والتربية، إضافةً إلى تولي بعضهن مسألة الإشراف الرعائي أو الديني أو التربوي في مؤسسات المبرات. فمثلاً لدينا في مبرات الأيتام ما لا يقل عن 3600 يتيم، وقد تضاعف العدد لدينا بعد عدوان تموز، ونحن نخصص لكل عشرة أيتام مربيتين، لذا نحن نهيئ طالباتنا ونزوّدهن بالطرق والأساليب العلمية للقيام بهذا الدور، من خلال تدريس مواد علم النفس التربوي، وعلم نفس الطفل والأم، وعلم الاجتماع وغيرها من المواد.

    وإذا كانت دراسة "الأخوة" ثماني سنوات، فماذا يدرس الطالب في غضون هذه السنوات الثماني؟ وكيف تقسم مراحل الدراسة الحوزوية التقليدية بما هي: المقدمات والسطوح ودروس الخارج؟

    عن هذا السؤال يجيب د. حمية قائلاً: منذ 7 سنوات غيّرنا في النظام شكلاً، أي قسمنا الدراسة إلى سنوات، بات لدينا عام دراسي مقسَّم إلى فصلين، وكل فصل مقسم إلى أشهر، يخضع الطالب في نهايته إلى امتحان صفي فصلي. أي أن نظامنا بات شبيهاً بالأنظمة الأكاديمية في الجامعات. وتبعاً لذلك، بات الطالب مضطراً إلى النجاح طوال السنوات الدراسية الثماني، يخضع في غضونها كل عام إلى امتحانين؛ أحدهما في منتصف العام، والآخر في ختامه، ولا يمكن للطالب أن يتخرَّج إلاّ إذا اجتاز كل هذه الامتحانات، وفي كل السنوات.

    [align=center][frame="1 80"][align=center][mark=CCCCCC][align=justify]أكثر طلاب الحوزة يجمعون بين الدراسة الحوزوية والدراسة الأكاديمية في الجامعات، بنسبة 85 % ومنهم من يتابع دراساته العليا للحصول على الماجستير و الدكتوراه.[/align] [/mark][/align][/frame][/align]


    أما عن شروط الدخول إلى الحوزة، فيصفها حمية بأنّها شروط علمية وشروط أخلاقية، كذلك هناك شرط له علاقة بالسن. الشرط العلمي هو أن يحصل على الثانوية العامة، وأن يجتاز أيضاً امتحان الدخول الذي نجريه في مادتي الثقافة العامة واللغة العربية، حيث على الطالب المتقدّم تحليل نص لإظهار قدراته اللغوية والثقافية. وبعد نجاحه في امتحان الدخول، يدرس الطالب لمدة ثلاثة أشهر كاختبار إذا ما كان باستطاعته أن يواكب الدراسة بشكل ناجح أم لا.

    الناحية الأخلاقية لها أهميتها لدينا، إذ يجب أن يكون الطالب معروفاً بسلوكه الحسن، وأن يحصل على تنويه من عدد من العلماء والمشهود لهم. ثم هناك شرط يتعلق بالسن، إذ يجب ألا يتجاوز عمر الطالب ال 21 عاماً عند الدخول، وهذا سببه مسألة الإعفاء من الخدمة الإلزامية.

    المتخرجون ومصائرهم:

    ويسير د. حمية إلى أنّ أكثر طلاب الحوزة، ومنذ عشر سنوات تقريباً وحتى اليوم، يجمعون بين الدراسة الحوزوية والدراسة الأكاديمية في الجامعات، إذ إن نسبةً لا تقل عن 85 بالمئة يكملون دراستهم في الجامعات ويحصلون على الليسانس، ومنهم من يتابعون دراساتهم العليا للحصول على الماجستير، وهناك أكثر من 18 طالباً من طلاب الحوزة يتابعون للحصول على الدكتوراه.

    ولا بدّ من الإضافة إلى أنّ لدى المعهد فرعاً في مدينة صور، اسمه المعهد الشرعي أيضاً، وهو عبارة عن مدرسة قديمة أوكل أمرها السيد هاشم معروف الحسيني إلى المرجع الشيعي السيد محمد حسين فضل الله، أما خارج لبنان، فهناك حوزة المصطفى في منطقة الست زينب في دمشق، وهذه الأخيرة من أكثر الحوزات نشاطاً، ويأتيها الطلاب من دول الخليج وسوريا، وقد خرَّجت هي الأخرى أعداداً كبيرة، وتخضع للنّظام الدراسي المذكور نفسه، ويقدم السيد فضل الله فيها ثلاثة دروس أسبوعياً لمرحلة الدروس العالية منذ خمسة عشر عاماً وحتى اليوم.

    [align=center][frame="1 80"][align=center][mark=000033][align=justify]النظام الدراسي في الحوزة شبيه بالانظمة الاكاديمية الجامعية وهو مقسم إلى سنوات، وعبارة عن عام دراسي مقسَّم إلى فصلين، وكل فصل مقسم إلى أشهر، في نهايته امتحان صفي فصلي . حيث الطالب مضطر اذا اراد التخرج و النجاح من اجتياز جميع الامتحانات طوال سنوات الدراسة. [/align][/mark][/align][/frame][/align]

    إذاً يتبين أنّ في الضَّاحية حوزتين، إحداهما للذُّكور والثانية للإناث، وكذلك ثالثة في صور ورابعة في دمشق، وعدد المتخرجين منها لم يحص على نحو دقيق، لكنه على حدّ ما يقول رئيس مجلس الحوزات، الشيخ حسين الخشن، بالألوف. منهم ليس أقلّ من ألف من معهد المجلس، حتى إنّه يقدَّر أنّ نصف عدد رجال الدين في لبنان، بمن فيهم أساتذة الحوزات، ومفتون وقضاة وسياسيّون، تخرجوا من الحوزة والمعهد. وأكثرية المتخرّجين تعمل في مجال الدين والحياة السياسية، فالشيخ نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله، هو من متخرجي الحوزة. أيضاً من ضمن المتخرّجين من يتولَّون مسؤوليات العمل الديني خارج لبنان، أي في ديار الاغتراب، سواء في افريقيا أو أوروبا أو أميركا الشمالية.

    بعض المتخرّجين يعملون في مؤسسات المبرات، أو في المساجد أو المكاتب أو أئمة في القرى. هؤلاء يحصلون على مساعدة تبليغية، كما يقول حمية بحدود 300 ـ 500 ألف ليرة شهريّاً. وبالطَّبع، فإن هذا المبلغ لا يكفيه مع عائلته، وهناك مكتب لإدارة شؤون المبلغين والبعض ينصرف إلى العمل في مؤسّسات أخرى، ويعتاشون منها كما غيرهم، أي ينتمون إلى أجهزة المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى ويحصلون منه على راتب، أو تتولَّى مسؤوليّاتهم القرية وتتحمَّل أعباء إعالتهم عبر لجنة من أبنائها، كما أن هناك نظام الخمس والزكاة، وهو النظام الذي يصفه الخشن، بأنّه يستطيع أن يوفِّر قدرات كبيرة، باعتباره أحد المصارف الأساسية الذي يتوجه نحو التبليغ الديني والإنفاق على رجال الدين.

    إذاً يعترف الخشن بأنّ المشايخ يعانون من مشاكل معيشية، إذ إن مؤسسة واحدة لا تستطيع تحمل مسؤولياتهم، ومثل هذا الأمر يحتاج إلى تنظيم من جانب المرجعية المسؤولة التي يتوجَّب عليها أن تدير أمر شؤون رجال الدين تنظيماً وإنفاقاً بما يكفيهم دون ترف. لكن ما يحدث، هو أن عدداً من رجال الدين يتَّجهون نحو القوى السياسية والفعاليات. نحن من جانبنا نشجِّع أن يكون رجل الدين عاماً، ولكن بعيداً عن زواريب الأحزاب وعصبياتها، لأن ابتعاده هذا يجعل تأثيره أكبر وأشد فاعلية من أن يكون تابعاً، علماً أنّ علينا ألا ننسى أنّ عمل رجال الدين في السياسة، ليس أمراً جديداً، لا على صعيد الطائفة الشيعية ولا على صعيد الطوائف في لبنان، كما يؤكد الخشن.

    [align=center][frame="1 80"][align=center][mark=990000] [align=justify]هناك اربع حوزات تتوزع على الضَّاحية و صور و دمشق، والإقبال يتزايد ولا يقلُّ عن 150 طالباً سنوياً، موزَّعين على مراحل دراسية تعرف تقليدياً بـ:المقدمات، السطوح، ودروس الخارج .وعدد المتخرجين من الحوزة والمعهد حتى الان بالألوف. منهم نصف عدد رجال الدين في لبنان، بمن فيهم أساتذة الحوزات، ومفتون وقضاة وسياسيّون كالشيخ نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله،[/align]
    [align=justify]وهناك من يتولون مسؤوليات العمل الديني خارج لبنان، و ديار الاغتراب، كافريقيا و أوروبا و أميركا الشمالية. [/align]
    [/mark][/align][/frame][/align]

    مع ذلك، يضيف الشيخ الخشن، إنّ هناك قصوراً من جانب المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى كمؤسسة في إدارة شؤون رجال الدين الشيعة. السبب في هذا القصور، أنّه مؤسسة رسمية، وعليه أن يلعب دوراً أكبر مما هو عليه، وأن يتعاون في هذا الأمر مع سائر المرجعيات والحوزات. ومن خلال موقعه المؤسسي هذا، عليه أن يعمل على تنظيم وضع الحوزة والعمامة ورجال الدين. فإذا شذَّ أحد رجال الدين، لا يستطيع سوى مؤسسة المجلس أن ترفع الغطاء عنه. وكي لا نصل إلى مثل هذه الأمور، يجب أن يناط بالمجلس القيام بدور الرعاية لرجال الدين ومساعدتهم. أي أن المطلوب منه هو دور أكبر مما يلعبه حالياً.

    الأساتذة والمستوى

    يتم الإنفاق على الحوزات من قبل المرجع الشيعي، السيد فضل الله، والإنفاق الذي نتحدّث عنه متنوع، يبدأ من إدارة الحوزة، ويمرّ بالطعام والشراب، ويتجاوز ذلك كلّه إلى المساعدة المالية للطلاب. فالطالب الذي يعاني من قصور في تدبير إنفاقه الشخصي، يستطيع، كما يقول حمية، التقدم بطلب مساعدة مالية، ويحصل عليها، والمبلغ الذي تقدِّمه الحوزة في فروعها في لبنان أو خارجه، يتراوح بين مئة دولار، ومئة وخمسة وسبعين دولاراً للطلاب في المراحل المتقدمة. هذا من حيث الإنفاق على الطلاب، وتتمُّ تغطية هذه المبالغ من المكاتب التي يديرها المرجع فضل الله، والتي تحصل على الأموال من الخمس والزكاة التي يقدِّمها المتموّلون سنوياً كتكليف شرعي.

    إذاً يحصل طالب أو طالبة الحوزة على مساعدة مالية أو منحة دراسيّة خلال الأربع أو الثماني سنوات، وهذا يعني أنه لا يدفع للتسجيل والدراسة، إذ إن المبدأ هو مساعدة الطالب وتكفّله في سنوات دراسته. لكن مثل هذا الأمر لا ينطبق على الأستاذ المدرِّس في الحوزة، بطبيعة الحال، الذي هو مسؤول عن إنفاق عائلة. ولكن قبل ذلك، من أين يأتي أساتذة الحوزات؟

    يقول الشيخ حسين الخشن، إنّ لدى الحوزات ما لا يقلُّ عن 150 مدرّساً، وقد مر على الحوزة جيل كبير من الأساتذة، منهم علماء معروفون، أمّا نظام الأستاذية كما يقول حمية، فإنّه عبارة عن عقد سنوي، إذ إن على كل من يرى في نفسه القدرة على ممارسة هذا الدور، أن يتقدَّم بطلب للتعليم، وعلى ضوء مؤهلاته، يمكن أن يتم توقيع عقد سنوي معه. خلال العام الدراسي نجري تقويماً لأدائه ولمستواه من خلال التقارير عن وضعه وأدائه للطلاب. فإذا تبين لنا أنّ هناك مشكلات، يكون لدينا حلان مع الأستاذ غير الكفوء،


    [align=center][frame="1 80"][align=justify] [align=justify]مستوى أساتذة حوزة " المعهد الشرعي "عال وسمعتهم جيدة، بدليل الإقبال الذي تشهده، والتشدد الذي تممارسه في اختيار الطلاب، نظراً إلى طبيعة دراساتهم وإلى الآليّة المعتمدة في تقويمهم، بالتكامل مع سياسة إدارية تجاه الحوزة وأساتذتها وطلابها. حيث يسود فيها الحزم مع اللين والإنضباط دون العسكرة والكفاح من أجل تخريج طلاب على مستوى الرسالة التي عليهم إيصالها. [/align][/align][/frame][/align]

    يعتبر د. حمية أنَّ الكفاءة التدريسية والإدارية الغائبة عن الكثير من الحوزات، مدخل إلى مشكلات على مستوى الأداء، ومستوى التعليم، والفوضى في أعداد المتخرجين، وكل هذه أمور مضرّة بالحوزة وبالوضع العام، فعندما تخرِّج الحوزات الضعيفة طلاباً على مستوى متدنٍّ، أو تتسرَّع بوضع العمامة على رؤوسهم دون التأهيل الكافي، تسيء إلى العلم والعمامة معاً، وكم هناك من أعداد نشاهدها يومياً على هذا الصعيد.

    الأول: هو أن نعتذر منه حتى ولو كان في منتصف العام الدراسي، ولدينا في العقد الموقَّع معه ما يسمح لنا باللجوء إلى مثل هذا الخيار، إذ إن في النص شرطاً يسمح لنا بذلك إذا كان أداؤه متدنياً. أما إذا كان أداؤه متوسطاً : فننتظر معه حتى نهاية العام الدراسي، ونبحث عن الأفضل منه ونأتي به. لكن أساتذتنا في الإجمال هم من ذوي الكفاءة التدريسية، باعتبارهم من الاختصاصيين في مجالاتهم، ومن ذوي الخبرة في المجال التعليمي.

    أمَّا مؤهّلات هذا الأستاذ في الحوزة، فهو أن يكون خرّيج حوزة. هناك قسم من متخرّجي حوزاتنا في لبنان، ونختار من بين المتخرجين المتفوقين في مجالات التدريس. كما أن قسماً من المتخرجين هم من الذين درسوا في حوزات النجف أو قم، وبالطبع فإنّ المتخرج هذا يكون قد اجتاز المراحل الحوزوية كاملة. بالطبع لا نأتي بأيّ أستاذ يجرّب نفسه وكفاءته بطلابنا. يقول د. حمية: أنا والشيخ حسين الخشن مثلاً أكملنا دراساتنا في قم ثم عدنا إلى الحوزة لنمارس دوري الأستاذية والإدارة. أيضاً لدينا قسم من الأساتذة المتخصصين أكاديمياً، وعندما أشرت سابقاً إلى وجود 18 طالباً يعدّون الآن لشهادة الدكتوراه من الذين درسوا في المعهد، كنت أشير إلى أنّنا بتنا نملك رصيداً تعليمياً متخصّصاً من إنتاج الحوزة، ومعه بتنا نستغني تباعا عن أولئك الذين لا يملكون المؤهّلات الأكاديمية العليا.

    أما في الحوزات التي تتولّى تدريس الإناث، كما في حوزة حيّ السلم وفي المعهد في صور، فإن «الأستاذات» عددهن قليل، وعليه، ما زال الرجال هم من يتولى التدريس في هذه الحوزات. إذ إننا نرى أن تأهيل الفتيات للتدريس لا يمكن أن يتحقق في غضون أربع سنوات دراسة، هذا الأمر يحتاج إلى أكثر من عشر سنوات، بعضها قد يكون خارج لبنان كما ذكرت في النجف أو قم، وهو أمر ما زال متعذراً في مجتمعنا إلى حد ما.

    يجزم الشيخ حسين الخشن، بأنّ مستوى أساتذة المعهد الشرعي عال، نظراً إلى طبيعة دراساتهم وإلى الآليّة المعتمدة في تقويمهم، وهذا ما لا يتوفر في حوزات أخرى. ويعبر عن هذا التمايز الذي نقدمه، الإقبال الذي نشهده، والتشدد الذي نمارسه في اختيار الطلاب. إذاً يتمتَّع أساتذتنا بمستوى عال وسمعة جيدة، لكن هذه وحدها لا تحقق الهدف إذا لم تتكامل مع سياسة إدارية تجاه أنفسنا وأساتذتنا وطلابنا. كل هذه الأمور تلعب دورها، ونحن نعتمد طريقة الحزم مع اللين، والانضباط دون العسكرة بطبيعة الحال، إذ إننا نكافح من أجل تخريج طلاب على مستوى الرسالة التي عليهم إيصالها. بالطبع يؤدي مثل هذا الوضع إلى تفاوت بين الحوزات، إذ هناك حوزات تستحقُّ عشرة على عشرة، بينما هناك حوزات لا تتجاوز الواحد على عشرة، وهذه أقرب ما تكون إلى الدكاكين الصغيرة منها إلى الحوزة العلمية، والأخيرة يجب أن تقفل أبوابها وتصرف طلابها، لأنها تسيء إلى الحوزة وإلى العمامة التي تتولى إسباغها على طلابها أو متخرجيها.
    يعتبر د. حمية أنَّ الكفاءة التدريسية والإدارية الغائبة عن الكثير من الحوزات، مدخل إلى مشكلات على مستوى الأداء، ومستوى التعليم، والفوضى في أعداد المتخرجين، وكل هذه أمور مضرّة بالحوزة وبالوضع العام، فعندما تخرِّج الحوزات الضعيفة طلاباً على مستوى متدنٍّ، أو تتسرَّع بوضع العمامة على رؤوسهم دون التأهيل الكافي، تسيء إلى العلم والعمامة معاً، وكم هناك من أعداد نشاهدها يومياً على هذا الصعيد.

    أعداد فائضة؟!

    ازداد عدد رجال الدين الشيعة في العقود الأخيرة إلى ما هو غير مسبوق على صعيد الطائفة. كانت الحوزات القديمة ضعيفة القدرات والإمكانات، وكان عدد طلابها محدوداً، لأنها كانت في الأساس مرتبطة برجل دين واحد ومعه عدد من الأساتذة، وكانت تدرس كلَّ شيء؛ من القراءة إلى الحساب، إلى النحو والصرف والقرآن وغيرها. وكانت الحوزة المحلية في الجنوب عبارة عن مدرسة دينية تقود إلى النجف، وكانت الرحلة إلى النجف غير متوفرة أو متيسرة للكثيرين. لكن الذين كانوا يعودون من رحلتهم العلمية هذه، يعودون علماء بالمعنى الفعلي للكلمة. أكثر الأسماء الكبرى التي عرفها الجنوب وما زال هي من هذا القبيل الذي درس في النجف سنوات طويلة. الأوضاع العراقية خلال حكم صدام حسين من جانب، وانتصار الثورة الإيرانية من جانب آخر، وتهالك دور الدولة اللبنانية من جانب ثالث، وبروز الطوائف من جانب رابع... كل هذه فعلت فعلها في فورة تصاعدية تمثلت في الإقبال على التعليم الديني، خلاف ما هو عليه الوضع لدى طوائف أخرى. من العوامل التي دفعت إلى هذه الفورة، اتّساع الطلب، وهو طلب لا ينحصر بالساحة اللبنانية، بل يتجاوزه إلى ديار الاغتراب، حيث ينتشر أبناء الطائفة في كندا وأميركا وأوروبا وأفريقيا. وأيضاً فإن تراجع المدّ القومي واليساري لعب دوره على هذا الصعيد. وهكذا تكاملت جملة أسباب بعضها مع بعض، لتدفع أعدادا كبرى للتوجه إلى الحوزات والتخرج منها. يكفي فقط حضور أسبوع أو مناسبة دينية لتبيان العدد الكبير من رجال الدين، علماً أنه في السابق كان يقتصر الأمر على حضور رجل الدين المحلي أو من المجاورين في غالب الأحيان. فضلاً عن عدد الحوزات وما تضمه من طلاب.

    [align=center][frame="1 80"][align=justify][mark=990000][align=justify]هناك حوزات تستحقُّ عشرة على عشرة، بينما هناك حوزات لا تتجاوز الواحد على عشرة، وهذه أقرب ما تكون إلى الدكاكين الصغيرة منها إلى الحوزة العلمية، والأخيرة يجب أن تقفل أبوابها وتصرف طلابها، لأنها تسيء إلى الحوزة وإلى العمامة التي تتولى إسباغها على طلابها أو متخرجيها.والمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى مطالب كمؤسسة في إدارة شؤون رجال الدين الشيعة بلعب دور أكبر تجاه تنظيم وضع الحوزة والعمامة ورجال الدين. فهو وحده القادر على رفع الغطاء عن أي عالم سيء. [/align] [/mark][/align][/frame][/align]


    يؤكِّد الشيخ حسين الخشن تضاعف عدد رجال الدين الشيعة في غضون العقد ونصف العقد المنصرمين، وأنّ فترة الثمانينيات هي التي شهدت الإقبال الكبير على الحوزات بما لا يقاس بالفترة السابقة، عندما كانت أعداد طلابها متواضعة. يعيد الشيخ الخشن السبب الرئيسي إلى ظهور الإسلام السياسي على المسرح، والدور الجديد الذي بات يلعبه رجل الدين وفاعليته، مستنداً إلى دعوة من الواقع العام للقيام بهذا الدور. إذاً يربط الشيخ الخشن الفورة بالسّبب السياسي والمجتمعي، ولكن لا أحد يستطيع تحديد عدد رجال الدين الشيعة الآن. هل هو ألف؟ ألفان؟ ثلاثة؟... لا أحد يدري.

    مع ذلك، يعتقد الشيخ الخشن، أنه على الرغم من هذا الإقبال، فإنّ العدد غير كاف للقيام بالشؤون التبليغية والدينية وإمامة الجمعة. ويشير الخشن إلى أنّ هناك نوعاً من أنواع الخلل في توزيع وتوزع رجال الدين الشيعة بين القرى والبلدات والمدن. إذ لو تحقق التوزيع العادل، لما كان هناك من فائض، حتى ولو كان العدد يفوق الألف رجل دين في بلد مثل لبنان، إذ إن المهام متنوعة ومتعددة. وهو أمر طبيعي كما يراه، باعتباره يختلف عن تلك المرحلة التي كان فيها التوجه إلى النجف أو قم أمراً متعذراً أو صعباً لدى الكثيرين. الآن بات في الإمكان التخرج من لبنان أو سوريا، أو السفر إلى إيران إذا تعذَّر قصد العراق للأسباب المعروفة. فالاستقرار السياسي والأمني الذي عرفته قم مثلاً، أدى إلى قصدها من جانب الكثيرين بدل اعتماد العراق، كما كان عليه سابقاً. قسوة النظام العراقي من جهة، وانتصار الثورة الإسلامية وقيامها برعاية هؤلاء الطلاب، عوامل ساهمت في التوجه نحوها، لكن لدى الحديث عن أعداد المتخرِّجين، لا بد من عطف ذلك كلّه على قيام الحوزات في لبنان. كلها عوامل لعبت دورها في «النهضة العلمية».

    النجف أم قم؟

    هناك من يشير إلى نوعين من التشيع في لبنان، وصراع مستتر أو معلن بينهما. الأول: وهو الذي يعود في مرجعيته إلى النجف، باعتبارها «فاتيكان» الطائفة منذ قرون، والثاني: وهو الذي يعتبر مرجعيته في قم التي يراها البعض عاصمته الدينية.

    [align=center][frame="1 80"][align=justify][mark=00FF00][align=justify]يصرح القائمون على الحوزة من أنهم يشجعون رجل الدين على الابتعاد عن زواريب الأحزاب وعصبياتها، لأن ابتعاده هذا يجعل تأثيره أكبر وأشد فاعلية من أن يكون تابعاً ، ولكنهم يعترفون أيضا بأن مؤسسة واحدة لا تستطيع تحمل جميع حاجات الأساتذة وطلبة العلم بما يصل الى مايتمنونه حيث الحاجة تتزايد على المرجعية المسؤولة عن إدارة شؤون رجال الدين تنظيماً وإنفاقاً وبما يكفيهم دون ترف. مما يؤدي الى انتساب رجال الدين لمختلف القوى السياسية والفعاليات.[/align] [/mark][/align][/frame][/align]

    ترتبط بالخيارين عوامل ثقافية بالتأكيد، إضافةً إلى المناخ العراقي ـ العربي، والإيراني الفارسي، خصوصاً أنّ الطالب الذي يذهب إلى إيران هو بأمسِّ الحاجة إلى دراسة اللغة الفارسية وإجادتها. كما كان عليه الطلاب الذين يذهبون إلى الدول الاشتراكية قبل انهيارها، ويتعلّمون لغاتها ويدرسون على أساتذتها.

    بالتأكيد تضاءل دور النجف خلال حكم الطاغية صدام حسين الذي امتدَّ إلى ثلاثة عقود، ثم زاد الاحتلال الأميركي «الطين بلة»، وبات العامل الأمني حاضراً لدى أيّ خيار. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه:هل الوضع على هذه الصورة، أم إن الفعل هو خلاف ذلك، لجهة حضور الفكر الشيعي بمصدريه في كل من النجف وقم على حد سواء؟

    يجيب الشيخ الخشن قائلاً: صحيح أن النجف ذات مناخ عربي بسبب البيئة العربية العراقية للمدينة والمدن العراقية، لكن علينا أن ننتبه إلى أن عمالقة التعليم الديني الذين تولوا التدريس فيها، كانوا في معظمهم من الإيرانيين لا العراقيين، أيضاً كان من بين الأساتذة من هم من أفغانستان، حيث كان هؤلاء لا يجيدون الإلقاء بالعربية، فيقدمون دروسهم بلغاتهم، ولم ينظر أحد إلى ذلك على أنه غريب. أنا من الذين درسوا في قم، وهناك الكثير من الأساتذة العرب الذين يعلِّمون في حوزاتها، ولم يطلب أحد منهم أن يتولّى التدريس بالفارسية. هذا لا يمنع من القول إن معظم الدروس تتمُّ بالفارسية. أيضاً الطالب الذي يخرج من الحوزة إلى السوق، عليه أن يتفاهم ويتواصل مع الآخرين بالفارسية. لكن معظم الكتب هي كتب عربية، فكتب الفقه والأصول هي بالعربية، ونادراً ما تجد كتاباً بغير هذه اللغة. العربية تتمتع بموقع لا يبارى في علوم الفقه، لذلك حتى في قم هي الأساس.

    يستنتج الشيخ الخشن على ضوء عدد من أسماء العلماء الذين يذكرهم في كلّ من النجف وقم، أنّه ليس صحيحاً القول إن هناك حوزة فارسية وحوزة عربية، إذ هناك أساتذة إيرانيون يتولّون التدريس بالعربية ويحنُّون إلى النجف، وهؤلاء بالعشرات، كما هناك أساتذة عرب كبار يدرِّسون أحياناً بالعربية أو الفارسية تبعاً للمادة، لكن الأصول والفقه والحديث وغيرها من الأصول في الأعمَّ تدَّرس بالعربية.

    يختم بالقول: لا أثر للصراع في الحوزة سواء كانت في النجف أو قم، كل ما يطغى هو حصيلة المناخ السياسي السائد، وليس حصيلة هذه المؤسسة التعليمية، سواء كانت في العراق أو في إيران. علماً أنّه لا يمكن المقارنة بين الأوضاع في كل من العراق وإيران، والأخيرة تشهد بالتأكيد نهضة علمية ومؤسساتية واسعة تتوفر فيها الإمكانات الكبرى على صعيد مدن الطلاب، والمدارس، والحوزات، ودور النشر والكتب والمطبوعات والمساعدات وما شابه.


    زهير هواري

    جريدة السفير
    [/align]





  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jul 2005
    المشاركات
    187

    افتراضي

    ندعو الله ان يطيل بعمره الشريف وأن يزيدما من بركات وجوده بيينا .
    [align=center][/align]
    [align=center]الله ينصرك على أعدائك بحق محمدٍ واله الطاهرين[/align]




    .

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني