القائمة العراقية تحتضر بانتظار شهادة الوفاة
http://shabab4u.com/Articles.aspx?id_Article=4805
حبيب النايف
استقطبت القائمة العراقية التي يراسها الدكتور اياد علاوي في بداية تشكيلها كثير من الوجوه الوطنية واللبرالية لخوض الانتخابات التي جرت في 15/12/2005مما اثار في وقتها كثير من النقاش والجدل السياسي حول دخول شخصيات او حركات سياسية لها ثقلها وتاريخها السياسي في تحالف كهذا بعد ان توجهت اصابع الاتهام الى علاوي بعلاقاته مع بعض العناصر التي كانت لها صلة بالنظام السابق التي عانى منها العراقيين الويلات لترسم لهم في نظر العراقيين صورة داكنة لتجعل صعوبة التعامل معهم وعدم الارتياح لاي جهد يجعل التقرب منهم مقبولا مما اثارنفور كثير من الناس من اقدام القائمة العراقية على التعامل مع مثل تلك العناصر .
ان هذا التحالف الذي كونته القائمة والذي اعتقد الكثير في حينها بانة سوف يحصد الكثير من الاصوات وذلك اعتماد على الوجوه والشخصات المنضوية تحتها ليعزز اعتقاد الاخرين بذلك لكن النتائج جاءت مخيبة للامال بعد ان كانت وفق مافرضته الظروف السياسية في وقتها وما كان يدور على الساحة العراقية نتيجة تدخل اطراف خارجية التي لعبت على بعض الارواق لغرض احداث قتنة طائفية تستطيع من خلالها تحقيق مأربها التي تصبو اليها لكن انتباه العراقيين لذلك فوت الفرصة عليهم وجعلهم يعيدو حساباتهم بعد ان ايقنو ان هذا الشعب لاتستطيع ان تغيره المحن وتثيره العواصف فبقى متماسكا بالرغم من حدوث بعض الحالات التي بدت ظاهرة للعيان وهي تصاعد عمليات العنف وتدهور الاوضاع الامنية وازدياد عمليات التهجير الطائفي في مناطق معينة مما جعل الناس تنحاز بشكل او باخر لكل من تحسه يستطيع الدفاع عنها وتلوذ بحماه بعد ان عجزت الدولة من السيطرة على الاوضاع وفرض سلطة القانون في كثير من المناطق مما ولد حركات متطرفة فرضت سيطرتها وسطوتها هناك لتوفر الدعم اللازم لها وجود الحواضن الامنة لقواعدها ليساعدها على النمو والانتشار كالسرطان الذي اخذ يسري بالجسد .
لقد تحققت نبوءة المشككين بمصداقية القائمة العراقية وعدم نجاحها في التعامل مع الوضع العراقي وفق اسس وطنية يدلل على اسمها وبرنامجها الذي طرحته وانما بدات تتخبط في سلوكها وعدم اعتمادها على منهج صحيح تسير عليه وفق رؤى جماعية واتفاق بين الاطراف المشكلة لها بل اعتمد على مايقوم به رئيسها اياد علاوي ومن يدور معه بنفس المحور لذا طالب كثير من الاعضاء من تصحيح هذا المسار من خلال توجيه النقد لما يجري وعدم موافقتهم له الا ان اراءهم لم تاخذ اية صدى وانما استمر ت التحركات تسير بسرعه وبدون أي اتفاف جماعي ليساعد على نمو كثير من الاصطفافات داخل القائمة و ظهور وجهات نظر متباينة حول كثير من النقاط الخلافية التي قد تعجل في سرعة نهايتها التي باتت وشيكة بعد ان استفحلت الخلافات وصعب توحيد المواقف حول كثير من القضايا العالقة مما ابقى عملية المد والجزر متواصلة من خلال التصربحا ت والتصريحات المضادة كذلك الابتعاد التام لرئيس القائمة عن مسرح الاحداث وتواجده المتواصل في دول الجوا ر لاجراء محدثات حول بعض الامور بدون الرجوع الى الاطراف الداخلة معه ليرفع عن القائمة جماعيتها وبالتالي يجعلها تسلك سلوك اخر غير الذي اختطته في بداية تشكيلها مما حدى ببعض اعضائها مثل (وائل عبد الطيف –مهدي الحافظ وغيره من اعلان عدم رضاهم بما يجري وبالتالي لايتحملون مسوؤليته وانما تصرفات شخصية تعبر عن وجهة نظر الاشخا ص الذين يقومون بها ليجعل كثير من اعضائها في حل عما يجري من لقاءات واتصالات يحسون انها ليست لصالح العملية السياسية وخدمة البلد وانما تسعى لتكريس تدخلات خارجية تجعل البلد بعيش في مازق قد يدفعه الى توتر اخر يضيف له هما هو في غنى عنه .
ان تلك التصرفات قد غذت روح الانقسامات بين اعضاء القائمة الذين اخذو يضيقون ذرعا بما يجري مما جعل كثير من الوطنيين يوجهون لهم اللوم باعتبار القائمة جزء من مشروع وطني يعمل جاهدا لبناء الوطن وفق اسس ومعايير ديمقراطية تتطلب القيام بتوحيد الجهود لغرض النهوض بالبلد والمساهمة بانهاء الاحتلال وبناء حكومة وطنية قادرة على معالجة المشاكل ووضع الحلول اللازمة لها من خلال تلاقح الافكار وتطابق الرؤى وفق ستراتيجية بعيدة المدى هدفها الاساسي اعادة بناء البنى التحتية المحطمة وكذلك تجاوز المرحلة السابقة التي عملت على تعطيل كافة الجهود الخيرة ان لم نقل قتلها نهائيا واعادة الحياة اليها من جديد لاداء دورها الفاعل والحيوي وبالتالي الانضمام في صف واحد وتهيئة الجميع للمساهمة في عملية التغيير المرتقبة بدون استثناء حتى لايكون هناك اية مجال لعملية الإنفراد بالسلطة واعادة الديكتاتورية من جديد .
لذا طالبت الاصوات المنادية بتغيير هذا المسار واللجوء الى اسلوب الحوار الهادف بين الاطراف من اجل اتخاذ قرار جماعي يؤمن لها التواصل ومدها بالدعم والتاييد الذي يكون عونا لها في المستقبل بعد ان توالت الانقسامات التي ابتلت بها القائمة من خلال مايؤاخذ عليها لانصياعها لتعليمات خارجية من جهة وقيامها بالتفاوض مع اطراف بعثية تقود عملية القتل والدمار في الوقت الحاضر بحجة المقاومة مما اثار حفيضة العراقيين لما فيه من اثارة لمشاعرهم وعدم الاهتمام بها وذلك لان تلك العناصر سبق وان قامت بابشع المجازر وان كل ما يمر به البلد من ماسي نتيجة لاعمالهم السابقة وامتداد لها ودعمهم المتواصل للمتطرفين والارهابين لجعل الشارع العراقي ساخنا واثارة الرعب والفوضى لان تلك من سمات المرحلة السابقة التي ارادو لها الاستمرار لكن بعد ياسهم لجاو الى تلك الاساليب الشيطانية والتي ارادو منها توجيه الانظار عليهم واستمالت الراي العام لما يقومو به متوهمين انهم في حالة تستطيع ان تفرض نفسها على الساحة متناسين ان قصاص العراقيين سوف يطاردهم مهما طال الزمن لان ما قامو به لن يمر بسهولة ولازالت اثاره دامية .
ان توالي الانسحابات من القائمة حيث اعلن النائبان (حاجم الحسني وصفية السهيل )من انسحابهما من القائمة واعلان الاستاذ حميد مجيد موسى سكرتير الحزب الشيوعي العراقي بان مايقوم به اياد علاوي غير ملزمين به وقبلها عندما اعلنت القائمة من تجميد عمل وزرائها في الحكومة رفض وزير العلو م والتكنلوجيا من الانسحاب مما يدلل على عمق الهوة بين اعضاء القائمة وتفاقم أزمتها لان ما كان قد حذر منه قد وقع بعد ان تبينت النوايا الحقيقية لكل طرف واتضحت المواقف التي كانت متطابقة ولو جزئيا في فترة الانتخابات وعبور مرحلة معينة لذا شعر كل طرف بان التباعد قد اصبح واقعا ولايمكن تجاوزه لان الاهداف المعلنة للقائمة قد تجاوزت الحدود المرسومة لها وبالتالي عليها ان تتحمل نتائج ما تقوم به منفردة وعدم المجازفة بالمستقبل السياسي لقسم كثير من اعضائها الذين اعلنو عن عدم موافقتها على مايقوم به رئيس القائمة ومن يتوافق معه بالراي لذا بقت القائمة عاجزة عن اداء اية دور وتحولت للبحث عن توافقات جديدة تتلائم مع طروحاتها حتى لوكانت طائفية او عرقية قافزة بذلك على اهدافها الحقيقية التي اعلنتها سابقا متناسية وعودها التي قطعتها على نفسها بانها قائمة وطنية عراقية ليجعلها تترنح في مهب الريح وتحتضر لانها فقدت نسغ الحياة الذي يمدها بالديمومة بعد انفراط عقدها وابتعاد اكثر الاعضاء المؤثرين فيها لشعورهم بالضيق والتصرف الشخصي البارز الذي يدور خلف كواليسها لتكون بذلك قد حكمت على نفسها بالموت وتؤكد ما كان يقال عنها سابقا وتعيد الى الاذهان الانتقادات التي وجهت لقسم من الذين اصطفوا معها وحان الوقت لتصحيح المسار وعدم الانجرار اكثر من المسموح وذلك استجابة لمشاعر المواطنين وعدم التفريط بهم لانهم الصوت الاقوى الذي لايمكن تجاهله او اسكاته مهما طال الزمن .