
عقد الزعيمان الشيعي عمار الحكيم والسني الشيخ احمد ابو ريشة الاحد في مدينة الرمادي عاصمة محافظة الانبار المضطربة غرب العراق، لقاء رمزيا هو الاول من نوعه بين شخصيتين تتمتعان بثقل لدى الطائفتين وذلك تحت حماية الجيش الاميركي المشددة. وعمار الحكيم هو نجل عبد العزيز الحكيم زعيم الائتلاف العراقي الموحد الحاكم، ونائب رئيس المجلس الاعلى الاسلامي احد الاحزاب الشيعية الرئيسية في البلاد. اما احمد ابو ريشة فهو زعيم تحالف العشائر السنية التي تقاتل تنظيم القاعدة الى جانب الجيش الاميركي. وتكتسي هذه الزيارة بعدا رمزيا يعبر عن السعي الجدي لوقف اعمال العنف الطائفية لاسيما وانها الاولى لمسؤول كبير في المجلس الاعلى الاسلامي الى مدينة الرمادي الواقعة على بعد 100 كلم غرب بغداد والتي تعتبر معقلا للسنة وشكلت لفترة طويلة معقلا للمقاومة المناهضة للاميركيين وللمعارضة للحكومة العراقية التي يرأسها الشيعة.
والشيخ احمد هو الشقيق الوحيد المتبقي من عائلة الشيخ عبد الستار ابو ريشة الزعيم القبلي السني الذي اغتيل في 13 ايلول/سبتمبر في الرمادي بعد عام من تشكيل "مؤتمر صحوة الانبار" في 2006 في اول مبادرة من نوعها لقيام تحالف قوي يضم قرابة 40 عشيرة معروفة. واحيطت زيارة عمار الحكيم (36 عاما) الى الرمادي الاحد بتكتم شديد. ويعتبر المجلس الاعلى الاسلامي فاعلا اساسيا في الاغلبية البرلمانية الداعمة لحكومة نوري المالكي.
ورافق عمار الحكيم خلال زيارته هادي العامري زعيم منظمة بدر، التابعة للمجلس الاعلى الاسلامي. وقد انضم اعضاء منظمة بدر المعروفة بنفوذها القوي الى صفوف الشرطة والجيش العراقيين، لكنهم اتهموا بالضلوع في اعمال عنف. وعقد لقاء الحكيم والشيخ احمد في دار ضيافة مؤتمر الصحوة في الرمادي. ونشر الجيش الاميركي قوة كبيرة لحمايتهما، كما نشرت وحدات من الجيش والشرطة العراقية.
وفي كلمة مقتضبة، دعا الشيخ احمد الى "تناسي النزاعات ونبذ العنف والطائفية"، معلنا انه سيواصل القتال ضد عناصر تنظيم القاعدة الذين اعلنوا تبنيهم للاعتداء الذي اسفر عن مقتل اخيه. واثنى عمار الحكيم على الشيخ عبد الستار الذي وصفه بانه "بطل وطني حقيقي"، مؤكدا ان "ارض العراق ملك للجميع، شيعة وسنة واكرادا".
وكان عمار الحكيم اعلن السبت رفضه لوجود "قواعد ثابتة" لقوات اجنبية في العراق، مؤكدا العمل على "اتفاقية امنية مع الطرف الاجنبي تضمن للعراق خروجه عن الوصاية الدولية واستعادة سيادته الكاملة". كما دعا عمار الحكيم الى تشكيل الاقاليم في العراق في اطار نظام فدرالي لانه في "مصلحة الشعب العراقي" واحد "المداخل" للحفاظ على وحدة هذا البلد.
ودعا الحكيم امام جمهور غفير بعد صلاة عيد الفطر التي اقامها في بغداد الى "العمل لتشكيل الاقاليم والسير باتجاه النظام الفدرالي (...) بدءا من اقليم جنوب بغداد الى الاقاليم الاخرى". ورأى الحكيم ان ذلك "مصلحة عراقية وقرار عراقي وارادة عراقية". ويدعو عبد العزيز الحكيم باستمرار الى اقامة فدرالية الجنوب والوسط على غرار اقليم كردستان. لكن مطالباته لم تلق تجاوبا في بعض الاوساط السياسية وخصوصا لدى العرب السنة الذين يعتبرون انها قد تكون مقدمة لتقسيم العراق. ويمثل الشيعة اكثر من نصف السكان في العراق (نحو 60%) ويقيمون خصوصا في الجنوب.
http://www.baghdad4all.com/forum/sho...2724#post52724